هكذا حذر رئيس الاستخبارات العسكرية المصرية "حماس" اللواء عمر سليمان
الاثنين ديسمبر 29 2008
بيروت -
- كتب رئيس تحرير صحيفة "الاخبار" اللبنانية إبراهيم الأمين تقريرا كشف
فيه ملابسات اللقاءات التي جمعت بين مسؤول مصري رفيع وقيادات من حركة
"حماس" في القاهرة حيث هددهم بـ"دفع الثمن". وجاء في المقال: "في الرابع
من تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، زار وفد من الحركة القاهرة والتقى برئيس
الاستخبارات العسكرية المصرية اللواء عمر سليمان، وناقش معه الملف الخاص
بالوضع في غزة والحوار الفلسطيني، إضافة إلى العلاقات بين الحركة والقيادة
المصرية، وما يتصل بملف التهدئة مع إسرائيل. يعرف وفد "حماس" أن العلاقات
ليست جيدة، وليست في أحسن أحوالها مع القاهرة، ولا سيما مع سليمان. وكان
قد وصل إلى قيادة "حماس" كلام منقول عن لسان قيادات مصرية، وأبرزها سليمان
نفسه، فيه لوم وانتقاد وعتب وأمور أخرى. لكنّ المفاجأة كانت في سماع وفد
"حماس" كلاماً مباشراً وقاسياً على لسان سليمان الذي قال له "إن ما تقوم
به قيادتكم خطير، وأنا أقول لكم إن أبو الوليد (خالد مشعل) سوف يدفع
الثمن".
سبق ذلك طلب تقدم به الجانب المصري المعني بملف غزة من جميع الفصائل
الفلسطينية تجاوز موقف "حماس" بما خص الحوار. وعندما أعلنت "حماس" رسمياً
قرارها عدم المشاركة في الحوار، راح سليمان يرفع من سقف الحملة عليها،
وقال كلاماً وصل إلى المعنيين على دفعات وفيه: "إنهم عصابة يتصرفون كأنهم
كل الدنيا. لقد أصابهم الغرور ومشعل يتصرف كأنه أكبر من مصر، وأكبر من
العالم العربي، وهو يسعى إلى إقحام كل حماس في خطوات هدفها تجاوز المصالح
الخاصة بالجميع. هذه عصابة تحتاج إلى تأديب، وعلى هؤلاء أن يدفعوا ثمن ما
يقومون به، والأمر لن يقتصر على الموجودين في غزة، بل الموجودين في دمشق
أيضاً".
ويبدو أن الموقف المصري يتصل أكثر بخطوات تعود إلى فترة سابقة. حتى إن
سليمان لم يكن يخفي رفضه لأي تعاون مع حركة "حماس" منذ فترة غير قصيرة،
وهو حاول أن يطوّق الحركة ومن يناصرها في أكثر من مجال. بدأ بتعطيل كل
محاولة لتنشيط العمل والدعم من خلال الحدود مع القطاع المحاصر. وعندما
اقترب موعد البحث في التهدئة القائمة بين قوى المقاومة وإسرائيل، بدا
سليمان في لقاءاته قليل الارتياح إلى سعي إسرائيل لتجديد هذه التهدئة
وسريعاً. وهو عاد واستفاد لاحقاً مما سمّاه "شروط حماس" التعجيزية حيال
تجديد التهدئة، وشنّ حملة قاسية عليها وعلى قيادتها. واتهم سليمان مشعل
بأنه سعى إلى منع قيادة "حماس" في غزة من الذهاب نحو تسوية في ما خصّ
الحوار وفي ما خصّ أموراً أخرى. وقال سليمان "إنّ مشعل دعا إلى لقاء مع
قيادات الفصائل الفلسطينة وطلب منها عدم المشاركة في حوار القاهرة قبل
تحقيق سلسلة من الشروط". ثم تحدث سليمان عن سعي مشعل إلى الإمساك بالقرار
في "حماس" من كل جوانبه، وأنه يتصرف بالأموال ويصدر الأوامر، وأنه استمال
رئيس الحكومة إسماعيل هنية إلى جانبه، وأنه يقود "حماس" في الضفة ويطلب
إليها الضغط على قيادة الحركة في غزة لمنع إبرام أي اتفاق.
ومع أن سليمان لم يكن يوماً مغرماً بـ"حماس"، إلا أنه كان يحرص على
أشكال مختلفة للتواصل معها، سواء مباشرة أو من خلال شخصيات فلسطينية عامة،
أو حتى من خلال قوى حليفة لـ"حماس" مثل حركة الجهاد الإسلامي. لكنّ سليمان
قرر وقف أي نوع من الاتصال، مكرراً أمام من يزوره أن "على مشعل أن يعتذر
منه ومن مصر، وقبل ذلك لن يحصل أي تواصل". كما كرّر سليمان معزوفته بشأن
"رهن حماس قرارها للقرار الإيراني ـ السوري، حيث لا توجد حماسة لتوافق
فلسطيني ـ فلسطيني الآن"، وأن "قيادة حماس ومجموعات أخرى تعمل وفق نظام
مصالح لا تخص الشعب الفلسطيني. فهم يدعمون حزب الله في لبنان ضد الآخرين،
وهم مستعدون لمنع حصول أي توافق أو هدوء حتى يتسلّم الرئيس الأميركي
الجديد باراك أوباما منصبه، وحتى انتظار ما ستؤول إليه الانتخابات في
إسرائيل".