تجارة الآثار بمثابة هوس سيطر على الشباب الذين يحلمون بالثراء السريعوالخروج من مستنقع الفقر، ولم يقتصر حلم تجارة الآثار على الفقراء بل أصبحالحلم الأكبر لدى الطبقة الثرية فى مصر أيضًا، حتى أصبحت الآثار حديثالناس فى البيوت والمقاهى والنوادى والطرقات.. الأمر الذى يُشكل خطرًاحقيقيًا على الشباب فى مصر، كما يقول خالد محجوب، خبير تحف، إن تجارةالآثار قد بلغت ذروتها فى مصر وأصبحت تشكل حرصا نفسيا للمصريين خاصة بعدالظروف الصعبة التى يعيشها الكثيرون مما اضطرهم الى تصديق الوهم وانهاتحدث عملية نصب كبيرة وعديدة ويقع ضحاياها فريسة للنصابين ولا يستطيعونحماية حقوقهم.
وأكد محجوب ان معظم الاثار الموجودة فى السوق هى اثار مقلدة وليست حقيقيةويتم تقليدها فى مناطق عديدة منها الاقصر والمنيا ويتم تقليد الاثار منخلال عمل صورة طبق الاصل للآثار المراد تقليدها حيث يستخدم حجارة قديمةيتم دفن القطعة التقليد فى الأرض لمدة تتراوح من ثلاثة شهور إلى 6 شهورضمن ظروف معينة ويتم دهانها ببعض المواد الكيميائية حتى يصبح على غيرالمختص اكتشاف القطعة المقلدة وبعد ذلك يتم بيعها بالملايين، خاصة مع وجودالمشترين الذين يبحثون عن الثراء.. هذا بالنسبة للتماثيل اما العملاتوالمشغولات الذهبية فيتم تصنيعها فى قبرص وايضا بطريقة يصعب كشفها ولكنللخبير يكون الأمر سهلا فالفراعنة لم يعرفون معيارًا للذهب، اما المشغولاتوالعملات الذهبية الآتية من قبرص فهى عيار 13 أو عيار 14 ويؤكد محجوب أنهناك آثارًا حقيقية يتم التجارة فيها ولكن ذلك يتم بسرية تامة وعلى ايدىجماعات محترفة ولكنها تتم على نطاق ضيق للغاية على العكس الموجود بالساحةمن هوس وجنون فى تجارة الاثار.
أما محمد هانى طبيب فقال انه تعرض للنصب عن طريق تجارة الآثار حيث أوهمهالبعض بوجود اثار فى احدى قرى المنيا وان المشترى يطلب مبلغ 100 الف جنيهكشرط جزائى للحضور إلى القرية وشراء الاثار حيث لا ينتقل المشترى إلا بعددفع الشرط وذلك لضمان جدية البائعين وهذا الشرط يبدأ من 50 ألفًا ويصل إلى100 الف حسب طبيعة وظروف الصفقة وانه على الفور لم يتردد واشترك مع مجموعمن زملائه وقاموا بجمع المبلغ على امل انهم سوف يستردون الـ100 الف خلاليومين بمليون جنيه وبعد ان قام زميلهم بجمع المبلغ لم يظهر حتى الان ولميستطعوا الابلاغ عنه لعدم توافر اى دليل ضده ولخوفهم من معاقبة القانونلهم وحول كونه طبيبًا ومثقفًا ويلجأ لتجارة الآثار يوضح انه لجأ لهذهالتجارة لمحاولة الوصول إلى تحقيق أحلامه وكسب الوقت والمال وانها تجارةمغرية.
أما ممدوح زعزع تاجر خضروات فيقول إنه تلقى العديد من المكالمات من أشخاصيتحدثون اللهجة الصعيدية يخبرونه بأنهم عثروا على مقبرة تحت بيتهم او كنزفى ارضهم الزراعية ويطلبون منه الحضور لمعاينة القطع الاثرية لانهم لايستطيعون التصرف فيه ولكن يشترطون ان يتم دفع مبلغ مالى كشرط جزائى وانهلم يبد اى استجابة لهؤلاء الاشخاص لعدم معقولية كلامهم حيث انه من غيرالممكن ان يتصل بك شخص لا تعرفه ويثق بك لدرجة ان يخبرك بأنه وجد مقبرةأثرية تحت بيته وهذا الكلام لا يصدر الا عن نصاب او مجنون.
ومن جانبه أكد اللواء عيد السرساوى خبير امنى أن هناك طرقا عديدة للنصب فىتجارة الآثار ومنها "الشرط" ومعناها ان النصابين الذين يعملون فى هذاالمجال يشترطون الحصول على شرط جزائى إذا لم يجدوا البضاعة المتفق عليهاوانه يتم دفع الشرط مقدمًا وبعد دفع الشرط يهرب النصاب، والطريقة الثانيةهى الاتصال التليفونى من مجهول لعرض بعض القطع الأثرية عليك وتكون مقلدةبدرجة كبيرة ومع اتقان النصاب لطريقة عرض البضاعة ومع استغلال شهوة الثراءيتم بيع هذه القطع مقابل عشرات الآلاف على أمل ان يعاد بيعها بملايين وبعدعملية الشراء يكتشف المشترى أن لم يكن خبيرًا انه وقع ضحية للنصب وطبعا لايستطيع الإبلاغ.
والطريقة الثالثة، الزئبق الروحانى أو الزئبق الأحمر وحيث كان يقوم كهنةالفراعنة بتحضير هذا الزئبق ووضعه فى حلق المتوفى من أجل حماية الجثمان منالسرقة ولتسخير الجن لحماية المقبرة ولا يعرف أحد حقيقة وجود هذا الزئبقمن عدمه ولكن هذه القصة معروفة ومشهورة للعامة ويستغلها النصابون جيدًا،فيقيمون بإيهام الصفية بوجود الزئبق الأحمر ويتم بيعه .