صواريخ سكود : لغة التوتر من تل أبيب !
الأمريكيون يكذبون دائما , تلك
هي حقيقة المشهد الإعلامي الأمريكي لنظام استعماري توتاليتاري أمني
بامتياز .
المرتزقة الإسرائيليون ينفذون دائما سياسة أمريكا في المنطقة
النفطية الكونية الأولى , مرددين الأكاذيب نفسها .
إستراتيجية الممانعة
السورية استندت دائما على حقيقتين , ويجب أن تستمر في الاستناد عليهما :
الحقيقة
الأولى كرستها حرب العام 1973 , عندما توصلت سوريا العربية مع
الإسرائيليين إلى {وضع مستقر لوقف إطلاق النار في الجولان وفق الضوابط
الدولية وعبر وجود قوات الأمم المتحدة هناك} .
لقد أثبتت حرب العام 1973
, وتحديدا بعد خروج مصر السادات إلى صفوف "الاعتدال العربي" , بمعنى
انضمامها إلى جوار النظام السعودي وبقية أنظمة الخليج العربي والأردن إلى
(الحلف الاستراتيجي مع الأمريكان) مباشرة , ومع الإسرائيليين بشكل غير
مباشر إلى حد ما .
أثبتت حرب تشرين حقيقة وحجم ارتباط النظام الرسمي
العربي المعتدل "عضويا / وجوديا" بأمريكا وإسرائيل .
بمعنى أن أي مواجهة
سورية _ إسرائيلية مباشرة , ستضع سوريا العربية في مواجهة شبه مباشرة مع
أمريكا , ومواجهة غير مباشرة مع حلفاء أمريكا العرب , أنظمة مصر والأردن
والخليج النفطي العربي المعتدل .
هذه المعادلة الإسرائيلية الأمريكية
النفطية العربية ستجعل أي مواجهة سورية "معهم" كارثية النتائج بل انتحارا
ينتظره بلهفة الجميع .
الحقيقة الثانية كرستها حرب العام 1982 , والتي
هي في حقيقة الأمر , مواجهة حادة من مواجهات الحرب الباردة بين الأمريكان
والسوفييت على ارض لبنان المستباحة , ومواجهة مصيرية بين سوريا العربية من
جهة , وإسرائيل وحلفائها العرب من جهة ثانية .
هذه الحقيقة تقول أن
"اللعبة الدولية" يجب أن تبقى تسير ضمن خطوط حمراء لما فيه مصلحة جميع
المتخاصمين وعبر العالم .
على الساحة اللبنانية كان إدخال الصواريخ
السوفييتية إلى البقاع تجاوزا خطيرا لخط احمر دولي قاد إلى مواجهة سوفييتية
أمريكية كان من الممكن أن تخرج عن السيطرة أو تنتشر إلى مناطق مختلفة .
أزمة
صواريخ كوبا انتهت بتسوية سياسية , أزمة صواريخ البقاع انتهت بحرب حقيقية ,
أزمة صواريخ جديدة في لبنان قد تطيح بالاستقرار الاستراتيجي في الجولان
وتقود إلى حرب تدميرية هائلة من الممكن أن تخرج إلى خارج حدود لبنان باتجاه
سوريا العربية .
سوريا العربية لا يمكن لها أن تفرط بأي شكل بالاستقرار
الاستراتيجي في الجولان العربي السوري المحتل , (وبالغطاء الدولي الضامن
له) .
ولا يمكن لها أن تُدخل إلى لبنان سلاحا استراتيجيا سيسمح بكل
تأكيد لإسرائيل وأمريكا وعرب النفط والسلام بشن حرب تدميرية حقيقية على
المقاومة في لبنان وعلى الدفاعات الإستراتيجية السورية ذات العمق الردعي
السياسي .
قوة الممانعة الحقيقية في سوريا العربية , تستند إلى (فهم
دقيق وعميق ومستمر) لقواعد اللعبة الدولية في المنطقة والإقليم والعالم .
لا
يمكن لسوريا العربية أن تدخل إلى لبنان سلاحا استراتيجيا مهما كانت
الأسباب , لأنه سيغير "قواعد الاشتباك" لما فيه مصلحة إسرائيل وعربها .
سوريا
العربية تعرف جيدا , وعبر تاريخ معقد , وحروب حقيقية , كيف تُبقى ممانعتها
من داخل ثوابت المشهد الدولي , ومن ضمن آليات اللعبة الدولية .
ولا
تحتاج سوريا العربية لامتلاك سلاح استراتيجي هجومي وتحت أي ظرف , لقد أثبتت
الرؤية السورية لطبيعة ودور إسرائيل في المنطقة , ولقواعد اللعبة الدولية
في المنطقة النفطية الكونية الأولى وجوارها الجغرافي , صوابيتها ومنطقيتها ,
وسمحت لسوريا العربية أن تحافظ على (استقلالية سياسية نادرة) في عالم
أمريكي الهيمنة , تقوم فيه التحالفات قسريا , وتشن فيه الحروب عشوائيا .
الأكاذيب
الأمريكية الإسرائيلية النفطية العربية في الإعلام المشترك لهذا التحالف
الاستعماري القذر , حول تزويد سوريا لحزب الله بصواريخ سكود إستراتيجية .
هذه
الأكاذيب خطرة للغاية , ويجب الرد عليها على أعلى المستويات في سوريا
العربية وفي لبنان الدولة والمقاومة , بنفيها قطعيا ونهائيا وباستمرار ,
وتأكيد عدم الحاجة لهكذا سلاح يطيح بقواعد اللعبة الدولية .
إعلام
المقاومة الإسلامية في لبنان , يتصرف ببساطة في هكذا موضوع معقد , وهذه
البساطة والتبسيط لا تعبر عن رؤية مطلوبة لجغرافية مستهدفة بقوة ودائما من
الداخل والخارج .
19/4/2010
..