تعديل ميزان القوة مع إسرائيل
بقلم: زياد
ابوشاويش
يدور الحديث في
خلفية التهديدات الصهيونية والتناغم الأمريكي معها عن الإخلال السوري
بميزان القوة مع الكيان الإسرائيلي الذي يحتل أرضنا وكأن هذا الوضع هو ما
يجب أن يكون في المنطقة، وكأننا نحن من نحتل إسرائيل ونعتدي عليها.
السلاح السوري
المتطور الذي تقول عنه دوائر العدو الإسرائيلي ليس سلاحاً سرياً أو غير
معروف، كما انه ليس سلاحاً للدمار الشامل، ولم تقدم
إسرائيل أي دليل على
إمداد سورية به لحزب الله اللبناني.
الأهم في هذا
المضمار أن العدوان الإسرائيلي المفترض يتلطى خلف مقولة شاذة وغير معقولة
هي السعي السوري للإخلال بميزان القوة وكأن على سورية البقاء تحت السقف
الذي تريده إسرائيل.
في كل الدنيا
تملك الدولة المعتدى عليها حق الدفاع عن نفسها وحرية القيام بكل ما من شأنه
تحرير أرضها إلا في منطقتنا وفي مواجهة إسرائيل. الأغرب أن الولايات
المتحدة الأمريكية تعمل على بقاء التفوق الإسرائيلي ليس على دولة عربية
بعينها بل على كل الدول العربية مجتمعة ولا تقبل أن تسعى أي دولة لتعديل
هذا الأمر وتعتبره عدواناً على الدولة العبرية يستحق الشجب والاستنكار إن
حدث.
في الصورة
الحالية ورغم كل هذا الانحراف في الفهم وفي المعيار الأخلاقي وكذلك
الاستخفاف بقيم الحق والعدل من جانب الدولة العظمى وربيبتها فإن الوضع لم
يعد كالسابق وبدأ العالم ينتبه ويعيد النظر في جذر وخلفية الصراع بالمنطقة
باتجاه الإقرار بحق العرب وسورية في عمل كل ما يلزم لاستعادة حقوقها بما في
ذلك تعديل ميزان القوة مع المحتل وفي جبهات القتال الأخرى كلبنان وفلسطين.
ميزان القوة
يتعدل ببطء ولكن بثبات وقريباً سياتي اليوم الذي يصبح فيه العدوان من جانب
إسرائيل على أي قطر عربي غير قابل للتنفيذ أو النجاح، وفي ظل الحديث
المتواتر عن إمداد حزب الله بالسلاح فإن الوقت قد فات على إمكانية القيام
بحرب حاسمة تنتصر فيها إسرائيل على الجبهة السورية اللبنانية دون أن يكون
ذلك بثمن يقترب من زوال الدولة العبرية ذاتها.
إن ما ورد في
بعض الأخبار عن عملية قصف كانت ستقوم بها طائرات إسرائيلية لمواقع سورية
ولبنانية رداً على إرسال السلاح المتطور لحزب الله ومن ثم توقف العملية في
اللحظات الأخيرة يدلل على احتمال يرتبط بما أشرنا له في عنوان مقالنا حول
تعديل ميزان القوة، وهو الاحتمال الأرجح، حيث لو كان القصف أمراً ممكناً
بدون رد سوري ومن حزب الله واحتمال اندلاع حرب شاملة في المنطقة لقامت
إسرائيل بهذا كما فعلت في السابق لأسباب أقل من ذلك.
بالتأكيد هناك
احتمالات أخرى ترتبط بالعلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة وتحذير
الأخيرة لحليفتها من عقابيل حرب شاملة في المنطقة تخلط الأوراق بشكل ينهي
خطتها لحشد أوسع تحالف ضد إيران لمعالجة ملفها النووي، وربما أيضاً لبروز
معلومات استخباراتية ترتبط بإمكانية توسع الحرب وخسارة ما تحقق في العراق
وغيرها من الدول العربية، لكن هكذا احتمالات وإن بدت معقولة لا تلغي أو
تضعف الاحتمال الأهم وهو أن ميزان القوة لم يعد يسمح بانتصار إسرائيلي
كاسح، وأن بدء الحرب قد يكون أمراً سهلاً لكن إنهاءها لن يكون كذلك على
الإطلاق، ولن تنجح الحرب أو العدوان في حل الأزمة الإسرائيلية المستعصية.