قمة استخدام الموجات البشريه ألأيرانيه هو في معارك شرق البصره وأول معركه
منها هي التي حدثت عام 1982 واذكرهذه بالذات لأني شاركت فيها شخصيا.
كانت القوات ألأيرانيه قد حققت نجاحات بواسطة هذا ألأسلوب في معارك
دزفول والشوش وشرق الكارون والمحمره وقد حققت نجحات بها لأن الجيش العراقي
لم يكن قد تعامل مع أسلوب كهذا من قبل فكان لا بد من وضع خطط وتكتيكات
جديده لمواجهة هذا ألأسلوب.
وجدير بالذكر أن
الفتره الممتده بن عامي 1980 و1981 لم تكن ايران تعتمد هذا ألأسلوب حيث
كان الجيش الأيراني هو من يقوم بالجهد الرئيسي في الحرب مستعملا أسلوب
الحرب النظامي وهو ما تعاملت معه القوات المسلحه العراقيه بمهنيه عاليه
وأدارة معارك ناجحه خصوصا في الخفاجيه والبسيتين حيث واجه لوائين مدرعين
عراقيين هما العاشر حرس والثلاثين بقوة مئتي دبابه فرقتين مدرعتين
ايرانيتين هما السبعه وسبعين الذهبيه والثانيه والتسعين بقوة ثمانمئة
دبابه وقام اللواء المدرع العاشر بحركة التفاف رائعه أدت لتدمير الفرقتين
بالكامل . ونتيجة لهذا الفشل تم تحويل الجهد العسكري الأيراني الى حرس
خميني الذي بدأ باستخدام الموجات البشريه تحت اشراف من الخبراء الكوريين
الشماليين.
وبينما كانت القوات
العراقيه تخوض قتالا تراجعيا على طول الجبهه الجنوبيه من دزفول وحتى
عبادان كان الجهد الهندسي العراقي يقوم بجهد خرافي لتهيئة ساحة المعركه
المقبله فقد كانت المنطقه المحصوره ما بين شلهة ألأغوات حيث يلتقي نهر
الكارون مع شط العرب وحتى حافات هور الحويزه الممتده لمسافة 100 كلم
تقريبا تمثل سهلا ممتدا ينتهي بحافة شط العرب ومدينة البصره التي تبعد عن
خط الحدود في بعض المواقع ما لا يزيد عن 20 كلم وحيث تقع بوابة جامعة
البصره عند الخط الحدودي .
فكان الجهد الهندسي قد
قام بانشاء خطوط دفاعيه ثلاث على امتداد خط الجبهه وقام بأنشاء سلسله من
البحيرات الصناعيه التي تستمد المياه من شط العرب بواسطة مضخات عملاقه وتم
أنشاء معابر نيسميه لا تتسع لأكثر من دبابه خلال البحيرات وتركت المنطقه
الممتده ما بين نهر جاسم والشلامجه في اقصى جنوب هذا الخط بدون بحيره
ككمين للقوات الأيرانيه اذ لم يكن يتسع لأكثر من كيلومتر واحد.
تم أنشاء خمس خطوط دفاعيه قويه خلف البحيرات بينما وضعت ألأحتياطات في العمق وراء شط العرب و حول مدينة البصره.
تمت مشاغلة العدو داخل
اراضيه لحين انتهاء الأنشاءات الهندسيه حينها تم سحب القوات العراقيه الى
خط الحدود تاركين حرس خميني سكارى بنشوة النصر الذي سيعميهم فيما بعد .
تم شن الهجوم ألأول
ليلة الرابع عشر من تموز عام 1982 في وقتها كنت في شمال العراق وكانت
وحدتي تؤدي تمارين حيث صدرت لنا الأوامر بالتحرك للبصره.
وصلت ألأخبار عن هجوم
كبير قامت به قوات حرس خميني على منطقة كتيبان وأن القوات العراقيه
المنتشره على خط المواجهه ألأول والثاني والثالث قد تلقت الأوامر
بألأنسحاب من منطقه بطول عشر كيلومترات تقريبا عبر البحيرات الدفاعيه
والتي اصطلح على تسميتها ببحيرات الأسماك.
حينها تجمعت قوات
الصوله ألأيرانيه في هذه المنطقه استعدادا لعبور البحيرات ولكون أن
أحداثيات المنطقه كانت لدى المدفعيه وسلاح الصواريخ العراقيين فقد شن هجوم
كاسح من المدفعيه والراجمات العراقيه مسنوده بسلاح الصواريخ بصواريخ من
نوع فروغ من قواعد متنقله وصواريخ من نوع سكود من قواعد الشعيبه اضافه
لمدفعية الدبابت والهاونات بينما كانت سمتيات الغازيل العراقيه تشن هجمات
بالراجمات وتنشر غيوم التنوير لتمنع اي حركة التفاف قد يقوم بها العدو.
ظلت الفوهات الناريه
تصب على المعتدين طوال الليل ومع اول ضياء بدأ العدو بالأنسحاب مصدوما
مذهولا وشنت قوات المغاوير العراقيه المرعبه صوله عبر المعابر استعادت بها
الخطوط الساقطه وأعيد العدو للحدود.
كانت معركه رائعه يعود الفضل فيها الى البطل المخضرم الفريق عبد الجبار شنشل والفريق البطل ماهر عبد الرشيد.
وصلت وحدتي للبصره
ليلة السابع عشر من تموز عام 1982 ومنذ وصولنا مع الغروب الى الشعيبه كنا
نشاهد وميض المدفعيه من جهة الشرق مؤذنا ببدء هجوم العدو ولم أتمكن من
المشاركه في هذه المعركه ايضا بسبب عدم اعطائنا ألأوامر للحركه وأضطرارنا
للمبيت في قاعدة الشعيبه .
مع الصباح جاءت ألأخبار بمجزره أخرى حصلت لحرس خميني ولكن هذه المره بسلاح جديد لم يتم استخدامه من قبل أنه الكهرباء.
فقد تفتق ذهن قادة
الحرس عن فكره جديده فبدلا من محاولة استعمال المعابر التي تتركز عليها
النيران فأن من ألأفضل محاولة عبور البحيرات سباحة او بالقوارب وهو ما
تبين بأنه خطأ مهلك فقد تكرر انسحاب العراقيين لما وراء البحيرات وترك
المعابر للعدو وتركيز النيران عليها وحينما حاول العدو اجتياز البحيرات
عبر المياه فوجيء بخطوط من الشراك والألغام انتهت بمنطقه مدت فيها اسلاك
كهرباء ضغط فائق تسببت بمقتل الآف الأيرانيين.
في هذه ألأثناء تم نقل
وحدتي الى منطقه على شط العرب مقابل الشلهه حيث نهاية الخطوط الدفاعيه
ولكن من الجهه العراقيه من شط العرب وكان واجبنا بألأضافه لمقاومة
الطائرات مقاومة أي حركة التفاف او خرق ايرانيه عبر شط العرب وحماية جناح
قواتنا.
في الساعه العاشره من
ليلة الثاني والعشرين من تموز عام 1982 بدأت المعركه بقصف مدفعي ايراني
تمهيدا للهجوم. كانت المنطقه المستهدفه هذه المره هي المنطقه المقابله
لوحدتي من جنوب الخط الدفاعي حيث كانت تتمركز الفرقه الحاديه عشره توجهت
الى بنايه قريبه من ثلاث طوابق لأتمكن من رؤية المعركه المقابله لنا بسبب
كثافة النخيل في المنطقه.
بمجرد توقف المدفعيه
ألأيرانيه بدأت الحشود ألأيرانيه بالتقدم وبدات معها المدفعيه والراجمات
العراقيه بالعمل لتساند أسلحة المشاة الخفيفه التي كانت تواجه هجوم العدو.
ما فاجأني تلك الليله اني كنت اتوقع ان تبدأ القوات العراقيه بألأنسحاب
لما وراء البحيرات ولكن لم يحصل هذا كانت الفرقه الحاديه عشره والقوات
المرافقه لها قد قررت تغيير التكتيك والصمود في الخطوط الأماميه .
لا يمكن لأي كلمات في
الكون أن تصف سمفونية النيران لتي كانت تعزف امام ناظري واقسم بالله أن
بعض الرصاصات كانت تصطدم بالجو من شدة وكثافة النيران. كانت هناك وحدات
مقاومة طائرات من رفاقي في الخطوط الأماميه كانوا يستعملون مدافع 57 ملم
المضاده للطائرات في الرمي الأفقي على موجات المشاة كانت المدفعيه
العراقيه تطلق نيرانها من كل الأتجاهات على منطقة القتل بينما كانت
الراجمات العراقيه تتنقل مابين مواضع مجهزه مسبقا فتقوم بعضها بالتحميل
وألأخرى باطلاق النيران وكان سيل منهمر من النار ينزل على قوات العدو التي
كانت تحاول التقدم بينما كان رجال الفرقه الحاديه عشر لا يتركون موضع ألا
باستشهاد كل من فيه أو جرحهم. بينما كانت السمتيات نوع غازيل وهي الوحيده
التي كانت تعمل ليلا تنزل في مواضع مهيأه مسبقا لتحمل الصواريخ و الوقود
ثم تقوم باطلاق تنوير متعدد ينير سماء المنطقه كلها يشكل غيمه على سماء
المنطقه استمر القتال الشديد بلا توقف ولو للحظه وفجأه جاء انذار عن تقرب
طائرتين هليكوبتر من الجانب الأيراني وبمجرد خروجها باتجاه شط العرب
اطلقنا النيران عليها فعادت الى الجانب ألأيراني ولم تتقدم مره أخرى كان
هذا في حدود منتصف الليل وفي حدود الساعه الثانيه صباحا احسست بارتجاج
فأذا بصواريخ من نوع سكود تبدأ بالتحليق من أتجاه قاعدة الشعيبه شمال
البصره باتجاه الخطوط الخلفيه للعدو. كان سقوط هذه الرشقه من الصواريخ
كأنه ايذان بتوقف زخم الهجوم الأيراني وتحوله للدفاع فلم تعد النيران
تتقدم باتجاهنا وأنما كانت كانها صارت محاوله يائسه للتشبث بالمواضع ومع
بداية الفجر جائت مجموعه من قواعد أطلاق الصواريخ من نوع فروغ الى مواضعنا
وبدأت ألأستعداد للرمي فكان علينا اتخاذ أقصى درجات ألأنذار خوفا من تدخل
الطيران المعادي ولكن المجموعه اكملت استعداداتها واطلقت رشقه من خمسة
صواريخ ثم لملمت معداتها ورحلت ومع رحيلها وظهور الضياء الأول بدأ الطيران
العراقي بالعمل فكانت طائرات السو 20 والسو 17 تطير من قاعدة الشعيبه
باتجاه الغرب والجنوب لتمر من فوق وحدتي حيث كان الجميع يؤشر للطيارين
ويحييهم وهم على ارتفاع كنت قادرا على رؤية وجوه الطيارين فكان الطيارون
يردون بتحريك الجناح ثم يعبرون الشط وبعد لحظات كنا نرى النيران تبدأ
بألأرتفاع كان صقورنا يستعملون حاويات الصواريخ حيث كانت كل طائره تحمل
بودات ويتناوبون افراغها على خطوط العدو ولم ينقطع سيل الطائرات حتى
الساعه الثامنه صباحا بينما كانت تشكيلات من الميغ 27 تقوم باستهداف
وتجريد عمق العدو كانت تشكيلات من الميغ 23 تقوم بدوريات لحماية طائرات
الهجوم ألأرضي بينما كانت سمتيات الهند تجهز على ما تبقى من فلول العدو .
توقفت العمليات تماما
بعد الثامنه صباحا ولم يتمكن ألأيرانيون وموجاتهم البشريه من تحقيق خرق
لأكثر من ثلاث كيلومترات على جبهه لا تزيد عن عشر كيلومترات ولم يمسوا
مياه البحيرات هذه المره نهائيا ولم يستطيعوا ألأحتفاظ بها حتى الثامنه
صباحا.
وجدير بالذكر أن طيران
العدو لم يحاول نهائيا التدخل في المعركه ما عدا محاولة السمتيتين اليتيمه
والتي اعتقد أنها كانت مهمه استطلاعيه فاشله.
كان آخر محاوله هو محاولة العدو يوم 28 تموز 1982 وهي محاوله ولدت ميته ولم تمتلك الزخم حتى للتواصل للصباح.
كان العدو قد زج
بسبعمئة الف جندي في مقابل مئة الف جندي عراقي في هذه السلسله من المعارك
التي انتهت بتحطيم موجات العدو ولم يحصل على موطء قدم واحد فيها.
أما
في معركة الفاو التي اشار لها ألأستاذ صالح فبودي سؤاله أن كان استقى
معلوماته من مصدر مطلع ام انها مجرد معلومات من عندياته لأن الحقيقه هي ان
اسلوب الموجات البشريه لم يستعمل نهائيا في هذه المعركه.
كان عام 1985 عاما
مفصليا في الحرب ففي ربيع هذا العام حاولت ايران فتح جبهه جديده مع العراق
هي جبهة هور الحويزه حيث شنت هجوما على هذا المحور مستهدفتا الأستيلاء على
الهور وحقل مجنون الغني بالنفط وقطع طريق بغداد عماره بصره الحيوي.
ولكن بدلا من استعمال
الموجات البشريه الراجله استعملوا الموجات البشريه في زوارق محاولين
التسلل بين التحصينات العراقيه المتناثره في مياه الهور بأتجاه الطريق
العام.
وقد تركتهم القوات
العراقيه يبتلعون الطعم ويدفعون بقواتهم في هذا المحور معتقدين بأنهم قد
حققوا ثغره وفصلوا بين الفيلق الثالث في شرق البصره والرابع في منطقة
العماره. وكان الجيش العراقي يتكون من خمسة فيالق في ذلك الوقت هي الأول
في منطقة السليمانيه والثاني في منطقة ديالى و واسط والثالث في البصره
والرابع في العماره والخامس في أربيل اقصى الشمال حتى المثلث العراقي
التركي ألأيراني. ولم يكن فيلق الحرس الجمهوري قد تم تشكيله بعد.
المفاجأه أنه كانت
هناك قوات ضخمه مدربه على حرب ألأهوار وضعت في ألأحتياطات حوالين منطقة هو
الحويزه أنه الفيلق السادس الذي لم يكن العدو يعرف بوجوده وبالتعاون مع
الفيلقين الثالث والرابع شن الهجوم المضاد وتم سحق قوات العدو واعادتها
لخط الحدود ولا بد من ألأشاره هنا للدور الكبير الذي لعبته طائرات بي سي 7
وبي سي 9 المروحيه التي كانت مزوده بأربع رشاشات من عيار 12.7 ملم وتحمل
حاويات صواريخ اذ اثبتت انها مناسبه جدا لمسرح العمليات.
عموما كان الفشل في
هذه العمليه قد وما سبقها قد أوصل ايران ألى حافة ألأنهيار فتداعى التحالف
الأيراني الأمريكي الصهيوني ومن خلال صفقة ايران كونترا لأنقاذ ايران من
وضعها الحرج حيث استهلكت ايران مئات ألآلاف من احتياطاتها البشريه دون أي
نتائج على ألأرض بينما كانت القوه الجويه العراقيه تشن حرب الناقلات على
ايران وكان سلاح الصواريخ العراقي يدك المدن الأيرانيه.
كانت الخطه ألأمريكيه
هي في ايصال معلومات مزوره وصور اقمار صناعيه ملفقه عن تحشد القوات
الأيرانيه على هور الحويزه وهو ما اقتنعت به القياده العراقيه بينما توجه
مستشار الأمن القومي ألأمريكي والمستشار أوليفر نورث لأيران لأدارة
المعارك المقبله بينما تم انشاء جسر جوي من المعدات العسكريه من اسرائيل
لايران لأنجاح الهجوم.
وبينما كانت القوات
العراقيه تتحشد حول هور الحويزه مئة كيلومتر شمال البصره كانت القوات
ألأيرانيه تتحشد مقابل اقصى الجنوب العراقي على مسافة 120كلم جنوب البصره.
في ليلة الثامن على
التاسع من شباط عام 1986 وكانت ليله ماطره عبرت وحده من القوات ألأيرانيه
في زوارق شط العرب بأتجاه مواضع على شط العرب في منطقة الفاو وتمكنت من
أحتلال المواضع. لم تكن على طول خط المواجهه في المنطقه غير بضع افواج من
لواء حرس حدود أعتقد أنه كان اللواء التاسع حرس حدود وتبعتها موجات من
القوات ألايرانيه لتجد المواضع فارغه لتحتلها بسهوله بينما كانت القوات
العراقيه متحشده شمال البصره ولم يتم انذار القياده العراقيه بالخرق ألا
بعد أن هاجمت القوات الأيرانيه جزيرة أم الرصاص في نفس الليله في وقت لاحق
حيث كان اللواء 104 حرس حدود يشغل الجزيره ودارت معركه رهيبه وقد استولت
القوات ألأيرانيه على ثلثي الجزيره بينما صمد اللواء في الثلث الباقي. ومع
الضياء ألأول صباح اليوم التالي
شن اللواء 66 قوات
خاصه بقيادة البطل المرحوم بارق هجوما شديدا ودار قتال رهيب بالسلاح
ألأبيض ضد فرقة قوات خاصه ايرانيه كامله انتهت بافناء الفرقه بشكل شبه
كامل وتحرير الجزيره. وكان احد اخوتي في اللواء 104 وشارك في المعركه
مازال حيا لليوم.
ومنذ الضياء ألأول بدا
الطيران العراقي بشن هجمات عنيفه جدا على منطقة الفاو لأيقاف زخم ألهجوم
ألأيراني بينما صمدت قاعدة ام قصر البحريه أمام هجمات القوات الخاصه
ألأيرانيه وخاضت البحريه العراقيه قتالا يائسا في ظل عدم توفر القوات
الأرضيه أمام قوه ايرانيه تتفوق عددا عليها وبينما كانت زوارق العدو تنقل
ألآلاف من القوات الأيرانيه عبر شط العرب كانت القوات العراقيه تسابق
الزمن للوصول لجنوب البصره وأنشاء خط صد ومع خلو المنطقه من راس البيشه في
اقصى الجنوب الى أبو الخصيب والبصره والزبير من اي قوه ذات شأن فانني
لليوم استغرب عدم تمكن القوات ألأيرانيه المتفوقه عدديا من التغلب على
وحدات متناثره من الجنود ألأحتياط وحراسات المعسكرات والمخازن مع أنها
كانت قد وضعت البصره هدفها لها ولربما يعود هذا الى البساله التي ابدتها
هذه الوحدات في الدفاع عن ارضها عموما منذ نهاية اليوم ألأول بدأت
الدبابات العراقيه و وحدات المغاوير بالوصول لتشتبك مع العدو مباشرة و
تخوض معه معارك شرسه بدون مواضع مستهدفتا ايقاف زخم الهجوم وفعلا كان هذا
ما تمكنت منه مع نهاية اليوم الثاني من القتال ومع ذلك ظل العدو لشهر كامل
يضخ بالوحدات محاولا تعويض خسائره بينما كانت الوحدات العراقيه تتقاطر من
كل ساحات العمليات لتشارك في القاتال حيث كان اللواء الواحد يستهلك في
معركة يوم واحد والفرقه لا تتحمل اكثر من أسبوع على ابعد تقدير.
وكانت النتيجه أن تحول العدو الى الدفاع وقام بكسر سداد المملحه وأغراقها لتصعيب امر تحرير المنطقه على القوات العراقيه.
كانت توقعات ألعدو وهو
وهم الكثيرين لحد اليوم أن العراق ظل يحاول استعادة الفاو لسنتين وهذا غير
صحيح . كان العراق قد ثبت في هذه المنطقه ربع مليون جندي ايراني وهم تحت
مطرقة القصف المتواصل وغير قادرين على الخروج من هذا الطوق باي اتجاه وهو
وضع مناسب للعراق تماما أذ لن يستخدم العدو هذا العدد في اي عمليه اخرى
وسيكون عليه عبء امدادهم في ظروف قاسيه.
أما الخمسين الف شهيد المذكورين فأنهم قد سقطوا في معارك تثبيت العدو كما اسلفنا سابقا.
لابد من ألأشاره ألى
أن العراق قد زج في هذه المعركه بأحتياط جديد هو الفيلق السابع وهو ما
فاجأ العدو مره أخرى بينما تم تنظيم الحرس الجمهوري في فيلق سمي بفيلق
الحرس الجمهوري.
بعد ذلك بدأ العدو
بتجميع آخر ما تبقى من قواته لشن الهجوم الحاسم ألأخير وعليه فبينما كانت
تشن عمليات متفرقه ما بين القواطع الوسطى والشماليه كان الجهد الرئيسي
يتركز على القاطع الجنوبي فالعدو قد اغتر بنجاحه في الفاو وحاول تطوير
هجومه فجمع قواته على الكمين الذي سبق أعداده له في منطقة نهر جاسم في شرق
البصره منذ عام 1982 ففي ليلة الخامس من كانون الأول عام 1986 قام العدو
بشن هجوم عنيف و كبير على المنطقه المحصوره بين نهر الكارون والبحيرات
مستهدفا خرق الجبهه واحداث التفاف على الخطوط العراقيه فوقع في كمين عراقي
اشترك فيه الفيلق الثالث والحرس الجمهوري ومدفعية الفيلق الثالث والسابع
والحرس والقوه البحريه والقوه الجويه وفي 12 ساعه تم افناء القوه المهاجمه
بالكامل وقتل بحدود 100الف ايراني.
كانت تلك ضربه اطاشت
صواب العدو واوقف عملياته لشهر كامل ثم اخيرا شن هجومه الرئيس على البصره
كان العدو قد حشد ما يعادل مليون جندي لاختراق الدفاعات العراقيه وأستمرت
المعارك لشهرين كاملين قبل أن تتحول لأستنزاف ثم تتوقف المعارك كانت حصيلة
قتلى العدو بمئات الآلاف بينما لم يحقق سوى الاستيلاء على بضعة كيلومترات
من ألارض بينما بقيت الدفاعات العراقيه سليمه وبقيت قواته محاصره في الفاو.
كان تقدير القياده
العراقيه ان العدو قد استنزف وأن قد جاء الوقت لأخذ زمام المبادره فتم
تحويل الجنود الجدد لتشكيل وحدات جديده تم تدريبها على اعلى المستويات في
محافظة ألأنبار على ظروف قتال مشابهه لظروف الفاو ولعدة اشهر.
كان العدو قد بدا يسحب
من قواته المحاصره في الفاو وكان قد ابدل اسمها الى الفاطميه و وضعها كجزء
من ألأراضي ألأيرانيه في الخرائط المدرسيه و صار يضمنها في النشره الجويه.
كانت القوات المسحوبه
من الفاو تؤخذ للقواطع ألأخرى وخاصة في الشمال حيث كان العدو يخوض قتالا
ضاريا مع القوات العراقيه محاولا التسلل لسد دربندخان والأستيلاء عليه
وتهديد العراق بالغرق وكان دليل القوات الغازيه هو العميل جلال الطالباني
الذي كافاه ألأحتلال ألأمريكي بتعيينه رئيسا للعراق.
خادعت القياده
العراقيه العدو بألتركيز على القاطع الشمالي ومجاراة العدو في لعبته حتى
ان القوات الجديده التي كانت قد دربت خصيصا في محافظة ألأنبار قد أمرت
بالتوجه للجنوب ثم وضعت في ارتال عسكريه نقلتهم للشمال ثم وضعوا في شاحنات
اسدلت ستائرها وأعيدوا للجنوب وتم فتح معركه مع العدو يوم السابع عشر من
نيسان ابريل عام 1988 في هجوم كاسح شنه فيلق الحرس والفيلق السابع باسناد
من الفيلق الثالث وبرتلين مدرعين من جهة الساحل ومن جهة الشط بينما كانت
القوتين البحريه و الجويه تقوم بعمليات اسناد هائله جردت العدو من
احتياطاته القريبه والبعيده.
وفي خلال يومين كان آخر جندي ايراني يعبر شط العرب هاربا من النيران العراقيه.
وكان هذا النصر فاتحة
انتصارات توجت باستعادة كافة الأراضي العراقيه وأنتهت الحرب والعراق يحتل
اراضي ومدن ايرانيه ويحاصر كرمنشاه على مسافة 120كلم في العمق ألأيراني
ولو شاءت القياده العراقيه فأن الطريق الى طهران كانت مفتوحه ولكن سارعت
ايران للقبول بوقف اطلاق النار.
وأذا كانت ملحمة الفاو
قد كلفت حياة 52 الف عراقي فأن جميعهم قد سقطوا في معارك تثبيت العدو
بينما سقط 500 شهيد فقط في معركة التحرير مقابل ربع مليون ايراني في تلك
الفتره نفسها