عنصرية مناهج التعليم فى إسرائيل!!
تشكل كتب
التدريس في مناهج التعليم الإسرائيلية في مختلف مراحل الدراسة المدرسية
جزءًا من الفكر الصهيوني والاحتلال بعناصره (العنصرية، الإرهاب، الكراهية).
وفي
غالبية كتب التدريس لا يزال اليهودي يوصف بأنه "جالب الحضارة" والعربي هو
"البدائي" و"المتخلف". وفيما يلي أمثلة على ذلك وفق الدراسة التى أعدها
الباحث الإسرائيلى الدكتور "أيلي فودا":
في كتاب "ديرخ هميليم" (عن طريق الكلمات) للصف الرابع:
"جاء
الطلائعيون (اليهود طبعا) لحراثة أرضهم بسلام وطمأنينة لكن جيرانهم العرب
لم يعجبهم ذلك وحاولوا طردهم من أرضهم ومن مرة لأخرى كانوا يحرقون الحقول
ويسرقون الأبقار أو المواشي من القطيع وحتى إلحاق الأذى بأعضاء المجموعة".
"لكن
الطلائعيين لم يتمكنوا من العيش بهدوء دائما فقد كانت رياح شريرة تهب عند
الجيران (العرب) وكانت شوكة المحرضين تتقوى باستمرار وظل العرب يحاولون
المس بأرواح اليهود وممتلكاتهم".
وتسعى
كتب تدريس التاريخ العبرية إلى إنكار وجود الشعب العربي الفلسطيني في
فلسطين بل وفي العالم، حتى الكتب التي صدرت حديثا في العقد الأخير من القرن
العشرين لم تذكر عبارة "الشعب الفلسطيني" على الإطلاق بل تذكر "العرب في
أرض إسرائيل".
وتظهر
فلسطين في التاريخ العبري، كبلاد صحراوية جاء إليها اليهود في أوائل القرن
الماضي، ولم يكن يقطنها سوى أقلية من الرعاة العرب الذين يتصفون بالجبن
والخيانة والتخلف، في حين تظهر الكتب نفسها اليهودي شجاعاً وذكياً وقادراً
على استئصال الشرور.
ويرى
"أنطوان شلحت" -وهو كاتب وصحفي فلسطيني في عكا- أن المنهاج التعليمي في
"إسرائيل"، خصوصا كتب التاريخ منه، بها من الخلط والافتراءات ما يهدف إلى
إضفاء الشرعية إلى ما تقوم به "إسرائيل" من جميع الأعمال والممارسات، وفي
موازاة ذلك وعلى التضاد منه جرى إسقاط الشرعية عما يقوم به الآخر وهو
بالنسبة "لإسرائيل": الفلسطينيون والعرب جميعا.
عنصرية إسرائيلية
أعد
الباحث الدكتور "أيلي فودا" ضمن دراسة أجراها، تحليلاً عميقاً وموثقاً
للكتب التعليمية الإسرائيلية، التي يصفها بأنها قادت إلى تكوين أفكار مسبقة
عن العربي الموصوف في الكتب بأنه "غشاش" و"متخلف" و"لص"، يستحيل التعايش
معه.
ويورد
الباحث الإسرائيلي الدكتور "أيلي فودا" 12 قصة يعتبرها محطات بارزة في
التكوين التربوي التي اعتمدته "إسرائيل" في كتب التاريخ، ويدعم الباحث
دراسته بنصوص وصور ورسوم للكاريكاتير تظهر كيفية إخضاع التاريخ "للسياسة
الإسرائيلية" بحيث تُظهر هذه النماذج عمق النظرة العنصرية إلى العرب،
وبصورة يشير فيها المؤلف إلى أن الفتاة الإسرائيلية "تاتيانا موسكين" التي
رسمت في العام 1997 النبي محمدا (صلى الله عليه وسلم) بشكل بذيء ليست حالة
استثنائية أو هامشية في المجتمع الإسرائيلي، بل هي إفراز طبيعي للحقن
العنصري التي قامت عليه "إسرائيل".
وتفرد الدراسة نماذج لكيفية بناء المستوطنات الأولى مع بدء مرحلة الهجرة إلى "إسرائيل"، وتتخذ من مستوطنة "بتاح تكفا" مثالاً.
وعلى ذلك تقول كتب التعليم "الإسرائيلية":
إن اليهود حين شرعوا في بناء هذه المستوطنة كان بقربها قرية يقطنها العرب،
وجوههم صفراء والذباب على وجوههم ولا يحاولون طرده، وكثير من العرب كانوا
عمياناً يمشون وهم يمسكون أيدي بعضهم البعض، أما الأطفال فكانوا حفاة،
بطونهم منفوخة من الأمراض وآثار لسعات حشرات الصحراء بادية على مناطق عديدة
من أجسادهم شبه العارية.
عسكرة التعليم الإسرائيلي
إن أهم
ما يميز التربية والتعليم في دولة الاحتلال الإسرائيلي هو "عسكرتها" لدرجة
تجعل الطالب خصوصا في المراحل الإعدادية والثانوية جنديا، وبهذا تتكامل
المناهج مع التربية لتؤدي دورا واحدا هو "خلق جيل متطرف معبأ بكافة
المبررات ليسلب ويغتصب حق الآخرين".
ولا يخفى
مدى ارتباط المدارس الإسرائيلية بالجيش، بل إن الأمر يفوقه إلى حد تسلم
ضباط متقاعدين من الجيش وجهاز المخابرات (الشاباك) وظائف إدارية في المدارس
والعمل كمربين لطلابهم، وما زالت أيديهم ملطخة بدماء الفلسطينيين وخصوصا
طلاب المدارس منهم؛ حيث تمول وزارة المعارف مشروع "تسافا" الذي يؤهل ضباطا
متقاعدين من الجيش وجهاز المخابرات (الشاباك) للعمل كمربين.
وقد
التحق المئات من الضباط يحملون الشهادات الجامعية الأولى ليندمجوا في
السنوات الأربع عشرة الأخيرة في مدارس مختلفة في جميع أنحاء "إسرائيل"
بعضهم درس لمدة سنة واحدة فقط للحصول على رخصة التدريس وزاروا المدارس
يومين فقط وعينوا فورا في وظائف إدارية، البعض منهم عينوا معلمين وآخرون
درسوا سنة إضافية وعينوا في وظائف تربوية، ومنم أيضا من تولى وظائف كبيرة
في جهاز التربية دون أي أعداد