اعمال قتال القوات البرية المركزية الأمريكية
الفيلق 18المحمول جواً
1/ كلف الفيلق (18) بالاختراق بعمق 260 كم في اتجاه نهر الفرات قاطعاً
خطوط المواصلات الرئيسية العراقية خاصة الطريق السريع الرقم ( إلى بغداد
عازلاً القوات العراقية في مسرح العمليات الكويتي ومعاوناً على تدمير
احتياطي المسرح (قوات الحرس الجمهوري) على الحد الغربي للفيلق بدأت الفرقة
السادسة المدرعة الخفيفة الفرنسية ومعها لواء من الفرقة (82) المحمولة
جواً تحت السيطرة العملياتية وباقي الفرقة (82) المحمولة جواً (لواءان
فقط) ـ الهجوم البري للمسرح.
إلى الشرق من الفرقة الفرنسية هاجمت الفرقة (101) الاقتحام الجوي بمهمة
الاختراق السريع بوساطة الاقتحام الجوي إلى نهر الفرات قاطعة خطوط
المواصلات بين بغداد والقوات العراقية في مسرح العمليات الكويتي مدمرة
القوات العراقية في طريقها ثم التحول إلى اتجاه الشرق وقطع المنطقة شمال
البصرة وفي منتصف منطقة الفيلق تهاجم الفرقة (24) المشاة الآلية القوات
العراقية في منطقة مسؤوليتها حتى نهر الفرات ثم تتقدم شرقاً لتدمير قوات
الحرس الجمهوري المحاصرة في مسرح العمليات الكويتي كُلِّف فوج الفرسان
المدرع الثالث على الحد الشرقي للفيلق بمهمة تأمين الجانب الأيمن للفيلق
والمحافظة على الاتصال والتنسيق مع الفيلق (7).
2/ سعت 0400 تقدمت المفارز المتقدمة للفرقة السادسة الفرنسية داخل الأراضي
العراقية وفي سعت 0700 بدأت القوة الرئيسية للفرقة هجومها في ظل سقوط مطر
خفيف كان هدف الفرقة هو الاستيلاء على مطار "السلمان" وهو مطار صغير يبعد
90 ميلاً داخل العراق عبرت الفرقة الفرنسية مدعمة باللواء الثاني من
الفرقة (82) الحدود من دون أي مقاومة تذكر وتقدمت شمالاً ولكن قبل وصولها
إلى الهدف اصطدمت بنقاط قتال خارجية من الفرقة (45) المشاة الآلية.
وبعد معركة قصيرة، استخدمت فيها صواريخ طائرات Gazelle العمودية ضد
الدبابات والملاجئ المحصنة أسرت الفرقة نحو 2500 أسير حرب وتابعت هجومها
نحو الهدف Rochambeau ثم إلى "السلمان" المعروف بالهدف "White في الخطة من
دون مقاومة حقيقية من عناصر الفرقة (45) وفي أقلّ من سبع ساعات قتال تمكنت
الفرقة السادسة الفرنسية بمساندة الفرقة (82) من تأمين أهدافها واستمرت في
هجومها شمالاً وبذلك أصبح الجانب الأيسر مؤمناً.
3/ كلِّف لواءا الفرقة (82) اللذان تبعا تقدم الفرقة الفرنسية بتطهير
وتأمين الطريق السريع جنوب العراق استخدم هذا الطريق كطريق إمداد رئيسي
لتحرك القوات والمعدات والإمدادات مسانداً تقدم الفيلق شمالاً.
4/ كان من المخطط أن تهاجم الفرقة (101) سعت 0500 ولكن الضباب الذي غطى
هدفها الأول أجبرها على تأخير الهجوم وعلى الرغم من أن الأحوال الجوية
كانت تمثل مشكلة للطيران إلاّ أن مهام الإسناد النيراني غير المباشر
استمرت بلا انقطاع فقد أطلقت مدفعية الفيلق وصواريخه نيرانها على الأهداف
العراقية وعلى طريق الاقتراب وبعد ساعتين بدأت الفرقة (101) هجومها معززة
بلواء طيران الفيلق سعت 0700 وذلك باقتحام اللواء الأول منها للمنطقة
"كوبرا" (Cobra) والتي عرفت فيما بعد بقاعدة العمليات المتقدمة.
وهي تقع على بعد 93 ميلاً داخل العراق في منتصف المسافة إلى نهر الفرات
لقد نفَّذت الطائرات العمودية أكثر من 300 طلعة ناقلة قوات ومعدات إلى
منطقة الهدف في أضخم عملية اقتحام بالطائرات العمودية في التاريخ العسكري.
5/ كان العراقيون مبعثرين وغير منظمين وتزايدت أعداد الأسْرى تزايداً
كبيراً بعد ما انتصف نهار اليوم الأول ونقلت طائرات (Chinook) العمودية
المدفعية والذخيرة ومعدات إعادة التزود بالوقود ومعدات البناء إلى منطقة
(Cobra) قاعدة العمليات المتقدمة (FOB) وفي نهاية يوم "ب+2"، توافر للفرقة
(101) 380 ألف جالون من الوقود وسمحت هذه القاعدة الإمدادية للفيلق (18)
بتحريك المشاة والطائرات العمودية المهاجمة شمالاً بسرعة فائقة لقطع
الطريق السريع الرقم ( واستخدامه كنقطة انطلاق لثماني كتائب طائرات
عمودية مهاجمة وسرايا فرسان للتحرك 200 كم نحو الشرق لمنع هروب القوات
العراقية أو تسربها في طريق الحمار Hammar في اتجاه البصرة يوم "ب+3".
6/ لدى بدء الاقتحام الجوي تحرك رتل عناصر إمداد وتموين الفيلق (101)
المكون من 700 عربة شمالاًعلى طريق الإمداد الرئيسي الذي يمتد عبْر
الصحراء والذي مُهِّد بوساطة مهندسي الفرقة ليصل إلى منطقة قاعدة العمليات
المتقدمة (FOB) وبعد أن أمّنت الفرقة الهدف كوبرا (Cobra) تابعت اقتحامها
شمالاً وفي مساء 24 فبراير كانت الفرقة قد تحركت 170 ميلاً داخل العراق
وقطعت الطريق السريع ( وأقفلت عدة طرق تصل القوات العراقية في الكويت
ببغداد.
7/ نظراً إلى أن الهجمات الأولية للفرقة السادسة الفرنسية واللواء (101)
الاقتحام الجوي كانت ناجحة جداً فقد عبَرت الفرقة (24) المشاة الآلية خط
الاقتحام (خط الرحيل) قبل 5 ساعات من الموعد المحدد في الخطة وقد هاجمت
الفرقة السادسة بثلاثة ألوية في الأمام ونفّذت سرية فرسان الفرقة عمليات
الاستطلاع والحماية في المقدمة تقدمت الفرقة (24) المشاة الآلية بسرعة
فائقة راوحت بين 25 و 35 ميلاً/ساعة وتوغلت نحو 50 ميلاً في عمق الدفاعات
العراقية الهشة.
وقد استمر الهجوم ليلاً كذلك استمرت الفرقة في تنفيذ مهامها بمساعدة
العديد من المعدات التكنولوجية المتقدمة مثل أجهزة الملاحة الإلكترونية
طويلة المدى وأنظمة التصوير الحراري وأنظمة التصوير بالأشعة تحت الحمراء
وأجهزة نظام تحديد المواقع المتطورة (GPS) ومنتصف الليل كانت الفرقة قد
قطعت 75 ميلاً داخل الأراضي العراقية وفي وضع متزنوقوي يسمح لها بمتابعة
الهجوم.
ملخص تقرير موقف صدر عن الفرقة (101) الاقتحام الجوي
سعت 0700 وبوساطة 60 طائرة (UH-60) و30 طائرة (CH-47C) نُقلت عناصر اللواء
الأول الاقتحام الجوي من منطقة تحميله وبعد مضي أقلّ من ساعة وصلت
الطائرات سالمة حاملة 500 فرد بأسلحتهم إلى منطقة داخل العراق بعمق 93
ميلاً كانت الكتيبة الأولى/ اللواء 82/الفرقة 49 العراقية متخندقة شمال
طريق الإمداد الرئيسي (Virginia).
وقد اكتشفتها السرية الأولى/الكتيبة 327 المشاة أثناء تطهيرها منطقة قاعدة
العمليات المتقدمة (FOB) فبدأ القتال بينهما واستسلم قائد الكتيبة
العراقية، لدى بدء هجوم السرية وعند أسْره أخذ في إقناع أفراده (أكثر من
300 فرد) عبر مكبر الصوت، بإلقاء أسلحتهم.
الفيلق السابع (VII Corps)
1/ نفذ الفيلق السابع الهجوم الرئيسي للمسرح بمهمة تدمير وحدات الحرس
الجمهوري الثقيلة وكانت خطة تقدمه مشابهة لخطة الفيلق (18) وهي التقدم
شمالاً في الأراضي العراقية ثم الانحراف إلى جهة الشرق ولدى الانحراف
شرقاً كان على الفيلقين (7) و (18) تنسيق هجومهما للتصدي لفرق الحرس
الجمهوري.
وكان عليهما الضغط على هذه الفرق لهزيمتها لقد كان من المخطط أن يهاجم
الفيلق (7) في يوم 25 فبراير ولكن النجاح الأولي الذي حققته قوة مشاة
البحرية الأولى والقوات المشتركة الشرقية والفيلق (18) سمح للقائدين (قائد
القوات المشتركة ومسرح العمليات وقائد القيادة المركزية الأمريكية) بتعجيل
الهجوم 15 ساعة.
2/ كانت خطة الفيلق السابع تقضي بالقيام بهجمات خداعية والالتفاف على
القوات العراقية تطبيقاً للإستراتيجية العامة للمسرح كان على الفرقة
الأولى الفرسان وهي ما زالت تعمل كاحتياطي للمسرح تنفيذ هجوم محدود وهجمات
خداعية على طول وادي الباطن لإيهام العراقيين بأن الهجوم الرئيسي سيوجه
إليهم من هذا الاتجاه وبينما كان العراقيون يوجهون اهتمامهم تجاه هجوم
الفرقة الأولى الفرسان اقتحمت فرقتان من الفيلق السد الترابي وحقول
الألغام على الجناح الشرقي للفيلق وعلى الجناح الأيسر التف فوج الفرسان
المدرع متبوعاً بفرقتَين أخريَين على الدفاعات العراقية وخُصص للفرقة
الأولى المدرعة البريطانية مهمة العبور خلال الثغرة التي أنشأتها الفرقة
الأولى المشاة الآلية ومهاجمة الفرقة المدرعة العراقية في قطاعها لمنعها
من التحرك في اتجاه طريق التفاف الفيلقحتى لا تعوق حركة الالتفاف.
كما خططت قيادة الفيلق (7) لتحريك كميات من الوقود والذخيرة من خلال
الثغرة إلى موقع إمداد في منطقة الفرقة الأولى المشاة الآلية لذلك فقد كان
لتطهير الثغرة من مشاة العدو ومدفعيته الأسبقية الأولى حتى لا يتعطل عبور
الفرقة البريطانية أو وحدات الإسناد الإداري للفيلق.
3/ أزال فوج الفرسان المدرع الثاني الموانع قبل بداية الهجوم الرئيسي
للفيلق السابع والتفّ من الغرب عابراً الأراضي العراقية وتحت حماية هذا
الفوج وقيادته للجناح الغربي للفيلق عبَرت الفرقتان المدرعتان الأولى
والثالثة خط الاقتحام (خط الرحيل) وهاجمتا في اتجاه الشمال.
4/ بدأت الفرقة الأولى المشاة الآلية فتح الثغرات خلال حزام موانع كثيفة
من الأسلاك والألغام في ظل مقاومة عراقية ضعيفة وفي توقيت عبور الفرقة
الأولى المشاة خط الاقتحام كانت العناصر القائدة من فوج الفرسان المدرع
المتبوع بالفرقتَين المدرعتَين (الأولى والثالثة) على الجانب الغربي
للفيلق/ قد توغلت داخل الأراضي العراقية نحو 30 كم أعطيت الفرقة الأولى
المشاة أمراً إنذارياً بترك كتيبة قوة واجب في الثغرة بعد مرور الفرقة
البريطانية والتحرك إلى الأمام مشكلة مع الفرقتين المدرعتين قوة من ثلاث
فِرق تعمل ضد قوات الحرس الجمهوري وحتى تلك اللحظة كانت فرقة الفرسان
الأولى لا تزال تحت سيطرة القيادة المركزية.
لقد كان فتح ثغرات في حقول الألغام أشد خطراً من نيران العدو وعند اقتراب
الليل كانت فرقة المشاة الأولى قد فتحت 50% من الثغرات في حزام الموانع
الأول والدفاعات الأمامية وأسَرَت عدة مئات من أفراد العدو أثناء ليلة
24/26 فبراير عززت الفرقة الأولى مواقعها وأعادت تمركز مدفعيتها ونسقت
خطوط مرور الفرقة البريطانية خلال مواقعها.
ونظراً إلى عدم استطاعة الفرقة البريطانية تطهير المنطقة المخصصة لها خلال
هذه الليلة فقد أوقف الفيلق تقدم الفرقتَين المدرعتَين الأولى والثالثة
أثناء الليل وعلى طول مواجهة الفيلق السابع استمرت نيران المدفعية ضدّ
مواقع القوات العراقية طوال الليل.
5/
على خط يمتد من الغرب إلى الشرق تقدمت الفرقتين المدرعتين الأولى
والثالثةمن خلال المحورالذي طهره فوج الفرسان المدرع الثاني وفي المنتصف
من هذا الخط استمرت فرقة المشاة الأولى في مهاجمة الدفاعات العراقية وفتح
الثغرات وتطهيرها وعلى الجناح الشرقي كانت الفرقة البريطانية متأهبة
للعبور خلال فرقة المشاة الأولى لمهاجمة الاحتياطيات التكتيكية العراقية.
القوات المشتركة في المنطقة الشمالية (JFC-N)
سعت 1600 يوم 24 فبراير بدأ هجوم الفرقة الثالثة المشاة الآلية المصرية
وقوة الواجب خالد وقوة الواجب "المثنّى" على المواقع العراقية في الكويت
واجهت هذه التشكيلات خنادق النيران وحقول الألغام والموانع ونيران
المدفعية عندما عبرت الحدود في اتجاه القطاعات المخصصة لها بدأ هجوم
السعوديين والكويتيين بعد بداية الهجوم المصري بفترة قليلة ونظراً إلى أن
المصريين كانوا مهتمين كثيراً بالهجمات المضادّة من الوحدات العراقية
الثقيلة فقد أوقفوا تقدُّمهم قبل الوصول إلى أهدافهم الابتدائية وعززوا
مواقعهم الدفاعية خلال الليل.
استأنفت الفرقة المصرية العمليات الهجومية في نهار اليوم التالي وفي الوقت
نفسه تبعت الفرقة الرابعة المدرعة المصرية الفرقة الثالثة المشاة الآلية
كما تبعت الفرقة التاسعة المدرعة السورية/ الفِرق المصرية كاحتياطي للقوات
المشتركة في المنطقة الشمالية وقد نفذت الفرقة كذلك بكتيبة الاستطلاع
عمليات ساترة لتأمين الجانب الأيمن وتحقيق الاتصال بمشاة البحرية المركزية
كذلك.
قوة مشاة البحرية الأولى Marine Expeditionary Force 1
1/ بدأ اقتحام قوة مشاة البحرية الأولى سعت 0400 في اتجاه الهدف النهائي
وهو ممر المطلاع والطرق المؤدية إلى مدينة الكويت 35 ـ 40 ميلاً إلى
الشمال الشرقي وقد واجهت قوة مشاة البحرية الأولى أقوى تجمع لقوات العدو
في المسرح وبدأت الفرقة الأولى المشاة البحرية هجومها من مواقعها على
الحدود الجنوبية وهاجمت الفرقة الثانية المشاة البحرية بعد 90 دقيقة من
هجوم الفرقة الأولى نجحت قوة مشاة البحرية الأولى في عبور حزامَين
دفاعيَين وفتحت 14 ممراً في الشرق و6 ممرات في الغرب فرسخّت أقدامها داخل
الكويت.
وقد كانت عملياتها ناجحة بسبب التحضيرات التفصيلية الدقيقة، التي اتخذتها
مثل: الاستطلاع التفصيليوتحديد المواقع بدقة والتدريب المكثف والتمرينات
العديدة والأكثر أهمية من ذلك أنها نجحت في تحويل انتباه القيادة العراقية
العليا عن حركة الالتفاف التي أجرتها القوات البرية المركزية وفي نهاية
اليوم كانت أسرت أكثر من 8 آلاف أسيروتوغلت 20 ميلاً داخل الكويت.
2/ إلى اليمين أكملت الفرقة الأولى المشاة البحرية التي تَبِعت قوة الواجب
(Ripper) وكانت مغطاة من قوتَي واجب أخريَين تسربتا مبكراً ـ عبورها
حزامَين دفاعيَّين وأوضح تقرير للفرقة، عقب العمليات أنها تمكنت من تدمير
الدبابات العراقية من نوعي (T-55) و (T-62) بوساطة دبابات (M60 A1) وعربات
(HMMWV)، المجهزة بصواريخ (TOW) وبالمدفعية الثقيلة نفذ جناح طيران مشاة
البحرية الثالث مهام المعاونة الجوية القريبة ومهام التحريم. كما كان هناك
عدة أعمال بطولية فردية، خلال هذا القتال الكثيف. تجاوزت الفرقة الأولى
بتقدمها شمالاً قاعدة أحمد الجابر الجوية على أن تنهض المشاة بتطهير
مبانيه وملاجئه فيما بعد كما أقامت المشاة المدرعة الخفيفة ستارةعلى
الجانب الأيمن للفرقة بينما استمر مشاة البحرية في تطهير المواقع
العراقية.
3/ إلى الغرب بدأت الفرقة الثانية المشاة البحرية هجومها دافعة أمامها
الفوج السادس في المقدمة ومخترقة أحزمة الموانع ومواجهة مقاومة متوسطة
الشدة تقدم الفوج السادس المشاة البحري في ثلاثة أرتال كلٌّ بقوة كتيبة
تحت نيران الهاونات والمدفعية العراقية كانت المقاومة شديدة من المدافعين
العراقيين المتحصنين خلف حقول الألغام الأولى وبعد تطهير المانع الأول
انحرف الفوج السادس إلى اليسار وهاجم مواقع دفاعية أكثر كثافة وقد تمكن
مهندسو مشاة البحرية بوساطة الدبابات الدقاقة (المفجرة للألغام) ومعدات
فتح الثغرات من فتح 6 ثغرات في قطاع الفرقة ونظراً إلى المقاومة على
الجانب الأيمن والتوقف أمامها دفع الفوج بكتائبه من خلال ثغرات الوسط
واليسار ثم تحولت إلى اليمين وأزالت تلك المقاومة.
تقدم الفوج إلى أهدافه متخطياً عناصر من الفرقتَين العراقيتَين (7) و (14)
المشاة وقد ورد في تقرير عمليات الفرقة الثانية أن الفوج أسر 4 آلاف عراقي
واستولى على كتيبة الدبابات التاسعة العراقية (35 دبابة صالحة للاستخدام).
4/ سعت 1400 أمّن الفوج السادس أهدافه وانتشر متخذاً مواقع ملائمة لصد أي
هجمات عراقية مضادّة بينما عبر باقي وحدات الفرقة الثانية الثغرات واتخذت
مواقعها إلى اليمين واليسار منها وبحلول الظلام كانت الفرقة قد أكملت
عبورها من خلال الثغرات لقد كان العراقيون يقاتلون بكفاءة عند مهاجمتهم من
المواجهة فقط ولكنهم سريعاً ما كانوا يستسلمون عند الالتفاف عليهم أو
مهاجمتهم من الخلف.
في نهاية اليوم تمكنت قوة مشاة البحرية الأولى من اكتساح الخط الدفاعي العراقي وهزيمة أفضل عناصر من ثلاث فرق مشاة عراقية.
5/ كان تركيز طيران مشاة البحرية ينصب أولاً على معاونة القوة البرية ثم
قصف الأهداف في عمق العراق بمساعدة جناح طيران مشاة البحرية الثالث،
القوات المشتركة الشرقية وقوات مشاة البحرية خلال تلك الفترة ولتحقيق
المعاونة الجوية القريبة للقوات البرية بكفاءة على مدار 24 ساعة نفّذ
الجناح فكرة جديدة تسمى (Push Flow) قوامها وجود رفّ مسلح من الطائرات
المهاجمة جاهز للطيران كل 7 دقائق لمعاونة القوات البرية من خلال "مركز
المعاونة الجوية القريبة" فإذا وجد أي طلب من أي وحدة أرضية توجه الرف
مباشرة إلى تنفيذ المهمة.
وإذا لم توجد أي طلبات فإن الرف يندفع إلى "الموجه الجوي الأمامي (FAC)
المحمول جواً (Airborne) لتوجيهه إلى أهداف خلف خطوط العدو لتدميرها.
6/ لقد كان عامل النجاح المهم في هذا اليوم هو المعاونة الجوية القريبة
التي قدَّمها جناح طيران مشاة البحرية الثالث فقد كانت طائرات (AV-8BS) و
(F/A-18) في انتظار أي طلبات لدعم القوات البرية بينما كانت طائرات (AH-1)
العمودية في مناطق محددة خلف مشاة البحرية المتقدمة جاهزة للإسراع في
تدمير المدرعات العراقية والعربات المدرعة والنقاط القوية كما كان من أكثر
الأسلحة فاعلية في قتال الدبابات العراقية، الصواريخ الموجهـة بالليزر
المحمـولة بوساطة طائرات (AH-1W).
القوات المشتركة في المنطقة الشرقية (JFC-E)
بدأ هجوم القوات المشتركة في المنطقة الشرقية سعت 0800 وفتحت 6 ثغرات في
حزام الموانع الأول وقد أمكن اللواءان ( و (10) المشاة الآليان تأمين
أهدافهما خلال هجومهما الابتدائي وفي نهاية اليوم الأول يمكن القول إن كل
القوات المشتركة الشرقية تمكنت من تأمين أهدافها الابتدائية فضلاً عن أسْر
أعداد كبيرة من العراقيين بينما استمر اللواء الثاني من الحرس الوطني في
تنفيذ عمليات استطلاع بقوة على طول الطريق الساحلي السريع.
احتياطي المسرح
نفذت الفرقة الأولى الفرسان كاحتياطي المسرح عمليات خداعية في منطقة
الحدود المشتركة الثلاثية بينما كانت جاهزة لمعاونة القوات المشتركة
الشمالية شرق وادي الباطن.
العمليات المساندة
1/ مع بداية العمليات البرية في 24 فبراير استمر تنفيذ العمليات، الجوية
والبحرية والعمليات الخاصة المتكاملة ومع المحافظة على السيادة الجوية
والاستمرار في مهاجمة الأهداف الإستراتيجية ازدادت العمليات الجوية لتنفيذ
مهام التحريم الجوي والمعاونة الجوية القريبة والتي شكلت 78% من الطلعات
المقاتلة في ذلك اليوم حتى عندما انخفضت إمكانية تنفيذ مهام المعاونة
الجوية القريبة بسبب الأحوال الجوية الرديئة فإن مهام التحريم الجوي
استمرت لعزل القوات العراقية في مسرح العمليات الكويتي ومهاجمة قوات الحرس
الجمهوري.
2/ كما أُسندت القوات المشتركة الشرقية بنيران المدافع من عيار 16 بوصة من
البارجتين ميسوري (Missouri) وويسكنسن (Wisconsin) واستمرت البحرية في
عملياتها الهجومية وعمليات التغطية والدوريات الجوية المقاتلة والاستطلاع
المسلح وعمليات إزالة الألغام والمراقبة البحرية وذلك مساندة للقوات
البرية بصفة خاصة وللحملة بصفة عامة.
3/ قبل فجر 25 فبراير نفذت الطائرات العمودية للواء مشاة البحرية الرابع
(4th MEB) عمليات برمائية خداعية أمام الشعيبة لتثبيت القوات العراقية على
طول الساحل وفي الوقت نفسهنفّذت مجوعات (SEAL) عمليات استطلاع الساحل مع
تفجير بعض العبوات في الجنوب كما دخلت وحدات البحرية الخاصة مدينة الكويت
مع مقاتلي المقاومة الكويتية بغرض تحقيق الاتصال مع القوات البرية للتحالف
عند دخولها المدينة فيما بعد.
يوم الهجوم "ب+1"(25فبراير)/ تدمير القوات التكتيكية العراقية
أعمال القوات العراقية وأوضاعها
1/ مع تطور الهجوم البري أصبح واضحاً عدم فاعلية الوحدات العراقية فقد
تحمّل الفيلق الثالث العراقي خسائر جسيمة نجمت عن القصف الشديد الذي تعرضت
له كل من الفرقة الخامسة المشاة الآلية والفرقة الثالثة المدرعة وكان
تقييم القيادة المركزية لكفاءة فرق المشاة العراقية (7) و ( و (14) و
(18) و (29) في قطاعي هجوم قوة مشاة البحرية الأولى والقوات المشتركة في
المنطقة الشرقية أنها أصبحت غير فاعلة قتالياً.
2/ على الجانب الغربي من الفيلق الثالث كان في مواجهة قوة مشاة البحرية
الأولى الفرقتان المشاة (7) و (14) اللتان فقدتا قدراتهما القتالية أمّا
الفرقة (36) المشاة والفرقة الأولى المشاة الآلية واللواء (56) المدرع فقد
أنشأت مواقع دفاعية عاجلة جنوب الجهراء وجنوبها الغربي وشمال غرب مدينة
الكويت وحاولت الفرقة الثالثة المدرعة إنشاء موقع دفاعي لقطع الطريق بين
مطار الكويت الدولي والجهراء.
3/ على الجانب الشرقي من الفيلق الثالث كان في مواجهة القوات المشتركة في
المنطقة الشرقية الفرقتان المشاة ( و (18) وقد قُيِّمت قدراتهما
القتالية أنهما غير فاعلتين قتالياً على الرغم من مقاومتهما مقاومة عنيفة
أمام القوات المهاجمة قرب ميناء سعودوعُدّت كذلك الفرقة (29) المشاة التي
انسحبت إلى الشرق غير فاعلة قتالياً.
4/ قُيِّمت فرق المشاة (11) و (15) و (19) وثلاثة ألوية قوات خاصة في
مدينة الكويت، أنها في كامل قوّتها العددية والقتالية وقد تركز مجهودها
الرئيسي في مراقبة عمليات الاقتحام البرمائية المحتملة من جانب قوات
التحالف وكانت جاهزة للعمليات العسكرية داخل مدينة الكويت.
5/ أدّى الاختراق العميق لقوات التحالف للجانب الغربي للفيلق الثالث
العراقي إلى تنفيذ بعض الهجمات المضادّة بحجم كتيبة من الفرق الموجودة على
جانبي ثغرة الاختراق ولكن نظراً إلى ضعف قوة تلك الهجمات فقد تحملت
كتائبها خسائر جسيمة.
6/ في منطقة الفيلق الرابع غربي الكويت في مواجهة قوة مشاة البحرية الأولى
والقوات المشتركة الشمالية قُيِّمت قدرة فرقتي المشاة (20) و (30) بأنهما
غير فاعلتين قتالياً في نهاية اليوم الأول من الهجوم البرى كما ارتدت
فرقتا المشاة (16) و (21) إلى الخلف إلى الخط الدفاعي جنوب قاعدة علي
السالم الجوية وغربها وانخفضت القدرة القتالية للفرقة السادسة المدرعة
الموجودة غرب قاعدة علي السالم انخفاضاً واضحاً.
7/ في نهاية يوم ب+1 أصبحت خمس فرق مشاة من الفيلق السابع العراقي/واحدة
منها في مواجهة الفيلق السابع الأمريكي في منطقة الحدود معرضة لخطر الحصار
والعزلة واشتبكت الفرقة (12) المدرعة في مواجهة الفرقة الأولى المدرعة
البريطانية مع القوات المدرعة للتحالف في محاولة للمحافظة على الاتصال مع
فرق المشاة (27) و (28) و (47) على الجانب الشرقي للفيلق السابع الأمريكي.
ومن الغرب إلى الشرق في مواجهة الفيلق السابع الأمريكي اشتبكت فرق المشاة
(25) و (26) و (31) و (45) و (48) مع فرق المشاة الآلية والفرق المدرعة
للفيلق السابع الأمريكي وأصبحت غير قادرة قتالياً على الاستمرار في
المعركة.
8/ في نهاية يوم ب+1 قيمت الفيالق العراقية الأمامية أنها أصبحت غير فاعلة
قتالياً وأنها غير قادرة على إدارة عمليات دفاعية ناجحة في قطاعها وأصبح
واضحاً أن القادة العراقيين غير قادرين على السيطرة على وحداتهم وغير
مدركين لما يجري في مسرح العمليات ولا لحجم القوات البرية للتحالف
وقدراتها وأهدافها وعملياتها حاول الفيلق الرابع شنّ بعض الهجمات المضادّة
المحدودة ولكنه لم يستطع تقديم أكثر من جيوب مقاومة منعزلة وعند هذه
اللحظة بثت إذاعة بغداد أن صدام حسين أمر قواته بالانسحاب من الكويت.
القوات البرية المركزية
1/ في الغرب استمر تقدم الفيلق (18) داخل الأراضي العراقية لقطع خطوط
المواصلات وعزل القوات العراقية تبعت الفرقة (82) هجوم الفرقة السادسة
المدرعة الخفيفة الفرنسية وعند وصولها إلى قاعدة العمليات المتقدمة
(Cobra) أرسلت الفرقة (101) الاقتحام الجوي اللواء الثالث في أعمق مهمة
اقتحام جوي في التاريخ العسكري.
فقد تحرك اللواء الثالث جواً إلى الشمال من منطقة التجمع التكتيكي (TAA)
على الحدود السعودية ـ العراقية، ولمسافة 175 ميلاً لاحتلال مواقع مراقبة
ومواقع قطع على الضفة الجنوبية لنهر الفرات غرب مدينة الناصريةوعلى بعد
عدة أميال شمال القاعدة الجوية العراقية، طليل (Tallil).
2/ في صباح اليوم نفسه سعت 0300 تحركت الفرقة (24) المشاة الآلية في اتجاه
هدفها الرئيسي الأول وهاجم اللواء (197) المشاة على الجانب الأيسر من
الفرقة الهدف (Brown) وقد وجد اللواء أعداداً من أسْرى الحرب الجائعين
والمتأثرين بشدة بنيران المدفعية الثقيلة.
وفي سعت 0700 أمّن اللواء هدفه وأنشأ عدة مواقع قطع شرق خط الإمداد
الرئيسي (Virginia) وغربه وبعد ذلك بفترة قصيرة هاجم اللواء الثاني من
الفرقة (24) الهدف (Grey) من دون إبداء أي مقاومة من جانب العدو وقد أسر
300 عراقي وأنشأ مواقع قطع إلى الشرق استمر تقدم اللواء الأول، من الفرقة
نفسها في اتجاه الشمال الغربي في منتصف قطاع الفرقة وهاجم الهدف (Red)
وأمّنه.
3/ تمكنت الفرقة (24) المشاة الآلية من مهاجمة ثلاثة أهداف رئيسية
وتأمينها وأسْر عدة مئات من الجنود في مواجهة مقاومة ضعيفة من فرقتَي
المشاة (26) و (35) وفي نهاية هذا اليوميكون الفيلق (18) قد تقدم في جميع
قطاعات فِرقه وأنشأ قاعدة عمليات أمامية (FOB)ومواقع قطع كلٌّ بحجم لواء
في وادي الفرات وأسر آلافاً من العراقيين.
4/ على الجانب الأيسر للفيلق السابع تابعت الفرقة الأولى المدرعة هجومها
عقب وقفة اليوم واتصلت أولاً بوحدات من الفرقة (26) المشاةوعندما كانت
الفرقة على بُعد 35 ـ 40 ميلاًمن هدفها بدأت قصفات المعاونة الجوية
القريبة متبوعة بقصفات من الطائرات العمودية المهاجمة وباقترابها من الهدف
بدأ التمهيد النيراني من المدفعية والصواريخ الميدانية والصواريخ
التكتيكية وعندما أصبحت المواقع العراقية في مدى البصر بدأت فرق العمليات
النفسية بإذاعة نداءات الاستسلام.
وقد أخفق العراقيون في محاولتهم صدّ الهجوم وأبلغ أحد ألوية الفِرقة
(الأمريكية)أنه دمِّر 40 ـ 50 دبابة وعربة مدرعة من الفرقة (26) في 10
دقائق على مسافة 2000 متر ومع الاقتراب من البصية (Busayyah) بعد ظهر
اليوم نفسه وجهت الفرقة الأولى المدرعة نيران المعاونة الجوية القريبة
وطلعات الطائرات العمودية المهاجمة إلى مواقع اللواء العراقي مدمرة قطع
المدفعية وعدة عربات وأسرت 300 عراقي.
5/ تابعت الفرقة الثالثة المدرعة هجومها شمالاً وعند حلول ظلام يوم 25
فبراير انحرف كل من فوج الفرسان الثاني والفرقة الثالثة المدرعةنحو الشرق
حيث واجها وحدات منعزلة وقد بدأت في هذا الوقت هبوط ريح شديدة وسقوط أمطار
غزيرة بعد ذلك وأثناء الليل واجه فوج الفرسان الثاني عناصر من فرقة الحرس
الجمهوري "توكلنا" واللواء (50) والفرقة (12) المدرعة فدمر اللواء (50)
واتخذ مواقع دفاعية عاجلة استعداداً لمهاجمة فرقة "توكلنا" أول ضوء يوم 26
فبراير.
6/ في قطاع الفرقة الأولى المشاة عبرت الفرقة الأولى المدرعة البريطانية
الثغرات في حقول الألغام التي فتحتها الفرقة الأولى المشاة وفي أثناء
محاولات الفرقة توسيع الثغرات والمناطق المطهرة وذلك بهزيمة ألوية العدو
في المواجهة انحرفت الفرقة الأولى المدرعة البريطانية نحو اليمين لمهاجمة
الفرقة (52) المدرعة وكان ذلك الاتجاه نحو الشرق بداية لقتال استمر يومَين
تاليَين خاضته فرقة فئران الصحراء.
القوات المشتركة في المنطقة الشمالية
استمرت القوات المشتركة في المنطقة الشمالية في تقدمها في سعت 0400 استمرت
القوات المصرية في عمليات فتح الثغرات وتطهيرها والتقدم في اتجاه أهدافها
الأولية وقد أمنت نحو 16 كم كرأس جسر ولكنها لم تؤمّن أهدافها حتى الساعات
الأولى يوم 26 فبراير.
استمرت قوة الواجب "خالد"، في التغلب على الموانع والتقدم إلى أهدافها،
يوم 25، مبكراً وفي نهاية اليوم تمكن السعوديون وإلى يمينهم الكويتيون من
تأمين أهدافهم وتعزيز مواقعهم أمّا الوحدات الأخرى بما فيها الفرقة
التاسعة المدرعة السورية فقد تبعت الهجوم وساندته كما استمرت كتيبة
الاستطلاع السورية في عملها كستارة، على الحدود بين القوات المشتركة
الشمالية ومشاة البحرية المركزية.
قوة مشاة البحرية الأولى
1/ يوم ب+1 تقدمت قوة مشاة البحرية الأولى في اتجاه أعنف مقاومة واجهتها
خلال الهجوم البري في قطاع الفرقة الثانية المشاة البحرية صدّ الفوج
السادس المشاة البحري هجوماً مضاداً مدرعاً عراقياً باستخدام خليط من
نيران المعاونة الجوية القريبة ونيران المدفعية والدبابات وصواريخ (TOW)
الموجهة المضادّة للدبابات وعند تشكيل القوات العراقية لشنّ هجوم مضادّ
جنوب مدينة الكويت هوجمت بنيران القوات الجوية وأمكن تخفيض قوتها إلى أقلّ
من قوة لواء التي كانت عليها عند بداية هجومها المضادّ.
طبقاً للتوقيتات المحددة في الخطة تقدمت الفرقة الثانية المشاة البحرية
المشكلة من لواء (Tiger) في اليسار والفوج السادس في المنتصف والفوج
الثامن في اليمين في اتجاه عناصر من الفرقة الثالثة المدرعة والفرقة
الأولى المشاة الآلية العراقيتين اللتَين اتخذتا مواقع دفاعية مرتفعة في
الشمال الغربي وفي مناطق مبنية كثيـرة الأسـواروالمعروفة باسم (Ice-Cube
Tray) ساعدت الأحوال الجوية والدخان المتصاعد من الآبار المشتعلة، على خفض
الرؤية إلى عدة ياردات.
حققت كتيبة الدبابات الثانية (المدعمة للفوج الثامن) والمسلحة بدبابات
(M1) ولواء (Tiger) المسلح بدبابات (M1 A1)، وبالأجهزة البصرية المتقدمة ـ
نجاحاً كبيراً في قتال المدرعات المعادية على مسافات بعيدة في ظلام شبه
تام أمّا أطقم دبابات (M60A1) فقد اعتمدت على مهارتها في قتال العدو في
هذه المنطقة، وتمكنت الدبابات والمشاة من تطهير المباني والخنادق على
مسافات قتال قريبة في الظلام الدامس وأخيراً أُمّنت المنطقة سعت 2200، بعد
مقاومات عنيفة.
2/ واجهت فرقة المشاة البحرية الأولى على الجانب الأيمن من قطاع قوة مشاة
البحرية الأولى هجوماً مضادّاً قوياً بالقرب من بئر نفط البرقان واستمرت
المعركة عدة ساعات اتّسمت بالشراسة لقد نفذت الطائرات من نوعي (AV-8B) و
(AH-1W) المناورة بالتنسيق مع الدبابات والعربات المدرعة الخفيفة لسحق
تهديدات العدو ولقد وجد أحد الموجهين الجويين المتقدمين (FAC) نفسه يوجه
في وقت واحد هجمات ثمانية أنواع مختلفة من الطائرات اتجه قائد إحدى
الدبابات العراقية بدبابته، نحو مركز قيادة قوة الواجب (Papa Bear) حيث
استسلم في النهاية دُمِّرت جميع التشكيلات التي شنت الهجوم المضادّ.
وفي هذا النوع من القتال ظهرت أهمية نظام تحديد المواقع (GPS) ونظام
التصوير الحراري فضلاً عن أهمية التدريب والانضباط لقد كانت النتيجة
النهائية للمعركة تدمير 100 عربة مدرعة عراقية وأسْر 1500 عراقي وأكملت
الفرقة الأولى تعزيز مواقعها في قاعدة أحمد الجابر الجوية ودفعت بعض
وحداتها إلى مسافة عشرة أميال داخل مدينة الكويت.
القوات المشتركة في المنطقة الشرقية
أمّنت القوات المشتركة الشرقية أهدافها بعد مقاومات
خفيفة وخسائر قليلة ولكن التقدم كان بطيئاً، بسبب استسلام أعداد كبيرة من
العراقيين كما استمر تقدم كلٍّ من قوة الواجب "عمر" وقوة الواجب "عثمان"
في اتجاه أهدافهماواستمر تقدم اللواء الثاني الحرس الوطني على الطريق
الساحلي السريع وخصص كتيبة لمرافقة أسْرى الحرب إلى الخلف وتبع كلٌّ من
القوات القطَرية واحتياطي القوات المشتركة في المنطقة الشرقية قوة الواجب
"عمر" أثناء تقدمها وقتالها.
العمليات المساندة
1/ مع تقدم العمليات البرية لقوات التحالف نفّذت قوة برمائية محاولتها
الأخيرة لإقناع القيادة العراقية أن القوات المركزية ستشن هجومها الرئيسي
على ساحل الكويت وفي نهاية يوم 24 فبرايرولمدة يومين تاليين أبرت البحرية
قوة قوامها 7500 رجل من اللواء الخامس المشاة البحري في رأس مشعاب وقد
ألحق هذا اللواء على مشاة البحرية المركزية الأمريكية كاحتياطي لقوة مشاة
البحرية الأولى.
نفّذت قوة واجب برمائية ضربات جوية ضد جزيرتَي فيلكا وبوبيان وفي الوقت
نفسه شنّت الطائرات العمودية لمشاة البحرية ومدفعيتها غارات على طول
الساحل الكويتي كما نفّذت قوات بحرية وقوات برمائية هجمات خداعية على طول
الساحل واستمرت البارجتين (Missouri) و(Wisconsin) في تقديم إسناد نيراني
لقوات مشاة البحرية الأولى وللقوات المشتركة في المنطقة الشرقية أمّا
اللواء الرابع المشاة البحري فقد ظل على متن السفن في عرض البحر جاهزاً
للاقتحام البرمائي وقد شنّ المجهود الجوي المخصص للواء ضربات جوية ضد
جزيرة فيلكا واستمر في التظاهر بتنفيذ هجمات خداعية على ساحل جزيرة
بوبيان.
2/ سجلت القوات الجوية للتحالف رقماً قياسياً في تنفيذ المهام إذ نفذت
3159 طلعة جوية منها 1997 طلعة في مهمة قتالية مباشرة واستمرت الأسبقية
لتنفيذ مهام الهجوم الجوي المضادّ والمعاونة الجوية القريبة والتحريم
الجوي وكانت الأسبقية الأولى لطيران مشاة البحريةهي إسناد القوات البرية
والأسبقية الثانية كانت قصف أهداف داخل العراق وفي الساعات الأولى من
الصباح حوصرت في العراء عناصرمن الفرقة الثالثة المدرعة التي تجمعت غرب
مطار الكويت الدولي وأمكن بالقصفات الجوية تدمير قوات الهجوم المضادّ
مزيلة إحدى العقبات من طريق التقدم السريع للقوات البرية.
3/ خصصت قوات العمليات الخاصة (SOF) دوريات استطلاع خاصة لرصد قوة المعتدي
وأوضاعه والإبلاغ عنها كما استمرت فرق اتصال قوات العمليات الخاصة (SOF
Liaison Teams) في العمل مع وحدات التحالف على معاونة هذه الوحدات
وإسنادها في المعركة. ........................