نظرية الأمن الإسرائيلية
تقوم نظرية الأمن الاسرائيلية على ثلاثة امور:
1-جيش نظامي صغير يدعمه جيش احتياطي كبير وقت الحاجة
2- سلاح نظامي جوي كبير يقوم بمهمتين
الاولى : حماية سماء اسرائيل بهدف ضمان تعبئة الوحدات الاحتياطية وحركتها نحو الجبهاتالمختلفة دون مضايقة من جانب أسلحة الجو العربية
الثانية: المساعدة بالنيران للوحدات النظامية المستعدة للصد والتعطيل ابتداء من الساعات الاولى للقتال وكذلك لوحدات الاحتياط التي تنظم لوحدات الصد والتعطيل وبهذا يصبح سلاح الجو مصدرا لقوة نيران القوات البرية في المعركة الدفاعية وخصوصا قبل وصول وحدات المدفعية الى ساحات القتال الا ان هذه المهمة لمتعتبر الا في 1973 والسبب في ذلك بسيط هو ان اسرائيل لم تتعرض الى هجوم بعد عان 1949 و لم تخض حربا دفاعية تضطر فيها لتعبئة الاحتياط
3-سلاح استخبارات فعال يقدم المعلومات و انذارات حول امكانية تقدم وهجوم القوات العربية
الا ان ما حصل في حرب تشرين كان أمرا مخالفا حيث ابلغ سلاح الجو الاسرائيلي انه لن يستطيع تنفيذ المهام الموكلة اليه على الاقل ليس قبل ال48 ساعة الاولى لانه كان يعلم بان موازين القوى في هذه الحرب اختلفت خاصة بعد نشر صواريخ ارض جو السوفييتية الصنع على طول الجبهتين السورية والمصرية
الفصل الثاني- خطة الحرب على الجبهتين بشكل عام
قامت الخطة العربية التي استكملت اطارها في 14كانون الثاني 1937 على النقاط التالية
1-البدء بانقاض عام بالمئات من الدبابات على الجبهتين السورية والمصرية وعشرات الالاف من المشاة وحتى اذا نجمت خسائر كبيرة في صفوف المهاجمين فان في الانقضاض الجماعي احتمال طيب لاجتياح الخطوط الاسرائيلية وتحقيق انجازات فورية
2-التليين المسبق بالمدفعية -القصف من الجو يكون قصيرا ويتركز بالأساس على اهداف داخل الجبهة وحولها .هكذا يتم ضمان المباغتة في الانقضاض الجماعي لان الانشغال بعمق اسرائيل من شانه ان يضر ويستنزف بالسلاحين الجويين السوري والمصري في المرحلة الاولى من الحرب ومن ثم يجب المحافظة على القوات الجوية بدون خسائر -قدر الامكان-خلال المرحلة الثانية من الحرب وما ينقل الى المطارات الامامية هو فقط الطائرات التي ستشارك في المرحلةالاولى اما الطائرات الاخرى فيحافظ عليها في المطارات الخلفية
3- ان جيش الدفاع الاسرائيلي يضع على الخطوط الامامية قوات محدودة لذا يجب السعي الىتحقيق مباغتة كاملة حتى يصبح من الممكن انزال الضربة الاولى قبل ان يتم تعبئةالاحتياط الاسرائيلي
4- لا ينشغل المهاجمون بالمرحلة الاولى من الحرب بالمواقع الاسرائيلية وانما يتدفقون نحو الداخل اذ يقوموا بعبور مرتفعات الجولان وقناة السويس ومن ثم اقتحام الدشم الاسرائيلية
5- مع حلول الليل تقومالقوات الخاصة المنقولة جوا باحتلال الممرات ومحاور الطرق وتكون مهمتهم اعاقة تعزيزات جيش الدفاع الاسرائيلي والاحتياطي وارباك العمليات الاسرائيلية في الخطوطالخلفية من الجبهة
6- من اجل زيادة صدمة الهجوم المباغت يتم النظر فيامكانية ضرب المراكز السكانية الكبرى في اسرائيل من بعيد بصواريخ جو-ارض من طرازكيليت (مدى 100كم)
7- تحددت الاعمال العسكرية على الجبهتين السوريةوالمصرية ومن خلال مرحلتين كالاتي :
@-المرحلة الاولى: تحرير هضبة الجولان وسيناء بالكامل
@-المرحلة لثانية:تهدف الى التوغل الى ممري متلا والجدي فيسيناء واقتحام ما وراء نهر
الاردن في محورين (جسر بنات يعقوب-ومن شمالطبريا)
وكانت الرؤية الاولى لخطة المعركة كما يلي:
ا- على الجبهةالسورية :تقتحم القوات السورية في اليوم الاول (ي) الترتيب الدفاعي الاسرائيلي ويتم في اليوم (ي+1) احتلال خط التحصينات مع دفع طلائع القوات الى المواقع المهمةالحاكمة لخط الدفاع الاسرائيلي لاحتلالها وفي اليوم نفسه تندفع فرقة مدرعة في اتجاهنهر الاردن مستغلة نجاح قوات الموجة الاولى وتعمل على تعزيز الخط المحرر وتستعدلتطوير الهجوم في تقدمها بحسب ظروف القتال
ب-على الجبهة المصرية : يتم في اليوم الاول (ي) عبور القناة واقامة رؤؤس الجسور وفي اليوم (ي+1) يتمم تدمير خطب ارليف وترسخ رؤؤس الجسور حتى اذا حل اليوم (ي+4) تكون القوات المهاجمة قد وصلت الى خط الممرات ( متلا والجدي ) حيث تتصل بقوات الانزال الجوي التي تكون قد انزلتبطائرات عمودية في منطقة الممرات في اليوم نفسه وتعمل جميعها على تحرير الممرات ثم تتخذ الوضع الدفاعي تمهيدا للاندفاع الى عمق سيناء وصولا الى الحدود الدولية بين مصر وفلسطين اذا سمح الموقف بذلك
ج- يربط الجهد العربي في الجبهتين تعاون وتنسيق يقومان على اساس استفادة كل جبهة من الموقف في الجبهة الاخرى وتفاعلها مع الموقف تفاعلا اذا تعرضت معه احدى الجبهتين الى ضغط وتركيز كبيرين من العدو مارست الجبهة الاخرى ضغطا وتركيزا مماثلين على العدو استقطابا لجهده الحربي وتخفيفا عن الجبهة الاخرى
وبهذه الترتيبات صيغة (خطة بدر) المشتركة بين مصر وسورية
وبعد عدة اجتماعات تم تحديد موعد الهجوم وكان هذا اليوم هو يوم السبت 10 رمضان 1993 هجرية الموافق يوم 6 اكتوبر 1937 ميلادية ومن الاسباب التي دعت الى تبني هذاالقرار :
1- هو يوم سبت يوقف فيه الاسرائيليون عن العمل بسبب عيد يوم الغفران لديهم وتتوقف الاذاعة والتلفاز الاسرائيليان وتخلو الشوارع من الاسرائيليين
2- وقوع هذا التاريخ في شهر رمضان الذي لا يتوقع فيه الاسرائيليون قيام العرب فيه بهجوم
3- ملائمة هذا التاريخ الاحول الجوية في الجبهة السورية
4- ملائمة هذاالتاريخ للظروف المائية في قناة السويس لنصب الجسور العائمة
الان انه فات العرب امر مهم وهو ان تواجد الاسرائيليين في معابدهم سهل وسرع من عملية جمع الاحتياط
اما بالنسبة لتوقيت الهجوم فقد تم اختيار التوقيت (14.05) بدلا من الفجر اوالغسق كما جرت العادة رغم ان السوريين كانوا يفضلون الفجر لان الشمس وقتها تكون في أعين المدفعيين الاسرائيليين في هضبة الجولان لكن وافقت القيادة السورية اختيار هذاالمتوقيت لان المصريين كانوا يحتاجون الى عدة ساعات لعبور القناة في ضوء النهار ثم يحل الظلام فلا يتمكن الاسرائيليين من القيام بهجوم معاكس
###ولكن في حال اذاحدث فشل نتيجة خطا ما في الخطة فيتوقف المهاجمون ويتخذوا اوضاعا دفاعية تستند على حشد من الاف القطع المضادة للدبابات في الامام وحشد من المدرعات في العمق وفي الخلف يقام حائط من عشرات البطاريات المضادة للصواريخ وفي اثناء ذلك يتدفق الى الجبهة الاحتياطي العربي من دول عربية اخرى