قام بنيامين نتنياهو رئيس حكومة تل أبيب أمس بجولة تفقدية للحدود الإسرائيلية الجنوبية مع مصر التقي فيها بعدد من جنود وضباط وحدة "كراكل" التابعة لحرس الحدود الإسرائيلي كما التقي بعدد من جنود وضباط وحدة الاستخبارات التابعة لقيادة الجنوب الإسرائيلية .
وتأتي الجولة كما تصفها وسائل الإعلام العبرية على هامش الجدار الحدودي الذي تنوي تل أبيب بنائه مع مصر لمنع تدفق آلاف المتسللين الأفارقة من سيناء للأراضي الإسرائيلية وشهدت حضور كل من بني بيجتس نائب رئيس هيئة أركان تل أبيب ويوحنان لوكر سكرتير نتنياهو العسكري ويوآف جالانت قائد المنطقة الجنوبية الإسرائيلية وعدد من مسئولي جهاز الأمن الداخلي بتل أبيب "الشاباك"
كما تأتي بعد يوم واحد من تصريحات أدلى بها نتنياهو حذر فيها خلال مؤتمر اقتصادي بتل أبيب مما أسماه ارتفاع ظاهرة التسلل الأفريقي كاشفا تفاصيل عن الجدار بأنه سيكون أرضيا في بعض أجزائه وسيضم أيضا دوريات حراسة وأجهزة الكترونية موضحا أن اللاجئين الأفارقة يستبدلون بالمواطنين الاسرائيليين في اماكن العمل الأمر الذي يؤدي أيضا الى انخفاض الاجور الى درجة تشبه مستوى الأجور في دول العالم الثالث ، مضيفا أن الحديث يدور عن قرار استراتيجي يهدف إلى ضمان الطابع اليهودي والديمقراطي للدولة الإسرائيلية .
ونقلت صحيفتا معاريف ويديعوت احرونوت الإسرائيليتان عن الضباط والجنود الإسرائيلين تحذيراتهم لنتنياهو خلال لقائهم به من وجود خطر أمني على تل أبيب بسبب تسلل اللاجئين الأفارقة من الأراضي المصرية معربين عن تخوفهم من أن منظمات "إرهابية" كتنظيم القاعدة من الممكن أن تحول اللاجئين الذين وصل عددهم إلى ما يقارب النصف مليون داخل إسرائيل إلى إرهابين خبراء في الإرهاب .
ولفتت الصحيفة الإسرائيلية إلى ان تقارير استخباراتية تم تقديمها لرئيس حكومة تل أبيب أمس تفيد بأن هناك حوالي مليوني لاجئ سوداني متواجدون في الأراضي المصرية الآن ويستعدون لاختراق إسرائيل والتسلل لأراضها لافتة إلى أن نفس التقارير أكدت احتمال استغلال منظمات إرهابية كالقاعدة لهؤلاء اللاجئين كي تحولهم إلى قاعدة إرهابية تضرب تل أبيب .
وأشارت إلى أن عدد من الضباط البارزين بالجيش الإسرائيلي اطلعوا نتنياهو على تقارير تؤكد قيام بدو سيناء بتلقي آلاف الدولارات لتهريب أي لاجئ داخل الحدود الإسرائيلية، موضحين أن نفس البدو يقوموا بإدخال أطنان من المواد المخدرة كالحشيش والهرويين للجانب الإسرائيلي ، لافتين إلى أن خلال الفترة الماضية تم إجهاض 20 محاولة لإدخال إرهابيين للحدود الإسرائيلية
في المقابل وفي رده على تلك التحذيرات قال نتنياهو أن المعلومات الجديدة عن الوضع في الجنوب الإسرائيلي زادت من "قلقه" وضاعفت من عزمه على بناء جدار حدودي مع مصر لوقف التسلل الأفريقي للأراضي الإسرائيلية لافتا إلى رغبة حكومته في بناء ذلك الجدار في فترة لا تتجاوز الثلاثة أعوام مضيفا في الوقت نفسه بقوله: لا يمكننا إغلاق الحدود مع مصر بشكل تام لكن يمكن إغلاق بؤر تسلل الأفارقة .
وقال نتنياهو : الوضع اخطر مما كنت أتصور لابد من وقف تهريب اللاجئين والمخدرات وإذا لم نقم ببناء الجدار سيسوء الوضع أكثر ، الجانب المصري يفعل ما يفعله لكن لا يمكن الاعتماد على مجهوداته فقط ، القاهرة لا تعترض على بناء الجدار وكل شئ في إطار إتفاقية السلام بيننا وبينهم وحدود دولتنا لا يمكن أن تظل مخترقة هذا تهديد قومي لنا وذلك في رده على سؤال حول فتح الإتفاقية مع القاهرة من جديد لإقامة الجدار الجديد .
وأضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي أنه خلال زيارته الاخيرة للقاهرة تحدث مع الرئيس مبارك حول "إشكالية الحدود المخترقة بين الدولتين " مضيفا أنه مع اكتمال بناء الجدار الحدودي مع سيناء ستقوم القاهرة أيضا وبكل قوة بالوقوف ضد جموع اللاجئين الأفارقة وتحول دون وصولهم إلى سيناء موضحا أن هناك ميزانية تقدر ب 1.3 مليار شيقل لإقامة الجدار .
يذكران أخر جولة قام بها مسئولون إسرائيليون لحدود تل أبيب الجنوبية مع سيناء كانت في أوائل ديسمبر الماضي وتمثلت في وفد رأسه يعقوب كيتس عضو الكنيست المتشدد ومندوبين عن بلديات مدن «إيلات» و«عيريد» الجنوبيتين والمحاذيتين للحدود المصرية ،وهو الوفد الذي قدم بعد ذلك توصيات لنتنياهو بإقامة جدار حدودي لوقف ظاهرة التسلل من سيناء . </td> </tr> </table>
مسئولون عسكريون لنتنياهو: مليونا سوداني يستعدون لاختراق الحد