لواء صلاح سويلم نائب مدير المنتدى
عدد الرسائل : 475 نقاط : 1103 تاريخ التسجيل : 22/11/2007
| موضوع: اولمرت يتعهد بإعادة رفات جاسوس إسرائيلي اعدم في دمشق الإثنين مارس 24, 2008 7:25 pm | |
|
|
|
| <table style="padding-right: 5px; padding-left: 5px;" align="left" border="0" cellpadding="0" cellspacing="0"><tr><td align="left"></td></tr></table>
اعتبرت رئيسة الكنيست الإسرائيلي، داليا ايتسيك، أن إعادة سوريا لرفات الجاسوس الإسرائيلي ايلي كوهين الذي اعدم فيها، فرصة مناسبة لكي يحظى الرئيس السوري، بشار الأسد، بثقة دول وشعوب، فيما تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت خلال جلسة خاصة للكنيست بمناسبة مرور 42 عاما علي إعدام كوهين، بإحضاره إلى إسرائيل، وأضاف" اتعهد باسم حكومة إسرائيل والشعب في إسرائيل أعدكم، ناديا (زوجة كوهين) وابراهام وجميع أفراد عائلة كوهين بأن هذا الهدف السامي ماثل أمام أعيني طوال الوقت وسنحظي برؤية تحقق ذلك "، وكشف رئيس الحكومة الإسرائيلية إن كثيرين حاولوا استعادة رفات كوهين، الذي اعدم في أواسط ستينيات القرن الماضي، لكنهم فشلوا، مؤكدأ "إن الحقيقة يجب أن تقال، فهذه ليست مهمة سهلة"، واعتبر اولمرت أن "ايلي كوهين شخصية متميزة"، مشيراً أنه "حتي بعد 42 عاما علي شنقه في سوريا ما زال جزء كبير من نشاط رجلنا في دمشق خفي وغير معروف ومساهمته الحقيقية للمخابرات معروفة لقلائل فقط"، وكانت صحيفة معايف الأإسرائيلية أكدت في أوائل عام 2007 أفادت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، طلب من نظيره التركي وقتها، رجب طيب أردوغان، أثناء زيارته لأنقرة وساطته مع دمشق لاستعادة رفات الجاسوس الإسرائيلي، إيلي كوهين، الذي أعدم في دمشق قبل عقود.
قصة إيلي كوهين
نشرت مواقع الكترونية قصة كوهين بالكامل مذكرت ان اسمه الياهو بن شاؤول يهودي من أصل سوري حلبي، ولد بالإسكندرية التي هاجر إليها أحد أجداده سنة 1924. عمل جاسوسا لإسرائيل في سوريا،إكتشف أمره وأعدم وكان هذا عام 1965 .
في عام 1944 انضم ايلي كوهين إلى منظمة الشباب اليهودي الصهيوني في الإسكندرية وبدا متحمسا للسياسة الصهيونية على البلاد العربية، وفي سنة وبعد حرب 1948 اخذ يدعو مع غيره من اعضاء المنظمة لهجرة اليهود المصريين إلى فلسطين وبالفعل في عام 1949 هاجر أبواه وثلاثة من أشقاءه إلي إسرائيل بينما تخلف هو في الإسكندرية .وقبل ان يهاجر إلى إسرائيل عمل تحت قيادة (إبراهام دار) وهو أحد كبار الجواسيس الإسرائيليين الذي وصل إلى مصر ليباشر دوره في التجسس ومساعدة اليهود علي الهجرة وتجنيد العملاء، واتخذ الجاسوس اسم( جون دارلينج) وشكل شبكة للمخابرات الإسرائيلية بمصر نفذت سلسلة من التفجيرات ببعض المنشأت الأمريكية في القاهرة والإسكندرية بهدف افساد العلاقة بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية و في عام 1954 تم إلقاء القبض على أفراد الشبكة في فضيحة كبرى عرفت حينها بفضيحة لافون، وبعد انتهاء عمليات التحقيق كان أيلي كوهين تمكن من إقناع المحققين ببراءة صفحته إلي أن خرج من مصر عام 1955 حيث التحق هناك بالوحدة رقم 131 بجهاز أمان لمخابرات جيش الدفاع الإسرائيلي ثم أعيد إلي مصر ولكنه كان تحت عيون المخابرات المصرية التي لم تنس ماضيه فاعتقلته مع بدء العدوان الثلاثي ضد مصر في أكتوبر 1956.
بعد الإفراج عنه هاجر إلي إسرائيل عام 1957، حيث استقر به المقام محاسبا في بعض الشركات، وانقطعت صلته مع "أمان" لفترة من الوقت، ولكنها استؤنفت عندما طرد من عمله وعمل لفترة كمترجم في وزارة الدفاع الإسرائيلية ولما ضاق به الحال استقال وتزوج من يهودية من أصل مغربي عام 1959، ورأت المخابرات الإسرائيلية في ايلي كوهين مشروع جاسوس جيد فأعد في البداية لكي يعمل في مصر، ولكن الخطة ما لبثت أن عدلت، ورأي أن أنسب مجال لنشاطه التجسسي هو دمشق. وبدأ الإعداد الدقيق لكي يقوم بدوره الجديد، ولم تكن هناك صعوبة في تدريبه علي التكلم باللهجة السورية، لأنه كان يجيد العربية بحكم نشأته في الإسكندرية وكان طالب في جامعة الملك فاروق وترك الدراسة فيها لاحقا.
رتبت له المخابرات الإسرائيلية قصة ملفقه يبدو بها مسلما يحمل اسم (كامل أمين ثابت) هاجر وعائلته إلى لاسكندرية ثم سافر عمه إلى الارجنتين عام 1946 حيث لحق به كامل وعائلته عام 1947 وبقى "كامل" وحده هناك يعمل في تجارة ، ودُرب على كيفية استخدام اجهزة الارسال والاستقبال اللاسلكي والكتابة بالحبر السري كما درس في الوقت نفسه كل اخبار سوريا ويحفظ اسماء رجالها السياسيين والبارزين في عالم الاقتصاد والتجارة. مع تعليمه اصول الايات القرآنية وتعاليم الدين الإسلامي. وفي 3 فبراير 1961 غادر ايلي كوهين إسرائيل إلي زيوريخ، ومنها حجز تذكرة سفر إلي العاصمة التشيلية سنتياجو باسم كامل أمين ثابت، ولكنه تخلف في بوينس ايرس حيث كانت هناك تسهيلات معدة سلفا لكي يدخل الأرجنتين بدون تدقيق في شخصيته الجديدة.
وفي الأرجنتين استقبله عميل إسرائيلي يحمل اسم( ابراهام) حيث نصحه بتعلم اللغة الاسبانية حتى لا يفتضح امره وبالفعل تعلم كوهين اللغة الاسبانية وكان ابراهام يمده بالمال ويطلعه على كل ما يجب ان يعرفه لكي ينجح في مهمته. وبمساعدة بعض العملاء عين كوهين في شركة للنقل وظل كوهين لمدة تقترب من العام يبني وجوده في العاصمة الأرجنتينية كرجل أعمال سوري ناجح فكون لنفسه هوية لا يرقى إليها الشك، واكتسب وضعا متميزا لدي الجالية العربية في الأرجنتين، باعتباره رجلاً وطنياً شديد الحماس لبلده وأصبح شخصية مرموقة في كل ندوات العرب واحتفالاتهم، وسهل له ذلك إقامة صداقات وطيدة مع الدبلوماسيين السوريين وبالذات مع الملحق العسكري بالسفارة السورية، العقيد أمين الحافظ.
وخلال المآدب الفاخرة التي اعتاد كوهين أو كامل أمين ثابت إقامتها في كل مناسبة وغير مناسبة، ليكون الدبلوماسيون السوريون علي رأس الضيوف، لم يكن يخفي حنينه إلي الوطن الحبيب، ورغبته في زيارة دمشق لذلك لم يكن غريبا ان يرحل اليها بعد ان وصلته الاشارة من المخابرات الإسرائيلية ووصل اليها بالفعل في يناير 1962 حاملا معه الآت دقيقية للتجسس، ومزودا بعدد غير قليل من التوصيات الرسمية وغير الرسمية لأكبر عدد من الشخصيات المهمة في سوريا، مع الإشادة بنوع خاص إلي الروح الوطنية العالية التي يتميز بها، والتي تستحق أن يكون محل ترحيب واهتمام من المسئولين في سوريا. وبالطبع، لم يفت كوهين أن يمر علي تل أبيب قبل وصوله إلي دمشق، ولكن ذلك تطلب منه القيام بدورة واسعة بين عواصم أوروبا قبل أن ينزل في مطار دمشق وسط هالة من الترحيب والاحتفال.
أعلن الجاسوس انه قرر تصفية كل أعماله العالقة في الأرجنتين ليظل في دمشق مدعيا الحب لوطن لم ينتمي اليه يوما. ايلي كوهين وبعد أقل من شهرين من استقراره في دمشق، تلقت أجهزة الاستقبال في أمان أولي رسائله التجسسية التي لم تنقطع علي مدي ما يقرب من ثلاث سنوات، بمعدل رسالتين علي الأقل كل أسبوع. وفي الشهور الأولي تمكن كوهين أو كامل من إقامة شبكة واسعة من العلاقات المهمة مع ضباط الجيش و المسئولين الحربيين.وكان من الأمور المعتادة أن يزور أصدقائه في مقار عملهم، ولم يكن مستهجنا أن يتحدثوا معه بحرية عن تكتيكاتهم في حالة نشوب الحرب مع إسرائيل، وأن يجيبوا بدقة علي أي سؤال فني يتعلق بطائرات الميج أو السوخوي، أو الغواصات التي وصلت حديثا من الاتحاد السوفيتي أو الفرق بين الدبابة تي ـ 52 وتي ـ 54، الخ من أمور كانت محل اهتمامه كجاسوس. وبالطبع كانت هذه لمعلومات تصل أولا بأول إلي إسرائيل، ومعها قوائم بأسماء و تحركات الضباط السوريين بين مختلف المواقع والوحدات. وفي سبتمبر1962 صحبه أحد أصدقائه في جولة داخل التحصينات الدفاعية بمرتفعات الجولان. وتمكن من تصوير جميع التحصينات بواسطة آلة التصوير الدقيقة المثبتة في ساعة يده، وهي احدي ثمار التعاون الوثيق بين المخابرات الإسرائيلية والأمريكية.
ومع أن صور هذه المواقع سبق أن تزودت بها إسرائيل عن طريق وسائل الاستطلاع الجوي الأمريكية، إلا أن مطابقتها على رسائل كوهين كانت لها أهمية خاصة سواء من حيث تأكيد صحتها، أو من حيث الثقة في مدي قدرات الجاسوس الإسرائيلي. وفي عام 1964، عقب ضم جهاز أمان إلي الموساد، زود كوهين قادته في تل أبيب بتفصيلات وافية للخطط الدفاعية السورية في منطقة القنيطرة، وفي تقرير آخر أبلغهم بوصول صفقة دبابات روسية من طراز تي ـ54، وأماكن توزيعها، وكذلك تفاصيل الخطة السورية التي أعدت بمعرفة الخبراء الروس لاجتياح الجزء الشمالي من إسرائيل في حالة نشوب الحرب. وازداد نجاح ايلي كوهين خاصة مع بإغداقه الأموال على حزب البعث وتجمعت حوله السلطه واقترب من ان يرشح رئيسا للحزب او للوزراء!.
في عام 1965، وبعد سنوات من العمل في دمشق، اكتشف كوهين، بعد شكوى تقدمت بها السفارة الهندية بدمشق، من أن الوقت الذي بثت فيه لاسلكيا، يتعرض للتشويش، فتمت محاصرة المنطقة وفاجأت المخابرات السورية كوهين في شقته، وألقت القبض عليه، ومن ثم أودع السجن وأعدم في 18 مايو 1965 ودفن في مقابر اليهود في دمشق.
|
| |
|