حول فكر المؤامرة .. والثقافة العربية
دكتور مهندس / محمد الحسيني إسماعيل
أولا : حول فكر المؤامرة ..
عقب قيام الدكتور طارق السويدان بإذاعة
حلقة كاملة في قناة الرسالة الفضائية ( في برنامجه : الوسطية / في يونيو
2007 ) ناقش فيها مع ضيوفه ومشاهديه فكر المؤامرة .. تعجبت أشد العجب لأن
يقصر المناقشة على عرض المنظور الإسلامي ـ فقط ـ لفكر المؤامرة .. دون
التعرض ـ على الإطلاق ـ لموقف العالمين المسيحي واليهودي من العالم
الإسلامي من هذا الفكر .. وما يجري ـ في الوقت الحاضر ـ من إبادة علنية
مخططة ومنظمة للعالم الإسلامي المغيب ـ عقليا ـ بفعل الإعلام العربي ..!!!
كما لم يحرص الدكتور ـ طارق ـ على أن يكون من ضمن ضيوفه متخصص واحد في
الديانتين اليهودية والمسيحية .. ليفضح تآمر المسيحية واليهودية على إبادة
شعوب العالم الإسلامي ومحو الإسلام من الوجود ..!!! وبذلك اقتصرت المناقشات
على عرض وجهة نظر ضيوفه ومشاهديه لمفهوم المؤامرة .. هذا إن وجدت ..!!! ثم ينتهي الدكتور وضيوفه ـ بكل أسف ـ إلى
التعميم ( الكارثي ) الذي يقول بأن فكر المؤامرة منظور نسبي .. يتوقف على
رؤية الفرد المسلم .. لأنه فكر غير مؤكد ..!!! ونحن المسلمين نروج لهذا
الفكر ـ فكر المؤامرة ـ نظرا لجهلنا الشديد ( وليس لعمالة الإعلام والأنظمة
الحاكمة ـ الخائنة ـ للعالمين اليهودي والمسيحي معا ) .. ولهذا يجوز
الخلاف في هذا الفكر ..!!! وبهذا المعنى يكون الدكتور ـ طارق السويدان ـ قد
شهد لصالح المسيحية واليهودية وبحسن نواياهما تجاه العالم الإسلامي .. وأن
العيب ـ كل العيب ـ منحصر في رؤيتنا المغلوطة لهما ..!!! وإزاء هذا الموقف ـ الكارثي ـ كان عليّ أن
أنبه الدكتور إلى هذا الخطأ الفادح الذي يكلف الأمة الإسلامية حياتها
بالكامل ..!!! لهذا قمت بإرسال الرسالة التالية له .. ************
بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل الدكتور طارق سويدان .. السلام .عليك ورحمة الله وبركاته .. لقد تابعت برنامجك الأخير عن " المؤامرة "
.. وتعجبت لأنك أنت وضيوفك أغفلتم تماما فكر الآخر المسيحي وعلاقته
بالعالم الإسلامي . الأخ الفاضل لن أدخل معك في تفاصيل كثيرة .. ولكني
أحيلك إلى موقعي : www.truth-4u.com حيث تجد من الكتب والمقالات ما يكفي لأن يؤكد وجود المؤامرة على العالم الإسلامي .. ويكفيك أن تقرأ بحثي الذي يأتي تحت عنوان : إبادة شعوب العالم الإسلامي ومحو الإسلام من الوجود
الشعيرة الأساسية في الديانتين المسيحية واليهودية
حتى تتأكد من وجود المؤامرة . كما أعرفك ـ أخي ـ بأنني قمت كذلك بنشر كتاب كامل بعنوان : " المؤامرة / معركة الأرماجدون وصراع الحضارات "
أبيّن فيه بالتفصيل أصل هذا الفكر ( أي
فكر المؤامرة ) وامتداد جذوره بشكل مباشر وصريح إلى نصوص الكتاب المقدس ..
وإلى الاعتقاد الديني للعالمين اليهودي والمسيحي في هذا الفكر ..!!! بل حتى
مصيرهم الأخروي ( هذا إن وجد ) ، وسعادتهم الأبدية المنشودة ، مرتبطة بشكل
مباشر بفكر إبادة شعوب العالم الإسلامي ومحو الإسلام من الوجود .. وهو ما
يعني قيامهم بالتخطيط المباشر ـ على مستوى النخب الحاكمة في العالم المسيحي
أجمع وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية ـ لتنفيذ هذا الفكر ..!!! الأخ الفاضل .. لا تتعجب .. إذا قلت لك أنك إذا عتمت إعلاميا على وجود هذا الفكر .. فأنت تصبح جزء من المؤامرة ..!!! وبديهي لا أتوقع منك الرد ( وسوف تعرف
السبب عند إلمامك ببعض كتاباتي ) .. كما لا أتوقع منك دعوتي للمشاركة لعرض
ومناقشة هذا الفكر .. لأن هذا الفكر معتم عليه إعلاميا ـ بكل أسف ـ حتى
الوقت الحاضر ..!!! الأخ الفاضل .. أرجو ملاحظة أن جميع ما أطرحه من قضايا .. هي قضايا محسومة الصدق ببراهين علمية قاطعة .. وتقبل تحياتي .. دكتور مهندس / محمد الحسيني إسماعيل ************
وعلى الرغم من الصراحة في الخطاب .. ووجود
بعض الحسم فيه .. إلا أن الدكتور طارق .. قام ـ مشكورا ـ بالرد عليه في 25
يوليو 2007 .. وجاء الرد على النحو التالي .. ************
السلام عليكم ورحمة الله الاخ الفاضل/ د.م. محمد الحسيني حفظه الله اشكر لك رسالتك واعتذر عن التأخر في الرد نظرا لانشغالي الشديد وسفري المتواصل زادك الله علما وحرصا ، والمسألة اجتهادية وتحليلية يجوز فيها الاختلاف الذي لا يفسد للود قضية وفقك الله تعالى وسدد خطاك الدكتورطارق السويدان ************
ومن هذا الرد يستطيع القاريء التأكد من
النتيجة التي انتهى إليها الدكتور طارق السويدان في حلقته المذاعة في قناة
الرسالة الفضائية عن قضية المؤامرة .. وبأنها قضية اجتهادية غير محسومة
ويجوز الخلاف فيها ..!!! لهذا كان عليّ لزاما أن أبعث إليه برسالة
ثانية أكثر وضوحا من سابقتها .. على أن أرفق معها بعض الدراسات الحاكمة
التي تؤكد وجود المؤامرة .. وحتى لا يتحجج ـ الدكتور ـ بضيق الوقت في البحث
عن هذه الدراسات على موقعي .. وبالتالي لم يقرأها ..!!! وجاءت الرسالة على
النحو التالي .. ************
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. الأخ الفاضل الدكتور طارق السويدان .. بديهي أنت خير من يعلم أنه لا اجتهاد مع وجود نص ..
أي لا اجتهاد في المسائل القطعية .. فالمؤامرة حقيقة مؤكدة .. وربما تنقصك
البراهين القطعية التي تؤكد وجودها ؛ على الرغم من وضوح الأحداث التي تترى
من حولنا والتي تؤكد وجودها ..!!! وحتى لا تتدعي بعدم الدراية أو المعرفة
.. أرفق لك مع هذا الخطاب أحد دراساتي الهامة التي تؤكد وجود المؤامرة بما
لا يدع مجالا لأي شك .. والتي تأتي تحت عنوان : إبادة شعوب العالم الإسلامي ومحو الإسلام من الوجود
الشعيرة الأساسية في الديانتين المسيحية واليهودية
وهي دراسة موجودة على الموقع .. وهي
منتشرة ـ كذلك ـ بشكل واسع على شبكة الإنترنت في صورة كتاب إلكتروني ..
وتستطيع قراءتها في كثير من المواقع الإسلامية . الأخ الفاضل .. أعذرني أن أقول لك : أنه
لم يكن متوقعا منك أكثر من هذا ـ في مناقشتك لفكر المؤامرة في برنامجك "
الوسطية " ـ حيث أنك تعمل تحت إمرة الأمير الوليد بن طلال ( صاحب قناة
الرسالة الفضائية ) .. وبديهي سوف يكون تحركك الفكري وتوجهاتك في إطار
الأفكار العامة للوليد بن طلال نفسه وتوجهاته ..!!! الأخ الفاضل .. إن
الأمانة العلمية .. وكذا مسئوليتك أمام الله ـ سبحانه وتعالى ـ تحتم عليك
تسجيل حلقة أخرى عن المؤامرة لشرح النصوص القطعية كما وردت في الكتاب
المقدس .. والتي تقضي بمحو الإسلام من الوجود ، وإبادة شعوب العالم
الإسلامي .. وهي الشعوب التي يطلق عليها ـ الكتاب المقدس ـ لفظ : شعوب
الهلاك ..!!! الأخ الفاضل .. أذكرك بأن الوعظ ـ وأنت في
مثل هذا المنصب المسئول ـ لا يكفي في هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها
العالم الإسلامي ... ويكفيك أن تعلم أن الخطاب الأمريكي الموجه للعالم
الإسلامي يضع المتصوفة ( أي الإسلام الانعزالي .. والوعظ ) .. في نفس سلة
العلمانيين .. أي أن الوعظ في صالح الفكر الأمريكي .. وليس له تأثير مقاوم
يذكر ـ للفكر الأمريكي ـ والذي يسعى لاختراق الفكر الإسلامي تمهيدا لمحوه
من الوجود ..!!! كما لك أن تعلم .. أن هناك فارق أضخم من أن يحسب بين "
الوعظ " و " الدعوة " ..!!! وبكل أسف فمعظم مشايخنا ـ إن لم يكن كلهم ـ
يطلق عليهم زيفا اسم : " الدعاة " .. بينما في حقيقة الأمر .. هم : " مجرد
وعّاظ " ..!!! · قضية معاداة الإسلام والمسلمين .. الأخ الفاضل .. انتقل بك على نقطة أخرى ..
تعتبر امتدادا للفكر السابق لفضح فكر " المؤامرة " أمام شعوب العالم قاطبة
.. وهي النقطة الخاصة برفع دعوى قضائية ـ أمام المحكمة الجنائية الدولية ـ
تحت اسم : " قضية معاداة الإسلام والمسلمين " ..!!! الأخ الفاضل .. لماذا لا تعرض على صاحبك ـ
الوليد بن طلال ـ فكرة تمويل " قضية معاداة الإسلام والمسلمين " ؛ والتي
أتبناها على غرار " قضية معاداة السامية " . وذكّرصاحبك
ـ قبل عرض الفكرة عليه ـ أنه لن يبعث أميرا .. كما وإنك لن تبعث مديرا
..!!! وبديهي ؛ أنت تعلم أن البعث والجزاء ليس مزحة ..!!! ذكره بأنه لم ينفق دولارا واحدا في سبيل تحقيق قوله تعالى : [ وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ
وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا
تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ
لاَ تُظْلَمُونَ ] ( الأنفال : 60 ) . ولا تغرنك نفسك عن نفسك في أن تعتقد أنت
وصاحبك أنكما تجاهدان في سبيل الله .. فالجهاد في سبيل الله له مدارجه
ومسالكه .. وبديهي أنت أول من يعلم هذه المدارج والمسالك ..!!! فلم ينفق
صاحبك دولارا واحدا في سبيل قوله تعالى .. " تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ .. " . ويمكن للقاريء المهتم الرجوع إلى موقع الأمير نفسه على شبكة الإنترنت .. أو إلى المرجع التالي : " السقوط الأخير / تاريخ الصراع على السلطة منذ ظهور الإسلام وحتى الوقت الحاضر " لرؤية حجم استثمارات الأمير الوليد بن
طلال لرفعة شأن الغرب وليس لرفعة شأن العالم الإسلامي .. ومواجهة الغرب
..!!! وفي السياق نفسه .. أذكر القاريء بأن قنوات روتانا الفضائية .. التي
تبث الأفلام والغناء ـ ليل نهار ـ هي ملك الأمير الوليد بن طلال .. وهي
القنوات التي تقدم المادة الكافية لإلهاء العالم الإسلامي عن التفكير في
وجوده وسوء مصيره .. بتغييب فكر الجهاد في سبيل الله ..!!! وأرجو أن يتنبه
القاريء لاسم " قنوات روتانا الفضائية " المشتق من اسم : " أندية الروتاري "
التي تعمل في صالح الصهيونية العالمية .. تمام مثل منظمات الماسونية (
اليهودية ) ..!!! الأخ الفاضل ؛ لعل " قضية معاداة الإسلام
والمسلمين " .. تكون في ميزان حسنات صاحبك يوم القيامة .. وفي ميزان حسناتك
أيضا .. ولهذا أرفق لك هذه الدراسة ( لرؤية القضية متكاملة ) والتي تأتي
تحت عنوان : كيف نواجه إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية
لحل مشكلة الشرق الأوسط .. وحل مشكلة السلام على الأرض ..؟!!!
( وهي من منشورات الموقع أيضا ) الأخ الفاضل .. تستطيع رؤية كتاباتي .. وأهدافي التي أسعى إلى تحقيقها عند دخولك موقعي على شبكة الإنترنت : www.truth-4u.com وعموما أرفق لك ملخص لهذه الأهداف ..
كمقالة ثالثة .. لأوفر لك وقت الدخول على الموقع .. وحتى لا تتذرع بعدم
العلم .. وتأتي تحت عنوان .. من أهداف الكاتب
( سيأتي جانب كبير من هذه الأهداف .. في السياق التالي لهذه المقالة ) . الأخ الفاضل .. لابد لك أن تعلم بأنني لست
من السذاجة بأن أتوقع أن تدعوني إلى إحدى حلقاتك .. كما لا أتوقع أن أقبل
الدعوة .. فبعد كتابي الأخير .. " السقوط الأخير / تاريخ الصراع على السلطة منذ ظهور الإسلام وحتى الوقت الحاضر " ازدادت ـ بكل أسف ـ كراهية معظم الأنظمة العربية لي .. إلى حد التهديد المباشر للناشر ( مكتبة وهبة ) ..!!! وأتمنى أن تقرأ هذا الكتاب ..!!!
ولكن هذا لا يعطيك المبرر ـ أنت وصاحبك الوليد بن طلال ـ لرفض تمويل "
قضية معاداة الإسلام والمسلمين " .. لأن هذا مرتبط بعلاقتكم بالله ( عز وجل
) .. وليس بعلاقتكم بي ..!!! · مواجهة الفكر الغربي .. وتبقى كلمة أخيرة ـ أخي الفاضل الدكتور سويدان ـ أذكرها لك .. لقد طالبني كثير من
القراء بما فيهم ـ وزير الصحة المصري الأسبق الدكتور محمود محفوظ ـ بضرورة
ترجمة كتاباتي .. لأنها تكاد تكون الوحيدة القادرة على مواجة الغرب .. وهي
التي سوف تأخذ بيد البشرية نحو السلام الدائم على الأرض .. فهل يمكنكم
المساهمة في هذا العمل أيضا ..؟!!! وبديهي تستطيع التأكد من هذا المعنى
بنفسك .. أو من خلال لجانك المتخصصة .. فالكتب مطروحة في السوق المصري
وتستطيع الحصول عليها بسهولة ..!!! الأخ الفاضل ؛ هل أتوقع أن تقوم بالرد على
هذه الرسالة ..؟!!! في الواقع ؛ أنا لا أتوقع أن تقوم بالرد عليها ..
لخبرتي الطويلة وفقدان الثقة في أثرياء المسلمين .. وأرجو أن أكون مخطئا
هذه المرة ..!!! وعموما .. إذا قمت بالرد على هذه الرسالة فشكرا ؛ وإذا لم
ترد عليها فإني أشهد الله ـ سبحانه وتعالى ـ بأني قد بلغت .. اللهم فاشهد .. واكتبنا مع الشهداء .. وأخيرا .. تقبل تحياتي .. دكتورنا الفاضل .. دكتور مهندس / محمد الحسيني إسماعيل البريد الإلكتروني للكاتب mohammad692@hotmail.comموقع الكاتب على شبكة الإنترنت www.truth-4u.com ثانيا : حول فكر الثقافة العربية ..
يقوم الدكتور طارق السويدان ـ في الوقت
الحاضر ـ على موقعه الشخصي : بإعداد كتاب عن " الثقافة العربية " .. ويطلب
فيه مشاركة كل من يستطيع ويملك القدرة عليها . واستجابه لهذه الدعوة ؛ أتمنى للدكتور
النجاح في بناء كتاب عن الثقافة العربية التي يمكن أن تخرجنا وتخرج العالم ـ
المغيب عقليا هو الآخر ـ معنا من الأزمة الفكرية التي نعاني منها جميعا
..!!! كما أتمنى ألا يتوه الدكتور ومن معه .. ويقوموا ببناء كتاب لفظي لا
ينتهي منه الكاتب والقاريء معا .. إلى شيء له قيمته .. سوى إضافة كتاب آخر
على رف المكتبة العربية التي تموج بالسفسطة الكلامية وبما لا يفيد ..!!! وللمشاركة في هذه الدعوة ؛ أبدأ بالقول
بأنه لا يوجد تعريف محدد للثقافة على نحو عام .. وتنتهي معظم هذه التعاريف
إلى أن الثقافة تدل على قدرة العلم على ضبط وفهم وتقويم فكر وسلوك الإنسان . كما يمكننا القيام بتعريف ـ ساذج ـ للثقافة بأنها : " المعرفة التراكمية التي انتهى إليها الإنسان من خلال حضاراته على طول التاريخ الإنساني وحتى لحظة كتابة هذا التعريف " . ولا يمكننا ـ هنا ـ الفصل بين حضارة وأخرى
.. فالبشرية في مجملها اشتركت ـ على مر التاريخ الإنساني ـ بل وما زالت
تشترك بشكل ما أو بآخر .. في تشكيل الفكر الإنساني ( أي الثقافة الإنسانية
).. حتى لحظة التعريف . ويشترك معنا الغرب ـ في هذا التعريف الساذج للثقافة ( Culture ) ـ فيعرفها "تايلور" بأنها : " ذلك الكل المركب
الجامع الذي يشمل المعرفة والعقائد والفن والأخلاق والقانون والعرف وكل
القدرات والعادات الأخرى التي يكتسبها الإنسان من حيث هو عضو في مجتمع". وعندما أقول بالتعريف الساذج للثقافة .. فهذا يعني وجود تعريف حقيقي لها .. حيث يمكننا صياغته على النحو التالي : " الثقافة : هي كل
ما أوحاه ـ الخالق المطلق سبحانه وتعالى ـ من علم لأنبيائه ورسله .. وكل ما
ألهمه ـ من علم أيضا ـ للإنسان منذ بداية خلقه .. وحتى لحظة التعريف " . ويكفي ذكر قوله تعالى : ) عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5) (
( القرآن المجيد : العلق {96} : 5 )وقوله تعالى .. )وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُم بِمَا تَعْلَمُونَ (132) (
( القرآن المجيد : الشعراء {26} : 132 ) حتى نعلم أن مصدر علم الإنسان هو الله ـ
سبحانه وتعالى ـ إما بالوحي أو بالإلهام . ( ملحوظة : اكتفي بهذا القدر
المحدود جدا بما ورد عن العلم في القرآن المجيد .. حيث ورد ذكر لفظ " علم "
ومشتقاته 582 مرة في القرآن المجيد . ويمكن للقاريء المهتم الرجوع إلى
كتابات الكاتب السابقة ، وأخص بالذكر : كتاب " الدين والعلم وقصور الفكر
البشري " / وكذا مقالة الكاتب : حول فضل العلم والعلماء بين الإسلام
والمسيحية واليهودية ) . ونعود مرة أخرى إلى التعريف الساذج
للثقافة لنرى كيف نروض هذا التعريف لكي نخرج منه بنتائج تنعكس إيجابيا على
وجودنا وتحل مشكلة وجود البشرية ومصيرها . فكما رأينا فإن التعريف الساذج
للثقافة يقر بعلم ما هو موجود فحسب .. وليس لهذا العلم أي غايات نهائية
محددة أو غير محددة .. أي مجرد العلم فحسب ..!!! وللخروج من محلية المعرفة الحادثة ـ في
تحديد معنى الثقافة ـ إلى أهداف المعرفة .. يمكننا عرض تعريف آخر للثقافة
من منظور النبوءة .. والأهداف النهائية لها .. ويأتي هذا التعريف على النحو
التالي : " الثقافة : هي
منتهى العلم ـ الراسخ ـ الذي يقود البشرية نحو معرفة المعنى من وجودها
والغايات من خلقها " أو .. هي منتهى " العلم ـ الراسخ ـ الذي يقود الإنسان
نحو معرفة المعنى من وجوده والغايات من خلقه " ومن هذا المنظور .. نجد أن " الثقافة "
لها غاية نهائية تؤدي إليها .. بل ويجب أن تتحرك في إطار تقديم الخلاص
النهائي ـ الحق ـ للبشرية . أو بمعنى آخر : يجب أن تقود " الثقافة " ..
البشرية نحو السعادة الأبدية المنشودة . وعلى غرار صياغة النظرية العلمية
.. في صورتها النهائية بعد معاناة الوصول إليها من خلال الملاحظة ونتائج
التجارب الدالة .. سوف أقوم بعرض الغايات النهائية من الثقافة العالمية ،
والعربية على وجه الخصوص . ولكن قبل تقديم هذا العرض .. أعرض النص القرآني
الذي يقودنا إلى هذه المعاني من خلال قوله تعالى .. ) يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ (6) (
( القرآن المجيد : الإنشقاق {84} : 6 ) [ التفسير / الكدح : يشمل أيضا الملاحظة
ونتائج التجارب الدالة / فملاقيه : تشمل أيضا بلوغ البشرية حقبة نهاية
التاريخ .. أو بعد موت الإنسان والمواجهة مع الحق المطلق .. بعد أن تتكشف
للإنسان الحقائق ] وتبلغ الثقافة أوجها .. وبلوغ حقبة نهاية التاريخ .. من منظور مباشر في قوله تعالى .. )وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (40) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الْأَوْفَى (41) وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى (42) (( القرآن المجيد : النجم {53} : 39 - 42 ) [ التفسير / السعي : يشمل أيضا الملاحظة
ونتائج التجارب الدالة / المنتهى : نهاية التاريخ بمعناه الشامل أي بمعنى
نهاية حياة الإنسان وبمعنى الوصول إلى حقبة نهاية التاريخ البشري .. أي
الوصول إلى الحالة الانتظامية (steady state) ] ومن هذه الآيات الكريمة .. يمكننا أن
نرى أن حقبة نهاية التاريخ سوف تبلغها البشرية : (1) عندما تجتمع على معرفة
الإله الحق ( الله سبحانه وتعالى ) . (2) وعندما تجتمع على الدين الواحد
الحق ( الدين الإسلامي ) . ويتم ذلك ـ بغض النظر عن الاعتقاد ـ ببراهين
علمية راسخة كما تأتي في النظريات العلمية الكبرى .. والتي تؤيدها التجربة
الكونية الدالة .. والتجربة المعملية الحسية التي تؤكد صدق هذه المعرفة ..
وصحة هذا الاعتقاد . ومن هذا المنظور ( منظور الغايات
النهائية من الثقافة ) ، وأرجو أن يكون التناظر واضحا بالنسبة للقاريء ،
نستطيع أن نقدم الأهداف النهائية للثقافة البشرية ـ باختصار شديد ـ في
البنود التالية : (1) الأخذ بيد البشرية نحو معرفة معنى
الدين الحق ، ومعنى دور الدين في حياة الإنسان ، وكذا معرفة الوجود والمصير
والغايات من الخلق ، وأن على الإنسان تحقيق هذه الغايات حتى ينال السعادة
الأبدية المنشودة . وكذا تقديم الدور الرائد للدين الإسلامي في إرساء قواعد
السلام العالمي ، والذي بدونه لن يتحقق السلام على هذا الكوكب .. كوكب
الأرض (2) البرهنة المطلقة ـ وبما لا يدع مجالا
لأي شك ـ على صحة وصدق الدين الإسلامي ، وهو الدين الحق المطلق الوحيد الذي
نقل " القضية الدينية " من حيز الوهم والاعتقاد ـ بدون برهان ـ إلى حيز "
القضايا العلمية " ذات البراهين العلمية الراسخة . (3) عرض كل من " نظرية الاحتواء " و "
نظرية الإحلال " ، وهما النظريتان اللتان تشرحان أسباب اعتقاد البشرية في
الديانات الخرافية والوثنية بدون إعمال العقل ، وإلغاء المنطق العلمي ،
فيما تعتقد . وتعتبر هاتـان النظريتـان المدخل الأساسي لمنهاج " التحول في
النموذج الديني " . (4) البرهنة المطلقة ـ وبما لا يدع مجالا
لأي شك ـ على وثنية وخرافة الديانة اليهودية ، وأنها ليست ديانة سماوية ،
كما وأنها ديانة بلا خلاص على عكس ما يَدّعون ، ويعتمد الإيمان بها
واستمرار الاعتقاد فيها ـ بعد الأخذ في الاعتبار الفطرة البشرية ـ على
البنود التالية : · تضليل رجال الدين وكهنته للأتباع . فالدين لدى رجاله وكهنته : سيطرة ، وجاه ، وكسب مادي ، وتحقيق ذات ..!!!· ممارسة أساليب " غسيل المخ الجماعية " لزرع الوثن في فكر الأتباع منذ الطفولة .· إرهاب الأتباع من الإسلام ، ورفض الحوار المطلق معه خشية الفتنة ـ نظرا لهشاشة عقيدتهم .· تغييب العقل والمنطق العلمي عند الحكم على قضاياهم الدينية .· فرض حصار
فكري صارم على الأتباع ، وتقييد حرية الفرد منذ طفولته ـ إلى أقصى حد ـ في
فهم شروحات قضايا الدين ـ حتى وإن بدت في غاية من الوضوح ـ إلا من خلال
رجال الدين وكهنته ـ تحت زعم أن هذه القضايا غيبية لا يقوى على فهمها إلا
المتخصصون منهم . وبهذا المعنى يصبح الفرد أسير لوعيه الديني المرسوم له
بشكل شديد الوضوح ..!!! (5) بنصوص وتوثيق كتبهم المقدسة .. عرض
المصير المحتوم ( أو المشئوم ) للأمة اليهودية ، وأن الأمة الإسلامية هي
شعب الله المختار ، وليست الأمة اليهودية .. (6) بنصوص وتوثيق كتبهم المقدسة .. إسقاط
الحق التاريخي لبني إسرائيل في المنطقة العربية ، وكذا إسقاط حقهم المزعوم
في إقامة دولتهم .. دولة إسرائيل المزعومة . وهذا التوثيق يقود مباشرة إلى
فكر : " التحول في النموذج الإسرائيلي " . (7) البرهنة المطلقة ـ وبما لا يدع مجالا
لأي شك ـ على وثنية وخرافة الديانة المسيحية ، وأنها ليست ديانة سماوية .
ويعتمد الإيمان بها واستمرار الاعتقاد فيها ـ بعد الأخذ في الاعتبار الفطرة
البشرية ـ على نفس البنود السابق ذكرها في بند رقم 4 السابق . ( البرهنة المطلقة ـ وبما لا يدع مجالا
لأي شك ـ على وثنية وخرافة ديانات العالم ، وأنها ليست ديانات سماوية ،
وتقديم الدراسات الدالة على ذلك . (9) العمل على إدخال دراسة مادة " الدين "
على طول المراحل التعليمية ( حتى نهاية المرحلة الجامعية ) والهدف من هذا
هو معرفة معنى وجود الإنسان ومصيره والغايات من خلقه ، كما وأن خلاصه
وسعادته الأبدية المنشودة متوقفة على تحقيقه لهذه الغايات . فمن غير
المنطقي أن يكون لصاحب الوجود ـ الله سبحانه وتعالى ـ غايات من وجودنا ،
ويتمحور خلاصنا حول تحقيق هذه الغايات ، ونغادر الحياة دون معرفة لها ،
ودون تحقيق لها ..!!! (10) فضح حقيقة " المؤامرة " التي يحيكها كل من العالمين اليهودي والمسيحي معا لتدمير الأمة الإسلامية ومحو الإسلام من الوجود . (11) فضح حقيقة " الإرهاب " وأن مصدره
الحقيقي ومحركه الأول هو : العالمان المسيحي واليهودي معا ، بعد أن فقدوا
المرجعية الأخلاقية المطلقة كناتج طبيعي من دياناتهم الخرافية والوثنية . (12) فضح حقيقة " حوار الحضارات " أو "
حوار الأديان " ، وبيان أنه نوع من التضليل الإعـلامي لتثبيط وشغل العالم
الإسلامي بما لا يفيد ، حتى يمكنهم الإجهاز عليه . (13) فضح شركات السلاح الغربية ، وبيان أن
جميع الأسلحة التي يتم توريدها للعالم الإسلامي هي أسلحة فاسدة وتحت
السيطرة الغربية المباشرة . ولا تعمل هذه الأسلحة إلا في الأغراض الذي
يريدها العالمين المسيحي واليهودي فقط ، وفي إطـار تدمير العالم الإسلامي ـ
بعضه لبعض ـ ونهب ثرواتـه وثروات العالم الثالث . (14) الاحتفاظ بحق
العالم الإسلامي في رفع قضية " معاداة الإسلام والمسلمين " أمام المحافل
الدولية ( على سبيل المثال : المحكمة الجنائية الدولية ) ، مع احتفاظ
العالم الإسلامي بجميع حقوقه المشروعة التي تخوله حق الدفاع عن نفسه ،
وتنمية قدراته العلمية وتقدمه التكنولوجي ، وجمع العالم الإسلامي حول هذا
الهدف القومي . (15) فضح الأنظمة الحاكمة والتي تعمل ـ في
حقيقة الأمر / بعلم منها أو بدون علم ـ لصالح الصهيونية العالمية ، ونهب
ثروات شعوبها ، لصالح متاع دنيوي زائل . (16) فضح الإعلام العربي ، الذي لم يعد لديه إلا : " التضليل .. والراقصة والطبال " ، وإشغال الرأي العام العربي بحوار مع الذات ، وبحوار من أجل الحوار ، مع تغيب الهدف القومي الذي يمكن أن تجتمع عليه الأمة الإسلامية .
فالمعروف في الوقت الحاضر ؛ أن السفراء الأمريكيين في العواصم العربية ـ
بكل أسف ـ باتوا الرقباء الحقيقيين على الصحف ووسائل الإعلام ، بعد أن
نجحوا في مراقبة المساجد ، ومنع خطباء صلاة الجمعة من الحديث عن الجهاد في
فلسطين والعراق وأفغانستان . ويشمل هذا البند ـ أيضا ـ
مواجهة " غسيل المخ الإعلامي " .. الذي يمارسه الإعلام الحالي على جموع
الشعوب بهدف " صناعة القبول " .. أو " هندسة الموافقة " .. لـ " خدمة مصالح
الأسياد الكبار " ..!!! (17) عرض التاريخ الإسلامي منذ ظهور
الإسلام وحتى الوقت الحاضر ، وبيان أن كارثة العالم الإسلامي وحيوده عن
الدور المقدر له تمحورت حول صراع أفراده على الاستيلاء على السلطة .. والتي
بدأت مبكرا .. اعتبارا من أواخر فترة الخلافة الراشدة . (18) بيان أن نظام الحكم في الإسلام في
جوهره ، باستخدام المصطلحات الحديثة ، هو " النظام الديموقراطي الليبرالي "
بأوسع معانيه ، وأرقى القيم . (19) كتاب الإسلام العظيم " القرآن المجيد
" هو " كتاب الحكمة البالغة " الذي تبحث عنه البشرية الضالة بدون أن تدري ،
والذي سوف يقود الإنسانية نحو السلام الأرضي الدائم ، كما يحوي ـ هذا
الكتاب العظيم ـ كل ما تبغيه الإنسانية من إجابات خاصة بوجودها ، ومصيرها ،
وخلاصها ، والغايات من خلقها ، وأن عليها تحقيق هذه الغايـات حتى تنال
الخلاص المأمول .. والسعادة الأبدية المنشودة . (20) عرض الفلسفات كاملة ، منذ بدء
الحضارة الإنسانية وحتى الفلسفات المعاصرة ، وبيان فشلها في تقديم أي نظام
فكري أو اجتماعي أو فلسفي بديل عن الدين والتدين . كما فشلت الفلسفة أيضا
في حل لغز وجود الإنسان ، ومصيره ، والغايات من خلقه . (21) عرض العلم بالكامل وسقف المعرفة
البشرية واحتواء النص القرآني له ، مع تقديم الآفاق الجديدة للبشرية ، وهي
الآفاق الخاصة بالنموذج القرآني الخاص بكوننا والأكوان المتطابقة ، والتي
سوف يتنقل بينها الإنسان من خلال سيناريو الوجـود المقدر والمرسوم له من
قبل الخـالق العظيم سبحانه وتعالى . ما تم إنجازه .. حتى الوقت الحاضر .. في مجال الثقافة .. في الواقع لقد تم إنجاز معظم ما جاء في البنود السابقة .. ( باستثناء جزء أخير من سقف المعرفة البشرية .. أتمنى أن أكمله في كتاب : " التحول في النموذج الدين / القرآن المجيد : العهد الحديث " . هذا وقد تم نشر معظم هذا الإنجاز في كتب الكاتب التالية : 1. " الحقيقة المطلقة : الله والدين والإنسان " . ـ سيصدر في جزئين اعتبارا من الطبعة الثانية ـ الجزء الأول : الدين وظاهرة التعدد . عدد الصفحات : 286 ( تاريخ إصدار الطبعة الأولى 1996 ) . 2. " الحقيقة المطلقة : الله والدين والإنسان " .ـ سيصدر في جزئين اعتبارا من الطبعة الثانية ـ الجزء الثاني : الديانتان اليهودية والمسيحية .. وموقف الفلسفة منذ نشأتها ـ من الدين ـ وحتى الوقت الحاضر . عدد الصفحات : 392 ( تاريخ إصدار الطبعة الأولى 1996 ) . 3. " الدين والعلم وقصور الفكر البشرى " . ـ سيصدر في جزئين اعتبارا من الطبعة الثانية ـ الجزء الأول : البحث عن الله .. ونهاية التاريخ . عدد الصفحات : 292 ( تاريخ إصدار الطبعة الأولى 1999 ) . 4. " الدين والعلم وقصور الفكر البشرى" . ـ سيصدر في جزئين اعتبارا من الطبعة الثانية ـ الجزء الثاني : أديان العالم .. وبرهان الوجود . عدد الصفحات : 312 ( تاريخ إصدار الطبعة الأولى 1999 ) . 5. " البعد الديني في الصراع العربي الإسرائيلي " عدد الصفحات 339 ( تاريخ إصدار الطبعة الأولى : 2000 ) . 6. " بنو إسرائيل .. من التاريخ القديم وحتى الوقت الحاضر " ؛ عدد الصفحات : 372 ( تاريخ إصدار الطبعة الثانية : 2007 ) 7. " الإنسان والدين .. ولهذا هم يرفضون الحوار " عدد الصفحات : 188 ( تاريخ إصدار الطبعة الأولى : 2004 ) 8. " المؤامرة : معركة الأرماجدون .. وصراع الحضارات " ؛ عدد الصفحات : 160 ( تاريخ إصدار الطبعة الأولى : 2004 ) 9. " الحوار الخفي : الدين الإسلامي .. في كليات اللاهوت " ؛ عدد الصفحات : 186 ( تاريخ إصدار الطبعة الأولى : 2004 ) . 10. " الإسلام والغرب : المواجهة والحل " ؛ عدد الصفحات : 186 ( تاريخ إصدار الطبعة الأولى : 2004 ) 11. " السقوط الأخير : تاريخ الصراع على السلطة منذ ظهور الإسلام .. وحتى الوقت الحاضر " ؛ عدد الصفحات : 348 ( تاريخ إصدار الطبعة الأولى : 2006 ) . وتطلب جميعها من : مكتبة وهبة / القاهرة – عابدين . هذا عدا الكتب التالية التي ما زالت تحت التجهيز : 1. " التحول في النموذج الدين / القرآن المجيد : العهد الحديث " 2. " في غياب المطلق الديني / الدارونية الاجتماعية .. ومجتمع الذئاب البشرية "3. " وماذا بقي للفلسفة ..؟!!! / التنوير والحداثة وما بعد الحداثة .. والغزو الثقافي " . ************
وبعد هذه الرسالة .. هل سيظل الدكتور طارق
السويدان يصدح بالوعظ فقط .. ولا يقدم الحقائق ـ هو وصاحبه ـ لعالمنا
الإسلامي المغيب ..!!! وأنبهه إلى أنه لن يحمل أوزارنا فحسب .. بل سيحمل
أوزار العالم بأكمله لأننا المسئولين عن البلاغ والدعوة لهؤلاء القوم ..!!! وإذا ظللنا على هذا الحال .. ألا نستحق ـ
بعد ذلك ـ أن نكون شعوب الهلاك كما يصفنا بهذا الكتاب المقدس المعتمد لدى
شعوب العالمين اليهودي والمسيحي ..!!! ليتحقق فينا قوله تعالى .. )إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (16) وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ (17) (
( القرآن المجيد : فاطر {5} : 16 - 17 ) وليستبدلنا المولى ـ عز وجل ـ " .. بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ .. " كما يأتي في قوله تعالى .. )يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ
يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى
الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ
اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ
مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54) (( القرآن المجيد : المائدة {5} : 54 ) وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .. وإلى حديث آخر إن شاء الله رب العالمين ..