من هم أتباع عيسى (عليه السلام) ..ويبقى الإجابة على سؤال أخير حول قوله تعالى " الذين قالوا إنا نصارى " .. فمن هم النصارى ..؟!!! فالنصارى في النص القرآني هم أنصار ( أو حواري ) السيد المسيح ( u ) .. وهذا هو وصفهم كما جاء في قوله تعالى ..) .. قَالَ ( عيسى ) مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (52) رَبَّنَآ آمَنَّا بِمَا أَنزَلَتْ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (53)(( القرآن المجيد : آل عمران (3) : 52 - 53 )
أي أن الحـواريين هم المسلمون الأوائل الذين آمنوا بعيسى ( عليه السلام ) الرسول الذي لم يأت إلا بالإسلام دينا . وبالتالي
؛ فإن أتباع عيسى الحقيقيين .. هم شعوب العالم الإسلامي .. وليس شعوب
العالم المسيحي التي تتبع مسيحية بولس الرسول ـ في الوقت الحاضر ـ مؤسس
هذه الخرافة .. وليس إسلام " عيسى " عليه السلام ..!!! ( أنظر مقالات الكاتب عن : بولس الرسول .. مؤسس المسيحية ) .واستكمالا لهذا السياق يأتي قوله تعالى للعالم الإسلامي ..) إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (55) (( القرآن المجيد : آل عمران {3} : 55 )
فأتباع عيسى ( عليه
السلام ) هم المسلمون ، وليس المسيحيين أتباع بولس الحواري ..!!! أي أن
العالم الإسلامي سيظل فوق العالم المسيحي ـ مهما تداعت عليه الأحداث ـ إلى
يوم القيامة ..!!! وبعد رؤيتنا لهذه المعاني ننتقل إلى النص الآخر الذي استشهد به نيافة الراهب القمص ثيئو دوسيوس السرياني ( وكما جاء في الخطاب الموسوعي للبابا شنودة الثالث في المؤتمر الإسلامي عن التسامح ) وهذا النص هو قوله تعالى ..) لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (113)
يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ
وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ
وَأُوْلَـئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ (114) وَمَا يَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوْهُ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (115) (( القرآن المجيد : آل عمران {3} : 113 – 115 )
[ ليسوا سواء : ليس المؤمنون والكافرون من أهل الكتاب سواء ]ويجدر هنا أن نذكر سبب نزول هذه الآية الكريمة .. فعن ابن مسعود [8] قال : أخَّرَرسول
الله صلى الله عليه وسلم ليلة صلاة العشاء ثم خرج إلى المسجد فإذا الناس
ينتظرون الصلاة فقال : " إنه ليس من أهل الأديان أحد يذكر الله تعالى في
هذه الساعة غيركم " قال : أنزلت هذه الآية " ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة - إلى قوله : والله عليم بالمتقين " وروى ابن وهب مثله . وقال ابن عباس : قول الله عز وجل "من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون " من آمن مع النبي صلى الله عليه وسلم .
وقال ابن إسحاق عن ابن عباس لما أسلم عبد الله بن سلام ( من أحبار اليهود
) ، وثعلبة بن سعية ، وأسيد بن سعيه ، وأسيد بن عبيد ، ومن أسلم من يهود ؛
فآمنوا وصدقوا ورغبوا في الإسلام ورسخوا فيه ، قالت أحبار يهود وأهل الكفر
منهم : ما آمن بمحمد ولا تبعه إلا شرارنا ، ولو كانوا من خيارنا ما تركوا
دين آبائهم وذهبوا إلى غيره ؛ فأنزل الله عز وجل في ذلك من قولهم : " ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون. إلى قوله : وأولئك من الصالحين".وكما نرى من هذه
التفاسير أن أهل الكتاب في هذا السياق هم من آمن بمحمد ( ص ) .. سواء
قديما أو حديثا .. وهو ما يتفق أيضا مع الشروط الخمسة السابق ذكرها . والآن ؛ إذا حاولنا تطبيق النص القرآني .. ) .. مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (
.. على نصوص المسيحية بوضعها الحالي .. فسوف نجد أن هذا التطبيق لا ولن
يستقيم تحت أي زعم ..!!! ونضرب على ذلك المثال التالي .. والمأخوذ عن نصوص
الكتاب المقدس ..[ (19) وأكثرت زناها بذكر أيام صباها التي فيها زنت بأرض مصر (20) وعشقت معشوقيهم الذين لحمهم كلحم الحمير ومنيهم كمنى الخيل [9] (21) وافتقدت رذيلة صباك بزغزغة المصريين ترائبـك لأجل ثدي صباك ]( الكتاب المقدس : حزقيال { 23 } : 17 - 21 )
فهل هذه النصوص ـ
من المنظور المسيحي ـ هي من آيات الله .. التي يتلونها آناء الليل وهم
يسجدون ..!!! وهل النص المقدس التالي .. يعتبر من آيات الله .. التي
يتلونها آناء الليل وهم يسجدون ..!!![ (1) ما أجمل
رجليك بالنعلين يا بنت الكريم . دوائر فخذيك مثل الحلى صنعة يدى صناع (2)
سرتك كأس مدورة لا يعوزها شراب ممزوج . بطنك صبرة حنطة مسيجة بالسوسن (3)
ثدياك كخشفتين توأمى ظبية (4) عنقك كبرج من عاج ... (6) ما أجملك وما
أحلاك أيتها الحبيبة باللذات (7) قامتك هذه شبيهة بالنخلة وثدياك بالعناقيد ( قلت إنى أصعد إلى النخلة وأمسك بعذوقها . وتكون ثدياك كعناقيد الكرم ورائحة أنفك كالتفاح (9) وحـنكك كأجـود الخـمر .. ]( الكتاب المقدس : نشيد الإنشاد { 7 } : 1 - 9 )
وأستطيع أن أسوق
في هذا المقام مئات ـ ولن أقول آلاف ـ الفقرات من نصوص الكتاب المقدس التي
تتدني بالديانة إلى الحضيض المأساوي .. إلى حد لعنة الإله نفسه .. ولعن كل
من يعمل بمكارم الأخلاق كما جاء في النصوص التالية .. [ (13) إن المسيح حررنا بالفداء من لعنة الشريعة ، إذ صار لعنة عوضا عنا ، لأنه قد كتب : " ملعون كل من علق على خشبة " ]( الكتاب المقدس ـ كتاب الحياة : غلاطية 3 : 13 )
فكما نرى أن المسيح ـ أي الإله من منظورهم ـ لم يصر ملعونا فحسب .. بل صار لعنة خالصة عندما سمح للإنسان بصلبه على الصليب ..!!! وليس هذا فحسب .. بل لعن الكتاب المقدس كل من يعمل بالشريعة أيضا .. أي بمكارم الأخلاق ..!!![ (10) أما جميع الذين على أعمال الشريعة ، فإنهم تحت اللعنة .. ]
( الكتاب المقدس ـ كتاب الحياة : غلاطية 3 : 10 )
سبحان الله ..) .. أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ (78)(
( القرآن المجيد : هود {11} : 78 )
[ رشيد : عاقل ]فالحقيقة التي لا تقبل الجدل هو أننا أمام شعوب ـ الشعوب المسيحية ـ معتوهة دينيا بكل ما تحوى الكلمة من معنى [10] ..
حيث أنها فقدت عقلها بدرجة فجة لقبول كل هذه الوثنيات الفكرية واعتبارها
ديانة ..!!! ( يمكن للقاريء الرجوع إلى مقالات الكاتب عن : بولس الرسول
مؤسس الديانة المسيحية ) .وتملأ نفسي الحسرة على هؤلاء القوم .. ولا أملك سوى قوله تعالى ..) وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُوَ أعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ (70)
وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إذَا جَاءُوهَا
فُتِحَتْ أبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنـَتُهُا ألَمْ يَأْتِكُمْ
رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ
وَيـُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ
حَقَّتْ كَلِمَةُ العَذَابِ عَلَى الكَافِرِينَ (71) قِيلَ ادْخُلُوا أبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى المُتَكَـبَّرِينَ (72) (( القرآن المجيد : الزمر {39} : 70 - 72 )
ولن يحول هذا دون مسئولية الفرد المسيحي نفسه في مشاركة رجل الدين سوء المصير ..!!!)
.. وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ
الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (165) إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ ( رجال الدين ) مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ ( الشعب ) وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ (166) وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ ( الشعب ) لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167) (( القرآن المجيد : البقرة (2) : 165 - 167 )
فهل تنبه إلى هذه
المعاني رجل الدين المسيحي .. وهل تنبه إلى هذه المعاني الأتباع ..!!! أن
تسليم الفرد المسيحي عقله إلى رجل دين ـ فاقد الأهلية الفكرية والرشد
الديني ـ لن يعفي الفرد المسيحي نفسه من المسئولية على النحو الذي تبينه
هذه الآيات الكريمة ( العهد الحديث ) السابقة .. وكلاهما سوف يخلد في
النار . فلابد من التنبه إلى أن رجل الدين المسيحي هو باب من أبواب
جهنم أو الجحيم .. سوف يقود أتباعه منه وهو يتقدمهم .. ولن يبقى لهم سوى
التبرؤ من بعضهم البعض يوم القيامة ولكن بعد فوات الأوان ..!!!ثم يأتي الخطاب الجامع للمولى ( عز وجل ) لرجال الدين والاتباع .. بقوله تعالى لمحمد ( ص ) .. ولأتباعه ..) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَاللّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ (98) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنتُمْ شُهَدَاء وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (99) (( القرآن المجيد : آل عمران {3} : 98 - 99 )
ويعتقدون أنهم يخادعون الناس والأتباع .. ولكنهم ـ في حقيقة الأمر ـ ما يخدعون إلا أنفسهم كما جاء في قوله تعالى .. ) يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10) … (22)
وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ
بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ
كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23)
فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي
وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24) (( القرآن المجيد : البقرة (2) : 9 - 24