التعاون بين وكالة المخابرات المركزية الأمريكية
(سي آي إيه) والمخابرات السورية، في إطار ما عرف بفضيحة السجون السرية بعد
الحرب الأمريكية على الإرهاب.
وذكرت المجلة، بحسب ما أوردته صحيفة
"الخليج" الإماراتية الأحد 15-10-2006، أنه في ديسمبر/كانون الأول 2001
أشرف عملاء "سي آي إيه" على نقل ألماني الى "سجن سوري يدعى فرع فلسطين،
مشهور باعتماده التعذيب، ومرروا لاحقاً أسئلة مكتوبة الى محققين سوريين
لطرحها على السجين". ونسبت معلوماتها الى "تقرير سري للاستخبارات
الألمانية" اطلعت عليه الأربعاء الماضي.
ولفتت الى أن التقرير تمت
الإشارة إليه أيضاً في كتاب جديد يحمل عنوان "طائرة شبح: القصة الحقيقية
لبرنامج التعذيب الذي اعتمدته سي آي إيه" لمؤلفه الصحافي البريطاني
الاستقصائي ستيف جراي.
وذكرت أن السجين الذي تم نقله جواً الى سوريا في
ديسمبر/كانون الأول 2001 لم يكن مجرماً عادياً، وهو "محمد حيدر زمار (42
عاماً) رجل الأعمال الذي هاجر إلى ألمانيا وعاش في هامبورج، وكان مطلوباً
في الولايات المتحدة للاشتباه بدوره في تجنيد بعض خاطفي الطائرات الذين
نفذوا هجمات 11 سبتمبر من أعضاء خلية تنظيم القاعدة في هامبورج".
وأضاف
التقرير انه بموجب الطلب الأمريكي "اعتقلت الشرطة المغربية زمار، وحقق معه
مسؤولون من سي آي إيه في المغرب، ثم نُقل جواً الى دمشق"، ولا يتضمن
التقرير إشارة الى الطائرة التي نقلته. وذكر أن التعاون بين "الحليفين
الاستخباريين" السوري والأمريكي لم ينته عند هذا الحد، فبعدما علمت
ألمانيا أن السوريين يحتجزون زمار "عرضت سي آي إيه على الاستخبارات
الألمانية فرصة تقديم أسئلة مكتوبة لطرحها على السجين"، ولا يوضح التقرير
ما إذا كان محققون من "سي آي إيه" استجوبوا زمار في سوريا.
وفي
يونيو/حزيران 2002 "سمح المسؤولون السوريون للمحققين الألمان باستجواب
زمار في السجن"، وفقاً للتقرير الذي يقع في 263 صفحة ويحمل خاتم "غيهيم"
بالألمانية، أي سري.
وذكرت التايم أنه في اليوم نفسه طلب رئيس
الاستخبارات الألمانية "بي إن دي" من النيابة العامة "إسقاط التهم عن
عملاء الاستخبارات السورية الذين كانوا أوقفوا في ألمانيا بتهمة جمع
معلومات عن معارضين سوريين". وشددت على أنه يعتقد أن زمار "الذي لم تصدر
بحقه أي تهمة ما زال معتقلاً في سجن سري في سوريا". وتعود آخر معلومة عنه
الى 2005 عندما وجّه رسالة عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر الى عائلته
في ألمانيا.
ونقل جراي عن سجناء سابقين لدى الاستخبارات السورية أنهم
تعرضوا للتعذيب، وحجزوا إفرادياً في زنزانات لا تتجاوز الواحدة منها مساحة
التابوت. وقال أحد المعتقلين السابقين إنه تحدث عبر ثقب في جدار الزنزانة
مع مراهق أبلغه أن عملاء أمريكيين نقلوه من باكستان، وأوضح السجين السابق
أن عمر "رفيقه" المراهق يتراوح عمره بين 15 و16 سنة.
وجاء في التقرير
أن مهندس الاتصالات الكندي من أصل سوري ماهر عرار كان معتقلاً في
"الزنزانة رقم 2 في فرع فلسطين"، وكان قد اعتقل في مطار جون كينيدي القريب
من نيويورك وتم ترحيله الى سوريا، على الرغم من أنه كان يحمل جواز سفر
كندياً، وتم نقله جواً على متن طائرة خاصة الى عمان، ومنها براً الى سجن
فرع فلسطين في سوريا.
وبعد تعرضه للضرب وقع عرار "إفادة" بأنه تدرب في
معسكر للإرهابيين في أفغانستان، وقال لجراي إنه كان "مستعداً لقبول حكم
بالسجن لعشر أو عشرين سنة لقاء نقله الى مكان آخر".
وفرع فلسطين هو إحدى الفروع الأمنية التابعة للاستخبارات العسكرية في سوريا ويعرف بالفرع "235".
وكانت
منظمة العفو الدولية اصدرت وثيقة بتاريخ 28 سبتمبر/إيلول 2005 حول فرع
فلسطين، وقالت فيها : "تعج زنازين القبور في فرع فلسطين بالصراصير وغيرها
من الحشرات، فضلاً عن الجرذان التي تمشي على أجساد السجناء وتعضهم
أحياناً".
وأضافت "يُستخدم التعذيب على نطاق واسع في فرع فلسطين.
والزنازين التي تقع تحت الأرض يقل ارتفاعها عن مترين وطولها عن مترين
ويبلغ عرضها قرابة متر واحد".
ومضت تقول "يُحتجز بعض السجناء هناك طوال
سنوات، غالباً بمعزل عن العالم الخارجي وبدون تهمة. وقد تلقت منظمة العفو
الدولية أنباء حول احتجاز نساء حوامل أخريات وأطفال صغار هناك. وبحسب ما
ورد تعرضت إحدى هؤلاء النساء للإجهاض نتيجة التعذيب".
المصدر : http://www.alarabiya.net/Articles/2006/10/15/28288.htm