عباس الخولاني
شاب من شباب مدينة الطائف ، المتربعة على قمم السرات .... اخرجت لنا ذلك الشاب اللذي تربى على قمم الهندكوش في افغانستان...وقمم جليزونوبولي وزافيدوفتش في اليوسنة والهرسك..... ذهب رحمة الله عليه الى افغانستان لمساعدة اخوانه المجاهدين هناك ولطلب القربى من الله عز وجل ....ولعله ان يلحق بركب الشهداء الاطهار.....التحق بجبهة المجاهدين في قندهار ...والتي كان اميرها ابوحسين المدني رحمة الله تعالى عليه ....وآلت الى عباس الامارة بعد مقتل ابوحسين ...ومن
قصص عباس البطوليه واستشعاره بالمسؤوليه انه ذات يوم ذهب المجاهدون الى
الطريق الواصل بين مدينة قندهار والمطار ليقوموا بزرع الالغام ليعيقوا
تنقل الدبابات والآليات هناك وليحدثوا اكبر قدر من الخسائر في صفوف اعداء
الله الشيوعيين....وبينما هم في طريقهم للجوع اذ احد المجاهدين العرب يفقد الطريق ...ويقف ضائعا تائها ......احس بفقدانه عباس رحمه الله فرجع بنفسه واخذ يبحث عن الاخ العربي حتى وجده وارجعه معه الى الخط ....فقد كان ذا قلب كبير ومحبا لاخوانه مستشعرا المسؤولية عنهم .....كان رحمه الله ذا خلق عالي وصاحب صوت جميل في الانشاد وكان متمكنا من السيرة النبويه .....انتهى الجهاد في افغانستان ...فحزن حزنا شديدا ...ولكنه سمع بمأساة البوسنة والهرسك ...فجهز نفسه من افغانستان الى باكستان الى كرواتيا فالبوسنه ....ولم يرجع الى اهله.....وشارك اخوانه في منطقة تشن ....ورجع بعدها بشهور الى الطائف ...ولكنه لم يصبر على القعود فطار مرة اخرى الى البوسنه .....واتصل هاتفيا وهو في طريقه الى البوسنه بأحد المشائخ اللذين يعرفهم عباس واخذ يودعه ويستسمح منه وكأنها المكالمة الأخيره.....وصل الى كرواتيا هو وابوياسر الاماراتي وابوعلي البحريني رحمهم الله أجمعين ....واخذوا يتتبعون الاخبار .....والحصار لااحد يستطيع الدخول ...اخذهم التعب والاعياء من مكان لمكان...ومن مطاردة من الكروات لأخرى حتى يسر الله له الطريق فدخل هو وابوعلي وابوياسر ...فلما رأى الشباب المجاهد اخذ يبكي من الفرح ويقول.....والله مااتيت الى هنا الا لأنال الشهادة واقتل من اعداء الله ......ثم صاح المنادي بعدها بفترة ياخيل الله اركبي ....على جبال زافيدوفتش....فأعد نفسه .....ابوعلي البحريني يقول للشباب اين اجمل مكان هنا ...فدلوه على اجمل مكان به نهر ومناظر جميله فقال له اتركني هنا .....واخذ يفكر بعمق ...فعلم الشباب ان الرجل سيقتل باذن الله ...دخلوا الى المعركه...وقاتلوا قتال الابطال وصالوا وجالوا....حتى وصلوا الى خنادق الصرب ...فاذا
بصربي مختبئ بخندق ويطلق من خلفه الطلقات فأقسم عباس ان يأتي به حيا
فاقترب اليه ولكن قدر الله اسبق اذ اصيب بطلقة خر بعدها شهيدا ان شاء الله.....
وقتل معه رفيقا دربه ابوياسر الاماراتي وابوعلي البحريني....رحمهم الله جميعا وتقبلهم ...آمين....
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
21) طبرناك الجزائري....
من اهل بلد المليون شهيد....من بلد ابن باديس.....من الجزائر......كان رحمه الله ذومال وتعليم....فقد كان قبطان سفينة ينخر بها عباب البحار .....يجوبها يمنة ويسره....شرقا وغربا...سكن في ايطاليا .....وهداه الله فأخذ يتردد على احد مساجد ايطاليا فإذا به يتعرف على رجل من اهل الخير من بلد الخير من الشام...........فأوصاه ان يذهي الى البوسنة والهرسك لينصر اخوانه هناك وينال شرف الجهاد .....والرباط...والاستشهاد......اخذت الأفكار تراوده ....حتى عزم ذات يوم على السفر الى البوسنة والهرسك ...فأخبر زوجته الايطاليه النصرانية ....اما ان تسلم وتذهب معه او يطلقها؟؟؟؟
فاختارت الطلاق ....الله اكبر فضل الآخرة على الدنيا وزينتها ....وزوجته ودلالها الاوروبي ....يبتغي بذلك جنة وحورا.... ومرضاة من رب رحيم..... وكان رحمه الله صاحب مال وفير ...وعنده منزل فاخر الاثاث ...جميل البناء ...عالي الطراز ....تركها كلها لله وفي الله ان شاء الله...وصل الى ارض الجهاد في البوسنة والهرسك ....والتحق بالمجاهدين في جليزونوبولي....وتعرف عليهم هناك....ولازم ابوطلحة الفلسطيني وصاحبه....مرت الايام واصيب ابوطلحة بكسر في ساقه ...وكان عند المجاهدين عملية على الكروات ...ذهب المجاهدون الى الخط يستعدون لقتال الكروات في معركة عظيمه...وكان ابي طلحة الفلسطيني لايستطيع ان يشاركهم للكسر اللذي في رجله ....فطلب من احد البوسنويين ان يوصله الى منطقة قريبة من الجبهه ...فلما وصل اليها قال اريد تلك المنطقه حتى وصل للمجاهدين في الجبهه...فكانت فرحته لاتوصف فلما رآه طبرناك قال له ممازحا.....(انت وراي وراي)... فجلس هو وابوطلحة على سفح جبل في خندق وطبرناك يشير الى احد البيوت الكرواتيه ممازحا....ان شاء الله اهجم على ذلك البيت وآخذ ابنتهم سبيه ......وهكذا حتى بدأت المعركه فأصيب طبرناك بطلقة في قلبه وخر ساجدا لله شكرا....وفاضت روحه على تلك السجده....وحين حملوه اخوانه اذ بوجهه تملأه الحمرة والاشراقه والابتسامه.....
واصيب ابوطلحة الفلسطيني ونقلوه الى المستشفى ولكن روحه قد فاضت الى بارئها .....
فرحم الله ذانك الشابين واسكنهم فسيح جناته ........
وقد سمى البوسنويون ذلك الجبل بجبل طبرناك ......الى هذا اليوم.....