اعرف عدوك : كامبوني و بويكن :
النجم الصاعد في ادارة البنتاغون هذه الايام هو ستيفن كامبوني (Stephen
Cambone) نائب وزير الدفاع لشؤون الاستخبارات الذي كان من مؤسسي فكرة
القوات الخاصة الجديدة. وهو حاصل على شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية
من جامعة Claremont Graduate University عام 1982 وعمل مديرا للجنة 1998
التي رأسها رامسفيلد والتي حذرت في تقريرها من ظهور تهديد صاروخي بالستي
للولايات المتحدة واقترحت بأن تذهب وكالات الاستخبارات في تحليلاتها الى
ماهو ابعد من البيانات المتوفرة تحت اليد. وقال كامبوني امام الكونغرس في
شباط/ فبراير ان مستهلكي التقديرات الاستخباراتية يجب (ان يسألوا المحللين
: كيف توصلتم الى هذه النتائج وماهي مصادر المعلومات؟)
وقد حظي هذا النهج بتأييد رامسفيلد . ولكنه تعرض للهجوم عندما لم تتحقق
تنبؤات الادارة حول اسلحة الدمار الشامل العراقية وامكانية قيام مقاومة
عراقية ، وقد اتهم المدنيون في البنتاغون بتسييس الاستخبارات. (بعد شهر من
سقوط بغداد ، كان كامبوني اول مسؤول بنتاغون يعلنن علىالملأ بشكل خاطيء
كما توضح فيما بعد، بأن سيارة نقل عسكرية عراقية تم التحفظ عليها يمكن ان
تكون معمل انتاج اسلحة بيولوجية متنقل).
ويتفق كامبوني ايضا مع آراء رامسفيلد في كيفية محاربة الارهاب. كلاهما
يؤمن بأن الولايات المتحدة تحتاج الى ان تكون اكثر فعالية في محاربة
الارهاب، بالبحث عن قادة الارهابيين حول العالم وتصفيتهم . وقد شعر
كامبوني – مثل رامسفيلد -بالاحباط بسبب تردد القيادة العسكرية في تبني
مهمة (اصطياد البشر) . ويسعى كامبوني الان لأن تكون له سلطة ادارة القوات
الخاصة . وقد اخبرني مسؤول بنتاغون رفيع المستوى سابق (كان رامسفيلد يبحث
عن شخص لديه كل الاجابات وستيف هو ذلك الشخص. وهو على اتصال مباشر مع رامي
-اسم الدلع لرامسفيلد- اكثر من أي شخص آخر)
ومع تصاعد تأثير كامبوني ، يقل تأثير دوجلاس فيث نائب وزير الدفاع للشؤون
السياسية . في ايلول/سبتمبر 2001 ، انشأ فيث وحدة خاصة اطلق عليها اسم
(مكتب الخطط الخاصة) وقد لعب هذا المكتب الذي يديره مدنيون من المحافظين
الجدد مثل فيث ، دورا كبيرا في الاستخبارات والتخطيط الذي ادى الى غزو
العراق في مارس.. ويقول احد كبار الجمهوريين (ان المحافظين الجدد
يتراجعون).
ولاعب كبير اخر في عمليات القوات الخاصة هو الفريق وليام (جيري) بويكن
Boykin مساعد كامبوني العسكري ، والذي اصبح مقربا جدا من رامسفيلد بعد ان
التقى به في اوائل الصيف الماضي حتى اصبحا مثل (اثنين من المحاربين
القدماء) كما يصفهما مستشار البنتاغون . وقد اجل بويكن موعد تقاعده الذي
كان من المقرر ان يكون في حزيران/يونيو وتسلم وظيفة البنتاغون التي اضافت
الى رتبته نجمة ثالثة. وبذلك المنصب كما يقول مستشار البنتاغون اصبح بويكن
(قطعة مهمة ) من خطة التصعيد. في تشرين اول/اكتوبر ، نشرت صحيفة لوس
انجليس تايمز ان بويكن اثناء حديث الاحد الصباحي امام رواد احدى الكنائس
قرن الاسلام اكثر من مرة بالشيطان. ففي حزيران/ يونيو الماضي وطبقا
للصحيفة قال بويكن امام جمع كنسي في ولاية اوريغون (الشيطان يريد ان يدمر
هذه الامة . يريد ان يدمرنا كأمة ، ويريد ان يدمرنا كجيش مسيحي) وقد اثنى
على الرئيس بوش باعتباره (الرجل الذي يصلي في المكتب البيضاوي) واعلن ان
بوش لم يكن رئيسا (منتخبا) وانما (مفوضا من قبل الرب) وقال ايضا ان العالم
الاسلامي يكره امريكا (لأننا عب من المؤمنين).
إثر ذلك ظهرت نداءات في الصحف والكونغرس تطالب بإقالة بويكن ولكن رامسفيلد
اكد على انه يريد الاحتفاظ بالرجل في منصبه. وقد رد على تقرير الجريدة
بامتداح (السجل المشرف) للرجل وقال للصحفيين بأنه لم يقرأ نص تصريحات
بويكن كما لم يشاهد شريط الفيديو لخطابه . وقال (نحن اناس احرار وهذا ماهو
رائع في بلدنا). وبالنسبة للشريط فقد قال ( لا أستطيع التعليق لأنني
ببساطة لم اشاهده) وبعد اربعة ايام قال في مؤتمر صحفي انه شاهد الشريط
(فيه كلمات كثيرة يصعب فهمها وعناوين فرعية كثيرة لم استطع التأكد منها)
واضاف وهو يضحك ( ولهذا اظل معدوم الخبرة بما قاله بالضبط).
وقبل ذلك كان بويكن مثال جدل ايضا حين كان قائد المعارك العسكرية في
مقاديشو عام 1993 عندما ذبح 18 جندي امريكي خلال مهمتهم الفاشلة التي كتب
تفاصيلها مارك باودين في كتابه (اسقاط البلاك هوك) الذي نشر في اوائل ذلك
العام.
وايضا حين كان بويكن برتبة كولونيل ، قاد فريقا مكونا من 8 رجال من قوات
دلتا مهتهم مساعدة الشرطة الكولومبية في تعقب بابلو اسكوبار تاجر المخدرات
الشهير . وحسب القانون كان محظورا على فريق بويكن التورط في القتل بدون
موافقة رئاسية ولكن كان هناك شكوك في البنتاغون ان الفرقة تخطط للمشاركة
في اغتيال اسكوبار بمساعدة موظفي السفارة الامريكية في كولومبيا . ويصف
مارك باودين ايضا في كتابه (قتل بابلو) تفاصيل مطاردة اسكوبار وكيف تيقن
مسؤولون في قيادة البنتاغون بأن بويكن ، قد تجاوز صلاحياته وينوي انتهاك
القانون وبعلم رؤسائه في القوات الخاصة الذين ارادوا سحبه ولكن ذلك لم
يحدث. وقد قتل اسكوبار على سطح بناية في ميدلين ، بفضل الشرطة الكولومبية
ولكن كما كتب باودن ( في داخل مجتمع العمليات الخاصة ، اعتبر موت بابلو
مهمة ناجحة لفريق دلتا ، باعتبار انهم من قام بالمهمة). ويقول جنرال
متقاعد كان يشرف على عمليات بويكن في كولومبيا ( هذا مافعله اولئك الرجال.
لقد رأيت صورا لجثة اسكوبار لم تلتقط بعدسات كاميرا بعيدة المدى ولكن
التقطت بواسطة كاميرات اعضاء الفريق).
تفكيك المقاومة :
يجري الان التعاون بين امريكا واسرائيل في مجال التدريب على كيفية تفكيك
المقاومة . وقد لخص ضابط مخابرات عسكريةاسرائيلية سابق ان التدريب يركز
على ( كيف تقوم بقتل مستهدف وهو أمر ضروري للنصر في الحرب ، ومايجب على
الولايات المتحدة ان تفعله). وقال لي ان الاسرائيليين حثوا الامريكان على
محاكاة وحدات الكوماندوز الصغيرة التابعة للجيش الاسرائيلي والمسماة
(مستعرافيم) والتي تعمل في الخفاء داخل الضفة الغربية وقطاع غزة ويقول انه
حسب الرؤية الاسرائيلية يجب ان تتعلم القوات الخاصة)كيف تكوِّن شبكة من
المخبرين ) فمثل هذه الشبكة مكنت اسرائيل من اختراق منظمات الضفة الغربية
وقطاع غزة التي يسيطر عليها جماعات مثل حماس واغتيال او اعتقال
الانتحاريين المحتملين وكثير من الاشخاص الذين يرعونهم ويدربونهم.
ومن جهة اخرى يقول الضابط الاسرائيلي السابق ( لقد نجحت اسرائيل نجاحا
كبيرا واستطاعت ان تقتل او تعتقل كثير من الحلقات الوسطى في المستوى
العملياتي في الضفة العربية ، وحماس الان عبارة عن خلايا معزولة تقوم
بمفردها بالهجمات الارهابية ضد اسرائيل ، فليس هناك مركز سيطرة على كثير
من الانتحاريين . اننا نحاول ان نقول للامريكان انه ليس هناك حاجة لتصفية
المركز. مفتاح القضية هو الا يكون هناك افراد مستقلون يعملون لحسابهم
الخاص.)
ويرى كثير من الخبراء الاقليميين : امريكان وغيرهم ، بأن البعثيين مازالوا
مسؤولين عن اعمال المقاومة رغم ان علاقتهم المباشرة بصدام حسين ضعيفة. وقد
اخبرني محلل عسكري يعمل مع سلطة التحالف في بغداد ان استنتاجاته تؤكد ان
(البعثيين في الصفوف الوسطى من الحزب والذين لم يجدوا فرصتهم سابقا بسبب
طبيعة تسلسل المراتب في نظام صدام ، قد نهضوا الان باختفاء اصحاب الرتب
العليا في الحزب ، وتصدوا لقيادة المقاومة).