الإعلان المفاجئ لوزارة الخارجية المصرية عن استعداد مصر لاستقبال حملة
"أسطول الحرية لغزة" والتي تحركت من تركيا صوب غزة عبر البحر السبت الماضي
22/5/2010م... والتي أعلنت عنها جمعية حقوق الإنسان والحرية التركية
للمساعدات الإنسانية وعدد من المنظمات الدولية...!! ودون أن يطلب منظمي
الحملة ذلك... أثار لدى منظمي الحملة والمتابعين لملف الحصار الظالم لغزة
العديد من الشكوك والتساؤلات وعلامات الاستفهام عن مغزى هذا التحرك ولمصلحة
من؟ خاصة وأن الجميع يعلم أن سجل النظام المصري الحالي ودوره في تشديد
الحصار على أهل غزة سجل غير مشرف بل يتنافى مع كل الأعراف والتقاليد
الإنسانية والدينية... من ذلك على سبيل المثال :
(1) يوم الجمعة ليلة العدوان على غزة في 27 ديسمبر2008م أبلغ بعض المسئولين
المصريين حماس بأن الصهاينة لن يشنوا هجوم على قطاع غزة خاصة أن يوم السبت
عطلة رسمية ودينية عند اليهود... فإذا بالصهاينة ظهر يوم السبت يوم عيدهم
يشنون عدوانهم الغاشم على قوات الأمن والشرطة ... وخرج أبوالغيط على
الصحافيين محملاً حماس المسئولية كاملة عما حدث وسيحدث مدعياً عليهم كذباً
أنهم هم من نقض التهدئة ورفض تمديدها... واستمرت المحرقة الصهيونية 23
يوماً ضد قطاع غزة، وراح ضحيتها أكثـر من 1450 شهيد و5500 جريح، ودمرت 5000
منزل و45 مسجد بالكامل، بخلاف البنية التحتية لغزة ومقار الحكومة والشرطة
والمؤسسات الخيرية.
(2) حينما اشتد القصف الصهيوني طالب البعض بعقد قمة عربية لأخذ موقف عربي
موحد من هذا العدوان فقامت الخارجية المصرية بمحاربة هذا التوجه، وحينما
نجح أمير قطر في أخذ موافقة بعض الدول العربية على عقد القمة في الدوحة قام
النظام المصري بالضغط على بعض الدول للانسحاب من القمة حتى لا يكتمل
النصاب القانوني لعقدها وتم عقد القمة بمن حضر ... وبكل بجاحة ووقاحة وقف
أبوالغيط ليعلن أن مصر هي التي أفشلت عقد القمة.
(3) لمحاصرة نتائج قمة الدوحة وقمة الكويت وبدلاً من أن تتم المساعدات وفق
آليات عربية وإسلامية خالصة ولمنع وصول أية مساعدات إلى غزة قام النظام
المصري بالدعوة إلى مؤتمر دولي في شرم الشيخ من أجل إعادة إعمار غزة وتم
عقد المؤتمر في 2/3/2009م وأعلن أبو الغيط في ختام المؤتمر أن إجمالي
المبلغ الذي تعهد به المشاركين وصل إلى خمسة مليارات و200 مليون دولار من
أجل إعمار غزة ...وأن هذه التعهدات ستدفع على مدى العامين القادمين.......
وحتى هذا اليوم ومنذ ذلك التاريخ لم يذهب إلى غزة دولار واحد!!.
(4) على الرغم من دعوة المشاركين في مؤتمر إعمار غزة المشار إليه أعلاه إلى
"الفتح الفوري والكامل وغير المشروط لكافة المعابر مع قطاع غزة ....
بالإضافة إلى الدعوات المتكررة لجامعة الدول العربية والمنظمات الدولية
واستناداً لنصوص القانون الدولي الملزم لكل الدول بالتدخل لوضع حد لهذا
الحصار الظالم ، وقبل هذا كله مناشدة علماء المسلمين لمصر بفك الحصار
احتراماً لقواعد الدين وحقوق الأخوة وصلة الرحم ... رغم كل ذلك وبدلاً من
أن يقوم النظام المصري بفتح معبر رفح تنفيذاً لذلك ... فإذا به يقوم بتدشن
جدارًا عازلًا فولاذيًّا تحت الأرض بعمق 18 متراً تحت الأرض مقاوم للقنابل
بتمويل أمريكي مع عازل مائي للقضاء بهدف إحكام الحصار المصرى على غزة من
الجنوب بعد أن أحكمت إسرائيل قبضتها عليها شمالاً وشرقاً وغرباً، الأمر
الذي سيزيد من صعوبة الحياة بالنسبة للفلسطينيين فى القطاع ويجوّع مليوناً
ونصف مليون فلسطينى بهدف تركيعهم لسطوة إسرائيل، واستنفارهم ضدحماس، لصالح
أبومازن وزمرته الفاسدة.
(5) اختلاق الأعذار ووضع العقبات التي تحول دون وصول أية قوافل إغاثية إلى
غزة إلا بشق الأنفس وخير دليل على ذلك ما حدث مع قافلة شريان الحياة
الثالثة بقيادة الرجل الفولاذي النائب البريطاني جورج جالوي والتي أجبرها
النظام المصري على تغيير خط سيرها وبعد أن استجاب منظمي الحملة بعد وساطة
تركية ورغم العذاب والإرهاق الذي الم بالمشاركين في الحملة استقبلها رجال
النظام المصري بالحجارة والبارود على مرأى ومسمع من العالم وبعد مصادرة بعض
محتوياتها سمح لها بالدخول في 6/1/2010م ... رغم ذلك قال جالوي "إذا أمد
الله في أعمارنا فسنعود إليكم بمزيد من المساعدات إلى أن يفك هذا الحصار
الإسرائيلي".... فإذا بنا نرى أبوالغيط يعلن من واشنطن في يناير 2010م أن
“مصر لن تسمح لأي نوع من القوافل بعبور أراضيها مجددا مهما يكن مصدرها أو
نوعية القائمين عليها”.
(6) العمل دون كلل ولا ملل على تدمير ما تبقى من أنفاق إما بتفجيرها أو
بوضع ونشر الغازات السامة القاتلة داخلها الأمر الذي أدى إلى قتل أكثر من
150 قتيلاً وأكثر من 400 مصاب وجريح.
(7) محاربة ومحاكمة وتلفيق التهم لكل من عمل على مساعدة وإغاثة أهل غزة
أثناء وبعد العدوان فبعد الحكم على المجاهد مجدي حسين بسنتين سجن ... قام
النائب العام بإحالة خمسة متهمين من جماعة الإخوان المسلمين في قضية ما
يعرف بقضية"التنظيم الدولي للإخوان المسلمين " إلى محكمة أمن الدولة العليا
طوارئ لمحاكمتهم و هم: أشرف محمد عبد الحليم أمين عام مساعد نقابة الأطباء
، والشيخ وجدي غنيم ، والداعية السعودي عوض القرني، وإبراهيم منير أحمد
مصطفى ، وأسامة محمد سليمان - طبيب بشري ورئيس مجلس إدارة شركة الصباح
للصرافة.... أما الصهاينة المحكوم عليهم في قضايا تجسس وقضايا تهريب
المخدرات يعودون إلى إسرائيل بعد انتهاء التحقيقات معهم، وتكتفي مصر بوضعهم
علي قائمة الانتظار في حالة عودتهم لمصر مرة أخرى... فكما ذكرت "المصريون"
نقلاً عن مصدر مسئول أمني بجنوب سيناء، أن هناك نحو 100 إسرائيلي محكوم
عليهم غيابيًا بعقوبات بالحبس من 5 إلى 6 سنوات، وغرامات مالية تتراوح من 3
إلى 30 ألف جنيه، بعد أن ضبط بحوزتهم مخدرات في سيناء، إلا أن الجانب
المصري لم ينفذ الأحكام الصادرة بحق هؤلاء ... وإنه لم يتم حبس أحد من
هؤلاء الإسرائيليين.
(
ومما يبعث على الأسى والاشمئزاز قيام السلطات المصرية بمصادرة المواد
الإغاثية من مخازن نقابة الأطباء المصرية في العريش ... ومصادرة بعض الخراف
والعجول وبعض المواد الغذائية التي كانت مخزنة لدى بعض التجار بحجة منع
تهريبها إلى غزة بل مما يزيدك غماً على غم القيام بعرض هذه السلع في مزاد
علني ...!! الأمر الذي دفع ببعض العلماء إلى تحريم شراء هذه السلع أو
المشاركة في مثل هذه المزادات وأن هذه المزادات ستظل وصمة عار في جبين
النظام.
(9) التعاون والتنسيق الأمني مع الصهاينة وعصابة عباس بالرصد والمتابعة
والقبض على بعض أعضاء حماس ممن يعبرون معبر رفح والتحقيق معهم بمعرفة
الموساد وتعذيبهم بشكل مروع الأمر الذي أدى إلى وفاة يوسف أبو زهري شقيق
سامي أبو زهري الناطق الرسمي باسم حماس رغم ذلك مازال التعذيب مستمر مع
الباقين من أجل انتزاع اعترافاتهم عن هيكلية حركة حماس، ومصادر تمويلها،
نوعية الأسلحة التي تمتلكها كتائب القسام، مكان إخفاء الأسير الإسرائيلي في
قطاع غزة جلعاد شاليط... ومما يندى له الجبين ما كشفه وزير الداخلية
الفلسطيني في غزة فتحي حماد عن اعتقال الأجهزة الأمنية بقطاع غزة ضابطاً
مصرياً كبيراً تسلل إلى القطاع لجمع معلومات عن أبناء الشعب الفلسطيني
والحكومة ومهمات أخرى، مشيراً إلى أن الأجهزة الأمنية قامت بتسليمه إلى
السلطات المصرية.
هذا بعض مما دونه التاريخ في السجل الأسود للنظام المصري من أجل غزة وشعبها
... ومن ثم فلا غرابة في أن نتشكك نحن وكل المعنيين بفك الحصار عن غزة ...
بل نقول بكل يقين أن الإعلان المفاجئ من قبل الخارجية المصرية عن استعداد
مصر لاستقبال حملة " سفن أسطول الحرية لغزة " وبدون طلب من منظمي الحملة...
ما هو إلا استجابة لطلب الصهاينة لإنقاذهم وعدم إحراجهم أمام شعوب العالم
... بعد أن أيقنت إسرائيل أنها لن تستطيع تنفيذ تهديدها بمنع دخول سفن
القافلة إلى ميناء غزة أو الاعتداء عليها في عرض البحر ... خاصة أن الحملة
يرافقها أكثر من ستمائة شخصية عالمية من أكثر من أربعين دولة ستشارك في هذه
الرحلة, وما يزيد على تسعة سفن عملاقة منها 3 تركية و2 من بريطانيا وواحدة
من كل من اليونان وأيرلندا والجزائر والكويت, ومن بين المشاركين وفد لجنة
المتابعة في الداخل الفلسطيني يضم كلّ من محمد زيدان رئيس لجنة المتابعة
العليا للجماهير العربية، والشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية والشيخ
حماد أبو دعابس وأعضاء الكنيست حنين زعبي....
ألم يقل بنيامين بن اليعيزر وزير التجارة والصناعة الإسرائيلى وقاتل الأسرى
المصريين "إن الرئيس مبارك بمثابة "كنز استراتيجى بالنسبة لإسرائيل"