[size=21] الجواسيس بين مصر واسرائل
في الواقع اشتهرت مصر واسرائل بخلافات ابدية بداية
من الحروب التي وقعت بينهم الى القبض على مجموعه من الجواسيس الذين تم
تجنيدهم لحساب الموساد او المخابرات المصرية ولعل اشهرهم هو رافت الهجان
الذي تم انتاج مسلسل تلفزيوني يحتوي على قصته
هذا البطل الذي فيما بعد اصبح اهم الركائز التي تمد الاستخبارات المصرية باملعلومات عن المخططات الاسرائلية
ولد رفعت الجمال وهو الاسم الحقيقي له عام1927 بمدينة دمياط في شارع الشبطاني حيث تلقى تعليمة الابتدائي
بمدرسة الهداية الابتدائية
انتج مسلسل له من ثلاث اجزاء باسماء مستعارة وليست حقيقة وربما ان الشي
الوحيد المطابق لما هو موجود لدى الاستخبارات المصرية هو رقمه لديهم حيث
اشتهر برقم 313
بعدالرقم 216 الذي اشتهر به جمعه الشوال
قام للواء عبدالمحسن فائق بتدريبه قبل ان يذهب الى اسرائل
وصل رفعت الجمال الى اسرائل عام 1955 عن طريق البحر قادما من الاسكندرية
وكان عمره وقتها لم يتجاوز الثمانية وعشرون عام وصل الى اسرائل بجواز سفر مزور باسم جاك بيتون ويحمل الرقم
146742
مصدره تل ابيب وكان مسجل في الجواز بانه اسرائيلي مولود في مصر وبالتحديد في المنصورة
عاش في شارع يوشع بن نون في تل ابيب بدأ بوضع غطاء له او بالاصح لعمليته
التجسسية وهي القيام بانشاء شركة تكون في البداية غطاء للمبالغ التي كانت
تصله والتي كان سيكشف امرها لو لم يكن هناك نشاط يدر عليه هذه الاموال
جاءت له التعليمات بفتح مكتب طيران ولم يكن هناك افضل من شارع بن يهودا حيث توجد هناك اغلب مكاتب الطيران
وبد ان تمكن من جعل من حوله يثق به بدأ عملة كاشهر الجواسيس المصريين في تاريخ الاستخبارات المصرية
هذا الذي وضع بعد ذلك بين يدي القيادة المصرية الموعد السري الذي حددته
القيادة الإسرائيلية لشن حربها على العرب عام 1967م، دون أن يعلم أحد!!
هذا الذي حرق لإسرائيل كثيراً من أغلى جواسيسها، دون أن يعلم أحد!! هذا
الذي وضع بين يدي السادات خرائط مفصلة لخط بارليف، دون أن يعلم أحد.
لقد أعطى المخابرات المصرية موعد ضربة العدو فى 5 يونيو 1967 بالتفصيل
واستمر في ذالك حتى بعد نهاية حرب 1973
وكانت نهاية هذا البطل في 29/1/1982
وكان عمره قرابة 55 عام
والمؤسف انه برغم ماقدم لوطنه الا ان جنازتة لم يحضراها الى اشخاص يعدون على الاصابع
صورة لرفعت الجمال
ولكن على مر السنين اشتهر العديد من الجواسيس الذين تم تجنيدهم بين مصر واسرائل ولعل واحده من اهم هذه العمليات حدثت عام 1944
حين وصل الى مصر الجاسوس اليهودي ليفي افرايم متخفيا بشخصية ضابط انجليزي
باسم جون درالنج للبدأ في واحدة من اكبر عمليات التجسس والتي عرفت فيما
بعد باسم سوزانا
قام ليفي بتجنيد مجموعه من من اليهود المصريين والغير مصريين وضمت مجموعه من الاشخاص نذكر منهم مثلا
فيليب ناتاس إيلي جاكوب نعيممائير زعفرانمائير يوحاس
صمويل عازر روبير زاسان سيزار كوهين فيكتور ليفي
كان أيضاً من بينهم (إيلي كوهين) الذي كانت له فيما بعد قصة طويلة في دمشق، كان الهدف إفساد علاقات مصر بأميركا وبريطانيا
وكانت الوسيلة الحرائق والاغتيالات، تورط في العملية (سوزانا) كبار زعماء
اليهود موشيه شاريت بنحاس لافون ديفيد بن غوريو وأيضاً شمعون بريسكي
الشهير باسم شمعون بيريز
لصدفة وحدها أدت إلى سقوط شبكة اليهودية مساء الثالث والعشرين من يوليو/
تموز عام 1954م عندما احترقت قبل الأوان عبوة كيماوية في جيب (فيليب
ناتاسون) أمام سينما (ريو) بالإسكندرية،
اشخاص تم تجنيدة لصالح الموساد
وفي الستنيات ايضا، وتحديدا عام 1964 حصلت الشابة هبة عبدالرحمن عامر
سليمان علي منحة لزيارة السوربون بسبب تفوقها في اللغة الفرنسية بعد
حصولها علي ليسانس أداب قسم اللغة الفرنسية بجامعة عين شمس. وفي العام
التالي عادت الي باريس لتدرس الماجستير في نفس الجامعة العربية في باريس
كما عملت مندوبة لبعض شركات الأزياء الفرنسية.
ومن خلال علاقة نشأت بينها وبين طبيب فرنسي اسمه بورتوا يعمل في مستشفي
سان ميشيل انفتحت امامها ابواب الخيانة، حيث عرفها صديقها علي صحفي اسمه
ادمون، ولم يكن الأخير الا ضابط مخابرات اسرائيلي، استطاع ان ينسج شباكه
حولها وطلب منها ترجمة بعض الموضوعات الصحفية بمقابل مادي معقول، وانتهي
الأمر بالطبع الي تجنيدها.
سافرت هبة الي اسرائيل وتلقت تدريبات مكثفة علي أعمال الجاسوسية وعادت الي
القاهرة مكلفة بجمع معلومات. اتجهت انظارها لقريب لها كان يعمل مهندسا
ضابطا بالقوات المسلحة برتبة مقدم اسمه فاروق الفقي، وسبق له ان تقدم
للزواج منها لكن أسرة هبة رفضته لأسباب غامضة، غير ان علاقة عاطفية كانت
قد ربطت بينهما خصوصا بعد ان اقرضها 400 جنيه وهو مبلغ ضخم جدا عام 1964
لتستعين به في نفقات رحلة سياحية لسويسرا.
بدورها استطاعت كامرأة لعوب ان توقع بفاروق الفقي واستأجرا شقة يلتقيان
فيها ويمارسان عملهما كجاسوسين، وللقاريء ان يتصور حجم المعلومات التي
قدمها الخائن فاروق الفقي من خلال عمله كضابط مهندس لمن جندوه في اسرائيل.
وقبل حرب اكتوبر بأيام قليلة قررت المخابرات المصرية التي كانت تتابع
تفاصيل هذه العملية القاء القبض علي الخائنين، فاستدرجت هبة من باريس الي
القاهرة، علي النحو الذي كتبه الراحل صالح مرسي وتم تحويله الي فيلم
سينمائي باسم 'الصعود الي الهاوية'. اما هبة وفاروق فقد تم اعدامهما بعد
محاكمتهما