عدد الرسائل : 6019 العمر : 124 الموقع : ساحات الطيران العربى الحربى نقاط : 10224 تاريخ التسجيل : 05/10/2007
موضوع: العملة الدمشقية في العصور الكلاسيكية الخميس مايو 27, 2010 9:30 pm
العملة الدمشقية في العصور الكلاسيكية
هذه الصورة تم تصغيرها تلقائيا . إضغط على هذا الشريط هنا لعرض الصورة بكامل حجمها . أبعاد الصورة الأصلية 666x500 .
هذه الصورة تم تصغيرها تلقائيا . إضغط على هذا الشريط هنا لعرض الصورة بكامل حجمها . أبعاد الصورة الأصلية 615x500 .
[/]
تأتي أهمية دمشق في العصر الكلاسيكي من خلال النصوص القديمة التي جاءت على ذكرها كما أورد الباحث الفرنسي "موريس سارتر" في كتابه "من الاسكندر إلى زنوبيا" نقلاً عن النصوص اليونانية القديمة للمؤرخ "كوينتوس كيروس" بأن الملك الفارسي "داريوس" الثالث أرسل كنزه إليها، وهذا ما دعا "الاسكندر المقدوني" للاستيلاء عليه، كما يؤكد على أهميتها في زمن الحكم "الفارسي" لتكون أشهر مدينة في هذا القسم من آسيا، فكان الملك الفارسي "داريوس" متواجداً في قصره الكائن "بدمشق" مع حاشيته وثرواته قبل معركـة "إيسـوس"، كما أكدت النصوص على أهميتها السياسية والعسكرية كمركز لعسكرة الجيوش الإمبراطورية أثناء النزاع ضد "الساسانيين"، فكانت من المدن الصناعية إلى جانب "أنطاكية" و"أوديسا"، واحتوت على ورشات تعدين لصناعة الأسلحة، وكذلك مستودعات اللوازم الحربية، وهذا ما جعلها أهم مراكز صناعة النقود.
«كانت دمشق من أوائل دور الضرب السورية التي أصدرت نقوداً في عهد الإسكندر المقدوني، وكان ذلك بين عامي /333 ـ 323/ ق.م، وتميزت نقودها بأنها مضروبة من معدن الفضة، تظهر على مركز الوجه رأس "الإسكندرـ هرقل"، بينما حمل مركز الظهر الإله "زيوس" جالساً على العرش، ونُقش في الجهة المقابلة منه مقدمة كبش كأول رمز لدار الضرب "الدمشقية"، كما أنها حملت الحرف الأول والثاني من اسمها، وأصدر الملك "فيليب الثالث أريدي" نقوداً من وحدة "التيترادراخما" الفضية، جاءت متناغمة مع إصدارات "الإسكندر الكبير"، وبعدها انقطعت المدينة عن عملية إصدار العملات حتى عهد الملك السلوقي "أنطيوخوس السابع إيفريجيت" /137ـ 129/ ق.م، "وديمتريوس الثاني نيكاتوريوس" /129 ـ 125/ ق.م الذي اتخذ من دمشق مقراً لإقامته وداراً رسمية لإصدار عملاته، من هذه النقود "تيترادراخما" فضية حملت على الظهر الربة "أثينا" منتصبة بحركة المسير نحو اليسار، ممسكة بيدها اليمنى تمثال ربة النصر المجنحة، وباليد اليسرى الرمح، ونقش الإله "زيوس أورانوس" واقفاً متجهاً نحو اليسار، يعلو رأسه هلال، يمسك بيده اليمنى النسر، وباليد اليسرى الرمح».
وعن العملة الدمشقية ذات الطابع الديني وما تبعها في العهد السلوقي قال "كيوان": «أهم النماذج النقدية المنتجة في دار الضرب "الدمشقية" والتي اتسمت بالطابع الديني المحلي الأصيل تعود إلى الملك "ديمتريوس الثالث فيلوباتور"، فحملت
الدكتور خالد كيوان قطعة نقدية فضية على مركز الخلف نقش الربة "أتارجاتيس" السورية وهي واقفة بشكل مواجه، مرتديةً ثوباً من حراشف السمك. أما النموذج النقدي الآخر الصادر في الفترة السلوقية فقد تميز بحمله على مركز الظهر نقشاً يمثل الإله "حدد الدمشقي" واقفاً بين ثورين وتعتبر هذه القطعة من آخر النماذج المحلية النقدية الصادرة في عهد الملك السلوقي "أنطيوخوس الثاني عشر فيلوباتور كالينيكوس" الذي نُقش اسمه بالكتابة الإغريقية، وفي عام /84/ ق.م تمكن الملك النبطي "الحارث الثالث" من دخول المدينة فأصدر نقوداً على الطراز السلوقي، حاملةً على مركز الخلف نقش الربة "تيكة دمشق" وهي جالسةٌ على صخرة تشير إلى "جبل قاسيون"، وبين عامي /39 ـ 32/ ق.م حظيت "كليوباترة السابعة" ملكة مصر بحكم جزء من سورية الجنوبية ومن ضمنها "دمشق"، فأصدرت عملات تعدُّ من وجهة نظر العلماء من النقود التذكارية المؤرخة، حملت على الظهر نقش الربة "تيكة" جالسة على كومة من الحجارة وتحت قدميها رجل يسبح للدلالة على "نهر بردى"». وأضاف "كيوان": «بعد انتصار "أوكتافيانوس" على "كليوباترة" في معركة "أكتيوم"، أصدر نقوداً على شرفه متميزة بحملها نقش الربة "تيكة" جالسة على صخرة تشير إلى "جبل قاسيون"، وقد أمسكت بيدها اليسرى قرن الوفر والسعادة وأُحيط المشهد المركزي بكتابةٍ إغريقيةٍ تذكر اسم "دمشق"».
وعن العملة الدمشقية في العهد الروماني قال الدكتور "كيوان": «دخلت دمشق تحت ظل الامبراطورية الرومانية خلال القرن الأول الميلادي، فضربت نقوداً بعدما منحت لقب الميتروبوليس "المدينة الأم"، ثم شهدت
نقد فيليب الربة نيفي دمشق الإصدارات النقدية نشاطاً فعالاً في عهد الأسرة "السيفيرية"، التي منحتها لقب كولونيا ميتروبوليس"، وأضافت إليها امتياز إصدار نقود فضية في عهد "كركلا"، وشهدت هذه الفترة بداية ظهور نقوش واجهات المعابد المكرسة للربة "تيكة" على النقود، وتابعت عملية إنتاجها النقدي في عهد الأسرة الفيليبية
(نسبة للإمبراطور فيليب العربي)، ونلاحظ على نقودها تعدد الأشكال والمشاهد التي جسّدت العمارة الدينية والآلهة والحيوانات والرموز العسكرية التي تشير إلى الفرقة السادسة، وفي العام
/268/ ميلادية توقفت دمشق نهائياً عن عملية الإنتاج النقدي، وقد بيّنت الدراسة بأن أهم نماذجها النقدية خلال هذه الفترة تجسّدت بتمثيل طاولة ثلاثية القوائم يعلوها سلة الألعاب الرياضية التي كانت تحمل الهدايا للفائزين بالمباريات، إضافةً إلى حملها آخر تصوير يمثل معبداً مقاماً فوق "نبع الفيجة" على قطعة نقدية برونزية صادرة على شرف "كورنيلا سالونينا" قبيل تحول المعبد إلى كنيسة مسيحية في القرن الرابع الميلادي».
وعن نقش الحصان المجنح أضاف "كيوان": «ظهر نقش الحصان المجنح على العملة الدمشقية في العصر الروماني في القرن الثالث الميلادي، ويعرف الحصان المجنح باسم "بيجاسوس" الاسم المشتق من العربية بمعنى "بجّ" أو تدفق، وتقول الأسطورة أن ركلةً من حافر الحصان تدفق ينبوع ماء، وهكذا حضرت الأساطير والأمكنة على النقود من صورة الإله "زيوس"، إلى الربة "تيكة"، وجبل "قاسيون" ونهر "بردى"، والفرقة السادسة التي تحمي المدينة، كما تفاوتت نسبة الفضة في العملة تبعاً لثراء كل مدينةٍ اقتصادياً، ورغم أن نسبة الفضة في العملة
فيليب العربي دمشق الدمشقية لم تعرف بعد لكن عملات المدن السورية الأخرى تفاوتت، ففي "أنطاكية" كانت نسبة الفضة 45%، وفي "اللاذقية" 70%، وفي "حمص" 80%».
يشار إلى أن بداية صناعة العملة الدمشقية كانت عام /333/ قبل الميلاد، وكانت مقتصرةً على الفضة من طراز "تيترادراخما".
المراجع : من كتاب الدكتور "خالد كيوان": إنتاج المسكوكات وتداولها في دمشق وريفها في العصر الروماني.
والكتاب قيد الطبع لدى وزارة الثقافة، وقد تم تزويد نا بهذه المعلومات بشكل خاص.
التوقيع:
سبحان الله الحمدلله لااله الاالله الله اكبر استغفر الله .. ظلام العالم لايطفي شمعه .. الحب ليس ذاك الشي الذى يرتكب بأسمه ابشع واقذر جريمه وفاحشه . جريمة الزنا !!