نادى
المستشار أحمد رفعت على المتهم الأول بصوت قوي: محمد حسني السيد مبارك،
فرد المتهم رئيس مصر المخلوع قائلا: أفندم أنا موجود! ولا شك أن هذه كانت
أول مرة ينطق فيها بكلمة أفندم منذ ثلاثين عاما، وهكذا عاش ملايين المصريين
المتابعين لمحاكمة العصر على شاشات التليفزيون لحظة استثنائية فارقة في
تاريخ مصر الممتد لسبعة آلاف سنة متصلة كان فيها الفرعون يحكم ولا يحاكم،
يأمر فيطاع، يشير فينصاع الجميع. فقد عرفت مصر أنصاف الآلهة من الحكام منذ
تأسيسها، إذ كان الفرعون يتلحف بلحاف السماء لكي يبسط نفوذه كاملا على
الأرض، فمن ذا الذي يستطيع أن يعترض ولو في نفسه على من ينطق بسلطان من
السماء ويحكم باسم الإله الأعظم؟!
استمر
هذا الوضع مع تغيير ألقاب الحكام من فرعون إلى ملك ومن سلطان إلى خديوي
ومن أمير إلى وزير ومن إمبراطور إلى رئيس، ظل كل منهم يحكم بصيغة الفرعون
الخالدة، الذي لا يتخلى عن سلطانه إلا ميتا ميتة ربه أو ميتة أعدائه من
الغزاة أو من عائلته أو حاشيته، ولذلك كان مشهد رئيس مصري حكم لثلاثين عاما
وهو راقد في قفص الاتهام في ثياب السجن البيضاء بدعوى المرض أو التمارض،
يرقد متهما من قبل شعبه، يحاكم تلبية لمطالب شعبه الذي خرج بالملايين إلى
شوارع وميادين مصر مشهدا بالغ الغرابة وإلادهاش لفرط استثنائيته وتفرده في
تاريخ أقدم دولة على الأرض، فلا نكاد نعرف ثورة لم يقم الثوار فيها بسحل أو
ذبح حاكميهم في الشوارع بلا محاكمة ولا مداولة، ولكن ها هم المصريون
يترفعون عن ذلك ويتركون لضميرهم الانساني الجمعي الذي أضاء لهم فجر التاريخ
وأسس به أجدادهم ضمير البشرية وحضارتها الأولي مهمة أن يقودهم بحكمة
وانضباط على طريق محاكمة اخر الفراعنة في أسلوب عصري مذهل سيحسبه لهم
التاريخ بأحرف من ذهب ونور. ومهما كانت نتيجة المحاكمة فلن تقلل من
قدر وهول وتاريخية هذا الحدث الذي وقف فيه الفرعون وراء القضبان في قفص
الاتهام في ثياب المسجونين هو وولداه، وسيسجل التاريخ المصري والعالمي أن
مبارك هو أول حاكم يخلعه شعبه بثورة شعبية واسعة وسلمية ثم يحاكمه على
اتهامات عديدة في محكمة جنائية مدنية أذيعت بعض جلساتها على الملأ لكي
يشاهد الملايين فرعونهم وقد هبط أخيرا إلى منزلة البشر وذاق طعم المذلة إلى
أذاقها دون أي اكتراث للملايين من الفقراء والمطحونين لأكثر من ربع قرن.
فكيف
انتهى الأمر إلى هذه النهاية المأساوية بكل المقاييس؟ كيف تحول مصير ذلك
القائد العسكري المظفر بطل الضربة الجوية الأولى في حرب العبور الباهرة
ليتهاوى فجأة في أيام معدودة مجبرا على ترك كرسيه ثم مساقا على نقالة إسعاف
في ثياب المتهمين كما كان يحمل الأسرى على محفات يطوف بها الجنود ميادين
روما وسط صيحات الجماهير الغاضبة الشامتة، من أمير إلى أسير تغير حال
مبارك، من نصف إله إلى نصف متهم مريض متهالك، من عزيز قوم إلى ذليلهم، من
أقوى حاكم عربي في الشرق إلى مسكين متمسكن يلعب في أنفه من وراء قفصه في
المحكمة فيتناقل الملايين صورته المهينة وتعليقاتهم الساخرة عليها على
الفيس بوك، ذلك الابتكار الشبابي العولمي المدهش الذي انطلقت عبره شرارة
الثورة المصرية الأولي لكي تندلع بعدها في شوارع مصر من أقصاها إلى أدناها؟
كيف سقطت إلى هذا الدرك السفلي يا من كنت عظيم مصر وفرعونها المتوج؟ ماذا فعلت بنفسك وبعرشك وبأي سفاهة أضعتهما؟
كيف
دخلت التاريخ بطلا منتصرا ورئيسا واعدا لكي تخرج منه هكذا مخلوعا ومتهما
مدانا في عيون شعبك الذي دفعه تجبرك عليه وتهافتك على نفسك إلى الهتاف ضدك
في الشوارع؟
دخوله التاريخ
دخل
محمد حسني مبارك التاريخ صدفة عندما وجد نفسه رئيسا لمصر بعد الاغتيال
المفاجئ للسادات، وكان السادات قد أختاره نائبا له على الأرجح لطاعته
ووداعته ولأنه لا يشكل خطرا تنافسيا على السادات وربما لأسباب أخرى شخصيته
بحتة قد تتعلق بأنه – كالسادات- قد تزوج من سيدة مصرية تنحدر من أصول
بريطانية من أحد والديها، ولا يجب أن نقلل من تأثير الزوجات على قرارات
الحكام وعلى مصائرهم في النهاية. وما كان لحسني مبارك أن يدخل تاريخ مصر
لكونه قائدا للطيران في الجيش المصري، فهناك المئات من القادة العسكريين
للجيش المصري على مدى وجوده الحديث ومنهم من شارك في حروب مصر ولكن التاريخ
لا يحتفظ بالضرورة بأسمائهم رغم خدماتهم الوطنية الجليلة، ولكنه كحاكم
لمصر لا شك قد دخل تاريخها وتاريخ المنطقة. فمصر بلد هائل قديما وحديثا ومن
يحكم مصر له شأن عظيم خاصة إن أحسن استغلال موقعه وأدرك قدر مكانته. فكل
من حكم مصر، منذ الملك مينا موحد القطرين حوالي 3200 سنة قبل الميلاد،
ومرورا بفراعنة مصر العظماء من إخناتون ونفرتيتي إلى أحمس ورمسيس ثم من
حكموا مصر من أصول أجنبية مثل كليوباترا وصلاح الدين إلى من أسسوا مصر
الحديثة بدءا من محمد علي ووصولا إلى زعماء مصر بالقرن العشرين سعد زغلول
وجمال عبدالناصر والسادات، كل واحد من هؤلاء دخل التاريخ باعتباره حاكم
مصر، وأن اختلفت درجات احتفاء التاريخ بهم بمقدار ما أنجزوا مما يؤثر في
التاريخ أو يحول مجراه.
محمد علي
في
تقديري أن خروج مبارك من التاريخ وهو مخلوع ومتهم وسجين وراء قضبان قفص
الاتهام هو بلا مثيل في تاريخ مصر القديم والحديث في مدى مهانته ومذلته،
ونهاية مبارك بهذا الشكل تفوق في مأساويتها وفداحتها نهاية أي من سابقيه في
حكم مصر الحديثة، فمحمد علي باشا ورغم هزيمته وتحطيم أسطوله المصري على
صخور الإستانة أمام الاسطول البريطاني ورغم أنه مات مخرفا لطول عمره وقد
ترك مصر غارقة في الديون إلا أن تاريخ مصر يحفظ أسم محمد علي في صفحاته
الذهبية لأنه حقق إنجازات هائلة إذ وضع مصر على طريق الدولة الحديثة وبنى
قواعد اقتصادية وتجارية وصناعة وعلمية وعسكرية ضخمة مما افاد مصر فائدة
جليلة ما تزال بعض آثارها فاعلة إلى اليوم.
الملك فاروق
رغم
أن نهاية فاروق كانت مأساوية إذ مات طريدا منفيا في إيطاليا إلا أن
المصريين لم يقوموا بإهانته بل اصطف الجنود يحيونه التحية العسكرية وداعا
له في الاسكندرية، ورغم فساد حاشيته إلا أن المصريين عذروه لصغر سنه ولأنه
كان يحكم في وجود الاستعمار الإنجليزي فلم يكن حرا في تصرفاته لذلك لا يحمل
له المصريون كراهية أو إهانة.
عبدالناصر
أما
جمال عبدالناصر الذي مات ومصر تعاني من أثار هزيمة حرب 67 الكارثية والجيش
الإسرئيلي يقبع على الشاطئ الشرقي لقناة السويس والعالم العربي ممزق منهار
إلا أن معظم المصريين مازالوا يحملون لعبدالناصر عاطفة جياشة لأنه حقق
الكثير من الإنجازات الداخلية والخارجية لمصر وشعبها واسمها ولحلم الوحدة
العربية – إذ أعاد تأسيس قاعدة صناعية مصرية كبيرة ونجح في بناء السد
العالي رغم محاربة الولايات المتحدة كما ارتفع بمصر إلى مصاف الزعامة لدول
عدم الانحياز وشكل مع الهند وإندونيسيا ويوغوسلافيا تحالفا دوليا فعالا كما
ساند حركات التحرر الوطنية في الكثير من دول أفريقيا وأميركا اللاتينية،
ورغم أخطائه الداخلية والخارجية فقد سار خمسة ملايين مصري في جنازته ولم
تكن مصر تتجاوز الثلاثين مليونا أي خرج فرد من كل عائلة مصرية ليشيع هذا
الزعيم الذي نعاه مع المصريين كافة الشعوب العربية التي أوقد فيها حلم
الوحدة والتحرر وشعلة العزة والكرامة، فغفر له المصريون مسئوليته عن هزيمة
67 لأنهم عرفوا أنه حاول وأخطأ ولكن قلبه كان في الموقع الصحيح إلى جانب
مصر وحلمه لها كان تجسيدا لحلم شعبه ولكونه وقف مع الفقراء ضد المستغلين
ومع الثوار ضد المستعمرين، وكونه لم ينجح هنا إو هناك لم يقلل من مكانته في
القلوب لأن الجماهير تعرف بالغريزة من معها ومن عليها، وقدرت لعبدالناصر
أنه لم يكن فاسدا ولا لصا ولم ينهب خيرات مصر، وكانت أحلامه أكبر من طاقته
وطاقة زمنه لكنها كانت الأجمل والأبهي في تاريخ مصر الحديث ومازال المصريون
يرفعون صوره حتى اليوم.
السادات
أما
السادات فقد مات مقتولا برصاص الجماعات الإسلامية التي أخرجها من القمقم
وشجعها وأطلقها بلا زمام ضد الناصريين واليساريين والعلمانيين من شعبه،
ولكن رغم نهايته المأساوية فمازال معظم المصريين باستثناء غلاة الناصريين
يقدرون له دوره في تحمل المسئولية الهائلة في تحرير سيناء بقراره المصيري
بشن حرب العبور بما حققته من استعادة الجيش المصري لثقته بنفسه وبقدارته في
تحقيقه لإنجاز العبور الهائل وتحطيمه لخط بارليف المنيع، ثم في متابعة
الحرب بمحادثات السلام إلى توقيع معاهدة السلام واستعادة أرض مصر، ورغم
اختلاف البعض مع عملية السلام لأنها أخرجت مصر من محيطها العربي وتحميل
السادات مسئولية ذلك إلا أنه لا خلاف على أن هدف السادات الأساسي وهمه
الأول كان استعادة أرض مصر وتحريرها من الوجود الإسرائيلي ولهذا لا يشك أحد
في وطنية السادات وبطولته وإن اختلفوا حول أسلوبه أو سياساته.
أما
مبارك فإن نهايته المأساوية تختلف عن نهايات سابقيه في أمر أساسي إذ رغم
الهزائم والإندحارات والنهايات المأساوية لزعماء سابقين مثل محمد على
وفاروق وعبد الناصر والسادات إلا أن الشعب المصري لم يحمل لهؤلاء على
الأغلب سوى مشاعر تتضمن الولاء والاعجاب والعتاب والشفقة وبعض التبرير
للأخطاء أو للهفوات الإنسانية والغضب لبعض النتائج الكارثية سواء لحرب
فلسطين في 48 أو حرب 67، ولكن لم يشكك الشعب المصري في انتماء ووطنية هؤلاء
الحكام وفي رغبتهم في النهوض بمصر والحفاظ عليها والانتماء لها ولشعبها،
وهو للأسف الشديد مالا يحمله معظم المصريين لمحمد حسني مبارك، فقد كانت
اللافتات التي رفعها الملايين في ميادين مصر تحمل شعارات بالغة الدلالة
تكشف بشكل مؤلم وقاطع الدرك الذي انحدرت إليه مكانة مبارك في قلوب
المصريين، فقد رفعت بعض هذه اللافتات كلمتين بالغتي القسوة والمهانة هي
"إرحل يا عميل" وأخرى تقول "إمسك حرامي" وفي هاتين اللافتتين تلخيص لسياسات
مبارك المهينة والفاسدة خارجيا وداخليا، فكيف سقط مبارك إلى هذا الدرك في
قلوب المصريين؟
مبارك
لقد
تسلم مبارك حكم مصر بعد اغتيال السادات ومصر في معاهدة سلام مع إسرائيل
لأول مرة منذ وجود إسرائيل، وقد انتظر الجميع أن يقوم مبارك بقيادة مصر
للانطلاق نحو عصر جديد تقوم فيه ببناء قواعد نهضتها الحديثة الواعدة وقد
تحررت من التهديد الإسرائيلي وتكاليفه مع توقع التخلص من الغلو الديني الذي
أدى إلى اغتيال السادات وكان منتظرا أن ينجح خليفته في تخليص مصر من جذور
هذا الغلو وتقديم البديل في صورة رؤية عصرية حضارية للدولة المصرية
الحديثة- مما يعيد للمصريين كرامتهم ولمصر مكانتها في المنطقة، وكانت كل
الظروف مهيأة لذلك، ولكن مبارك فشل في رؤية الفرصة التاريخية وفي إدراك
معناها ودورها المصيري الهائل، وراح بدلا عن ذلك يستسلم إلى نمط من القيادة
الرتيبة البليدة الفاقدة للرؤية والمفتقرة إلى الحلم والحركة والرغبة
الحارقة في الإنجاز، والسبب في هذا لم يكن وجود قوي أو ضغوط أو عوامل
خارجية ولكن السبب في تقديري هو افتقار مبارك الإنسان نفسه إلى هذه الصفات
وإلي تواضع مواهبه الشخصية إلى حد مدهش يجعلك تتساءل كيف أمكن لشخص على هذا
القدر البائس من القدرات الشخصية أن يصل إلى حكم مصر؟!
وقد
انعكست حالة مبارك الشخصية المفتقدة للتوثب والمخيلة والرغبة في الإيداع
والتجاوز على نمط حكمه ونوعية من يختارهم من المعاونين والوزراء واستسلام
حتى الموهوبين منهم إلى رتابة الحكم المضبوط على ايقاع الحكم البطيء القريب
من الموت لمبارك نفسه، فالرجل لا يمتلك مقومات ليس الزعامة فقط بل
والقيادة حتى على أقل المستويات، وقد قام بإدارة الدولة المصرية الهائلة
بمنطق وأسلوب وعقلية من يدير مزرعة أو حظيرة للماشية، حتى أن أحد وزرائه
المخضرمين- وهو فاروق حسني وزير الثقافة – استخدم هذا التعبير بعينه حينما
قال مرة أنه مستعد لإدخال المثقفين المعارضين للنظام الحظيرة! وكان مبارك
يدير الدولة بالتليفون كما اكتشف وصرح أيمن نور على إثر خروجه من السجن
الذي أودعه فيه مبارك لأنه تجرأ على منافسته في انتخابات الرئاسة المزورة
عام 2005، ولم تكن في عهد مبارك خطة استراتيجية لمصر ولا رؤية واضحة ولكن
انفعالات كردود لأفعال الآخرين دون محاولة أو قدرة على أخذ زمام المبادرة
في أي شيء مصيري، والإنجاز الأساسي لنظام مبارك على مدى ثلاثين عاما هو بعض
التوسعات العمرانية بالقاهرة والساحلين الابيض والأحمر حيث أقام
المستثمرون والمقربون منتجعات سياحية وسكانية للمرفهين في شرم الشيخ
ومارينا وغيرها. وكانت النتيجة هي الانهيار التدريجي لكافة جوانب الحياة في
مصر حتى وصلت مصر إلى مصاف بالغ التدني في أهم القوائم العالمية واصبحت
تنافس جمهوريات الموز في الفساد والعشوائية وغياب القانون والمؤسسات.
في
السياسة الخارجية ارتضت مصر بدور السمسار والوسيط وساعي البريد الذي ينقل
الرسائل والأوامر الأميركية والاسرائيلية إلى أطراف النزاعات بالمنطقة،
وتقزم دور مصر وانهارت مكانتها في العالم وفي المنطقة حتى نازعتها دول
صغيرة حديثة العهد خطفت منها الريادة السياسة والإعلامية بل نازعتها حركات
وأحزاب محلية وناطحتها وأدخلتها في معارك صغيرة وهمية بعد أن فقد النظام
المصري الرؤية والبوصلة وراح يتلقي الأوامر والايماءات ويهرول لتلبيتها
رغبة في إرضاء من يتصورهم أسيادا عليه وارتضى بعبوديته الذليلة لهم، وكان
النظام يتصور أن المصريين على فقرهم وانتشار الأمية بينهم شعب غبي لن يفهم
ما يجري ولن يحاسب أحدا عليه، ولكن المصريين فاجئوا مبارك وحاشيته بذكائهم
ووعيهم الشديد الذي أتضح في ثورتهم الباهرة وشعاراتها التي كشفت مدى احتقار
المصريين للحاكم الذي أهانهم وأهان بلدهم الحبيب ودفع الشباب منهم لإلقاء
أنفسهم في البحر هربا من جحيم الفقر واليأس والتهميش الذي لم يترك لهم نظام
مبارك سواه.
قد
يغفر شعب لحاكمه السرقة والفساد، لكن الشعب لا يغفر لحاكمه الذي كان يهينه
في كرامته ويسلط بلطجية أمنه عليه لاذلاله في الشوارع وأقسام الشرطة، ولا
لحاكمه الذي يهين مصر ويقزم من دورها في الخارج ويرتضي لها ولنفسه دور
العبد الذليل المطيع للأوامر، هذه لا يرتضيها ولا يقبلها شعب لنفسه وقد
رفضها المصريون ولهذا انتهي الأمر بمبارك هذه النهاية الذليلة المهينة خلف
القضبان، وهي نهاية أدت إليها سياساته الفاسدة الفاشلة وأوصله إليها إصراره
على البقاء البليد على كرسي الحكم بعد انتهاء صلاحيته ثم رغبته ورغبة
زوجته وابنه في توريث الحكم من بعده، في إهانة بالغة للمصريين ولتاريخهم
ولحضارة بلدهم العريق، لقد جني مبارك على نفسه بنفسه وستكون نهايته وخروجه
المهين من التاريخ درسا لكل من تسول له نفسه من بعده أن يحكم مصر كفرعون
جديد، فهذه النهاية المريرة لا بد أن تكون نعيا لآخر الفراعنة.