الصوفيين
المسلمين .. والرهبان المسيحيين ( بالكامل ) قد اشتركا في السقوط في هاوية
الشرك بالله ..!!! ويرجع هذا الخطأ إلى أنهم قد قصروا معنى العبادة على :
وجود الفطرة الخاصة بإدراك وجود الإله داخل النفس البشرية فحسب .. مهما
كانت الصورة التي يظهر عليها هذا الإله في الديانات المختلفة .. بدون
الأخذ في الاعتبار " قضية الدين والتدين " بالشكل العلمي المتكامل والصحيح
.. والتي تعني التوجه الصحيح إلى الله ـ سبحانه وتعالى ـ للأخذ بأوامره
ونواهيه ..!!! ويرجع قيمة
هذا البحث ـ إلى جانب تبصرة المسلم بحقائق دينه وإيمانه ـ إلى أن الرهبنة
المسيحية تعتبر المقدمة الضرورية لرجل الدين المسيحي المسئول ـ بشكل مباشر
ـ عن قيادة وتضليل الشعب المسيحي ..!!! لذا فإلقاء الضوء على طبيعة إيمان
هذه الفئة وضلالها ـ ربما غير المقصود أيضا ـ ربما يقودها إلى الإيمان
المبني على العقل من جانب .. والاهتداء إلى الحقيقة المطلقة .. التي
يمثلها الدين الإسلامي من جانب آخر .وهكذا ؛ نكون قد حققنا مسئوليتنا في البلاغ الإلهي والشهادة .. كما جاء في قوله تعالى ..) وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا .. (143)(( القرآن المجيد : البقرة {2} : 143 )
كما نكون قد
واجهنا ـ بطريقة علمية ـ اعتقاد هذه الشعوب الضالة في ديانتهم الخرافية
والوثنية .. والتي تقضي بإبادة شعوب العالم الإسلامي .. ومحو الإسلام من
الوجود ..!!!وإلى حديث آخر إن شاء الله تعالى ..موقع الكاتب على الإنترنت :www.truth-4u.com
أو www.truth-2u.comهوامش المقالة :[1]
من مؤلفات الدكتور جيفري لانج .. كتاب : " الصراع من أجل الإيمان ـ
انطباعات أمريكي اعتنق الإسلام " طبعة 1998 / وكتاب : " حتى الملائكة تسأل
ـ رحلة إلى الإسلام في أمريكا " طبعة 2001 . الناشر : دار الفكر .[2]
" المسيح والنقـد التاريخي " ؛ القس أندريه زكي . دار الثقافة . صفحات :
12 ، 14 ، 17 . أنظر كذلك الكتاب الرابع من سلسلة : " الحوار الخفي ..
الدين الإسلامي في كليات اللاهوت " ؛ مكتبة وهبة .[3]" الدين والعلم وقصور الفكر البشري " ؛ نفس المؤلف . مكتبة وهبة .[4] بعد
أن طلبت مرارا ـ وبدون جدوى ـ من الكنيسة العربية رفع لفظ الجلالة " الله
" سبحانه وتعالى من الكتاب المقدس .. حيث لم يرد ذكر هذا اللفظ في الأصول
الأولى للغات الكتاب المقدس وهي : العبرانية والكلدانية واليونانية . قام
موقع " الحوار المتمدن " ( وهو من أشهر مواقع الإنترنت ) بنشر رد من كاتب
ـ جاهل ومتدني الفكر بكل المقاييس ـ يدعى كامل النجار ( وهو من أشهر
مدوّني أو كتاب موقع الحوار المتمدن ) .. يرفض هذه الدعوة بحجة أن لفظ
الجلالة " الله " كان معروف قبل نزول القرآن العظيم .. لذا يتحتم علينا
كذلك ـ نحن المسلمين ـ أن نحذف هذا اللفظ من القرآن المجيد ..!!! وأرد على
هذا الكاتب أو المدوّن الجاهل ـ وأرجو أن يفهم هذا الرد ـ بالآتي :
أولا : أن القرآن
العظيم قد عرّف لفظ الجلالة على طول آياته بأنه : " الله " ( جل جلاله )
.. كما رأينا في العرض السابق وفي مقالات سابقة .. بينما ـ في المقابل ـ
نجد الكتاب المقدس قد عرّف لفظ الجلالة بأنه يهوه .. كما جاء في النصوص
التالية :
[(15) .. هكذا تقول لبني إسرائيل يَـهْوَهُ إله آبائكم .. أرسلني إليكم .. هذا اسمي إلى الأبد ..]
( الكتاب المقدس : خروج {3} : 15 )
[ (18) ويعلموا أنك اسْمُكَ يَـهْوَهُ وحْدَكَ العَلِىُّ على كُلِّ الأرْضِ ]
( الكتاب المقدس : مزامير {83} : 18 )
فإذا قام الكتاب
المقدس بتعريف لفظ الجلالة بأنه : " يهوه " ، وليس " الله " ، فلماذا ـ
إذن ـ لم يتمسك المسيحيون بهذا اللفظ " يهوه " .. ويتم استخدامه على طول
الكتاب المقدس بدلا من استخدام لفظ الجلالة الإسلامي " الله " جل جلاله ..
والذي لم يرد ذكره في الأصول الأولى للكتاب المقدس والتي كتبت باللغات :
العبرانية والكلدانية واليونانية ..!!! ولماذا ـ إذن ـ تصر الكنيسة
العربية على استعارة هذا اللفظ ـ " الله " عز وجل ـ من الدين الإسلامي
..!!! فهل استعارته من الدين الإسلامي لكي تلصق به الكثير من الصفات
الوثنية والمتدنية التي لا تليق بهذا اللفظ ..؟!!!
ثانيا : لم يرد
ذكر لفظ الجلالة " الله " في الكتاب المقدس الصادر بغير اللغة العربية .
ولهذا ؛ كان على هذا الجاهل ـ كامل النجار ـ الذهاب إلى المعاجم
والموسوعات العلمية الأجنبية لرؤية معنى لفظ الجلالة " الله : Allah " ..
قبل التورط في الرد ..!!! فكان سيجده أنه اسم " إله المسلمين " .. وليس
اسم إله المسيحيين ..!!! وأذكر على سبيل المثال التعريف الذي ورد ذكره في
" قاموس الميراث الأمريكي : The American Heritage Dictionary " عن معنى هذا اللفظ :
Allah: the Moslem name for the one Supreme Being, or God.
أي أن لفظ الجلالة " الله " ـ سبحانه وتعالى ـ هو اسم إله المسلمين .
ثالثا : استخدم
الكتاب المقدس ـ الصادر باللغة العربية ـ لفظ الجلالة " الله " على طول
الكتاب المقدس .. وهو الكتاب الذي يحوي بين دفتيه الديانتين اليهودية
والمسيحية . وهاتين الديانتين تختلفان بشكل جذري ، بل ومتناقض ، في
رؤيتهما للإله ..!!! فبينما تعتقد المسيحية في كون المسيح هو " الإله " ،
فإن اليهودية ( الجزء الأول من الديانة المسيحية ) تعتقد في المسيح بأنه
مجرد إنسان .. وليس هذا فحسب .. بل تعتقد في أنه ابن زنا أتت به السيدة
مريم العذراء سفاحا من العسكري الروماني باندارا ..!!! ومن منظور هذا
الخلاف الجذري ؛ فإله العهد القديم .. يختلف بشكل جذري عن إله العهد
الجديد ، وللخروج من هذا المأزق .. لجأت الكنيسة إلى الحيلة والتضليل
..!!! فاستعارت لفظ الجلالة " الله " من الدين الإسلامي .. وهو اسم ليس من
أصولها الكتابية .. لتغطية هذا التناقض .. وتحقيق التواصل بين العهد
القديم والعهد الجديد .. باستخدام اسم لا هو توراتي ولا هو مسيحي ..!!!
رابعا : وليس هذا
كل ما في الجعبة من الرد على هذا الجاهل ( كامل النجار ) .. فمن خلال
تجربتي المباشرة مع المبشرين المسيحيين أثناء إقامتي في الولايات المتحدة
الامريكية .. كان المبشر لا يحتمل سماع لفظ الجلالة " الله " .. بل كان
يكاد يضع أصابعه في أذنيه ـ أحيانا ـ كلما ذكرت هذا اللفظ أمامه .. حتى لا
يسمعه ..!!! فكيف لا تحتمل " مسيحية الغرب " سماع هذا اللفظ .. بينما
تتبنى "مسيحية الشرق " هذا اللفظ .. بل وتعتبره اسم الإله المقدس .. على الرغم من كونهما نفس الديانة ..!!!
ولمزيد من التفاصيل
يمكن للقاريء الرجوع إلى دراسة الكاتب السابقة : " الحوار الديني .. أسمى
حوار / لفظ الجلالة : " الله " وموقف أهل الكتاب من هذا اللفظ " .
خامسا : ويبقى أن
أشير إلى " موقع الحوار المتمدن " .. أنه ـ وبكل أسف ـ هو " موقع غير
متمدن على الإطلاق " .. فهو يرفض بشكل قاطع نشر كل مقالاتي .. بل ويرفض
نشر ردودي على هؤلاء الكلاب النابحة .. في حق الإسلام العظيم ..!!! وأنا
أتحدى المشرفين على هذا الموقع بأنهم إذا تركوا العنان لكتاباتي ..
واحتكمنا أنا وهم إلى العلم والعقل .. فأنا أقطع بجعل كل قراء هذا الموقع
ـ غير المسلمين ـ أن يشهروا إسلامهم ( إن شاء الله تعالى ) والله الموفق
والمستعان ..!!! ولكنها مواقع مغرضة تحول دون وصول الحقيقة إلى البشرية ..
ويقف من ورائها الصهيونية العالمية بشكل قاطع ..!!!
[5] وهو
نفس الفكر الذي كان يعتنقه " غاندي " الزعيم الروحي للهند . أنظر الكتاب
الرابع من سلسلة : " حوار الأديان أمام الفضاء العالمي / الحوار الخفي ..
الدين الإسلامي في كليات اللاهوت " . مكتبة وهبة .[6] تشير
الوثائق الأولى للحوار إلى أنه وسيلة مخفية للتبشير . وقد أوضح الدكتور "
هالكروتز " العالم اللاهوتي النرويجي فى دراسة مفصلة : أن الحوار هو
التطوير الثاني لحركة التبشير المسيحي .[7]استخدم
الراهب القمص ثيئو دوسيوس السرياني لفظ " الرهبنة القبطية " بدلا من "
الرهبنة المسيحية " لما لها من دلالتها السياسية .. حيث تحمل كلمة "
القبطية " المعني الضمني أو المستتر بأن المسيحيين هم سكان مصر الأصليين .
والسؤال الذي أتوجه به للأخ الراهب القمص هو : ما يدريك يا أخ ثيئو دوسيوس
.. إنني ـ أي الكاتب ـ لم أكن منحدرا من أسرة مصرية مسيحية مَنّ عليها
الله بالإسلام فاعتنقته بعد دخول الإسلام مصر .. ولست وافدا عليها من
الجزيرة العربية كما تود أن تعتقد أنت .. وتوهمنا بذلك ..؟!!![8]تفسير القرطبي . [9]حاول
مترجموا الكتاب المقدس إلى اللغة العربية التقليل من الفحش البالغ لهذا
النص . فهذا النص باللغة الإنجليزية كما ورد فى " الترجمة العالمية
الجديدة للنصوص المقدسة :New World Translation of the Holy Scripture " ؛ يأتي على النحو التالي ..
[(20)
And she kept lusting in the style of concubines belonging to those
whose fleshly member is as the fleshly member of male asses and whose
genital organ is as the genital organ of male horses ] (Ezekiel 23 : 20)وترجمته إلى العربية هي ..[
(20) واحتفظت بشبقها ، كأسلوب العاهرات ( أى بائعات الهوى ) اللائى يملن
إلى هؤلاء الذين لهم أعضاء ذكورة مثل أعضاء ذكورة الحمير ، ولهم منيا مثل
منى ذكور الخيل ]
( حزقيال { 23 } : 20 )
[10]
لا يصح القول ـ هنا ـ بأني أهاجم المسيحية .. وهم يهاجمون الإسلام ..
والحقائق غائبة ..!!! فلابد من التنبه إلى أنني لا أهاجم المسيحية .. بقدر
ما أقرر حقائق موجودة بالفعل في هذه الديانة . كما ينبغي الإشارة ـ هنا ـ
إلى أن هجوم المسيحية على الدين الإسلامي يتمحور
حول ما ورد في كتب التراث من الإسرائيليات والموضوعات فيها .. ويبتعـدون
تماما ـ في الوقت نفسه ـ عن آيات القرآن المجيد . أما عند محاولتهم
الاستشهاد بآيات القرآن المجيد فإنهم يقطعونها عن سياقها الطبيعي ..
ليبثوا فيها أكاذيبهم وضلالاتهم على النحو الذي رأيناه عند استشهاد البابا
شنودة الثالث بآيات القرآن الكريم . بينما ما أقوم بعرضه ـ على طول
كتاباتي عن اليهودية والمسيحية ـ فهي نصوص مباشرة من الكتاب المقدس ولا
تحتمل التفسير بغير المعاني التي أقوم بعرضها .. بل غالبا ما أقوم بكتابة
تفسير الكنيسة ذاتها لهذه النصوص ، وهذا هو الفرق بيننا وبينهم ، فنحن
نقوم بعرض الحقائق .. بينما هم يقومون بعرض الأكاذيب والافتراءات .