Admin Admin
عدد الرسائل : 6019 العمر : 124 الموقع : ساحات الطيران العربى الحربى نقاط : 10224 تاريخ التسجيل : 05/10/2007
| موضوع: السوري سليمان الحلبي السبت ديسمبر 15, 2007 1:58 pm | |
| السوري سليمان الحلبي <hr style="color: rgb(255, 255, 255);" size="1"> لم يكن سليمان الحلبي مجرد مغامر سعى إلى كتابة أسمه في سجل الأبطال حينما تربص بالجنرال الفرنسي كليبر وقتله في القاهرة، ولكنه كان مجاهدا كبيرا برغم سنوات عمره التى لم تتعدى العشرين عاما لكنه أيقن أن رأس الحية هو الهدف الأساسي وليس الذيل!. وسليمان طالب سوري ولد في قرية عفرين شمال غرب حلب عام 1777 وكان والده محمد أمين تاجر يبيع السمن وزيت الزيتون، فلما بلغ سليمان العشرين من عمره أرسله أبوه براً عام 1797 إلى القاهرة لتلقي العلوم الإسلامية في جامع الأزهر حيث انخرط سليمان في (رواق الشوام) المخصص لطلبة الأزهر من أبناء بلاد الشام حيث يتعلم ويأكل وينام مع أقرانه الشوام. وهناك توتطدت صلته بالشيخ أحمد الشرقاوي أحد شيوخ الأزهر وأحد قادة ثورة القاهرة الأولى ضد الفرنسيين في أكتوبر 1798، وهي الثورة التى شهدت قصف الجامع الأزهر وتدنيسه بخيول الغزاة ثم أنتهت إلى الحكم على ستة من شيوخ الأزهر بالإعدام كان بينهم أستاذ سليمان الحلبي الشيخ أحمد الشرقاوي الذي اقتيد إلى القلعة حيث ضربت عنقه مع أعناق الشيوخ المجاهدين الخمسة الآخرين وفصلت رؤوسهم عن أجسادهم ودفنوا في قبور لا يعرف مكانها حتى اليوم. وبعد إخماد ثورة القاهرة الأولى، تضاعفت مظالم الغزاة، وطورد كل مشبوه بانتمائه إلى المقاومة الشعبية فاختفى من اختفى، وخرج من مصر من خرج، وكان ممن غادروا أرض مصر إلى بلاد الشام سليمان الحلبي حيث توجه عام 1800 إلى مسقط رأسه. وكان نابليون قد فر سرا ليلة الاثنين 16 أغسطس 1799 إلى فرنسا تاركاً قيادة جيشه في مصر إلى الجنرال كليبر. وليس من المعروف كيف نبتت الفكرة في رأس الحلبي لكن الثابت أنه التقى أثناء وجوده في القدس في مارس 1800 بمحافظ المدينة (أحمد آغا) وأن حوارا دار بينهما حول فكرة الإغتيال، ثم توجه الحلبي بناء على تعليمات آغا إلى الخليل ومنها إلى غزة حيث نزل ضيفا على (ياسين آغا) الذى أعطاه مبلغ أربعين قرشاً تركيه لتغطية تكاليف سفره إلى مصر على سنام ناقة في قافلة تحمل الصابون والتبغ إلى مصر، ولشراء سكين أو خنجر من أحد المحال في غزة وهي السكين التي قُتل بها فيما بعد الجنرال كليبر. واستغرقت الرحلة من غزة إلى القاهرة ستة أيام، انضم بعدها سليمان إلى (رواق الشوام) حيث أربعة فتيان من مقرئي القرآن من فلسطين هم: محمد وعبد الله وسعيد عبد القادر الغزي، وأحمد الوالي، وقد ابلغهم سليمان بعزمه على قتل الجنرال كليبر، وبأنه نذر حياته لتحرير مصر من الغزاة. وفي صباح 15 يونيو 1800 توجه سليمان إلى "بركة الأزبكية" حيث كان الجنرال كليبر يقيم في قصر (محمد بك الألفي) الذي اغتصبه بونابرت و أقام فيه، وتتبعه إلى قصر (ساري عسكر داماس) المجاور، ثم تسلل لحديقة القصر وتظاهر أمام كليبر أنه فقير وله حاجة فمد كليبر يده اليسرى لسليمان الحلبي حتى يقبّلها، فأمسك بها سليمان وطعنه أربع طعنات قاتلة في كبده، وفي سُرّته، وفي ذراعه اليمنى، وفي خده الأيمن. كذلك تمكن من طعن كبير المهندسين قسطنطين بروتاين ست طعنات غير قاتلة، وفر من المكان، وكان قد تلقى ضربة قاصمة على رأسه. وبعد ساعة عثر عليه اثنان من العساكر الفرنسيين هما جوزيف برين، وروبيرت تمكنا من القاء القبض عليه في حديقة القصر وعثرا على السكين، وكانت الدماء تثعب من رأسه العارية إلا من شال أخضر ممزق ... وكان يصلي في إطمئنان. وقال الجندي جوزيف برين فيما بعد: "لقد أضطررنا أن نضربه بالسيف عدة مرات لكي نحمله على المشي". وتأكد مقتل الجنرال كليبر قبل أن يتم عامه السابع والأربعين، وبعد أن ولد في مقاطعة ستراسبورج عام 1753م لقي حتفه على يد شاب سوري في مصر (يشغل مكان مقتله الأن محطة بنزين على ناصية شارع الألفي والجمهورية بالقرب من ميدان الأوبرا). وحوكم سليمان أمام محكمة فرنسية عصرية مشكلة من ممثلٍ للادّعاء، وعدد من الأعضاء، وأمين سر، وجميعهم يرتدون الأوشحة، يعلوهم الوقار، يجلسون على منصةٍ مهيبة، ويقف بين يديهم محامٍ فرنسي جاء للدفاع عن المتهمين، وفوق رؤوسهم علم الثورة الفرنسية، ولافتة تحمل شعارها المثلث (حرية - إخاء - مساواة) وبدأت المهزلة، وصال ممثل الادعاء القومسيون سارلتون وجال وانبرى له ممثل الدفاع المترجم لوكاهاما، وبين هذا وذاك مناقشة الشهود. وسألوه: لماذا جئت من غزة إلى مصر؟ فقال: كان مرادي أن أغزو في سبيل الله.. وانتهى عرض المسرحية؛ وصدر الحكم. حكم بشع بأن تُحرق يد سليمان اليمنى حتى عظم الرسغ حتى تحترق العظام، ثم أن يعدم بالخازوق، كما حكمت المحكمة على أحمد الوالي ومحمد وعبد اللّه الغزي وسعيد عبد القادر الغزي (هارب) بالإعدام وفصل رؤوسهم عن أجسادهم على أن يتم قطع رؤوسهم أمام سليمان قبل إعدامه بالخازوق. وفي تمام الساعة 11.30 من يوم 28/06/1800، نُفذ حكم الإعدام بالفلسطينيين الثلاثة أمام عيني سليمان، ثم حرقت أجسادهم حتى التفحم، ووضعت رؤوسهم على نبابيت، ثم غرس وتد الخازوق في مؤخرة سليمان الحلبي فوق (تل العقارب)، وترك جثمانه المغروس في أحشائه الخازوق عدة أيام تنهشه الطيور. وعقب دفن جثمان الجنرال كليبر في (قصر العيني)، بعد تشييعه في احتفاء رسمي ضخم، حيث وُضع في تابوت من الرصاص ملفوفاً بالعلم الفرنسي، وفوق العلم سكين سليمان الحلبي. وبعد أن تولى الجنرال جاك مينو قائد القاهرة السابق قيادة الحملة الفرنسية في مصر حمل معه إلى باريس عظام الجنرال كليبر في صندوق، وعظام سليمان الحلبي في صندوق آخر، وعند إنشاء متحف (انفاليد ـ الشهداء) بالقرب من (متحف اللوفر) في باريس تم تخصيص رفان في إحدى قاعات العرض؛ رف أعلى وضعت عليه جمجمة الجنرال كليبر، وإلى جانبها لوحة صغيرة مكتوب عليها: جمجمة "البطل" الجنرال كليبر، ورف أدنى تحته وضعت عليه جمجمة سليمان الحلبي، وإلى جانبها لوحة صغيرة مكتوب عليها: جمجمة "المجرم" سليمان الحلبي. ولا تزال الجمجمتان معروضتان في متحف (انفاليد) حتى لحظة كتابة هذه السطور. | |
|