الغواصات ومراحل تطورها
<hr style="color: rgb(196, 207, 228);" size="1">
بدأت
الغواصات تأخذ مكانتها بعد الحرب العالمية الأولى خاصة في فترة
الثلاثينيات حيث أظهرت المواجهات المحدودة التي حدثت أثناء هذه الفترة
القدرة الواعدة للغواصات.. وخلال الحرب العالمية الثانية استطاعت الغواصات
الألمانية بث الرعب في البحار والمحيطات وأغرقت ملايين الأطنان من
الحمولات البحرية ودخلت الغواصات الأمريكية هي الاخرى الميدان فاستطاعت
إغراق غالبية الأسطول الياباني.. واحتلت الغواصات مكانة مرموقة على رأس
السلاح البحري بصفتها القطعة الأخطر لما تحمله من أسلحة متنوعة الأغراض
والأنواع مع كونها الأكثر قدرة على مواجهة كافة تحديات الأساطيل أو التخفي
ومفاجأة أهدافها والإيقاع بها، أما الغواصات النووية التي ظهرت في حقبة
الستينات فقد حققت طفرة في إمكانياتها ولم تعد أخطارها مقصورة على
الغواصات وسفن السطح بل امتدت إلى أي أهداف برية معادية منتشرة في أرجاء
العالم وتبعد الاف الكيلومترات وأصبح حجم الدمار الممكن أن تسببه غير
محدود نتيجة لقوة التدمير الرهيبة للرؤوس الحربية النووية التي تحملها
صواريخها الباليستية أو الجوالة.
تتكون الغواصات من هيكل انسيابي مستدير المقطع تقريباً مسلوب من المؤخرة
المحتوية على الزعنفة الاساسية للمحرك وتتغير سماكة الهيكل طبقا للعمق
المصممة للعمل عليه ويزدوج التدريع من مقطع لآخر حسب محتوياته، وتنقسم
الغواصة إلى 4 أقسام أساسية يتواجد في المقدمة السونار وأجهزة الكشف
الاخرى وجزء من مكونات نظام إدارة النيران وتحتل غرف نظام التسليح أعلى
القسم الثاني وأسفل هذا القسم تتواجد غرف مبيت الطاقم وبرج الغواصة يحتل
القسم الاوسط من الغواصة وأسفله غرفة القيادة والاتصالات والنظم الملاحية
والتحكم لإدارة المحركات أما الجزء الاخير فيحتله المحرك وغرف تشغيله سواء
كان نوويا أو ديزلاً أو كهربائياً وأسفله باقي المواقع الادارية مثل
المطابخ وغرف تناول الطعام والراحة ومن المعروف أن النوم يتم بالتبادل لذا
يعتبر من الانجازات في تصميمات الغواصات تقليل أعداد الاطقم وتنوع
الغواصات يؤثر بالطبع في تصميماتها ولكنه لا يخرج عن هذا الاطار العام إلا
فيما يؤثر على نوعية المهام وغرض الغواصة. تصنف الغواصات من وجهات نظر
كثيرة فمن ناحية التسليح هناك الغواصات التي تتسلح بالصواريخ النووية
العابرة للقارات بجانب باقي أنواع التسليح ويطلق على هذا النوع SSNG وهي
الغواصات النووية في المحركات والتسليح وقد طالت معاهدات الحد من التسلح
النووي الاعداد المفروض أن يمتلكها كل جانب أما الغواصات النووية في
المحركات فقط فهي (SSN) ولا تحمل صواريخ نووية ومن ناحية الحجم والمهام
القتالية فإن الغواصات تصنف إما كهجومية سريعة وتسمى غواصات القنص وهي
الغواصات الخفيفة الوزن والمحدودة في الطاقم وحتى تسليحها يحوي فقط
الطوربيدات الخفيفة والسريعة أما من ناحية المحرك فهناك غواصات المحركات
النووية والغواصات ذات المحركات الديزل وبعض الغواصات محركاتها كهربية..
وتتراوح أوزان الغواصات من 30 ألف طن للغواصات الثقيلة إلى 30 طناً فقط
وهي التي يطلق عليها غواصة الجيب وطولها لا يزيد عن 30 م ومدى عملها 100
ميل وطاقمها من 4 أشخاص وتكلف بمهام من الغواصات الكبيرة أو الحاملات التي
تدفعها لتأمين مرورها من خلال منطقة حقول الالغام أو ممرات المياه الضحلة
أما أطقم الغواصات الثقيلة فلا يقل عن 110 130 شخصاً وتتراوح أطوالها من
250 إلى 400 قدم وتمتاز الغواصات خصوصا النووية والحديثة منها بطول البقاء
تحت سطح الماء لفترات طويلة والقدرة على العمل بالاعماق السحيقة والاعماق
الضحلة على حد سواء.
تطويرات التسليح
عندما يضم تسليح الغواصة عناصر متعددة ومتنوعة مثل الصواريخ النووية
والصواريخ الجوالة طويلة المدى والطوربيدات الثقيلة والخفيفة والصواريخ
المضادة لسفن السطح مع إمكانية رص الالغام وكسحها فإنه من الضروري تواجد
نظام إدارة نيران متطور قادر على السيطرة على هذه الأسلحة المنوعة طبقاً
للمتطلبات القتالية لكل نوع وأول مكون لهذه الأنظمة هو القاعدة العريضة من
البيانات للأهداف المعادية الأرضية والبحرية وسرعاتها ومواصفاتها
وإمكانياتها الليزرية والحرارية والرادارية ويستخدم هذه القاعدة نظام
استقبال البيانات أثناء الكشف والتتبع والتوجيه لتأكيد معلوماته
الاكتشافية عن طريق مستشعرات النظام الفائقة الحساسية الإيجابية المعتمدة
على عناصر بث من الغواصة والسلبية المعتمدة على خواص الاهداف مباشرة وتمر
البيانات المستقبلة على عدة مراحل متتالية من الدوائر المنطقية
والخوارزمية لمعالجتها وتحليلها واكتشاف الزائف منها وفصله عن الحقيقي
وتستطيع حواسب النظام الفائقة السرعة تحليل ومعالجة كم هائل من البيانات
في أزمنة قصيرة للغاية حتى تتمكن الغواصة من متابعة أكثر من نشاط (كشف
وتحليل/ إطلاق/ توجيه/ إعاقة/ إعاقة مضادة) لأكثر من مجموعة من الأهداف
وعرض هذه الأنشطة على منصات وشاشات العرض المتعددة الوظائف مما يمكن
الطاقم من اتخاذ القرارات المطلوبة والمناسبة في أزمنة قياسية وبكفاءة
عالية ولا ننسى أن نظم الاتصالات بالغواصات تلقى الاهتمام بالتطوير أكثر
من باقي النظم الموجودة بقطع الاسطول نظرا لمشاكل سريان الموجات اللاسلكية
وصعوبة استقبالها بالاعماق ونظرا لما تعنيه للغواصة وهي مختفية بالاعماق
السحيقة خصوصا وهي تحمل ترسانة نووية لابد لاستخدامها من استلام أوامر
واضحة ومحددة ولحين الوصول لحل ناجح لهذة المشكلة فإن الحل الافضل للغواصة
أن تقترب من السطح لاستلام تعليماتها وتأكيدها وتعود للغوص مرة أخرى
لتنفيذ مهمتها.
الدفاع والحماية
تستطيع الغواصات الحديثة حماية نفسها من القطع البحرية أو التهديدات
المضادة من طائرات الغواصات المضادة أو الغواصات المعادية من خلال مراحل
صد متطورة.. وأكثر مكون لهذه الحوائط تطويرا واهتماما بالتركيز هي معدات
إصدار الإعاقة المتنوعة فعن طريقها يتم إصدار الإعاقة اللازمة لخداع وسائل
الكشف المعادية المتنوعة أو مستشعرات الطوربيدات والالغام الذكية.
ولا يمكن بالطبع إعاقة جميع أنواع مستشعرات الكشف المعادية الليزرية
والحرارية والرادارية والصوتية والمغناطيسية طوال الوقت.. ولكن الاولوية
في الاختيار تكون للوسائل الأكثر استخداما والأمثل في التنفيذ حسب كل موقف
قتالي وحسب نوع التهديد الذي تتم مواجهته.
والاجهزة الليزرية بسفن الاسطول بصورة عامة والغواصات بصورة خاصة تحظى
باهتمام وتركيز حيث انها الامل في زيادة قدرات الكشف والتتبع والتوجيه عند
إنتاج أشعة ذات نبضات عالية القدرة لاختراق مياه الاعماق ومنع التناثر
الحراري للشعاع الليزري الذي يحد من زيادة مدى هذه الاجهزة تحت الماء،
والدفاع ضد الطوربيدات يبدأ عند مهاجمة القطعة البحرية المعادية وتدميرها
قبل إطلاقها للطوربيدات أما في حالة إطلاقها فإن نظم الإجراءات المضادة
ستتولى إعاقة مستشعرات الرأس الباحث للطوربيد المهاجم وخداعها خاصة إذا ما
اكتشفت الغواصة إطلاق الطوربيد عليها مبكرا أما في حالة الكشف المتأخر
ففرص النجاة تكون ضعيفة حتى مع وجود معدات متطورة للإعاقة نظرا لأن فرص
التحليل والفرز ومحاولة استخلاص الحقيقي من الزائف ستكون محدودة ويمكن
للغواصات الهجومية السريعة التي تملك نظم إدارة نيران تتميز بوجود رد فعل
سريع إطلاق طوربيد مضاد سريع وخفيف لتدمير الطوربيد المعادي قبل وصوله
للغواصة.
وتشير التوصيات الاخيرة لمؤتمر تكنولوجيا الدفاع تحت الماء والذي نوقشت
فيه أحدث جوانب تقنيات حرب الاعماق إلى أن التصميمات الحديثة للغواصات
المستقبلية تتطلع لمحركات صغيرة الحجم وأهدأ وأقل في الآثار الحرارية التي
تنتجها اما إدارة النيران والإجراءات المضادة فزيادة قدراتها هي المحور
الأساس لأي خطة تطوير بجانب الاهتمام بتطوير الطوربيدات والصواريخ التي
تطلقها الغواصات والتغلب على مشاكل تسرب المياه إليها وتحسين إمكانيات
محركاتها.
if (window.Event)
document.captureEvents(Event.MOUSEUP);
function nocontextmenu()
{
event.cancelBubble = true
event.returnValue = false;
return false;
}
function norightclick(e)
{
if (window.Event)
{
if (e.which == 2 || e.which == 3)
return false;
}
else
if (event.button == 2 || event.button == 1)
{
event.cancelBubble = true
event.returnValue = false;
return false;
}
}
document.oncontextmenu = nocontextmenu;
document.onmousedown = norightclick;