تولى الحكم
بعد وفاة أبيه "أمنحتب
الثالث وعمره لا يزيد
عن 16 عاماً، وتزوج من "نفرتيتى"
Nofretete or
Nefertiti المشهورة فى
التاريخ، ولم يكن مهتماً
بأمور السياسة والحرب،
ولكنه انشغل بأمور الدين. لم
يرض "أمنحتب
الرابع" عن تعدد الآلهة فى الديانة المصرية
القديمة، ورأى أن جميع
الآلهة ليست إلا صورة متعددة
لإله واحد، فنادى بعقيدة
دينية جديدة تدعو إلى عبادة
إله واحد هو "آتون" الذى
كان يمثله قرص
الشمس، وصوره بقرص تخرج منه
أشعة تحمل الحياة والنور إلى
الأرض وما عليها.
واعتقاد القدماء ان الشمس والقمر والنجوم هم آلهة (عائلة الالهة) كانت
شريعة قديمة لدى شعوب المنطقة بما فيهم العرب الذين
كانوا يعتقدون ان الله هو القمر.
واستمر اخناتون يعتقد ان الفراعنة من سلالة الالهة وممثليهم على الارض،
وانهم وحدهم الذين يعودون الى حضن اباءهم الالهة بعد الموت.
"أخناتون"
وزوجته "نفرتيتى" وفوقهم الاله الجديد " الشمس".
غيّر "أمنحتب
الرابع" اسمه إلى "أخناتون"
وأتخذ له عاصمة جديدة هى "أخيتاتون"
وموقعها "تل
العمارنة" بمحافظة
المنيا، وذلك لكى يبعد عن
"طيبة"
مقر كهنة الإله "آمون".
ونتيجة لذلك ثار كهنة الإله
"آمون"
والآلهة الأخرى ضد "أخناتون",
وبعد موتهم جرى التخلي عن الاله الجديد
وعادت مصر الى آلهتها القديمة،
وعمل الكهنة على نسيان اسم اخناتون وعقيدته.
وبرغم ذلك احتل اسم
"أخناتون"
مكاناً بارزاً بسبب تلك
الثورة الدينية التى قام بها
ضد تعدد الآلهة، ولهذا يعتقد البعض ان موسى
كان من ابناء مدينة طيبة وانه درس عقيدة التوحيد فيها لتتطور على يده الى
دين جديد بقيت فيه اثار التعدد. ووصل الينا
بعض من مضامين
عقيدة اخناتون مسجلة في مزامير
اخناتون، يمكن الاطلاع
عليها هنا
- الملك توت عنخ آمون Tutankhamen or
Tutankhamun
تولى الحكم بعد "أخناتون"،
واتخذ "طيبة"
عاصمة للبلاد من جديد وفى
عهده ازداد نفوذ كهنة "آمون".
ترجع شهرة "توت
عنخ آمون" إلى اكتشاف
مقبرته كاملة عام 1922 فى "وادى
الملوك" بالبر الغربى
للأقصر، تلك المقبرة التى حوت
روائع فنية وكنوزا أثرية ليس
لها مثيل، والتى تدل على ما
وصلت إليه الفنون المصرية من
تقدم. والآن تعرض محتويات
مقبرة "توت عنخ آمون" فى
المتحف المصرى بميدان
التحرير بمدينة القاهرة.
[b]كنوز
الملك " توت عنخ آمون" وقد تم
اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون
سليمة تقريباً أوضحت لنا
الكثير من العقائد الدينية
والجنائزية الملكية فى مصر
القديمة.
فالملك يدفن و معه كل
متعلقاته الشخصية التى كان
يستعملها فى حياته منذ كان
طفلاً، فهناك لعب الأطفال
التى تتحرك أجزاؤها، وهناك
لعبه ;الضاماوعصى الصيد
المقوسة (البوميرانج) .
وأدوات الكتابة من أقلام
والواح والوان، وهناك
الملابس والاكسسوارات والحلى
التى تستعمل فى الحياة
اليومية وفى رحلته للعالم
الآخر.
ومن أهم محتويات المقبرة كرسى
العرش الوحيد الذى وصل لنا من
حضارة المصريين القدماء
والأسرة و العجلات التىتجرها
الخيول وأدوات القتال من سيوف
وخناجروأقواس وحراب.
وهناك التابوت الذهبى للملك
الذى يزن أكثر من 110
كيلوجرامات، والقناع الذهبى
المرصع بالأحجار شبه الكريمة
ووزنه أحد عشر كيلو جراماً،
والذى كان يغطى وجه المومياء.
كما يوجد تابوتان آخران من
الخشب المغطى بالذهب وهناك 314
تمثالاً من التماثيل المسماة
المجيبة (الشوابتى) والتى
كانت توضع فى المقبرة لكى
تقوم بالعمل بدلاً من الملك
فى العالم الآخر .
كما يوجد 32 تمثالاً للملك
وألهة العالم الآخر من الخشب
المذهب. وعثر فى المقبرة ايضا
على كثير من الصناديق
المزخرفة بالمناظر الحربية
ومناظر الصيد والترفيه
والمقاصير الكبيرة من الخشب
المذهب ونقشت عليها مناظر من
كتب العالم السفلى تصور علاقة
الملك مع الشمس والمعبودات
المختلفة.
وكذلك مجموعة من 143 قطعة من
الحلى الذهبية المرصعة
بأحجار شبه كريمة أغلبها يمثل
معبود الشمس بأشكاله
المختلفة والقمرايضاً، فهناك
الأساور والأقراط والخواتم
والصدريات والدلايات، بل
هناك درع صنع للملك من الذهب
ورصع بالأحجار والزجاج
الملون وزخرف بأشكال
المعبودات التى تحمى الملك
وترعاه فى حياته وبعد وفاته،
كما عثر هناك على مجموعة
هائلة من الأوانى التى صنعت
من الألبستر أهمها بالطبع ذلك
الإناء الذى يمثل علامة
الوحدة بين شطرى البلاد
يربطهما معبود النيل، كما
يوجد هناك مصباح ليلى (أباجورة)
من الألباستر صنع بطريقة فنية
رائعة تظهر صورة الملك مع
زوجته عند اضاءته. ولمساعدة
الملك فى رحلته للعالم الآخر
ايضاً، صنعت له ثلاثة
أسرة جنائزية لتحمله فوق
ظهرها وتصعد به الى السموات
البعيدة.
قلادة
إله الشمس
تعتبر مجموعة مجوهرات "توت
عنخ آمون" من أشهر وأندر
مجوهرات ملوك مصر الفرعونية،
حيث تضم هذه المجموعة عدداً
كبيراً من القلادات والأقراط
والتيجان، من بينها القلادة
الصدرية المزخرفة والمصنوعة
من الذهب والفضة وحجر
الخلقدونى - العقيق الأبيض
المدخن، بالإضافة إلى العقيق
الأحمر وحجر الكالسيت
واللازورد والفيروز وحجر
الاوبسيديان والزجاج الأبيض
والأسود والأخضر والأحمر
والأزرق.
وتعتبر هذه القطعة واحدة من
أجمل مقتنيات مجوهرات "توت
عنخ آمون". وقد تم تسجيلها
بكتالوج "كارتر" برقم
"5"267، حيث يبلغ ارتفاعها
14,9 سم وعرضها 14,5 سم.
والتكوين الزخرفى لهذه
القلادة شديد الصعوبة والدقة
والتعقيد، حيث يتكون الجزء
السفلى منها من زخارف نباتية
وزهرية، فى حين يتكون الجزء
الأوسط من شكل زخرفى على صورة
صقر مصنوع من الذهب المرصع
بطريقة الكلوازونيه، وباسط
جناحيه ممسكاً بين مخالبه
بعلامتى "شين"، بالإضافة
إلى الرمزين النباتيين "زهرة
اللوتس" للوجه البحرى و"نبات
الأسَل" أو "السَّعاد"
للوجه القبلى.
وقد برع صانع القلادة فى
الاستعاضة بجسم ورأس الصقر
بجعران مصنوع من العقيق
الأبيض المدخن والذى يرمز إلى
"خبرى" - إله الشمس عند
وقت الفجر أو الشروق .. وعلى
جانبى الصقر نجد ثعبانين
مقدسين كل منهما يحمل قرص
الشمس فوق رأسه.
فى حين يحمل الجعران فوق
قدميه الأماميتين - بدلاً من
قرص الشمس التقليدى - رمزاً من
الرموز الشهيرة لكل من الشمس
والقمر، يتكون من المركب
الإلهى المقدس، ومن فوقه
العين اليسرى للإله "حورس"،
وهى العين التى أنقذها الإله
"تحوت" والذى يتمثل على
هيئة رجل برأس طائر "الإبيس"
(وأحياناً بأشكال أخرى). وتحيط
بجانبى العين - عين "حورس"
- حيتان مقدستان على رأس كل
منهما قرص الشمس وتحملان معاً
الهلال، وبداخله القرص
الكامل للقمر الذى يتضمن
بدوره نقشاً يمثل الملك
واقفاً بين الإلهين "تحوت"
و"رع".
وتعتبر هذه القطعة من
المجوهرات من القطع التى لها
علاقة وثيقة بتتويج الملك،
حيث ترمز فى مجملها إلى ميلاد
ملك جديد لحكم مصر، وهو ابن
لإله الشمس ويتولى العرش فى
بداية سنة قمرية جديدة، ويتم
عرض هذه القطعة النادرة بين
مجموعة مجوهرات الملك "توت
عنخ آمون" بالمتحف المصرى
بالقاهرة.
بوق
توت عنخ آمون عثر "هوارد كارتر" على
بوق "توت عنخ آمون"
المصنوع من الفضة وبوق آخر
من النحاس سنة 1922 م، وذلك
داخل لفة من أعواد النباتات
كانت موضوعة فى حجرة الدفن
بمقبرة الملك "توت عنخ
آمون" بـ"وادى الملوك".
وقد نُقل البوق الفضى إلى
المتحف المصرى بالقاهرة،
ويبلغ طوله 58 سم، ويصل اتساع
الناقوس (أوسع أجزاء البوق)
إلى 8.8 سم، بينما يتراوح اتساع
الأنبوبة بين 1.7 سم (عند طرف
البوق الذى يُنفخ فيه - فم
البوق) و2.6 سم (عند نقطة اتصال
الأنبوبة مع الناقوس). وقد
صُنع البوق من الفضة
المطروقة، مع شريط رفيع من
الذهب للزينة حول حافة
الناقوس، وفم مصنوع من الذهب
الرفيع الخالص. ويُلاحظ أن
الأنبوبة المخروطية والناقوس
كانا أصلاً عبارة عن قطعتين
منفصلتين تم لحامهما بالفضة.
كان البوق فى مصر القديمة
يُسمى "شينب" Sheneb، وكان
يُعتبر آلة موسيقية عسكرية،
وكنا نجد البواقين (المبوقين -
الذين ينفخون فى البوق)
بالقرب من الملك فى الحروب
والاحتفالات العسكرية. وقد تم
تسجيل صوت بوق "توت عنخ
آمون" سنة 1939 م فى المتحف
المصرى بالقاهرة لصالح
الإذاعة البريطانية BBC.
وأثناء النفخ تكسر البوق
لقدمه، ولكن تم إصلاحه وأمكن
تسجيل الصوت بنجاح.
- الملك رمسيس الثانى Ramses II هو من أشهر ملوك الأسرة
التاسعة عشرة. بدأ "رمسيس
الثانى" عصراً جديداً
سُمى "عصر
الإمبراطورية الثانية"،
وعمل على إحياء النفوذ المصرى
فى بلاد الشام الذى كان قد ضعف
بعد ثورة "أخناتون"
الدينية. وتعتبر حروبه آخر
المجهودات الحربية التى
بذلها ملوك الدولة الحديثة.
مثل معظم الفراعنة، فقد كان
لرمسيس عدة أسماء. أهم اثنين
منهم: اسه الملكي واسمه
الأصلي يظهران بالهيروغليفية
أعلى إلى اليمين. وتلك
الأسماء تُكتب بالعربية
كالتالي:[size=12]رع وسر معت
رع ستپ ن ، رع مس سو مري إمن ،
ومعناهما: "قوي رع وماعت ،
مصطفى رع ، روح رع ، محبوب
أمون". في النسخة الحيثية
من معاهدة السلام المذكورة
لاحقاً مع حاتّوسيليس
الثالث، بإن اسم الفرعون
يظهر كالتالي:
وَشْمُوَارع
شَتِپْنَرع رعمَشِشَ
مَيْأمَنَ . ويعتقد بعض
علماء المصريات أن هذا النطق
يجب إعتباره أقرب نطق لاسم
الفرعون.
كانت حسابات
الفلكيين في مصر القديمة تقول
إن اقتران ظهور النجم الذي
يحدد قدوم فيضان نهر النيل مع
الكواكب التي تحدد بدء السنة
الدينية وبداية السنة
الزراعية أمر لا يحدث إلا مرة
واحدة كل 1461 سنة وأن هذا
الاقتران الثلاثي ينبئ عن حدث
مهم سوف يحدث على الأرض، وكان
رمسيس الثاني كثيراً ما يفتخر
بأن هذا الاقتران حدث في عام
1317 ق.م وأن الحدث المهم هو
مولده في عام 1315 ق.م ( كتاب
رمسيس العظيم تأليف ريتافرد.
ص 24) وأن فيضان العام الذي سبق
مولده كان وافياً وغزيراً غمر
البلاد بالرخاء، وملأ البيوت
بالحبوب وعمت البهجة القلوب،
كذلك سجل رمسيس الثاني
افتخاره بأنه وُلِدَ من الإله
(آمون) نفسه الذي تقمص جسد (سيتي
الأول) فأنجبه من الملكة (تويا)
والدته. مثل هذه الادعاءات كانت شائعة في
العالم القديم ولازالت شائعة ويعتقد بها حتى االيوم في الشرق الاوسط.
ايضا يعتقد البعض أنه هو فرعون خروج اليهود
من مصر. إذا كان قد اعتلى
العرش عام 1279 ق.م وحكم مصر لمدة 66 سنة، مما
يعني انه عاش حوالي 96 سنة مما ينفي احتمال كونه فرعون قادر على ملاحقة
اليهود ليموت غرقا..،
معركة قادش
قام ملك الحيثيين بعقد
محالفات مع أمراء المدن
السورية ضد مصر، فأعد "رمسيس
الثانى" جيشاً بلغ 20,000
مقاتل، وسار الجيش مخترقاً
شبه جزيرة سيناء وفلسطين،
والتقى بالحيثيين وانقض
عليهم وهزمهم شر هزيمة. تذكر المصادر افرعونية ان ملك الحثيين اضطر
ملك بسبب هزيمته إلى
طلب الصلح، ووافق "رمسيس
الثانى، غير ان مراجع الحثيين تشير الى وجه اخر للحقيقة".
أول ذكر للحثيين في المراجع
التاريخية كان على يد مؤرخي
الفرعون رعمسيس الثاني الذين
أكدوا انتصاره على جيوش
الحثيين في معركة قادش. ويقول
غينز «ان تلك النقوش بمثابة
الدعاية الفرعونية الكاذبة
إذ إنها لا تمت للواقع بصلة.
فالحقيقة انجلت بعد اكتشاف
الحضارة الحثية وقراءة
مراجعها التاريخية. رعمسيس
الثاني كان قد خسر في قادش
واستطاع بصعوبة إنقاذ نفسه
وما تبقى من جيوشه. ولكن كان
لتلك المعركة أهمية كبرى
لتاريخ الحضارتين اللتين
وقّعتا معاهدة سلام وعرفتا من
بعدها قروناً من الطمأنينة
والتعاون العسكري والاقتصادي».
«حتوشة» هي عاصمة الحثيين.
تقع في قلب الأناضول وعلى علو
900 متر من سطح البحر. وهي تعرف
اليوم باسم قلعة بوغاز وقد
صنّفتها اليونسكو على لائحة
التراث العالمي. لقد اكتشفت
مدينة حتوشة الأثرية عام 1834،
ومنذ عام 1904 لم تتوقف
التنقيبات الأثرية داخل
أسوارها التي قسّم بناؤها الى
جزءين. في الجزء السفلي اعتمد
البناؤون على الصخور التي
شيّدوا فوقها الجدران
الطينية. وكان علماء الآثار
قد أعادوا بناء جزء من هذه
الأسوار كتجربة لتقدير صعوبة
العمل والوقت الذي قد يتطلبه
إنجاز أسوار تمتد لمسافة 2 كم.
تسعة أبواب رئيسية تصل
المدينة بالعالم الخارجي،
وقد زيّنت ثلاثة منها بنحوت
لأسود وأخرى لإله. ولهذه
النقوش معنى: فهم يحمون
المدينة في حال تعرضها لهجوم
ما. وفي التقاليد الدينية،
يختلف الحثيّون عن بقية
الحضارات والشعوب القديمة،
فعدد الآلهة التي يعبدونها
يتجاوز الألف، وهم يتغيرون
وتختلف أسماؤهم بحسب الملوك
والفتوحات. فالحثيون «يتبنّون»
آلهة الشعوب الأخرى كآلهة لهم.
ولكن على رغم هذه التغيرات
يبقى إلها الشمس والطقس الأهم
بالنسبة إليهم.
عاود
ملك الحثيين حاتّوسيليس
الثالث بعد معركة قادش
إثارة الاضطرابات مرة أخرى
ضد مصر فى بلاد الشام،
فحاربه "رمسيس
الثانى" واستمرت
الحرب مدة خمسة عشر عاماً
إلى أن طلب ملك الحيثيين
الصلح. عقدت بين "رمسيس
الثانى" وملك
الحيثيين معاهدة تحالف
وصداقة تعهد فيها كل منهما
للآخر بعدم الاعتداء،
وإعادة العلاقات الودية،
ومساعدة كل منهما للآخر فى
حالة تعرضه لهجوم دولة أخرى.
وتعد هذه المعاهدة أقدم
معاهدة دولية مكتوبة فى
التاريخ. ومن نصوص هذه
المعاهدة: "لا
تسمح الآلهة بعداء بين
البلدين، لن يعتدى عاهل خيتا
على أرض مصر …، ولن يعتدى
رمسيس على أرض خيتا …".
زواجه وطقوسه للاله آمون من اجل حياة اطفاله
كان رمسيس الثاني في
السادسة عشرة من عمره حين
تزوج من نفرتاري
مونموت وكانت من أجل جميلات
مدينة طيبة
يجري في عروقها الدم الملكي
أو من أسرة لا تقل عراقة عن
أسرة رمسيس الثاني وظلت هي
الزوجة الرئيسية حتى بعد أن
تزوج بغيرها، وكانت تلقب
بالأميرة الوراثية وسيدة مصر
العليا والسفلى وسيدة
الأرضيين أي على قدر المساواة
بالملك الذي كان يطلق عليه
لقب سيد الأرضيين.
وكانت زوجته تحمل وتلد
ويعطى للمولد اسم ولكنه لا
يلبث أن يموت، تكرر هذا عدة
مرات، ففي التاسعة عشرة رزق
بولد سماه ( خعموا ست الأول)
ولم يعش إلا أشهراً قليلة ثم
توفى، ثم ولد له بعد عام ( آمون
خرخبشف الأول ) لم يلبث إلا أن
توفى أيضاً، وتكرر هذا عدة
مرات.
ذلك وهو لا يزال ولياً للعهد.
ثم تولى الحكم رسمياً وعمره 23
عاماً، وتكررت الولادات
ووفاة المواليد، ومن الممكن ان
الأم كانت حاملة
للفيروس Cytomegalo virus CMV، إذ يولد عندها
الأطفال وقد انتقل إليهم
الفيروس من الأم ويتسبب في
وفاة الأطفال في سن مبكرة.
وعلى الاغلب وحسب عادات الانسان امام القضايا
التي تعصى على فهمه،
اختلق الاطباء تفسيرا للموت المبكر
تارة بأن هواء طيبة لايلائم الزوجة
ولعل ذلك كان أحد أسباب
تفكيره في نقل العاصمة إلى
الوجه البحري، وتارة انه
اصابته في عين شريرة
أولاده، وكانت مصر تعرف التعاويذ من السحر
والعين ولديها عدة اشكال للتعاويذ، ومنها اسوارة جميلة على شكل عين زرقاء
(انظر الصورة)، تذكرنا بالعادات الموجودة لدينا حاليا مثل " الخرزة
الرزقاء" من عين الحسود. وكأي أب في مثل هذه
الحالة فقد لجأ إلى الآلهة
يستعطفها ويركع أمامها ويقدم
القرابين ويرجوها أن يعيش
أبناؤه فنراه يركع أمام الإله
(تحوت) يقدم له البخور، ونقارن
هذا (التواضع ) بصورته أثناء
تتويجه ) بواسطة الإلهين (حورس)
و(ست) وقد رسم نفسه بنفس حجم
الآلهة، وعمد إلى أن يجعل
الآهلة تقف على قطعة حجر حتى
لا يضطر لأن يحني رأسه أثناء
وضع التاج عليه ! وفي أحد
المنحوتات نراه يقدم الزهور
للآلهة( حورس ميعام وحورس
باكي وحورس بوهن ) (الإله حورس
منتسباً إلى ثلاثة أقاليم
مختلفة ) وفي منحوتة أخرى نراه
راكعاً يقدم الخبز والطيور
والنبيذ قرابين للإله (آمون )
على هيئة رجل برأس صقر. وفي
منحوتة أخرى نراه يقدم تمثال (
ماعت) إلى الإله (تحوت ) رب
الأشمونين، وهكذا لم يترك
إلهاً في الشمال أو الجنوب
إلا وطلب منه أن يحافظ له على
أبناءه.
ثم بدأت زوجته نفرتاري
تتردد على المعابد تترجى
الآلهة هي الآخرة كي يعيش
أبناؤها. فنراها
تقدم الزهور والفواكه للآلهة
(خنوم وسانت وعنفت ). وفي
منحوتة أخرى نراها أمام أله
تحوت ) وفي آخر نراها تقدم
الزهور للإلهة (حتحور) على
هيئة البقرة وفي منحوتة أخرى
رُسمت وهي تقوم برقصة طقسية
ويقدم أحد الكهنة حزمة من
سنابل القمح للثور ( كاحج) (أحد
مظاهر الإله "مين" ) ثم
تماثيل الملوك الأسلاف في
أسفل الصورة والثور كاحج يمثل
القوة والفتوة والشباب، وليس
من تفسير لوضع هذه الرسوم في
لوحة واحدة إلا أنها تترجى
الآلهة أن يكون أبناؤها في
مثل قوة وفتوة الثور كاحج
ليعيشوا ويصبح لها من أبنائها
ملوكاً مثل ما كان للأسلاف.
ونلاحظ أن رمسيس الثاني وزوجته كانا
يختاران الآلهة التي
لها علاقة بالخصوبة والأمومة
والشباب والقوة وهي التي يمكن
أن تحقق لهما مطلبهما، فالإله
(مين) هو الإله الأكبر الذي
كان يعبد في منطقة أخميم
وطيبة وأرمنت، وكان يمثّل
وعلى رأسه ريشتان عاليتان،
رافعاً ذراعه الأيمن وقابضاً
على السوط المثلث الفروع
ويمثل واقفاً منتصباً إذ كان
يعتبر إله الإخصاب الذي يسرق
النساء وسيد العذارى كما أن
الأساطير تروي أنه قد أخصب
أمه !! وكان يعتبر أيضاً
إلهاً لخصوبة الأرض ويُعبد
ليكون المحصول وافراً، كذلك
كان اختيار نفرتاري للإلهة (حاتحور)
لتتعبد لها، فهي سيدة
الإلهات، وهي إلهة الحب وهي
الإلهة الطروب المحببة عند
النساء وكانوا يسمونها (الذهبية
) ودعاها اليونانيون ( إفروديت).
وكانت النسوة يحتفلن بها
بإقامة حفلات الرقص والغناء
واللعب بالصاجات والخشخشة
بقلائدهن وبالعزف على
الدفوف، وهي أم لابن إلهي هو (إيجي)
بل وهي أيضاً رمز للأمومة
وكثرة الأبناء، وقد أطلق
الشعب على بناتها (الحاتحورات
السبع) واللاتي كن يحمين
الأطفال ويتنبأن بمستقبل كل