كشفت مصادر إعلامية أن جنديًّا أمريكيًّا شاذ جنسيًّا، يقف وراء تسريب الوثائق السرية من وزارة الخارجية الأمريكية التي نشرها موقع ويكيليكس الإلكتروني، والتي تتضمن آلاف الرسائل والبرقيات الدبلوماسية المتبادلة بين الولايات المتحدة ودول العالم.
وذكرت شبكة الإذاعة البريطانية "بى بى سى"، أن موقع ويكيليكس حصل على 250 ألف وثيقة من الخارجية الأمريكية عن طريق الجندي الشاب برادلى ماننج المولود في أوكلاهوما والبالغ من العمر 23 عامًا، ومعروف عنه شذوذه الجنسي ودفاعه عن مثلى الجنس.
وأضافت، أنه تم اعتقال ماننج في مايو الماضى بعد نشر ويكيليكس شريط فيديو يتضمن خطأ ارتكبه الجيش الأمريكي في العراق، مشيرة إلى أن ماننج، التحق بالجيش الأمريكي في عام 2007م وعرف عنه معارضته الشديدة لقانون "لا تسأل لا تخبر" الذي يفرض على مثلى الجنس عدم الإفصاح عن ميولهم الجنسية وإلا التسريح من الجيش.
وجاري الآن البحث عن شخص آخر يدعى "أدريان لامو" أحد قراصنة الإنترنت الذي ساعد برادلي في تصنيف وتجهيز هذه المعلومات قبل إعطائها إلى مؤسس موقع ويكيليكس "جوليان اسانج".
وذكرت "بي بي سي"، أن لامو قال لماننج: "إن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون وعشرات الآلاف من الدبلوماسيين سيصابون بنوبة قلبية عندما يستيقظون ويجدون هذا الكم من البرقيات السرية أصبح في متناول الجميع".
وإذا كانت بعض المواقع تفسر عملية التسريب بمحاولة انتقامية من جانب الجندي الشاب بسبب شذوذه وتعرضه لسخرية زملائه من القوات الأمريكية، فإن الكثير من المصادر الأخرى تؤكد -وفقًا لاعترافات برادلي مانينغ- أنه تصرف بدافع صحوة ضمير نتيجة ما كان يراه في العراق من تكرار للمظالم بسبب وجود القوات الأمريكية في هذا البلد.
يأتي ذلك فيما حث مسئول كندي رفيع الرئيس الأمريكي باراك أوباما على اغتيال "جوليان أسانج" مؤسس موقع ويكيليكس، ونصح البروفيسير "توم فلاناجان" كبير مستشاري رئيس الوزراء الكندي "ستيفن هاربر"، بضرورة أن يتم اغتيال أسانج على الفور كعقاب على تسريبه لوثائق دبلوماسية سرية.
وجاءت دعوة فلاناجان ضمن تعليقه يوم الثلاثاء لقناة CBC الإخبارية الكندية على تسريبات موقع ويكيليكس للوثائق الدبلوماسية الأمريكية. وأطلق كبير مستشاري رئيس الوزراء الكندي تصريحه في برنامج إخباري صباحي يبث على الهواء مباشرة؛ الأمر الذي أربك المذيع "ايفان سولومون" ومجموعة من المحللين الموجودين في الاستديو الذين بدت على وجوههم الصدمة الشديدة.
وفي محاولة لاحتواء الأمر، قاطع المذيع ايفان المسئول الكندي لمنحه فرصة للتراجع عن تصريحه؛ حيث قام بتنبيهه إلى أن كلماته قاسية وصعبة للغاية.
لكن فلاناجان أصر على رأيه وقال: "أنا لا أمزح بهذا الشأن، على الرئيس باراك أوباما أن يأمر باغتيال أسانج عن طريق قاتل محترف أو حتى من خلال ضربه بطائرة بدون طيار"، وأضاف: "أنه سوف يكون راضيًا للغاية إذا اختفى أسانج من الوجود".
وضمن تبريره لطلبه، قال فلاناجان: إن تسريب معلومات دبلوماسية عن مطالبة دول عربية وخليجية مثل السعودية بضرب إيران أمر خطير للغاية، فهذه الدول مجاورة لإيران وترغب أن تعيش بجوارها في سلام، مشيرًا إلى أن هذه التسريبات لا يجب أن يتداولها العامة، ومثل هذه المعلومات تعرض الدبلوماسيين العرب للخطر.