عدد الرسائل : 6019 العمر : 124 الموقع : ساحات الطيران العربى الحربى نقاط : 10224 تاريخ التسجيل : 05/10/2007
موضوع: مقابر الملوك في الدولة الحديثة وادي الملوك الأحد مايو 30, 2010 6:57 pm
مقابر الملوك في الدولة الحديثة وادي الملوك
اتخذ ملوك الدولة الحديثة مدينة طيبة عاصمة لهم وفضلوا المنطقة الجبلية المعروفة الان بوادي الملوك على الشاطئ الغربي لطيبة مكانا مختارا لحفر مقابرهم.ولم يختاروا هذه المنطقة عبثا فنحن نعرف ان المصري القديم قد وجه كل عنايته للمحافظة على الجسد فحنطوه ووضعوه في مكان حصين فكانت حجر الدفن تحت الهرم و داخله بالنسبة للملوك وحجرة الدفن تحت المقابر بالنسبة للافراد واختلفت بعد ذلك نظرية الملوك في تشييد مقابرهم بعد ان عاصروا سرقة محتويات الهرم في الدولة القديمة وبذلك لم يحقق الغرض الذي شيد من اجله وهو وقاية جثمان الملك والحفاظ على كل ما يودع فيه من ذخائر ونفائس من عبث اللصوص اما ملوك الدولة الوسطى فقد شيد بعضهم اهراما صغيرة نسبيا الا انهم تلمسوا الامان عن طريق تعقيد الممرات الداخلية الداخلية الموصلة الى حجرة الدفن داخل الهرم ولم تنجح هذه الطريقة ايضا في حماية جثمان الملك وما بداخل الهرم من اثاث جنائزي من عبث لصوص المقابر اصبح واضحا لملوك الاسرة 18 ان الطريقتين السابقتين لم تمنعا اللصوص من محاولة سرقة مقابر الفراعنة ولهذا كان من الضروري البحث عن طرق اخرى على امل ان يحفظ جثمان الملك او الملكة في مكان امين بعيدا عن اللصوص في بيته الابدي ولهذا لجأ الملوك الى نقر مقابرهم في تكتم شديد في صخر الجبل مخفية وراء الهضاب في وادي طيبة الغربية كان الوادي في ذلك الوقت المنطقة التي لايطرقها انسان او حيوان جدباء ليس بها نبات ولا ماء [size=25].اطلق المصري القديم على الضفة الغربية لطيبة في الدولة الحديثة اسماء متعددة منها:.
1)امنت نيوت:.بمعنى غرب المدينة 2)امنتت واست:.بمعنى غرب طيبة 3)امنتتك.اي الغرب 4)تاريت امنتت:.اي الجانب الغربي او الناحية الغربية 5)تاريت:.هذا الجانب او الناحية 6)تاريت ام نيوت:.هذاالجانب من المدينة
.اما وادي الملوك فكان يطلق عليه في الدولة الحديثة عدة اسماء نذكر منها:. 1)انت:.بمعنى وادي 2) تا انت:.بمعنى الوادي 3)را_ان_تا_انت:.بمعنى فم الوادي او مدخل الوادي 4)سخت عات:. اي الحقل الكبير ربما كان هذا رمزا يشير لحقول العالم الاخر التي يرغب ان يعيش فيها صاحب المقبرة
.كما اطلق المصري القديم على المقبرة الملكية في الدولة الحديثة عدة اسماء نذكر منها:. 1)باخر:. اي المقبرة 2) اخت نحح:. اي افق الخلود 3) ست نحح :. اي دار الخلود 4)ست ماعت :. اي دارالحق 5) ست عات :.اي الدار العظيم 6) تا _ست_بر_عا :. اي دار الفرعون 7)بجانب ست :. اي الدار
[/size]
اطلق الاغريق على مقابر ملوك الدولة الحديثة اسم syringes وهي بصيغة الجمع لكلمة syrinx وتعني المزمار الراعي وذلك لاحتواء مقابر ملوك هذه الدولة على ممرات طويلة تشبه مزمار الراعي. وقد زكر استرابون (عالم الجغرافيا الاغريقي)في القرن الاخير قبل الميلاد ان وادي الملوك به 40 مقبرة تستحق الزيارة.اما ديودور الصقلي فقد اشار الى 17 مقبرة فقط .واشار الرحالة الانجليزي ريتشارد بوكوك الذي زار مصر في عامي 1737/1738 م الى 14 مقبرة فقط وقد زكرها بدون زكر اسماء اصحابها ويعتبر بوكوك اول من كتب عام 1743م عن مقابر وادي الملوك في العصر الحديث . وتذكر بعثة نابليون 11 مقبرة فقط ويشير بلزوني الى 18 مقبرة اما التعداد الحالي للمقابر المكتشفة بوادي الملوك يصل الى 62 منها المقابر الملكية والغير ملكية
وقد استن ملوك الاسرة 18 سنة جديدة وهي اخفاء الجزء المخصص لدفن الجثمان الملكي في مكان غير معروف مهجور بوادي الملوك اما الجزء الذي خصص لاقامة الشعائر الدينية والشعائر التي تفيد المتوفي وهو معبد تخليد الذكرى فقد شيدوه بالقرب من الاراضي الزراعية على البر الغربي لمدينة الاقصر وذلك بخلاف ماكان متبعا من الاسرة ال20 فقد فضل فراعنة هذه الاسرة التخلي عن فكرة اخفاء مداخل المقابر وخاصة انه لم يحقق الهدف منه وهو الحفاظ على مومياواتهم وما بداخل المقبرة من اثاث جنائزي نفيس فقد اعتمدوا على صيانة مقابرهم بسد مداخلها بكتل ضخمة كما اشرفوا على حراستها لهذا نجد اختلافا واضحا بين مقابر الاسرة ال18 التي تركت ممراتها الامامية بدون نقوش او نصوص . يلاحظ ان توابيت ملوك الاسرة ال18 صغيرة بعكس توابيت ملوك الاسرة ال20 التي تتميز بطخامتها وثقل وزنها
ومقابر الفراعنة المحفورة او المنقورة في صخر الجبل بوادي الملوك تخص ملوك الاسرات الثامنة عشرة والتاسعة عشرة والعشرين ثم توقف الدفن هناك بعد ذلك على انه مما يستحق الذكر ان مومياوات اغلب ملوك الاسرة الحادية والعشرين وجدت في مخبأ كبير بالدير البحري عام 1881م مما يحتمل معه انها مدفونة في مكان ما بطيبة الغربية او بالقرب منها
كان تحتمس الاول هو اول ملوك الدولة الحديثة الذي اتخذ وادي الملوك مقرا لمقبرته الملكية وكان في هذا الوقت منطقة جرداء لا زرع فيها ولا ماء ولهذا اختارها وامر بأن تنقر في صخر الجبل مقبرته ويبدوا انه تكتم في البداية على بناء هذه المقبرة بدليل النص المنقوش على لوحة المهندس "انيني" والمحفوظة في مقبرته بمنطقة "شيخ عبد القرنة" في البر الغربي في طيبة
يقول النص" لقد اشرفت على حفر المقبرة الصخرية لجلالته بمفردي .لا احد رأى ولا أحد سمع" على ان من الصعب قبول ما ذكره انيني فالقبر كان معروفا ولو لعدد بسيط من العمال والفنانين كذلك اشترك بلا شك عدد غير قليل من كبار رجال الدولة في مراسم الدفن .والاراء التي تقول بأن الملك كان يستخدم اسرى حرب وأن العمل كان يتم اثناء الليل حتى لا يرى احد مكان القبر كلها افتراضات لا اساس لها من الصحة فاذا فرضنا جدلا بأن الملك كان يأمر بالقضاء على عماله من الاسرى الاجانب "هذا في حالة وجودهم" فماذا فعل في صناعة المهرة من المصريين؟ على الرغم من الاعتقاد السائد بأن الحكم القوي لملوك الاسرة ال18 كان يوحي بالامان بالنسبة لمقابر فراعنة هذه الأسرة الا ان نقل حتشبسوت لجثمان والدها تحتمس الاول من مقبرته واخفاء مومياؤه في مقبرتها لا يؤكد ذلك كذلك تبين ان مقبرة توت عنخ امون فتحت في الأزمنة القديمة فهناك اثار لفتحتين متعاقبتين واعيد طلاؤها بالملاط واكد ذلك وضع الاختام على المدخل فيبدوا ان اللصوص قد فوجئوا حين شرعوا في سرقتها كذلك هناك نص بالخط الهيراطيقي كتب على الجدار الجنوبي للصالة التي تسبق حجرة الدفن في مقبرة تحتمس الرابع ويرجع لعهد حور محب الذي اصدر تعليماته الى المشرف على اعمال الجبانة في ذلك الوقت المدعو"معيا" والى مساعده "جحوتي_مس" باعادة دفن الملك تحتمس الرابع في المسكن المقدس بالبر الغربي مما دعا الى نقل مومياء الملك مع مومياوات اخرى الى مقبرة الملك امنحتب الثاني . كل هذا يدل على انه رغم حكم الاسرة ال18 القوي لم تسلم مقابر الفراعنة من ايدي لصوص المقابر قد لاحظنا ان مبادئ ضعف السلطة الملكية وانهيار الحالة الاقتصادية وزيادة نفوذ كهنة أمون كان واضحا في السنوات الاخيرة من حكم رمسيس الثالث وبدأت الامور تسير من سئ الى أسوأ ولم يعد ملوك الاسرة ال21 قادرين على حراسة مومياوات اجدادهم المعرضة للنهب وللسلب ولذا فكروا في جمع هذه المومياوات الملكية ودفنوها حفاظا عليها في اكثر من مخبأ فقد عثر "أميل بروكش" وكان في ذلك الوقت مساعدا لماسبيرو في يوليو عام 1881م على مخبأ للمومياوات الشهير بالدير البحري وكان به 40 مومياء بدون الاثاث الجنائزي وذلك داخل مقبرة لسيدة تدعى "ان_حعبي" وهي صاحبة المقبرة رقم 330 بالدير البحري وكان من بين المومياوات التي عثر عليها مومياوات ملوك مصر العظام المحفوظة الأن بالمتحف المصري مثل (سقنن رع _ امنحتب الاول _ تحتمس الثاني _ رمسيس الاول _ سيتي الاول _ رمسيس الثاني _ رمسيس الثالث ........واخرين) وكان الفراعنة راقدين داخل توابيت خشبية سميكة خالية من كلى زخرف وليس عليها الا مايشير الى اسماء اصحابها .استطاع فيكتور لوريه victor loret بعد ان توصل سرا الى بعض المعلومات ان يكتشف عام 1898 م ان يكتشف مقبرة الملك امنحتب الثاني وكان بها 13 مومياء من بينها 9 فقط تخص فراعنة مصر نذكر منها ..بجانب مومياء صاحب المقبرة امنحتب الثاني _تحتمس الرابع _امنحتب الثالث_رمسيس الرابع والخامس والسادس ..واخرين ) ويرقد الجميع الان في صالة المومياوات بالمتحف المصري
عندما انهى بلزوني حفائره في وادي الملوك عام 1817م قال "رأى الراسخ انه لا يوجد مقابر اخرى مجهولة في بيبان الملوك" ثم قام بالحفر بعده العديد من العلماء امثال (شامبليون _و ولكنسن وهو اول من اعطى ارقاما لمقابر الملوك _وبيرتون_ وروزليني _ ورولنسون _ ولبسيوس..واخرين) وأكدوا رأي بلزوني من ان الوادي قد لفظ كل ما فيه . وعندما اكتشف لوريه عام 1898م مقبرة امنحتب الثاني بما فيها من المومياوات الملكية اقنع هذا الكشف العلماء والمتخصصين بأن وادي الملوك في جعبته الكثير وأن في باطنه مقابر لم تمسها يد الحفار بعد حصل الاميركي تيودور ديفيز theodore davis عام 1902 م على ترخيص من مصلحة الاثار بالسماح له باجراء الحفائر في الوادي وقد شاركه في هذا العمل كل من ارثر ويجال و ادوارد ايرتون وكوبيل وشاب اخر يدعى هيوارد كارتر وفي عام 1903 تم اكتشاف مقبرة تحتمس الرابع على يد كارتر بعد ذلك قام ايرتون و ويجال باكتشاف عدة مقابر غير ملكية وبعدها سجل ديفيس davis عبارته الشهيرة"اخشى ان وادي الملوك قد اخرج الان كل ما فيه" في مقدمة كتابه الذي يتحدث عن حفائر وادي الملوك وفي عام 1907م وصل الى مصر اللورد كارنرفون وقد حصل على ترخيص يسمح له بالتنقيب عن الاثار في وادي الملوك وقد وقع اختياره على كارتر الذي وفق عام 1922 في اكتشاف مقبرة توت عنخ امون تتكون المقابر الملكية في وادي الملوك في العادة من ممرات او دهاليز وغرف نحتت في صخر الجبل تعترضها بعض الابار اما جدران المقبرة فكانت مسرحا للمناظر والرسوم والنصوص الدينية المختلفة اغلبها مكن كتاب "ماهو موجود في العالم الاخر" وكتاب"البوابات" وكتاب" الكهوف" وكتاب "الارض" وكتاب "الموتى" بجانب بعض الطقوس الدينية مثل طقسة فتح الفم وقد اختلفت الاراء بخصوص الهدف من البئر في المقبرة الملكية فالبعض يعتقد ان الهدف منها تضليل اللصوص والبعض الاخر يرى انها كانت مكانل لتتجمع فيه الامطار التي قد تحدث بين الحين والحين حتى لا تصل الى حجرة الدفن وقد توصل فريد رش ان هناك هدفا دينيا لهذه الاباروذلك بعد ان ناقش الاراء القديمة على الوجه التالي :. اولا:ان المقابر التي بها ابار هي مقابر كاملة فلو كان الهدف منها ان تكون مانعا لمنعت العمال انفسهم من تكملة المقبرة..اذ انه من السهولة جدا ان توضع بعض الالواح الخشبية لتغطية هذه الابار والمرور عليها وخاصة بعد ان شاهد الملوك ورؤساء المهندسين الفنانين مقدرة اللصوص على سرقة مقابر ملوك الدولة الوسطى بما فيها من حيل ذكية لسرقة حجرة الدفن وعلى هذا فمن الصعب ان تفهم انهم عملوا مثل هذه البئر الواضحة لكي تعميهم عن الوصول لحجرة الدفن
ثانيا: اذا كان الغرض من البئر هو مجرد خزان لحماية المقبرة من مياه الامطار التي قد تحدث بين الحين والاخر لكان من الانسب ان توضع في بداية المقبرة وليس في منتصفها كما هو موجود في اغلب مقابر هذه الفترة كما ان جودة النقوش وجمال الرسوم على جدران هذه الابار يلغي فكرة استخدامها كخزان مياه اذ لو كان الهدف منها هو استقبال مياه المطر فما الداعي للجودة والاتقان سواء في المناظر او النقوش والرسوم ثالثا:بعد مناقشة النصوص والرسوم التي على جدران الابار ابتداء من هد الملك حور محب توصل "أبتز" الى ان اغلب هذه النصوص تتحدث عن الساعة الخامسة من كتاب الموتى "ماهو موجود في العالم الاخر" وهذه الساعة تتحدث عن الاله سكر وعن تحول الملك من "ملك للارضين" الى الاله اوزير وعلى هذا يعتقد ابتز ان بئر المقبرة ماهو الا قبر للملك المتوفي باعتباره اوزير_سكر