هو علم ظهر حديثا نتيجة لتعدد الازمات من جهة وارتفاع الاصوات
المنادية باتخاذ الاجراءات الضرورية والملائمة لهذه الازمات المفاجئة تفاديا
وتقليلا للاثار المدمرة والناتجة عن عدم ادارتها بالصورة الصحيحة والسليمة. ونظرا
لان كل مايتخذ من اجراءات او استعدادات في هذا المجال هو متعلق بظاهرة افتراضية
بحثة لا يعلم متخذ الاجراء او الاستعداد شيئا عن زمن ومكان حدوثها وبالتالي يكون من
الصعب جدا التكهن بابعادها التدميرية.
وبناءعلي ما تقدم فان إدارة الأزمات تعمل
من اهداف تلقائية غايتها الرد الفوري علي اي حدث امني منعا للتصاعد والعمل علي
تحطيم مقومات الاستفحال فيه ومنع حدوث اي تطورات قد تكتسبها الازمة اثناء اوج
اندفاعها ويتطلب مواجهة الازمات درجات عالية من التحكم في الطاقات والامكانيات وحسن
توظيفها في اطار مناخ تنظيمي يتسم بدرجة عالية من الاتصالات الفعالة التي تؤمن
بالتنسيق والفهم الموحد بين الاطراف ذات العلاقة.
( السيد عليوة / إدارة
الأزمات) .
وبالنظر إلي المتطلبات الأمنية المعاصرة وجب علينا الاهتمام بدراسة
علم ادارة الازمات الامنية وبالتالي وجوب الاستخدام الامثل للمنهج العلمي في
التعامل مع الازمات الامنية بجميع أنواعها والإدارة الجيدة لأي أزمة أمنية هي
الطريقة المثلى للتغلب والسيطرة عليها وباستخدام الطرق والوسائل الإدارية والعلمية
المتوفرة لتلك الفترة من الزمن والعمل علي تجنب السلبيات الناتجة عن تكونها والعمل
علي الاستفادة من عناصرها الايجابية من اجل الوصول الي نتائج تؤدي الي التقليل من
الخسائر الي المستوى الادنى، ولقد عانت ولازالت تعاني المجتمعات البشرية علي مر
العصور من اعداد وانواع مختلفة من الازمات ، وقد تم مواجهة هذه الأزمات بعدة أساليب
طورت بتطور المجتمعات نفسها والي الان لازالت الازمات موجودة ويهدد خطرها المجتمعات
البشرية علي اختلافها ، وتستمر هذه الازمات باستمرار الحياة البشرية مادامت هناك
مصالح متناقضة بين بني البشر، وقد زاد التقدم الحضاري في جميع مجالات الحياة
السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتقنية من هذه الازمات وانواعها.
ويزخر
العالم اليوم باعداد هائلة من الازمات منها المحلية والاقليمية والدولية والتي شكلت
ولازالت تشكل خطرا كبيرا يهدد الامن والاستقرار العالمي، لذلك فان الاهتمام بادارة
الازمات علي مختلف المستويات اصبح مطلبا اساسيا لجميع المجتمعات في عالمنا
المعاصر.
إذن ما هي الأزمة في اللغة العربية ؟
الأزمة في اللغة تعني الضيق
والشدة ويقال أزمت عليهم السنة أي اشتد قحطها ( مختار الصحاح )
ويمكن لنا القول
بان الازمة الامنية هي الحالة التي يتم فيها استفحال الحدث الامني وتتزايد فيه
الاعمال التي يتكون منها الي مستوى التازم والذي يتم فيه تعقد وتشابك جميع الامور
الي الحد الذى يتطلب من جميع الجهات الامنية وغيرالامنية ان تكثف جهودها من اجل
القضاء عليها وذلك بمواجهتها بحكمة ودراية وقدرة علي احتواء ما يترتب عنها من أضرار
والعمل علي الحد من استفحالها وذلك بالعمل علي تحقيق الهدف الرئيسي الا وهو اقل قدر
من الاضرار وباقل جهد وكلفة ممكنة وضبط الجناة للاستفادة منهم في امكانية التعرف
علي البعد الحقيقي لتلك الازمة وذلك بالعمل علي عدم تكرارها والحد من
انتشارها.
ويمكن لنا تقسيم الأزمات الأمنية حسب طبيعة حدوثها الي قسمين :
1-
أزمات تقع بفعل الانسان والتي تكون ناتجة عن نشاط انساني مثل :
- التهديد بالغزو
العسكري
- عمليات الارهاب لخطف الطائرات واحتجاز الرهائن
- حدوث تلوث
للبيئة
- الاهمال الذي يؤدي الي انهيار السدود
- الحرائق الكبري للمدن والقرى
والغابات
-حوادث الطائرات وغرق السفن
- الاضطرابات العامة والفتن
المختلفة
2- أزمات تقع بفعل الطبيعة وهي تلك الازمات التي لا دخل للنشاط
الانساني فيها مثل :
- غزو الجراد والحشرات الضارة
- الجفاف
- الزلازل
والبراكين والفيضانات
وتتميز الأزمة الأمنية بالعديد من السمات والخصائص من
أهمها :
التشابك والتداخل
الاستفحال
التجاوز والتعدي
انعدام السيطرة او
صعوبتها التدمير والتخريب
التسويف والمماطلة
سرعة الانتشار
خطورة
التبعات
تعدي القصد
هذه هي اهم السمات والخصائص المميزة للازمة الامنية
والتي تدل دلالة واضحة علي طبيعتها التي تتسم بالمفاجاة مما يحدث اثرا كبيرا من وقع
الصدمة والتهديد المباشر للقيم والحاجات.
وتمر الازمة الامنية في دورة نشأتها
واكتمالها بعدة مراحل اساسية يمكن حصرها في :
مرحاة التكون والكمون
مرحلة
الاكتمال والظهور
مرحلة التصاعد والاستفحال
مرحلة التصادم
والانتشار
مواجهة الازمة الامنية والتخطيط لادارتها:
تعتمد عملية التخطيط
لمواجهة الازمة وادارتها في جوهر النجاح في التعامل معها والوصول الي الاهداف
المنشودة لتطويقها والقضاء عليها، وتسعي جميع الاجهزة الامنية فور اندلاع اي ازمة
امنية بمفهومها الدقيق الي بذل اقصي الجهود في سبيل احتوائها وذلك عن طريق
:
محاولة تحجيمها للحيلولة دون استفحالها-
إبقاؤها علي الأقل كما هي دون
زيادة تطورها . -
ويعتبر تحجيم الأزمة الأمنية أولي خطوات تعامل الاجهزة الامنية
مع احداث تلك الازمة للاتصال بها والتعرف الحقيقي عن حجمها، ويقصد بتحجيمها هنا هي
تلك الاعمال التي يتم بذلها من جانب الاجهزة المختصة لتحديد نطاق تلك الازمة وتحييد
العوامل المؤثرة فيها بهدف حصر اضرارها والسيطرة على اخطارها.
ويتمثل الهدف
الاساسي في تحجيم الازمة الامنية ضرورة حصر اخطارها ليتم السيطرة الامنية عليها
وذلك بتطويق مصادرها الحقيقية والعمل علي قطع سبل تغذيتها للحيلولة دون استفحالها
او مضاعفة اضرارها ويتم ذلك بتحديد نطاق الازمة تحديدا فعليا يتيح التعرف علي حجمها
بشكل يوضح ابعادها ومصادر تغذيتها وكافة العوامل المؤثرة فيها وبؤر الاستفحال فيها
والاهداف المخطط لتحقيقها والاعمال المتوقع تنفيذها.
كما يجب ان يتم التخطيط
لعزل احداث تلك الازمة واجهاض كافة العوامل المغذية لها ويتم ذلك في اسرع وقت ممكن
وهناك العديد من العوامل التي تساهم في سرعة تحقيق التحجيم لاحداث اي ازمة وذلك
بتوفير المعلومة الحقيقية والدقيقة والتي تتعلق بتحديد الاشخاص القائمين علي
التخطيط لها والمنفذين لاعمالها والاهداف التي يسعون لتحقيقها ومصادر تمويلها ومن
هنا اصبح لزاما علي جميع المخططين لادارة اي أزمة أمنية التعامل مع الطائرات
العمودية والاستفادة من امكانياتها الرهيبة في احتواء وتحجيم اي ازمة امنية وتعتبر
مساندة القطاعات الامنية في القيام بمهامها المختلفة من ابرز ادوار الطائرات
العمودية حيث تقوم بنقل الاشخاص والمعدات والتصوير والمسح الجوي وتشكل مهام
المساندة نسبة كبيرة من مهام الطائرات العمودية وعن طريقها يتم مراقبة العمليات من
الجو وعرضها علي المسؤولين مباشرة من خلال البث المباشر للاحداث الجارية لامكانية
دراسة واصدار التعليمات بخصوصها.
ويمكن لهذه الطائرات عند تجهيزها بالمعدات
اللازمة ارسال صورة وصوت ملتقطة من الجو عبر هذه الطائرات من مسافة تزيد ى عن 400
كم .
كما يمكن للطائرة العمودية حينما تكون مجهزة بمنظومة ( فلير) وهو نظام رؤية
أمامي يعمل بالأشعة تحت الحمراء .من القيام ببرنامج مراقبة دقيق للغاية يعتمد علي
درجة الحرارة ( حرارة أي جسم ) والذي يبدأ من درجة حرارة ( 0.18 ) لكي يظهر علي
شاشة العرض. ويتم برنامج المراقبة كالأتي :
التطابق أو المماثلة :
- المسافة
العملية لتحديد هوية شخص ( ملامح الوجه ) هي 1.2 كم
- المسافة العملية لتحديد
نوع مركبة آلية هي 18 كم
التمييز والتعرف :
- يمكن تمييز شخص ما يتحرك علي
مسافة 5.2 كم
- يمكن تمييز مركبة آلية متحركة علي مسافة 27 كم
الاكتشاف
والتحري :
- يمكن اكتشاف أو كشف شخص ما يتحرك علي مسافة 21 كم
- يمكن اكتشاف
مركبة آلية متحركة علي مسافة 54 كم
وتمتاز الطائرات مقارنة بالآليات والوسائل
المستخدمة من قبل الوحدات الأمنية في الحالات التقليدية بما يلى :
- السرعة
الكبيرة والقدرة علي المناورة العالية فطائرة عمودية تطير بسرعة هوائية قدرها 240
كم/س تعادل حوالي 310 كم/س كسرعة أرضية علي الطرقات العامة .( منشورات النادي
الألماني للسيارات )
- لها القدرة الفائقة علي تجاوز جميع العقبات والموانع
التي تؤثر علي أداء الوسائل الأرضية .
- اتساع مجال الرؤية والمراقبة البصرية
والآلية .
- القدرة الكبيرة علي العمل ليلا ونهارا وفي مختلف الظروف المناخية
القاسية .
- تمتلك الطائرة سرعة كبيرة في الاستجابة للحالات الطارئة وعمليات
البحث والإنقاذ .
- يمكن لها فرض السيطرة الأمنية علي المناطق غير المأهولة
.
- يمكن لها نقل القيادات للمراقبة والمتابعة وإدارة العمليات بإشراف مباشر
- طائرة واحدة تقوم بأعمال الدورية تعادل قيام عدد (200 فردا ) من أفراد الأمن
يقومون بنفس الأعمال .
- ومما لاشك فيه أن للطيران بصفة عامة والطائرات
العمودية بصفة خاصة دورا كبيرا وبارزا في مواجهة الأزمات والكوارث حيث انه يساهم
بفاعلية في الحد من حدة الأزمات والكوارث من خلال تزويد الجهات الرسمية بالحقائق عن
الوضع الميداني للأحداث والأزمات لكي يتم اتخاذ القرار السليم والصائب والقيام
بعمليات الإخلاء والدعم وإعادة تموضع الأفراد والمعدات حسب المتطلبات التي يفرضها
الموقف.
وتفيد التجارب بأن دور الطيران لا يقتصر علي تزويد المتعاملين
والمسؤولين عن إدارة الأزمات بالمعلومات عن الأزمة ولكن المساهمة الفاعلة في إدارة
الأزمة خلال جميع مراحلها من خلال التوجيه لعمليات الإخلاء والتحرك والتوزيع والغلق
للقوات المشاركة في عملية السيطرة الأمنية الكاملة . ونظرا لعدم تطرق الدراسات
السابقة في إدارة الأزمات الأمنية إلي موضوع مواجهة هذه الأزمات باستخدام
الطيران
فقد رأيت أن أتطرق إلي هذا الموضوع ولو بصورة بسيطة في الوقت الحالي علي
أن ألحقه بدراسة وافية وعميقة في القريب العاجل إن شاء الله .
إن التخطيط لإدارة
الأزمات الأمنية يصبح مطلبا أساسيا في الحالات الطارئة والتي تتطلب تعبئة عامة علي
المستوى الوطني وهذه التعبئة يجب أن يتم تنظيمها في إطار خطة علمية مدروسة.
إن
الهدف الرئيسي من هذه الدراسة هو إبراز أهمية التخطيط باستخدام الطيران في مواجهة
الأزمات والكوارث بجميع أنواعها .
حفظ الله الوطن من جميع الأزمات
والكوارث