تدريب الجاسوسعندما تنتهي عملية اختبار العميل
يبدأ تدريبه للمهارات الخاصة التي يطلبها عمله كجاسوس ويختلف نو ع التدريب
ومكانه وطبيعته باختلاف ظروف العمليةويكون التدريب السري في بعض الحالات
دقيقا , وقد يفتقر في حالات معينة الى العتاد اللازم فيترك للعميل حرية
العمل معتمدا على غريزته وموهبته وعلى كفاءة ضابطه وسعة اطلاعه .
واثناء فترة التدريب يُعلم العميل طرق استعمال الاجهزة والآلات التي قد
يحتاج اليها كجهاز تصوير دقيق مصغر لإلتقاط صور الوثائق ووسائل الاتصالات
السرية والكتابة السرية وغيرهما وقد يلتقي بعض العملاء تدريبا خاصا في
استعمال اجهزة استراق السمع او استخدام الحلقة السرية المتسلسلة للإتصالات
وتقتضي عملية التدريب عزلة العميل لمدة ايام او اسابيع بعيدا عن اهله
ومجتمعه ويطلب اليه في هذه الحالة اختلاق المبررات لغيابه هذا. وتوجد
قواعد تدريب خاصة للمجندين معزولة عن كل النشاطات الاخرىفي كامب بيري (
المزرعة ) في جنوب ولاية فريجينيا .
وخلال فترة تدريبه يلمس الجاسوس كفاءة اجهزة الوكالة وفعالياتها كما يعيش
في جو من التلاحم بين العملاء المحترفين وهذا ما يساعده على اقناع نفسه
بأنه اصبح يواجه حياة افضل من حياته السابقة.
تشغيل الجاسوسهناك طريقتان في العمل السري
يمكن تطبيقها على عمليات التجسس التقليدية وعلى عمليات العملاء بوجه عام
وهما التصالات السرية والاتصالات المباشرة وعلى الضابط المسؤول ان يقيم
رسائل مأمونة للإتصال بالعميل والا انعدمت وسيلة يتبقى بواسطتها المعلومات
التي يحصل عليها العميل ويزود بواسطتها بالتعليمات والتوجيهات اللازمة
وتستخدم طرق مختلفة بين اونة واخرى للحد من احتمالات القضاء على العملية
ولا توجد انظمة ثابتة او قواعد تتحكم في الاتصال بالعميل السري كما هي
الحال في لعبة التجسس بأسرها فما دامت الاساليب المستعملة مأمونة وتفي
بغايتها فان للضابط المسؤول حرية الابتكار .
ويفضل كثير من العملاء نقل معلوماتهم شفويا الى الضابط المسؤول ذلك لأنهم
يرون ان ذلك اكثر امنا وسهولة من تضمين هذه المعلومات اوراقا رسمية او
استخدام اجهزة تجسس قد تدينهم بالجريمة اذا اكتشفتهم السلطات المحلية ولكن
وكالة الاستخبارات تفضل الوثائق لإمكانيةالتدقيق فيها والتأكد من مدى
اخلاص العميل ويرى عملاء آخرون ان يكون اتصالهم الشخصي بالضابط المسؤول
ذلك لأنهم يرون أن كل اجتماع سري يعرضهم الى الافتضاح وبالتالي الى السجن
او ما هو اسوء من ذلك ويفضل مثل هؤلاء الاتصال فقط بأساليب غير مباشرة او
بوسائل ميكانيكية ولكن وكالة الاستخبارات تصر على المحافظة اتصالاتها
الشخصية بين الضباط وعملائهم الا في الحالات التي تنطوي على خطورة ذلك
لأنه لابد من تقييم ولاء الجاسوس ومدى اندفاعه في العمل في اجتماعات تعقد
بين آونه واخرى .
وكلما اجتمع الضابط المسؤول مع عميله كلما تعرض لخطر ملاحقتهما من جانب
قوى الامن المحلية او من جانب استخبارات معادية وللتخفيف من هذه المخاطر
تستخدم في معظم الأحيان وسائل غير مباشرة للإتصال وعلى الاخص عند نقل
معلومات من العميل الى الضابط المسؤول من الطرق القياسية واستخدام شخص
ثالث يعمل وسيطا وقد يكون هذا الشخص عالما بالأمر او غير عالم وقد يكون
عميلا آخر وقد يكون مقيما في بلد آخر او من الضابط المسؤول تم نقلها الى
آخريين دون ان يعلم شيئا عن محتواها وهناك اسلوب آخر هو نوع من صندوق
البريد يسمى الصندوق الميت ( ومن بين الاماكن التي استعملت صندوق بريد في
عملية سرية الفراغ القائم وراء انابيب التدفئة المركزيةامام مدخل احدى
الشقق في ثكنة عسكرية في موسكو )ويقتصر الامر على ان يقوم العميل بوضع
مادة المعلومات في صندوق البريد في موعد سبق ترتيبه من جانب الضابط
المسؤول او الشخص الثالث الذي يستخدم لهذه الغاية .
ثم ان هناك اسلوب يستعمل كثيرا هو اسلوب الاحتكاك اذ يلتقي بموجبه العيل
او الشخص الثالث بالضابط المسؤول او الشخص الثالث الذي يستخدم لهذه لغاية .
وبعد ثورة الاتصالات خصوصا بعى انتشار الانترنت و البريد الالكتروني تيسر الاتصال مع العملاء من دون خطورة علي حياتهم.
وعلى الرغم من ان الضابط المسؤول كثيرا ما يستخدم اسلوب الاتصال الغير
مباشر فان عليه ان يهيء اجتماعات شخصية مع عميلين بين حين وآخر عندما يتم
لقاء سري في باص او منتزه او مطعم فان رجال استخبارات آخرين يقومون بدور
المراقبة كاجراءات وقائي ضد الخصوم الذين يحاولون التقاط المحادثة و
التدخل فيها ويعرف هذا في عالم التجسس (بالمراقبة المضادة ) ويمكن للضابط
او العميل او اي فرد من فريق المراقبة الاشارة على الآخرين بالمضي قدما في
الاجتماع او تفادي كل اتصال او الغاء الاجتماع وتستخدم بيوت مأمونه (
تحتفظبها الوكالة ) مكانا للإجتماعات مع العملاء وتسمى البيت الامن.
وتتوقف المعاملة على قوة العلاقة التي يستطيع الضابط المسؤول اقامتها مع
العميل يقول رجل استخبارات سابق في الوكالة ان على الضابط المسؤول ان يجمع
بين مؤهلات الجاسوس الكامل وطبيب الامراض العقلية وكاهن الاعتراف هنا
تواجهك نظريتان سائدتان داخل الوكالة الاستخبارات المركزية فيما يتعلق
بأفضل الوسائل في معاملة العميل فوجهة النظر الأولى تقول : ان على الضابط
المسؤول ان يقيم علاقة شخصية وقوية مع العميل ويقنعه بأنهما يعملان معا
لتحقيق هدف سياسي مهم . ويوفر مثل هذا الاسلوب قوة دافعة قوية تشجع العميل
على ركوب المخاطر في سبيل صديقه غير ان معظم كبار رجال الوكالة يعتقدون ان
هذه الطريقة تنطوي على خطر قيام ارتبط عاطفي بين الضابط المسول وعميله قد
تسبب في بعض الاحيان في ان يفقد رجل الاستخبارات الموضعية التي تتطلبها
مهنته . اما وجهة النظر الثانية فتنادي بأن على الضابط المسؤول في الوقت
الذي يتظاهر فيه بالاهتمام شخصيا ان يعامله معاملة بعيدة عن الرحمة
والتساهل اذ ان ما يهم الضابط المسؤول هو النتيجة والنتيجة فقط فهو يدفع
بالعميل الى اقصى الحدود املا بالحصول منه على اقصى ما يمكن من معلومات
على ان لهذا الاسلوب نقائص ايضا ذلك لأنه ما ان أدرك العميل انه موضع
استغلال من ضابطه حتى تتقلص همته بسرعة.
إن المخاطر وجو التوتر اللذان يترتب عليهما العمل وفي ظلهما يكون العملاء
متلقلبين من ذوي النزوعات ويصعب التكهن بما يدور في خلدهم ولذاك فان على
الضابط المسؤول ان يكون واعيا لأي دليل يشير الى عملية تعرضه للإنزعاج او
الى انه لا يقوم بعمله كما يجب وعلى الضبط ان يستخدم اسلوب التملق
والتهديد واسلوب الايديولوجيه والمال والارتباط العاطفي والقسوة لكي يبقى
العميل نشيطا في عمله .
سافر ( بنكوفسكي ) وهو جاسوس امريكي في موسكو سافر مرتين الى خارج الاتحاد
السوفياتي في مهمة رسمميةكبيرة كعضو في وفد حضر معارض تجارية نظمت
برعايةالاتحاد السوفياتي وتمكن في هاتين المرتين في لندن ثم باريس من
الافلات من زملائه السوفيات لتلقي التوجيهات من ضابط بريطانيين وامريكيين
وطلب خلال احد الاجتماعات في لندن مشاهدة الزي العسكري للجيش الامريكي ولم
يكن احد من رجال الاستخبارات الامركييين او البريطانيين يتوقع مثل هذا
الطلب ولكن ضابطا سريع البديهة قال ان زي الجيش الامريكي موجود في بيت
امين آخر وان التوجه الى هناك والعودة يستغرقان بعض الوقت . وقد هدأ
الجاسوس مؤقتا وارسل احد الضباط المسؤوليين في الوكالة للبحث عن زي
كولونيل يشاهده الجاسوس وبعد ان امضى هذا الضابط في شوارع لندن حوالي
ساعتين بحثاعن لباس ضابط برتبة كولونيل يناسب جسم( بنكوفسكي ) عادومعه
الزي الذي تسلمه الجاسوس بكل امتنان وتقدير .
وكانت وكالة الاستخبارات المركزية في الخمسينات قد جندت ضابط استخبارات من
اوروبا الشرقية في ( فيينا) كان دافعه مثل (بنكوفسكي ) عقائديا في اساسه
ومع انه وعد براتب كبير ( وبعلاقة حسنة عند انتهاء العملية التي يلجأ
بعدها الى الولايات المتحدة ) فان الضابط المسؤول عنه امتنع عن دفع اية
مبالغ مباشرة له في فيينا حتى لا يلفت انظار الخصوم اليه وقدر العميل
الحاجة الى مثل هذه الاحتياطات ولكنه اثار قيامه بعملية التجسسس دون ان
يبين لماذا يريدالمال وقداتضح اخيراان استمرار العميل يتوقف على حصوله على
المال الذي طلبه وبعد ان تشاور هذا الضابط مع مدير المحطة ومع الرئاسة
تقرر نهائيا ركوب هذا المركب الخطر واعطى العميل المال املا منه بأنه لن
يقم بعمل طائش ينطوي على خطورة وكم كانت خيبة امله عندما وجدوه في نهاية
الاسبوع التالي يروح ويغدوا في نهر الدانلوب في زورق تجاري اشتراه وبعدذلك
ببضعة ايام جابهه الضابط هوطلب منه التخلص من القارب لأنه لا يمكن لرجل
مثله يعيش في ظروف قاسية ان يشتري مثل هذا القارب من راتبه وحده وووافق
العميل على ذلك قائلا انه كان يحلم منذان كان صغيرابأن يملك قاربااما الآن
فقد تبخر ذلك الشوق وهو مستعد تماما للتخلي عن القارب.
وثمة مشكلة كبيرة في معاملة العميل تنجم عن تغيير الضابط المسؤول ويترتب
ووفقا لسياسة وكالةالاستخبارات المركزية التي تقضي باستخدام
الستارالدبلوماسي والرسمي لجميع رجالها العاملين في الخارج ان ينقل الضباط
المسؤليين الذين يتسترون كدبلوماسيين امريكييين او مسؤووليين في وكالة
الانباء الدولي او كممثليين لوزارة الدفاع الى بلد اجنبي آخر او الى رئاسة
في واشنطن مرة كل سنتين اواربع سنوات كما هي الحال مع جميع المسؤوليين في
الدوائر الرسمية الحكومية . ويقوم الضابط المسؤل المنقول بتعريف الضابط
الذي سيخلفه الى جميع عملائه قبل سفره ولكن العملاء يترددون حينذاك في
العمل مع رجل جديد ذلك لأنهم لا يميلون بعد ان اقاموا علاقات مقبولة مع
ضباط مسؤول الى التحول عنه الى غيره ويزداد هذا التردد في كثير من الأحيان
بسبب تعيين الوكالة ضباطا صغار السن لإدارة عملاء قدامى اثبتوا اخلاصهم
وولائهم وبهذه الطريقة يستطيع رجل الاستخبارات الجديد ان يكسب خبرة من
عملاء لا يحتاجون الى توجيه وخلاصة القول ان معظم العملاء يشعروا بأن
التعامل مع ضابط تنقصه الخبرة يزيد في احتمالات القضاء على العملية ولهذا
فان عملية تغيير الضابط المسؤول يمكن ان تكون شائكة ولكنها لن تؤدي الى
الاضرار باي عملية مقررة وقدتتفادى الوكالة في حالات معينة وخاصة في
العمليات الحساسة مسألة تغيير الضابط المسؤول عنها لرغبات عميل له مكانه
عالية .
انهاء التعامل مع الجاسوسلابدلكل عملية سرية من نهاية (
العمليات التي تعتمدعلى نشاط العملاء ) قصيرة الامد وكثيرا ما تنتهي بصورة
مفاجئة فقد يموت العميل لأسباب طبيعية او نتيجة لحادث . وقد يعتقل ويسجن
او ربما يعدم . وفي مثل هذه الحالة ينصب اهتمام رجال الوكالة على حماية
مصالح مؤسستهم ويكون هذا عادة بانكار كل زعم بأن ذلك الرجل كان عميلا سريا
للحكومة الامريكية ( تضطر الوكالة نفسها في بعض الاحيان الى انهاء العملية
( التخلص من العميل ) وقرار انهاء العملية انما يتخذه رئيس المكتب في
البلد الذي تجري فيه العملية بموافقة رئاسة الوكالة وقد يعود السبب في
انهاء كل علاقة مع العميل الى فقدانه سبيل الوصول الى الأسرار التي تريد
الوكالة الحصول عليها او الى عدم الاستقرار العاطفي او عدم الثقة مما يهدد
العملية بالفشل او يؤدي الى هتك حجاب السرية وهناك سبب آخر ربما كان اهم
هذه الأسباب مسألة عدم الركون سياسيا الى الرجل ذلك حين يشتبه بأنه عميل
مزدوج او انه اصبح كذلك او بات فريسة لاستخبارات الخصم .
ويمكن شراء العميل العديم الفائدة وغير المستقر اذا اقتضت الضرورة ثم اسكاته عن طريق التهديد .
جواسيس مابعد 11سبتمبرمحفوظ لمنتديات صحبة نت
كشفت مجلة "التجسس العالمي" الأميركية في تقرير لها أن هناك فرقة
تسمى (SAD) يجري تدريبها في "كامب بيري" وهو معسكر قرب وليام سبورغ
(فرجينيا) يشكل مركزاً للتدريب الخاص ب"السي آي أي" إضافة إلى بوينت هارفي
في نورث كارولاينا.
ويؤكد جيفري ريشيلسون، الكاتب المؤرخ الذي اختص بتاريخ التجسس، أن هذه
الفرقة (SAD) تقوم بمهام متنوعة وهي تضم بعد إنشائها حديثاً، 200 ضابط تم
تقسيمهم على شكل مجموعات عدة هي: مجموعة العمليات الخاصة، مجموعة تدريب
الأجانب، مجموعة الدعاية والعمل السياسي المختصة بمعالجة المعلومات ونشر
المعلومات المطلوبة، مجموعة الكومبيوتر التي تختص بحرب المعلوماتية،
ومجموعة هيئة إدارة الممتلكات (PMS) التي تختص بترتيب تأسيس شركات تجارية
أو شرائها وإعداد المكاتب التي تمنح غطاءً مناسباً لضباط فرقة (SAD) .
ويجري تجنيد هؤلاء الضباط من بين العسكريين الذين تقاعدوا أو استقالوا من
الجيش، وخصوصاً من العسكريين في "قوة دلتا"، ومن العسكريين الذين عملوا
خارج الولايات المتحدة في مهام خاصة.
هناك توصية واضحة إلى الإدارة الأمريكية تقضى بأن تقوم وكالة الاستخبارات
الأمريكية فى عهدها الجديد، وبعد تطهيرها من الدماء الفاسدة لشخصيات
مخضرمة، بمحاكاة دقيقة وحرفية لنظام عمل الجماعات الإسلامية الجهادية، كأن
تقيم الوكالة جمعيات للبر والتقوى ومنظمات لجمع التبرعات والهبات ومؤسسات
تربوية إسلامية تتجمع فى داخلها وحدات وفرق من أعداد صغيرة من ضباط
مخابرات يتحدث أعضاؤها اللغات المحلية ويمارسون شعائر الدين الإسلامى
وتتولفر فى كل منهم حماسة وإيمان بالمهمة المكلف بها تماماً كحماسة عضو
الجماعة الإسلامية الجهادية . خلاصة القول، ينتهى نظام العمل بضباط
مخابرات متنكرين كرجال أعمال أو صحفيين أو رجال دين ويبدأ نظام العمل
بضباط شبان يسعون نحو المغامرة والمخاطرة بحياتهم ويرتدون ثياباً إسلامية
ويمارسون شعائر المسلمين إن دعت الحاجة لإتقان التخفى، أى يذوبون فى
المجتمعات الإسلامية والعربية. هكذا لن يحتاج العمل الاستخباراتى إلى خطة
عظمى يقرها رئيس الدولة أو الكونجرس وربما لا يحتاج إلى جهاز استخباراتى
فى واشنطن يخطط عن بعد. فلكل فريق أو وحدة فى الميدان خطة تتجدد يومياً
حسب التطورات ولا تخضع لترتيبات من جهة عليا إلا بقصد إطلاع القائد
العسكرى الأمريكى الذى يقع ميدان عمل الوحدة المصغرة بها ضمن اختصاصه.
سموووكي تو
ان الاعلانات المستمرة عن العروض السخية التي تقدر بالملايين للبحث
عن قيادات اسلامية ماهي الا احدي الوسائل الحديثة للتجنيد في وكالة
الاستخبارات الامريكية.