رسالة إلى المجلس العسكري
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] د.إيهاب فؤاد |
04-12-2011 14:11 لقد
ذرفت العيون وهي ترى مشاهد الحب التي ملأت ميدان التحرير على صيحة رجل
واحد يوم كانت فوهات البنادق موجهة إلى الثوار العزل والصدور العارية،
ساعتها كان نشيد الميدان (الجيش والشعب إيد واحدة)، وفي الواقع لم يكونا
يداً واحدة فقط ، بل كانا قلباً واحداً، وعقلاً واحداً، وروحاً، دماء تسري
في عروق الوطن، مشاعر من الحب انقطع نظيرها، لجأ الثوار بعد الله إلى حماة
الوطن الذين سطروا ملحمة رائعة، وأعلنوها صريحة أنها يد واحدة، كانت يد
الجيش في صدر الثورة هي اليد الأخرى التي يتوضأ بها المصلون، يد تغسل
الأخرى، وشاء الله سبحانه أن يكلل الثورة بالنجاح، وأن يسطر الخلود لدماء
الشهداء، وأن تترك الثورة أوسمة على أجساد المصابين والجرحي، وأن يلتأم جرح
كل ثكلى وهى ترى أن الله قد أقر عينها بزوال الطاغية وحكمه وزمرته إلى غير
رجعة، يومها ارتفعت أسهم القوات المسلحة، وانهمرت الدموع على الخدود سخية
وهي ترى اللواء إسماعيل عتمان يقدم التحية على الهواء مباشرة للشهداء
الأحرار، أجزم أنه ما رآها أحد إلا وسقطت الدموع من عينه، مشاعر الحب،
الشعب الذي تأسره العاطفة، ويصون الجميل، ويحفظ للناس أقدارهم، ولاينسى ظلم
الظالمين ، وبدأت عجلة التغيير تتباطأ، المحاكمات والقرارات كانت تسبقها
مليونيات تدفع إلى اتخاذ القرار عنوة، الأمن غاب عن الديار، رتع البلطجيون
والفلول في الوطن الآمن، ضربوا استقراره، وروعوا الآمنين، وانتشرت الجريمة
ولعلها مخاض التحول والتغيير،انكشف العوار وبان المخبوء، وتعرت النوايا،
اختلط الحابل بالنابل، الإعلام عاد إلى سابق عهده في صورة جديدة، الغلاء لم
يتوقف، الجريمة لم تتوقف، لم يشعر الناس بالتغيير فكان خروجهم ثانية
وثالثة، أوشك الوطن أن يقع في مصيدة الفتنة فأخمدها الله، وأوشك الوطن أن
يقع في مصيدة التشرذم فأبى الله إلا أن يحفظ الوطن، تعالت صيحات هنا وهناك،
اعتصرت القلوب ألماً وحرقة على هذا الوطن حتى جاء اليوم الموعود الذي
ارتقبه العالم بأسره بخوف كاد يخلع القلوب أن تحول الثورة مسارها، وأن
يتلطخ الثوب الأبيض بدماء الشعب، أحكم الأمن خطته، وأدار المجلس العسكري
الجولة الأولى باقتدار، توارى اللصوص، واختفى البلطجيون من الشوارع، خرج
الناس من بيوتهم آمنين ليصوتوا في انتخابات شهد الجميع بنزاهتها، عاد ت
للمجلس العسكري صورته البهية، عمَّ الأمنُ الديار في أقل من أربعة وعشرين
ساعة وهذا مبلغ سعادة كل مصري، بقى أن تكتمل الصور وأن لانعود إلى الوراء،
بقى أن نرد الحقوق إلى أصحابها، أن نقتص لدماء الشهداء، وأن نعوض الجرحى،
وأن نرعي أسر المصابين، وأن ندفع عجلة المحاكمات، نريدها مصالحة أبدية لا
تبقى وراءها أثراً، نحتاج في المرحلة المقبلة أن تشعرونا بحق أنكم يوم
وقفتم في صفوف الجماهير كنتم ولازلتم نبضها، ويبقى عرينكم ينتظر أن تعودوا
إليه حماة للوطن أعزاء، رجالاً أوفياء وسيذكر التاريخ موقفكم