قالوا
إن مبارك دفع ثمن فساده وظلمه.. "الإخوان" يطالبون الجيش بتحديد جدول زمني
لنقل السلطة وإجراء انتخابات نزيهة وصياغة دستور جديد
كتب صبحي عبد السلام ومروة حمزة (المصريون): |
12-02-2011 01:37 اعتبرت
جماعة "الإخوان المسلمين"، أن إعلان الرئيس حسني مبارك تنحيه عن الحكم بعد
ثلاثة أسابيع من الاحتجاجات جاء رضوخا للإرادة الشعبية، ونتيجة طبيعية لما
وصلت إليه مصر في عهده حيث استشرى الفساد، وحيت الجيش الذي رفض استخدام
القوة ضد المواطنين.
وقالت الجماعة في بيان بعد سقوط نظام مبارك
"نحمد الله أن أزاح عن صدورنا جميعا كابوسا خانقا، وطاغية مستبدا، وأزاح عن
شعب مصر العظيم غلالة الغبار حتى ظهر معدنه النفيس للعالم أجمع بأنه شعب -
وإن كان صبورا - إلا أنه يأبى الضيم ويثور على الظلم ويعشق الحرية
والكرامة، فهنيئا لكم هذه اللحظات الكريمة المباركة التى كانت ثمرة عظيمة
لثورة مباركة".
وحيت الجماعة الشهداء الذين ضحوا بحياتهم في سبيل
الله من أجل تحرير مصر، وأيضا "جيش مصر العظيم الذى حمى الثورة منذ نزل إلى
الشوارع وأمن الناس والمؤسسات بعد انسحاب الشرطة، وتلاحم مع المتظاهرين،
ورفض محاولات توريطه والإيقاع بينه وبين الشعب".
وتابعت قائلة "لا
عجب فالجيش هو جيش الشعب وأبناؤه هم أبناء الشعب، ونحن نثق فى أن السلطة
التى أُئتمن عليها بصفة مؤقتة سوف يتم نقلها بطريقة سلمية إلى أهل السياسة
للحفاظ على مدنية الدولة وديمقراطيتها وإقامة المؤسسات التشريعية فيها وفق
انتخابات حرة نزيهة" .
وقالت الجماعة إن "المرحلة الأسهل قد انتهت
رغم مرارتها وقسوتها ألا وهى مرحلة هدم النظام الفاسد، أما المرحلة التالية
فهى المرحلة الأصعب وهى مرحلة بناء نظام جديد على أسس صحيحة تحترم فيها
الحريات العامة وحقوق الإنسان وكرامته، وتتوزع فيها الثروة بطريقة عادلة،
ويقام فيها العدل والمساواة وتكافؤ الفرص بين المواطنين، وتطبق فيها قواعد
العدالة الاجتماعية وتبنى مؤسسات الدولة على مبادئ وقيم وقوانين سليمة،
ويكافح فيها الظلم والفساد، ويحارب الاستبداد حربا لا هوادة فيها ولا تهاون
معها".
يأتي هذا فيما اعتبر الدكتور عصام العريان عضو مكتب
الإرشاد، المتحدث الإعلامي باسم الجماعة، أن تنحي مبارك عن السلطة كان
نتيجة لإصرار جماهير الشعب المصري. وأضاف: "الله يؤتي الملك لمن يشاء ويأخذ
الملك ممن يشاء يعز من يشاء ويذل من يشاء".
واعتبر في تصريحات لفضائية "العربية"، أن "هذا يوم تاريخي لكل المصريين مسلمين ومسيحيين رجالا ونساء، ويوم فخر واعتزاز".
وأبدى تفاؤله بمستقبل مصر في مرحلة ما بعد الرئيس مبارك، وقال "نحن متفائلون بالجيش ونهنئه على موقفه ووقفته مع الشعب".
وتابع:
"علينا أن نتكاتف وأيدينا متشابكة معًا من أجل مستقبل مصري وعربي مشرق ومن
أجل عالم إسلامي متضامن". وأوضح أن هناك أمورًا محل بحث ودراسة حاليًا من
جانب القوات المسلحة التي أعلنت أنها ستكون مع مطالب الشعب.
وطلب
العريان من الجيش "أن يوفي بوعده وأن يجيب عن بعض الأسئلة في بياناته
اللاحقة بشأن كيف سيدير مصر، وأن يحدد الفترة الزمنية، وأن يوفي بوعده بأنه
ليس بديلاً عن الشرعية التي يرتضيها الشعب، وكان ذلك قبل إعلان البيان
الثالث للمجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي أكد أنه لا توجد نية لذلك.
واستدرك
العريان: "نحن على أعتاب مرحلة جديدة نريد من القوات المسلحة أن يكونوا
على أعلى درجة من المسئولية، وأن تكون البرلمان حرة ونزيهة لكي يكون
البرلمان القادم قادرًا على صناعة دستور جديد، لأن الدستور القديم أصبح
مهلهلاً".
من جانبه، قال الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح إن تنحي مبارك عن السلطة هو "نتيجة طبيعية لفساده وظلمه واستبداده".
وشدد
على أنه يجب أن يكون مبارك عبرة للأنظمة العربية المستبدة، ونادى بأن
يتولى رئيس المحكمة الدستورية العليا يتولى رئاسة البلاد في هذه المرحلة
الانتقالية مع تشكيل حكومة مؤقتة.
وكانت جماعة "الإخوان المسلمين"
رفضت البيانين اللذين أصدرهما الرئيس حسني مبارك ونائبه اللواء عمر سليمان
مساء الخميس واتهمتهما بالاستعلاء على الشعب والتصلب والعناد، ما أدى إلى
زيادة إشتعال الثورة واتساعها جغرافيا وفئويا وعدديا، وتزايد خسائر البلد
وتضاعفها بعد توقف عدد كبير من المؤسسات عن العمل وهروب الأموال
والاستثمارات.
وانتقدت الجماعة في بيان أصدرته ظهر الجمعة، عدم
تجاوب الرئيس مبارك مع المطالب الشعبية بالتنحي عن السلطة وإصراره على
استكمال فترة ولايته حتى سبتمبر المقبل موعد إجراء الانتخابات الرئاسية.
وقالت
"بعد هذه الثورة الهادرة التي زلزلت أركان النظام وخرج فيها الملايين
ثمانية عشر يومًا متوالية يهتفون هتافًا مدويًا يكفي لخلع الجبال الرواسي؛
يطالب برحيل النظام ويعلن سقوطه باستبداده وقهره ومحاسبة أركانه، وبعد أن
ظن الناس أن الزئير قد سُمع، وأن الرسالة قد وصلت؛ خرج علينا مبارك ببيان
صاعق ليؤكد أنه لا يزال يمسك بزمام الحكم ثم يعود ليقرر أنه فوض نائبه في
كل صلاحياته".
ووصف "الإخوان" خطاب مبارك بأنه "لا يمكن تصنيفه إلا
ضمن منظومة الأحاديث الخادعة التى يريد بها أن يلتف على مطالب الجماهير،
وعلى رأسها تنحيه الكامل عن الحكم، إن كان يحترم إرادة الشعب ويحرص على
مصالح الوطن وأمنه واستقراره وإلا فإن الجماهير سوف تظل في ثورتها حتى
تتحقق مطالبها".
وانتقدت الجماعة بيان عمر سليمان الذي ألقاه بعد
خطاب مبارك مساء الخميس، معتبرة أن نائب الرئيس "لم يضف جديدًا"، ورأت أن
الخطاب الذي دعا فيه المحتجين إلى العودة إلى ديارهم "إنما أفقد سليمان
تقدير الناس له بعد أن قدم نفسه باعتباره امتدادًا للنظام ورئيسه، محاولاً
بإجراءات ثانوية القفز على مطالب الشعب الأساسية الجوهرية".
وحث
البيان الرئيس مبارك على التنحي "مختارًا قبل أن يرحل مكرهًا"، "نزولاً على
إرادة الشعب، ومصلحة الوطن التى تفرض على من يزعم الوطنية وحب الوطن أن
يؤثرها على مصلحته ومصلحة أسرته ".
وقال "الإخوان" إن البيانين
اللذين أصدرهما مبارك ونائبه "مرفوضان تمامًا من الشعب"، وطالبوا الشعب
المصري بالاستمرار في "ثورته لأنه يواج