Admin Admin
عدد الرسائل : 6019 العمر : 124 الموقع : ساحات الطيران العربى الحربى نقاط : 10224 تاريخ التسجيل : 05/10/2007
| موضوع: المخابرات العامة ودورها فى خطة الخداع الرئيسية الثلاثاء فبراير 09, 2010 4:56 pm | |
| المخابرات العامة ودورها فى خطة الخداع الرئيسية "أكثر تفصيلا هنا" وطوال الاشهر التالية نشط عملاء المخابرات في (سيناء) و (تل أبيب) و(القدس) وفى صفوف الجيش الاسرائيلي نفسه لجمع الصور والوثائق والاقوال والخرائط وحتى الشائعات لتغذية الجهاز بأكبر قدر ممكن من المعلومات التى هى عصب العمل فى ذلك العالم السرى الغامض وعنوان التفوق فيه .... ثم حانت لحظة اختبار طارئة في شتاء 1972م عندما هطلت الامطار فى غزارة غير طبيعية على (القاهرة) مما أدى إلى تعطل بعض المرافق الحيوية في العاصمة وغرق السيارات حتى نصفها في ميدان التحرير نفسه وانقطعت الاتصالات الهاتفية مع التيار الكهربي فى عدد من الاحياء المكتظة بالسكان مما دعا الكاتب الساخر (أحمد بهجت) إلى كتابة مقال لاذع في جريدة الاهرام للسخرية من هذا الموقف وختمه بسؤال عما يمكن أن يحدث لو تكررت هذه الأمطار الغزيرة ونحن فى قلب الحرب .... والتقطت المخابرات العامة هذا التساؤل وطرحته في اجتماع خاص ناقش الفكرة بجدية تامة ثم تقدم بتقرير خاص في هذا الشأن للاجهزة المسئولة مع فكرة ذكية خطرت للرجال لاستغلال الموقف لصالح خطة الخداع .... وفى أول حديث عام للرئيس بعد نشر المقال وبناء على توجيهات تقرير المخابرات العامة أشار إلى ما كتبه (أحمد بهجت) إلى أن هذا التسأول مثير للدهشة لأن الحرب ستؤدى حتما الى تخريب أكثر بشاعة ثم انتقل بسرعة إلى نقطة أخرى وكأنما يلقى تعليقا عابرا والتقط الاسرائيليون الطعم واتسعت ابتسامتهمفى زهو وظفر لأن عبارة الرئيس تعنى أنه واثق من أية حرب قادمة ستمتد حتما إلى العاصمة وتعنى بالتبعية أنه يخشى إندلاع مثل هذه الحرب وسيتردد كثيرا فى إشعالها.... وكان هذا بالضبط ما تريد لهم المخابرات العامة أن يفهموه وهذا مجرد اختبار عابر أما الاختبار الحقيقى لنجاح الخطة وبراعتها فكان فى الفترة التى سبقت حرب أكتوبر بعدة أشهر ففى تلك الفترة كانت الاستعدادات الأخيرة للحرب تجرى على قدم وساق وأخطر ما يمكن أن يحدث هو أن ينتبه الإسرائيليون إلى هذا أو أن يستنتجوا حتى أنه يحدث ، وكان على رجال الرئيس أن يدرسوا كل موقف وكل مشكلة وبمنتهى الدقة في محاولة للبحث عن وسيلة لعلاج هذا أو إخفاء ذاك أو التمويه على تحركات ما فى مكان ما .... وكانت اجتماعاتهم تمتد في بعض الاحيان إلى ما يزيد على الساعات العشر المتصلة التى لا تتخللها سوى دقائق معدودة لتناول طعام بسيط أو لإرتشاف أقداح الشاى أو القهوة .... ولكنهم وفى كل مرة كانوا يحطمون المستحيل وينتصرون على الموقف ويجدون حلا لكل مشكلة .... وبدأ هذا مع مشكلة تدريب الجنود على خطة العبور بعد أن جمع عملاء المخابرات على مدى سنوات عديدة معلومات تكفى لبناء عدة نماذج متفرقة لعدة قطاعات من خط (بارليف) فى الصحراء الغربية فلو أن أحد عملاء العدو أو جواسيسه أمكنهم الاطلاع على هذه التدريبات أو حتى معرفة موقعها فقد يفسد هذا عملية العبور كلها عندما يحين الوقت المناسب .... لذا فقد أحاط رجال المخابرات مناطق التدريب بعدد من الخيام البالية والاكشاك الخشبية المتهالكة وأمام كل هذا ألقوا على نحو يوحى بالإهمال بلافتة خشبية قديمة مالت على نحو مثير للشفقة واختفى جزء منها في الرمال وهى تحمل عبارة تقول " المؤسسة المصرية لاستصلاح الأراضى " بحروف بارزة تجمعت عليها الأتربة وتساقط منها بعض النقاط كما لو أنها سقطت بفعل الرياح وتعاملت معها عوامل التعرية بقسوة.... وكان من الطبيعى أن يتجاهل العدو هذه المناطق خاصة وأن معدات التصوير الجوى عنده قد أظهرت العبارة نصف المطمورة فى الرمال ورصدت تلك العربات القديمة التى تحمل اسم شركة مقاولات أنشئت خصيصا لهذا الغرض وهى تحمل العمال إلى الموقع دون أن يدرك الإسرائيليون ألم تكن عقارب الساعة قد تجاوزت العاشرة صباحا في ذلك اليوم الشديد الحرارة من أيام يوليو 1971م عندما انتبه سكان المنطقة المحيطة بمبنى المخابرات العامة المصرية إلى أن المكان يستعد لاستقبال زائر غير عادى فقد تضاعفت إجراءات الامن وبدت ملحوظة على غير المعتاد واحتلت ناصية الشارع المؤدى إليه سيارة كبيرة من سيارات الشرطة وحولها عدد من الضباط ورجال المرور وظهر عدد من الرجال في ثياب مدنية عند بوابة المبنى وملامحهم تحمل ذلك الجمود الذى لا يشف قط عما تنطوى عليه نفوسهم في حين تختفى عيونهم خلف مناظير داكنة أضفت عليه مزيجا من الغموض والرهبة يتناسبان بحق مع المكان الذى يغلفه الصمت والسكون طوال الوقت تقريبا كما لو كان أطلالا مهجورة على الرغم من كل ما تموج به أعماقه من نشاط جم لا يتوقف ليلا ولا نهارا ،،، ولم يكن الامر بحاجة إلى الكثير من الاستنتاج لمعرفة هوية ذلك الزائر بل ولم يكن هناك وقت للتفكير والتخمين فلم يكد رجال الامن يستقرون في مواضعهم حتى أسرع رجال المرور بإيقاف سيل السيارات لإفساح الطريق لموكب الزائر الذى ظهر بسرعة واتخذ طريقه نحو المبنى وعبر بوابته الرئيسية التى أغلقت بعدها وتلاشت مع إغلاقها مظاهر الأمن والحراسة أو إنها لم تعد علانية في نفس الوقت الذى سمح فيه رجال المرور للسيارات بمواصلة السير فانطلقت تتدفق كنهر ميكانيكى وكل ركابها يبتسمون فى ارتياح بعد أن تعرفوا وجه رئيس الجمهورية فى ذلك الحين الرئيس (أنور السادات) وأدركوا أنه في طريقه لزيارة المخابرات العامة ...... وكان من الطبيعى أن يذهب رئيس الجمهورية كل حين وأخر لزيارة رجال المخابرات فى عرينهم على الرغم من اجتماعاته مع رئيس الجهاز والتقارير اليومية التى ترد إليه منه فزيارته لهم تختلف كثيرا عن زيارتهم له .... إنه يستطيع بينهم أن يلمس ذلك الجهد الخرافى الذى يبذلونه طوال الوقت والذى تصله نتائجه أولا فاولا كما انه سيجد هناك كل ما يحتاج اليه أو يرغب في معرفته دون إضاعة لحظة واحدة في إحضاره من المبنى إلى القصر الجمهورى ومع وجود كل الامكانات الحديثة المتاحة داخل المكان والتى يصعب نقلها لضخامة حجمها أو حساسية تشغيلها والتعامل معها ... ثم إن هذه الزيارة بالذات كانت أكثر منطقية بعد أن هدأت الامور التى اشتعلت فى منتصف مايو من العام نفسه وانتهت باستقرار (أنور السادات) على مقعد الرئاسة وإجراء تغييرات جوهرية بين معاونيه ووزرائه ومستشاريه ومع تحديده لموعد الزيارة طلب الرئيس عقد اجتماع خاص يضم كل رؤساء الاقسام في الجهاز بلا استثناء ... وفي هذا الاجتماع ترك الرئيس انطباعا لدى رجال المخابرات بأنه واحد مثلهم يتحدث لغتهم ويفهم مشاعرهم وأحاسيسهم ويدرك طبيعة عملهم والتضحيات التى يبذلونها من أجله و...
وحانت لحظة طرح الافكار والإفصاح عما في الصدور ... وكعادته كلما استعد لاستجماع ما لديه وتسديد أهدافه بدقة أشعل الرئيس (السادات) غليونه فى تأن ونفث دخانه في بطء قبل أن يدير عينيه في الحاضرين ويشرح لهم السبب الحقيقي للاجتماع ... لقد طرح عليهم رأيه فى ضرورة وضع خطة بالغة الدقة والسرية للتمويه على جهاز المخابرات الاسرائيلي وخداعه كوسيلة حتمية لدحر الجيش الاسرائيلي الذى أحاط نفسه بهالة اسطورية وهمية أوحت بأنه أقوى جيوش العالم .. وعلى الرغم من أن الاجتماع قد استغرق ما يزيد على الساعات الخمس إلا أنه اقتصر على مناقشة بعض الافكار ومراجعة بعض المعلومات ووضع الخطوط العريضة لخطة الخداع ولم يتطرق قط إلى تفاصيلها التى ترك الرئيس مهمة وضعها للرجال الذين انتقاهم بدقة ووضع على كاهلهم المسئولية كاملة.... وانصرف الرئيس عائدا إلى مقر الرياسة وترك رجاله الذين واصلوا الاجتماع لثلاث ساعات أخرى قبل أن يصدر قرار بالإجماع ببدء تنفيذ أضخم خطة فى تاريخ المخابرات العامة ،،، التمهيد لحرب أكتوبر 1973
ولم يكن هينا أو بسيطا فكل خطوة وكل نقطة ينبغى دراستها بمنتهى الدقة والاهتمام والتعامل معها على نحو بالغ الحذر بحيث يمكن إعداد الجيش للحرب وتمهيد الطريق لها واتخاذ كل الخطوات الضرورية اللازمة دون أن يشعر جهاز المخابرات الاسرائيلي أو أية أجهزة أمنية أخرى للعدو بحدوث هذا.... باختصار ينبغى إحضار فيل ضخم وتمريره تحت أنف نمر يقظ دون أن يشم ذلك النمر حتى رائحته أو ينتبه إلى وجوده وعلى الرغم مما يبدو عليه الامر من استحالة الحدوث انطلق رجال الرئيس فى عملهم بمنتهى الحماس كما لو أنهم على أتم ثقة بقدرتهم على إنجاز هذا العمل الرهيب وتحطيم حاجز المستحيل... و يتصوروا لحظة واحدة أن هؤلاء العمال الزائفين هم في الواقع جنود (مصر) البواسل في سبيلهم للتدرب على اقتحام نماذج خط (بارليف) وتدميرها .... وعندما كان من الضرورى إرسال قوافل الدبابات إلى الجبهة درست المخابرات الموقف ونصحت بإتخاذ قرار بنقل ورش التصليح الرئيسية إلى الخطوط الأمامية ثم بدأت الدبابات تصاب بأعطال عديدة تستلزم ذهابها إلى ورشة الإصلاح فى طوابير واضحة معلنة على نحو خدع جواسيس العدو وعيونه الذين تصوروا أن كل هذه الدبابات فى طريقها إلى الورشة بالفعل حتى كانت لحظة الحرب التى انطلقت فيها الدبابات بعد أن استعادت نشاطها وقدراتها بغتة لتعبر القناة وتواجه دبابات العدو على الضفة الشرقية وتكبدها أكبر خسائر فى تاريخها العسكرى .... أما معدات العبور الهدف الرئيسى لكل عملاء وجواسيس العدو فقد استغل رجال الرئيس فى أمرها تلك الفكرة التى كونها العدو عن ضعف خبرتنا وكفاءتنا فسربت تقريرا سريا يحدد كمية مبالغ فيها من المعدات باعتبار أن هذا العدد هو الذى حدده الخبراء المصريون وتم استيراد هذه الكمية بالفعل على نحو أثار سخرية العدو الاسرائيلى وتندره على هؤلاء الخبراء الذى لا يمكنهم حتى إجراء مثل هذه الحسابات خاصة وأن الشحنة وصلت ميناء الأسكندرية بالفعل وتم استلامها على نحو بالغ الإهمال وبإجراءات أمنية توحى بالاستهتار واللامبالاة وظلت ملقاة على رصيف الميناء حتى المساء عندما أتت سيارات الجيش لنقلها إلى منطقة صحراوية فى ضاحية (حلوان) وتم تكديسها على مرمى البصر من طريق ممهد وغطاها الجنود بشباك مهترئة تكشف منها أكثر مما تستر .... ووسط كل هذا الاهمال كانت الخطة الحقيقية تدار ببراعة مدهشة تستحق إعجاب العدو قبل الصديق.... لقد نقلت سيارات الجيش الكمية الزائدة من المعدات فحسب وتم تخزينها فوق مصاطب خاصة جعلتها تبدو فى ضعف حجمها الاصلى فيما قامت سيارات أخرى تحمل شعار شركة مقاولات خاصة بنقل الكمية التى تحتاج إليها عملية العبور فى أثناء تظاهرها بنقل بضائع أخرى تم وضعها على رصيف الميناء بالقرب من معدات العبور واتجهت بها إلى الجبهة مباشرة ... وحتى فى الجبهة نفسها كانت خطة الخداع مستمرة.... فعلى سبيل التمويه صنع الفنيون فى الجيش المصرى عددا كبيرا من الهياكل الخشبية لدبابات وعربات مصفحة وعربات رادار أخفوها داخل حفر شبيهة بتلك التى توضع وضحك الإسرائيليون حتى أحمرت عيونهم وانتفخت صدورهم على هذه الخطة الساذجة التى انكشفت لخبرائهم بكل سهولة .... ولكن لم تكد الحرب تندلع حتى تحولت ضحكاتهم إلى شهقات دهشة وعضات كادت تقتلع الشفاه عندما اتضح لهم بعد فوات الآوان أن تلك النماذج الخشبية كانت تخفى فى جوفها القوارب المطاطية والأجزاء العائمة التى برزت فجأة من باطن الأرض عندما حانت لحظة العبور .... وحتى المشكلات المحتملة لم يهملها رجال المخابراتفى حساباتهم فقبل اندلاع حرب أكتوبر بثلاثة شهور طرح أحد الرجال فكرة أرتفاع استهلاك المصابيح اليدوية فى أثناء فترة الاظلام الاجبارية التى تصاحب فى المعتاد اندلاع الحروب وأكد أن السوق سيحتاج حتما إلى كميات منها قبل بدء المعركة واو تم استيراد هذه الكميات على نحو رسمى سترصد أجهزة مخابرات العدو هذا وتستنتج منه أننا نستعد للحرب لذا فمن الضرورى البحث عن وسيلة للحصول على هذه المصابيح دون استيرادها بالطرق الرسمية .... وبعد أيام قليلة من طرح المشكلة التقى أحد المهربين بشاب حاذق على دراية كبيرة بمسالك الصحراء وخلجان الشاطئ وساعده هذا الشاب على تهريب كمية من قطع غيار السيارات مما عقد أواصر الصداقة بينهما فتم الاتفاق بينهما على تهريب صفقة ضخمة من المصابيح اليدوية واستأجرا لهذا الغرض ثلاثة مخازن بالفعل واحد فى الصحراء الغربية والثانى فى بدروم فسيح فى (الأسكندرية) والثالث عبارة عن جراج فى (العباسية) فى (القاهرة) .... وتم كل شئ بنجاح ووصلت الصفقة بالفعل وتعامل معها الشاب بحذر بالغ وعلى الرغم من هذا فقد أطبقت عليهم الشرطة فى أثناء نقل الشحنة ألقى القبض عليهما وتمت مصادرة المصابيح – طبقا للقانون – وطرحت للبيع فى المجمعات الاستهلاكية بأسعار مخفضة متواضعة قبل اندلاع الحرب بشهر واحد .... وغنى عن الذكر أن ذلك الشاب الحاذق لم يكن سوى واحد من عملاء المخابرات العامة المدربين .... ومع اقتراب الحرب أكثر وأكثر راحت خطة الخداع تسير بخطوات أوسع وتلتقط أنفاسها فى حرارة وحماس .... لقد قدر الخبراء – آنذاك – أن عملية العبور ستؤدى إلى إصابة نصف قوات الموجة الأولى ثم يتناقص العدد تدريجيا مع الموجات التالية وهذا ما لم يحدث بالفعل عندما تم العبور إذ لم تتجاوز نسبة الخسائر 10% ولكن الخبراء رأوا أن هذا سيستلزم إخلاء عدد من المستشفيات المدنية مع قيام الحرب للمساعدة فى عمليات استقبال الجرحى والمصابين .... ولأنه من المستحيل أن يتم هذا دون أن ينتبه العدو وبشدة إلى استعدادات قيام الحرب فقد هب رجال المخابرات لبحث المشكلة وتقديم النصيحة المناسبة بشأنها .... وفى اليوم التالى مباشرة قررت إدارة شئون الضباط فى القوات المسلحة بتسريح ضابط طبيب من الخدمة ولم يكد هذا الطبيب يعود إلى الحياة المدنية حتى تسلم وظيفته السابقة فى وزارة الصحة وتم تعيينه فى مستشفى (الدمرداش) الذى وقع عليه الاختيار ليكون أول القائمة .... ونظرا لكفاءة ومهارة هذا الطبيب فقد كشف بعد تسلمه العمل بفترة قصيرة أن ميكروب التيتانوس يلوث معظم عنابر المستشفى فأسرع بتقديم مذكرة فى هذا الشأن دارت حولها مناقشات ومحاورات ليومين كاملين وبعدهما تم إخلاء المستشفى تماما من المرضى لتطهيره من الميكروب .... وفى اليوم التالى مباشرة نشرت جريدة الأهرام الخبر وتساءل أحد الصحفيين عما إذا كان التلوث قد وصل إلى بعض المستشفيات الأخرى أم لا وبناء على ما جاء بالمقال صدر قرار بإجراء تفتيش على باقى المستشفيات ولم يكد أول أكتوبر يأتى حتى كان العدد المطلوب من المستشفيات قد تم إخلاؤه نهائيا ونشرت جريدة الأهرام تحقيقا علنيا حول هذا الأمر مع صور للأسرة الخالية وعمليات التطهير المستمرة .... ومع بداية أكتوبر 1973م وصلت خطة الخداع إلى ذروتها وارتفعت درجة حرارتها إلى الخط الأحمر فقد حملت الصحف إعلانا عن رحلات عمرة رمضان التى يقوم بها الضباط والجنود من خلال القوات المسلحة وطلب منهم الإعلان أن يتقدموا بطلباتهم فى نفس الوقت الذى وجه فيه المشير (أحمد إسماعيل) الدعوة إلى وزير الدفاع الرومانى لزيارة (مصر) يوم الإثنين 8 أكتوبر أعلن فى بيان رسمى أنه سيكون فى استقباله شخصيا لدى وصوله إلى مطار (القاهرة).... وفى نفس الفترة تقريبا أعلن بصفة رسمية عن الإستعداد لإستقبال الأميرة الإنجليزية (مارجريت) التى أبدت رغبتها فى زيارة (مصر) صباح الأحد 7 أكتوبر وطارت طائرتها بالفعل من (لندن) إلى (روما) وبلغ الأمر حدا اجتمع فيه رجال المخابرات المصرية مع قائد الجناح الجوى (بارينكوت) الملحق بالسفارة البريطانية فى الساعة الواحدة بعد ظهر السبت 6 أكتوبر لرسم خط سير الطائرة وتأمين وصولها وهم يعلمون أكثر من غيرهم أن مطار (القاهرة) سيتم إغلاقه فى الثانية وخمس دقائق بالتحديد عند نشوب الحرب .... أما قائد القوات الجوية – حينذاك – اللواء (محمد حسنى مبارك) فقد كان يعتزم زيارة الجمهورية العربية الليبية بصحبة عدد من ضباط السلاح الجوى المصرى يوم الجمعة الخامس من أكتوبر كما أبلغ السلطات الليبية لاسلكيا إلا أن ظرفا قهريا حال دون قيام الرحلة فى موعدها فتقرر تأجيلها إلى عصر اليوم التالى السادس من أكتوبر 1973.... وقبل هذا الموعد بساعات معدودة كان الطيران المصرى يعبر قناة السويس ويعلن بدء معركة المصير .... وفى نفس اللحظة التى كان فيها أحد الجواسيس المصريين فى الصفوف الأمامية للجيش الإسرائيلي يبلغ القوات المصرية أولا فأولا عن الأهداف التى ينبغى قصفها والتى صرخ فيها (موشى دايان) وزير الدفاع الإسرائيلى فى وجه الجنرال (شموئيل جزنين) قائد جبهة (سيناء) ليوبخه على فشله فى تشغيل أنابيب النابالم إشعال النيران فى مياه القناة دون أن يدرى أن المصريين قد أفسدوا فاعليتها بخطة مدهشة كان الرئيس ( أنور السادات ) يشعل غليونه فى مقر قيادة المعركة وينفث دخانه المعطر فى استمتاع ظافر وهو يتابع أخبار القتال ،،، وفى أعماقه اتخذ الرئيس قراره بضرورة مكافأة الرجال الذين كان لهم الفضل بعد الله (سبحانه وتعالى) فى تحقيق عامل المفاجأة وخداع العدو ونجاح عملية العبور . | |
|