السلطات القبرصية قد اعتقلت إسرائيليين اثنين يوم السبت الماضى، وذلك للاشتباه فيهما بمحاولة شراء شحنة نفط من على متن السفينة المعروفة باسم "مورنيج جلورى" والتى تم تهريبها من ليبيا، إلا أن وحدة الكوماندوز البحرية التابعة للجيش الأمريكى أعلنت السيطرة عليها أمام شواطئ جزيرة قبرص.
وأضافت يديعوت أن الشرطة القبرصية ألقت القبض عليهما برفقة شخص ثالث سنغالى الأصل، مشيراً إلى أنه تم الإفراج عليهم وتوجهوا فوراً إلى إسرائيل، فى حين أبلغت السلطات القبرصية الحكومة الإسرائيلية بالحادث.
وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن الشرطة القبرصية قد استجوبت الأشخاص الثلاثة فى مطار لارنكا، إلا أن المحكمة رفضت إصدار أمر باعتقالهم، وذلك لعدم وجود إثبات بشأن القيام بأعمال عدائية فى المياه الإقليمية التابعة لقبرص.
وكان قد وصل الأشخاص الثلاثة إلى مطار لارنكا بطائرة خاصة يوم الثلاثاء الماضى، وقاموا باستئجار قارب فى لارنكا، وتمكنوا من الوصول إلى السفينة من أجل المفاوضات مع طاقم السفينة لشراء النفط الذى بحوزتها، حسبما أشارت التحقيقات القبرصية.
مسئول إسرائيلى كبير يدعو للاعتراف بحكومة حماس واستقلال غزة عن الضفة.. ايلند يدعو لإعلان غزة دولة مستقلة.. ويحث حكومته بالاستفادة من تردى العلاقات بينها وبين القاهرة
دعا مسئول إسرائيلى رفيع المستوى تل أبيب إلى الاعتراف بحكومة "حماس" فى قطاع غزة، كونها وصلت لطريق الحكم عن طريق انتخابات شرعية، فضلاً عن كونها الجهة الوحيدة القادرة على ضبط القطاع، على حد زعمه.
وقال رئيس مجلس الأمن القومى السابق جيورا ايلند، فى مقال له بصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية نشرته اليوم الثلاثاء، "تعيدنا أحداث الأيام الأخيرة فى الجنوب مرة أخرى إلى مسألة ما الذى ينبغى أن تكون عليه سياستنا حيال غزة.. فتحديد السياسة يجب أن يستند إلى تعريف واضح للمصالح، فليس كل ما يمثل الأمانى هو مصلحة، بل إن المصلحة هى أمر هام جدا من أجل تحقيقها يكون المرء مستعدا لدفع الثمن، غير أن مصالحنا بالنسبة لغزة ضيقة وأمنية صرفة".
وأضاف المسئول الأمنى الإسرائيلى: "أولا وقبل كل شىء، نريد الهدوء، مصلحة أخرى هى أن نمنع قدر الإمكان التعاظم العسكرى هناك، فلتنظروا لعملية سلاح الجو الأخيرة التى نبعت من هذه المصلحة، فليس لإسرائيل مصلحة سياسية فى غزة، توجد مصلحة فلسطينية وكذلك مصرية وأردنية فى أن تكون الضفة وغزة كيانا سياسيا واحدا، ولكن هذه ليست مصلحة إسرائيلية على الإطلاق".
وقال ايلند خلال مقاله: "فى وضع الأمور هذه، كى نحقق مصالحنا، من المهم أن يكون فى غزة حكم مستقر مع مسئولية سياسية، تحدث فى ذلك فى الماضى قائد المنطقة الجنوبية، اللواء سامى ترجمان، وهو محق، فالجهة الوحيدة التى يمكنها أن تشكل حكما مستقرا هى حماس ولهذا فإن لإسرائيل مصلحة فى أن يكون حكم حماس مستقرا".
وأضاف المسئول الإسرائيلى "فضلا عن ذلك، من ناحية إسرائيل غزة هى دولة بكل معنى الكلمة، وذلك لأنه توجد هناك الشروط الأربعة التى تجعلها كذلك، فلها حدود معترف بها، لها حكم مركزى، لها سياسة خارجية مستقلة ولها قوة عسكرية خاصة بها، وبقدر ما هى غزة دولة أكثر، وبقدر ما نتعاطى معها هكذا، تكون لها روافع أكثر تجاهها، روافع يمكنها أن تجبرها على الحفاظ على الهدوء، الذى هو مصلحتنا الأساسية حياله".
وقال ايلند: "فى السنة الأخيرة نشأت فرصة كبيرة بالنسبة لتل أبيب يجب استغلالها، وهى أن مصر أصبحت عدوا لحماس، وكذلك أردوغان فى تركيا لا يمكنه أن يساعد حماس مثلما أراد عقب مشاكله الداخلية، ويتزايد تعلق حماس بإسرائيل بالتالى، فيمكن استغلال ذلك من خلال سياسة صحيحة من العصا والجزرة، وفى جانب الجزرة يمكن أن نزيد عبور البضائع فى المعابر، نزيد توريد الكهرباء والوقود، بل ونسمح بتشجيع الاستثمارات الأجنبية فى غزة وما شابه".
وأضاف المسئول الإسرائيلى السابق: "فى جانب العصا ينبغى الإيضاح بأن كل خرق للهدوء الأمنى سيؤدى على الفور إلى وقف تلك الامتيازات، وإضافة إلى ذلك فإن الخرق سيؤدى إلى رد عسكرى يمس ليس فقط بمنفذى إطلاق النار بل وأيضا بمصالح الحكومة فى غزة، أى بمصالح حماس".
وأوضح ايلند قائلا: "هذه السياسة للردع يمكنها أن تكون ناجحة فقط إذا ما كانت حماس معترفا بها بحكم الأمر الواقع بأنها الجهة السلطوية لغزة، إذا كان بوسعها أن تفرض سيطرتها على المنظمات الأخرى، وإذا كان لها الكثير مما تخسره إذا لم يحفظ الهدوء.. عندما ثبتنا السياسة مع غزة بدعوى أن حماس هى منظمة إرهابية ولهذا محظور الحديث معها، فقد تصرفنا بصبيانية".
واختتم المسئول الإسرائيلى مقاله قائلا: "حماس هى الحكم فى دولة غزة بل وحتى انتخبت بشكل ديمقراطى بما فيه الكفاية، لسنا ملزمين بأن نعترف سياسيا بحماس مثلما هى لا تعترف بنا، ولكن من السليم الاعتراف بالواقع واستغلاله فى صالحنا.. وعلى السياسة أن تستند إلى المصالح وليس إلى المثل، والمصلحة تستوجب خلق علاقات جيرة فى أساسها الردع".
وأضاف ايلند: "ظاهرا، تعزيز حكم حماس يمس بفرص تحقيق حل سياسى، غير أن الاحتمال لتحقيق حل كهذا صغير لدرجة أنه حتى دون صلة بحماس سيكون من الخطأ إقامة السياسة على الحاجة للمساعدة فى الوحدة الفلسطينية الداخلية بدلا من أن تقوم على المصالح الإسرائيلية المباشرة. إذا لم تسيطر حماس فى غزة معقول أن تتعزز مكانة الجهاد الإسلامى، أو أسوأ من ذلك، فصائل القاعدة التى ليس لها أى مسئولية سياسية.. وبالتالى فإن حماس هى أهون الحلول بالنسبة لإسرائيل".