روسيا سربت معلومات استخباراتية خاطئة لصدام في بداية الحرب
تاريخ النشر : 2006-03-25
القراءة : 5078
غزة-دنيا الوطن
ذكر تقرير لوزارة الدفاع الامريكية "البنتاجون" الجمعة نقلا عن وثائق
عراقية مصادرة ان السفير الروسي في بغداد قدم معلومات مخابرات بشأن
التحركات العسكرية الامريكية للحكومة العراقية في الايام الاولى للغزو
الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003. وأشار التقرير إلى أن روسيا سربت
تلك المعلومات العسكرية عن طريق سفيرها في بغداد. إلا أن التقرير ذكر أيضا
أن إحدى تلك المعلومات كانت خاطئة وأن ذلك ساعد القوات الأمريكية.
وأضاف التقرير أن المخابرات الروسية غذت اعتقاد العراقيين بأن الغزو
الأمريكي عن طريق الكويت كان من باب التضليل. وجاء في الرسالة المشار
إليها أن القوات الأمريكية ستهاجم بغداد من الجنوب والشرق والشمال. وقال
التقرير "هذا يعني أن النظام العراقي كان أيضا يتلقى معلومات استخباراتية
من الروس غذت قناعاته بأن مسألة الهجوم من جانب الحدود الكويتية كان
للتضليل ليس إلا."
وكتبت هذه الوثيقة بعد اسبوعين تقريبا من الغزو ولكن قبل دخول القوات
الامريكية العاصمة العراقية. واشارت وثيقة عراقية اخرى بتاريخ 24
مارس/اذار 2003 الى "مصادر"روسية داخل مقر القيادة المركزية للقوات
الامريكية في قطر .
واعتمدت تلك المزاعم التي تناولت تحركات روسيا على وثائق مصادرة من حكومة
عراقية كانت على وشك الاطاحة بها ولم يقدم التقرير اي توثيق اخر لهذه
الادعاءات.
معلومات مضللة عن ساعة الهجوم على بغداد
واوضح التقرير ان المعلومات التي قدمها السفير الروسي افادت بان القوات
الامريكية تتحرك لعزل بغداد عن مناطق الجنوب والشرق والشمال وان اشد
تركيزات للقوات توجد قرب كربلاء الواقعة على بعد 110 كيلومترات جنوب غربي
بغداد وكانت تتألف من 12 الف جندي بالاضافة الى ألف مركبة.
واضاف التقرير ان السفير ابلغ العراقيين ايضا ان "الامريكيين سيركزون على
قصف بغداد والمناطق الواقعة حولها وقطع الطريق الى سوريا والاردن واثارة
فوضى واضطراب لاجبار سكان بغداد على الهروب".
وقال ان الهجوم على بغداد لن يبدأ قبل وصول الفرقة الرابعة مشاة -التي
منعتها تركيا من دخول العراق من الشمال عبر الاراضي التركية -في 15 ابريل
نيسان تقريبا . وسقطت بغداد في واقع الامر قبل اسبوع من ذلك التاريخ.
معلومات خاطئة عن وجهة الهجوم
وقال التقرير نقلا عن وثيقة 24 مارس ان "النظام العراقي تلقى بشكل كبير
معلومات من الروس عززت الشكوك في ان الهجوم القادم من الكويت ماهو الا
مجرد هجوم مضلل لتحويل الانتباه عن العملية الرئيسية".
وكان هدف هذا التقرير هو تقييم وجهة النظر العراقية عن احداث الشهور
الاولى للحرب من مارس/اذار الى مايو ايار عام 2003 على اساس مقابلات اجريت
مع مسؤولين عراقيين بارزين ووثائق مصادرة.
وقال البريجادير جنرال انتوني كوكولو من قيادة القوات الامريكية المشتركة
في افادة انه يعتبر ان قرار روسيا تقديم معلومات الى حكومة صدام "كان
الدافع اليه مصالح اقتصادية". واشار التقرير الى مصالح تجارية روسية في
مجال النفط.
وقال ان معلومات المخابرات التي قدمتها روسيا "لم تكن سوى جزء صغير من
حسابات صدام بشأن القرارات التي يتعين عليه اتخاذها والاعمال التي يتعين
عليه القيام بها".
وثيقة 24 مارس/اذار
وذكر التقرير ان وثيقة 24 مارس/اذار اوضحت ان "المعلومات التي جمعها الروس
من مصادرهم داخل القيادة المركزية الامريكية في الدوحة تشير الى ان
الولايات المتحدة مقتنعة بان احتلال مدن عراقية.. امر مستحيل وانها غيرت
خطتها" لتفادي دخول المدن.
ولم يتضمن التقرير الادعاءات التي ذكرتها صحيفة نيويورك تايمز الشهر
الماضي بان عملاء للمخابرات الالمانية في بغداد حصلوا على نسخة من خطة
صدام للدفاع عن العاصمة العراقية ونقلوها الى القادة الامريكيين قبل
الغزو. وتوجد نسخة اطول وسرية من التقرير.
أمريكا كانت "تخشى من انقلاب داخلي" في بغداد
وقال مسؤولون امس الجمعة انهم لا يستطيعون تأكيد او نفي مااذا كانت تلك
الادعاءات موجودة ضمن هذه النسخة. وصور التقرير صدام مقتنعا بان الولايات
المتحدة لن تشن غزوا بريا من شأنه تهديد حكمه بشكل خطير معتقدا ان
الامريكيين يتوجسون خيفة بشكل كبير من سقوط قتلى وجرحى وان حدوث انقلاب
داخلي يعد تهديدا اكبر.
كما تعرض التقرير لموضوع اسلحة الدمار الشامل العراقية المزعومة التي
ساقها الرئيس الامريكي جورج بوش كمبرر رئيسي للغزو والتي لم يعثر علي شيء
منها قط.
وقال التقرير انه لعدة اشهر بعد الغزو استمر بعض كبار مسؤولي حكومة صدام
في الاعتقاد ان المحتمل ان العراق كان يمتلك اسلحة دمار شامل مخبأة بعيدا.
واضاف ان "الثقة العامة في مثل هذا العدد الكبير من الحكومات الغربية
ولاسيما بناء على معلومات وكالة المخابرات المركزية الامريكية جعلت مسؤولا
عراقيا واحدا على الاقل يعتقد بصدق الجدل بأن العراق يمتلك مثل هذه
الاسلحة".