العربى بين العماله والتخوين والاطماع
يبدو الواقع العربى والمنقسم على نفسه فى تحديد اولويه ترتيب الاعداء وتعريف الاصدقاء يبدو واقعا ميئوسا منه
فالمجتمعات بكل طبقاتهاتشهد هذا الانقسام بين المثقفين ورجل الشارع العادى بل بين علماء الدين انفسهم
اننا امام واقع مختلف ومتغير فلا تكاد يمر يوما وانت تتصفح اصدارات مختلفه من الصحف العربيه بين قوميه ومستقله (محليه )
وبين صحف تصدر خارج وطننا
العربى وبين برامج تحفل بها الفضائيات على مختلف توجهاتها الا وترى هذا
الاختلاف يزداد حده واحيانا عنف يخرج عن سياق الحوار والحق فى الاختلاف
الى سياق الاتهامات المتبادله بالعماله والتخوين والاختلاف البين بين
المفكريين فى تحديد من هو العدو ومن هو الصديق
هذا الاختلاف الذى بدا واضحا ايضا فى عالم النت والمواقع المختصه بالسياسه كموقع الجزيره توك
والمواقع المهتمه بلامور العسكريه والتى لاتجد مناص من التطرق احيانا
لامور سياسيه بحته فى سياق تناول الاخبار العسكريه وعلى راسهاموقع ساحات الطيران العربى
فالاختلاف بين الاعضاء فى كلا الموقعين تكاد تكون متشابهه الى حد بعيد جدا الا ان موقع الجزيره توك لايتسم بادراه حازمه وقوانيين صارمه كتلك التى يتمتع بها موقع ساحات الطيران العربى
ولست هنا فى مقارنه بين
الموقعين او بين الادارتين الا اننى تحدثت عنهما فى سياق وضعى لانموذج
لمدى الاختلاف الواضح والجلى بين الاعضاء العرب وبين المثقفين والعامه
الذين يحلو لهم احيانا ان يتحدثوا فى القضايا الشائكه بما يرضى انفسهم
ويشبع حاجتهم النفسيه بان اراؤهم هناك من يسمعها (يقراها ) ومن يهتم
بلاختلاف معها والرد عليها
اوجه الاختلاف وصوره
1_تحديد الا عداء
2_ترتيب الاعداء من حيث الخطور ه
3_ ضوابط تعريف الصديق والتى
خرجت من طور كونه عربى ام لا وهل هو مسلم ام لا الى ضوابط جديده فمن يناصر
قضايا تلك الدوله او تلك هو الاولى بالصداقه بغض النظر عن مواقفه تجاه
باقى دول العالم العربى
4_الانقسام الفلسطينى
الداخلى وانفصال القرار فى غزه عن القرار فى الضفه الغربيه والاستقطاب
الحادث للمتنافسين الاقليميين والعرب للداخل الفلسطينى
الاسباب وراء الانقسام العربى
لن اعود بالتاريخ الى الوراء
رغم ان الموضوع يستحق هذا ولكننى حرصا على موافقه الاداره على عرض الموضوع
ساتجنب الخوض فى احداث الماضى (قرون بعيده )
1_انهيار حكم الشاه وتولى الثوره الايرانيه الحكم
2_ اتفاقيه كامب ديفيد وتفرد مصر بدون الحصول على اجماع عربى بتوقيع اتفاقيه سلام
3_احتلال بيروت وهزيمه الجيش السورى فى حرب 1982 ومسانده ايران لسوريا وبدايه دخول الحرس الثورى الايرانى لسهل البقاع
4_الحرب العراقيه _الايرانيه كثانى صوره من صور التضامن العربى المسلح والداعم لدوله عربيه
5_غزو الكويت وانهيار الثقه بين الدول العربيه واطلاق رصاصه الرحمه على مايسمى بالقوميه العربيه
فيما سبق استعرض نقاط محدوده ولكنها كافيه للتطرق لوضع صوره لشواهد هذا الاختلاف والى بعض الاسباب التى ادت اليه
التاريخ وتعميق الاختلافات العربيه العربيه
استفاد البعض من التاريخ
كعامل من عومل تحقيق الاختراق للعالم العربى واحداث هذا الاختلاف الظاهر
الان والذى يكاد يمزق الامه وربماتكون العراق مثال واضح لمدى النجاح الذى
حققه البعض فى الاستفاده من التاريخ وتوظيفه لتحقيق الاهداف لانقسام
العالم العربى
واذكر هنا الى ماصرح به بيريز رئيس الكيان الاسرائيلى عند حديثه عن خطر ايران تحدث عن خطر الشيعه على تواجد السنه
هذا التصريح الذى اظهر مدى
استغلال وترقب اعدائنا للمستجدات على الساحه الفكريه العربيه وانعكاسها
على الواقع وتجدد صراع يمتد الى بدايات الاسلام
ولاكون منصفا لم تكن وحدها تلك الاسباب الذى ذكرت هى فقط من ادت الى حاله العداء بين العرب بل هناك عده عومل اخرى
العوامل التى ادت الى تغيير الشخصيه العربيه والانكفاء على اذات
1_الفشل العربى الذريع فى اعاده الحقوق للشعب الفلسطينى واقامه دوله فلسطينيه عاصمتها القدس
2_ غياب العقول المفكره او
تغيبها لصالح انوع اخرى من البشر استطاعت ان تصبح قدوه ومحط انظار الشارع
العربى من فنانين وفنانات ولاعبى كره القدم ( وانظر الى اداره الخلاف
المصرى الجزائرى وتغيب دور المفكر العربى ورجال الدين لصالح تصريحات
الفنانين والاقلام الماجوره والتى دفعت فى اتجاه تدهور العلاقه بين دولتين
وضياع مواقف مشرفه بل العمل على تشويهها فى تاريخ البلدين )
3_تنامى العنصريه وضياع
الاسس السليمه لتحديد الاصدقاء والذى ادى الى دعوه الكثيرين الى التقوقع
على انفسنا مهما كان واقعنا ورفض اى دور ياتى من خارج المحيط العربى
4_تخندق الكثيرين خلف اسم
بلاده ومسارعته ليس للدفاع عنها فهذا واجب وحق ولكن الى اطلاق التهم
الحاضر والمستعده دائما للانطلاق من قبيل الحقد والحسد والخيانه
فلااحد يقبل النقد او يعترف بالاخطاء ولسان حال الكثييرين نحن اصدقاء طالما لاتنتقدنى
5-ان هشاشه واقع المتحالفين
اليوم ينجر على كل انواع التحالفات التى نراها اليوم على الساحه العربيه
ولكن يظل صلابه الاختلاف بين المعسكرين هو الذى يؤدى الى تماسك هذا
التحالف او ذاك
واخيرا ان واقعنا الحالى هو
واقع منقسم على نفسه لم يكن وليد اليوم او وليد القرن العشرين بل ان ما
ادى الى اظهار هذا الواقع الى العيان هو انهيار الدوله العثمانيه وسقوط
الخلافه فى الوقت الذى غابت فيه عن الساحه العربيه القيادات التى تسطتيع
مواجهه التحديات
2_ووقوع العالم العربى تحت الاحتلال
3_وتراجع دور رجال الدين على الساحه ادى الى دخول البدع الى شعائر الدين
وانشاء الدوله العبريه وتوظيف التاريخ لتجديد الصراعات القديمه
الواقع والامل
نعم نحن نستحق بلا فخر رجل
العالم المريض الذى لايستطيع ان يحدد من هو العدو ومن هو الصديق وبرغم
مرور العالم العربى بخيانات متعدده عبر عصوره وفى فتره التتار والحروب
الصليبيه الا ان الخونه كانوا يعلمون انهم خونه فلا لبس فى مواقفهم
اما الحادث الان فهو انقسام فى الرؤيه لاامل معه فى عوده العرب صفا واحد قادرين على تحديد اولوياتهم واداره الصراع مع الاعداء
ففى ظل غياب الاسس التى
ساعدت الى انضمام الشعوب الى الامه العربيه تبدو الاسس الحاليه عاجزه
تماما على توحيد الصف العربى فان الفضل يعود الى الله عز وجل الذى من
علينا بلاسلام و اصبحنا امه واحده ان مانواجهه اليوم هو اعمق كثيرا من
مجرد اختلاف بل لقد رايت بعينى وسمعت باذنى وقرات ما يجعلنى اؤمن انه نوع
جديد من الصراع الحاد فلا احد على استعداد للاقتناع براى الاخريين
الى اين
ياخذنا هذا الاختلاف الذى
بات على وشك ان يصبح صراعا او ربما صار صراعا مستترا ولكنى اخجل ان ابشر
به اوربما انوء بنفسى ان اكون من اوائل من نقله من الاختلاف الى الصراع
لاحل هناك ولا اختلاف
لمسميات بين الغد واليوم فالوضع اخطر من ان نجمله ولاسبيل هنا الا أسقاط
تمثال القوميه واخلاقيات التعصب الاعمى والتخندق خلف الاوطان والقبول
بالحق دينا ووطنا ومنهاجا نبحث عنه ونؤمن به وفى سبيلنا الى هذا نتسم
بالتواضع والانفتاح على الاخر الذى بات عربيا وليس اجنبيا
والتمسك بادبيات الحوار رغم
صعوبه الاقناع واخيرا لاارى ثوابت نتحرك على اسسها الا ماسبق وقلته متمنيا
للجميع اعاده قراءه التاريخ من منظور اخر والابتعاد عن تكوين اراء
وتعميمها على شعوب باكملها لمجرد الاختلاف مع فرد او عده افراد