[size=12][b]ماذا حدث بعدما عدتم لنقطة الإنزال؟
في
ميناء العقبة قبضت علينا المخابرات الأردنية فقد أدركت أن هذا الهجوم لابد
أنه انطلق من أراضيها، وكانت القصة التي ينبغي أن نذكرها في هذه الحالة هي
اننا ضفادع بشرية مصرية ألقتنا هليكوبتر قرب إيلات وكان من المفترض أن
تعود لالتقاطنا لكنها لم تفعل وأن لدينا توصية بتسليم انفسنا لأشقائنا في
الأردن لإعفائها من حرج استخدام أراضيها في تنفيذ هجوم عسكري دون علمها،
لكن المخابرات الأردنية لم تستسغ هذه القصة فقاموا باقتيادنا نحن الأربعة
بجفاء إلى أحد مقراتهم في عمان ويدعى (القلعة).
وكيف كان وقع ذلك عليكم؟
لم نكن نصدق فالأردن دولة عربية أولا وثانيا فقد تعرضت هي أيضا للنكسة وتم احتلال جزء من أرضها فكيف يعاملوننا بهذا الشكل.
وماذا عن القاهرة؟
وصلت
هذه التطورات للسفارة المصرية في عمان عبر الضابط الأردني الذي تعاون معنا
فقام اللواء إبراهيم الدخاخني وكان من المخابرات المصرية بمخاطبة
المخابرات الأردنية للإفراج عنا لكنهم أجابوا بأنهم لا يملكون أي معلومات
عنا وأننا لسنا محتجزين لديهم!
كانت
هذه معلومات في غاية القلق للسفارة المصرية التي شعرت بأن ثمة مخطط للتخلص
منا، وقتها كان يعقد في القاهرة مؤتمر الملوك والرؤساء العرب فقام الفريق
محمد فوزي بإبلاغ الرئيس عبدالناصر باحتجازنا في الأردن فقام الرئيس
عبدالناصر بوقف المؤتمر للراحة واصطحب الملك حسين ملك الأردن في غرفة
جانبية وأبلغه أن المخابرات الأردنية تحتجز رجال الضفادع البشرية المصرية
الذين نفذوا العملية في إيلات وأنه – أي الملك حسين – سيظل ضيفا على مصر
إلى أن يتم الإفراج عنا ونعود إلى مصر.
وعلى
الفور أصدر الملك حسين تعليماته فشعرنا نحن بتغير المعاملة ففتحت لنا
الأبواب وحصلنا على الطعام والملابس بعد أن قضينا 12 ساعة بملابس الضفادع
البشرية وبملح البحر في قلعة المخابرات الأردنية وهي شاهقة الارتفاع حتى
إن الثلج كان يغطي أجزاء منها وكل ذلك في برد فبراير القارص.
وتم الإفراج عنا بالفعل حيث سُلمنا لقائد العملية اللواء مصطفى طاهر رحمه الله ونُقلنا من عمان إلى لبنان ومنها إلى القاهرة.
وحصلنا بعد عودتنا على وسام النجمة العسكرية وكان وقتها أعلى وسام عسكري يُمنح للأحياء.
وفي
سجلات التاريخ العالمي صُنفت هذه العملية كواحدة من أنجح عمليات الضفادع
البشرية في ميناء معادي من حيث النتائج ومن حيث عودة الأفراد سالمين.
في هذا العام توفى الرئيس عبدالناصر؟
نعم..
بعد عملية إيلات الثانية بستة أشهر توفى عبدالناصر وتسلم الرئيس السادات
الحكم فكان أول عمل قام به هو زيارة القوات البحرية وطلب رؤية رجال
المهمات الخاصة وأمر بترقيتنا استثنائيا مرتين من الملازم أول إلى رتبة
الرائد، وقال "المرة الجاية عايزكم في حيفا".. وكان هذا يعني لنا ببساطة
انه مصمم على الحرب من أول يوم.. وهو على عكس الانطباع الذي أعطاه للعالم
كله بأنه غير قادر على اتخاذ قرار الحرب[/b][/size]