الشهداء العرب في البوسنة.
(4)- ابوهمام الشهراني الجنوبي
شاب من سكان مدينة خميس
مشيط في جنوب المملكة العربيه السعوديه نشأ على طاعة الله حيث انه من صغر
سنه وهو في حلقات تحفيظ القرآن الكريم يغلب عليه طابع الهدوء والتواضع
ولين الجانب والبساطة المطلقه وصفاء القلب الذي تميز به عن غيره ، بدأت
احداث البوسنه وهو في العشرين من عمره فكان يتابع اخبار اخوانه بكل الم
وحسره وكان يتمنى ان يقدم لهم أي شئ بإستطاعته وبينما هو ذات يوم جالسا مع
احد اصحابه يتبادلون مشاعر الحزن تجاه البوسنه ورغبتهم في المشاركة في
الجهاد هناك وفعلا عقدوا العزم واخذوا يسألون ويتتبعون الأخبار وكيف
الوصول لتلك البلاد حتى وجدوا الطريق وذهبوا الى كرواتيا حيث طريق الدخول
ولكن الكروات ردوهم ولم يدخلوهم فرجعوا بكل حسره واعينهم تفيض من الدمع ثم
اعادوا الكره بعد فتره حتى كتب الله لهم الدخول الى البوسنه في نهاية شهر
جمادى الآخره من عام 1415هـ
وصل الرفاق الثلاثه الى كتيبة المجاهدين وكانوا على مستوى عالي من الخلق
والدين وذهبوا للمعسكر وتدربوا وبعد ذلك ذهبوا الى الجبهه وكان الأخ
ابوهمام رحمه الله يتمنى الشهادة في كل لحظه وكان حريصا على ان يتم حفظه
للقرآن ومراجعته له وكان رحمه الله صاحب صوم النوافل وصاحب قيام ليل ومكث
مرابطا قرابة الستة اشهر حتى اتى صيف عام 95 فوقعت
معركة من اكبر المعارك في البوسنه والتي ذاع صيت المجاهدين فيها بين اعداء
الله حيث حدثت معركة الفتح المبين وهي والله على اسمها حيث كان الصرب
مسيطرين على قمم مهمه واستراتيجيه ومتحصنين فيا اشد تحصين وفقد الجيش
البوسنوي الأمل في استردادها حيث جرب من قبل فمني بأعظم الخسائر في
الأرواح وبعدها اجمع القادة البوسنويون على ان المنطقة لايفتحها الا سلاح
الطيران الذي لايملكه الجيش البوسنوي وطلبوا من كتيبة المجاهدين ان تذهب
الى المنطقه وتحاول فتحها وفعلا توجه الأسود نحوها ومكثوا يرابطون بها
قرابة الثمانية اشهر حتى اتى يوم المعركه وقسمت المجموعات وكانت لكل
مجموعة قصص ولكل مجموعه شهداء فكان ابوهمام رحمه الله مع مجموعة ابوسعد
الفلسطيني كانت العمليه بعد الفجر وكان الوقت مظلما جدا ويقول احد
المجاهدين لم نستطع ان نميز الخندق الذي به الصرب وبدأت المعركه فكنا نرمي
بالقنابل اليدويه فقتل من قتل من الصرب ولكن هذا الخندق استعصى علينا حيث
ظل يقاوم لفترة كبيره حيث ان احد الصرب لم يمت فلما تقدمنا نحوه هرب
الصربي واتى من خلف الخندق فقتل ابوالغريب البريطاني رحمه الله وهرب
الصربي بين خمسة من المجاهدين وكانوا يظنونه الأمير يريد التقدم ولكن
عناية الله ورحمته وخوف الصربي وهلعه لم يستطع ان يقتل الخمسه وكان
باستطاعته قتلهم فتبعه احد المجاهدين حتى اكرمه الله بقتله وتقدم الاخوه
ووجدوا صربي جريح متواري فقتله احد الاخوه من القصص العجيبه ان الأمير
ابوسعد الفلسطيني اقتحم على خندق به اثنين من الصرب وهو يكبر فلما اقتحم
عليهم واصبح وجها لوجه معهم واراد ان يطلق عليهم تعطل سلاحه الكلاشن ولم
تخرج منه طلقة واحده فانقض الأسد ابوسعد على الصربي بمؤخرة الكلاشن على
وجه الصربي واتى الصربي الآخر فأطلق عليه فتفاداها فأصابت يده واذا بأحد
المجاهدين من ارض اليمن ينتبه للموقف فيطلق على الصرب بسلاح البيكا
فأرداهم قتلى وسلم الله ابوسعد المهم تقدمنا بعد سقوط الخنادق نحو قمتي
الجبلين حيث كانت ثلاث قمم وكان عدد الاخوه قليل حيث قتل منا اثنين من
الاخوه وجرح الكثير....
ومنهم الامير فآلت
الاماره الى احد الاخوه القدامى فنزل هو وابوهمام رحمه الله نحو خندق مبيت
للصرب كبير وبه عدد كبير من الصرب فحاصر القائد وابوهمام الخندق واخذوا
يطلقون على الصرب بنيران كلاشناتهم حتى هرب الصرب من الخندق وبعد ذلك اتى
ابوهمام وطلب من الأمير ان يلقي نظره على الشهداء ابوعبدالله الشباني وصفي
الدين اليمني والغريب فقال الأمير نحن عددنا قليل والمنطقه تحتاج للحراسه
فلا تذهب فألح عليه ابوهمام فوافق بشرط السرعه فذهب وألقى نظرة عليهم
وقبلهم ورجع فلما رجع طلب الأخ ابوسليمان الحضرمي من الأمير ان يلقي نظره
ويرجع فرفض الأمير فرجع الاخوه الى خنادق حراساتهم فسقطت قذيف بالقرب من
الأخ حاطب المني فأصابته في بطنه فقتل رحمه الله وماهي الا دقيقه حتى سقطت
قذيفة اخرى بين ابوهمام وابوسليمان فقتلا على الفور رحمهما الله وتقبلهما
من الشهداء في سبيله وكان ابو سليمان من حفظة كتاب الله ولا يختلف في
اخلاقه ودينه عن اخيه ابي همام رحمهما الله جميعا.