مصادر بالجيش الإسرائيلى تتنبأ بانتهاء العلاقات المصرية الإسرائيلية
نقلت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية تخوف الجهات الأمنية والعسكرية
الإسرائيلية، من نتائج الانتخابات الرئاسية المصرية، مشيرة إلى أن مصادر من
داخل الجيش الإسرائيلى تنبأت بأن يكون فوز مرشح جماعة "الإخوان المسلمين"
محمد مرسى انتهاء لعصر العلاقات الإسرائيلية المصرية.
وقال الخبير والمحلل الاستراتيجى الإسرائيلى بن كاسبيت بالصحيفة العبرية،
"من هذه اللحظة التى تم فيها انتخاب مرسى سيبدأ الخوف لدى قادة جهاز
الاستخبارات العسكرية "أمان"، وجهاز المخابرات الخارجية "الموساد"، وسيتجسد
أمام تلك الأجهزة بتل أبيب سيناريو الرعب المطلق الذى لعب دوراً رئيسياً
فى سيناريوهات الرعب الأشد التى دارت فى الألعاب الحربية السرية للجيش
الإسرائيلى وجهاز الأمن الإسرائيلى على مدى جيل كامل، وهى اللحظة التى تسقط
فيها مصر فى أيدى الإخوان المسلمين".
وأضاف الخبير الإسرائيلى، "إن إعلان مرسى، رجل الإخوان المسلمين، رئيساً
لجمهورية مصر العربية أمس يعد بقعة من الواقع البشع بالنسبة لإسرائيل
وستشرق الشمس كل يوم على أحداث جديدة لم تتعود عليها القيادة فى تل أبيب".
وأوضحت معاريف أن مدير عام وزارة الدفاع الإسرائيلية الجنرال عاموس جلعاد
سيبقى يطير إلى مصر سراً ويجلس أمام رجال المخابرات العامة المصرية فى
القاهرة، وقد لن تندلع أى حرب فى الوقت القريب مع مصر ولكنها قد تحدث فى
المستقبل.
وقال بن كاسبيت، "لا داعى للفزع، ولا ينبغى إنعاش الاحتياطات الوقائية فى
إسرائيل، فالأيام التى كان فيها بوسع الاتحاد السوفييتى أن يوقف جيشاً
عربياً مسلحاً من بداية قدميه حتى الرأس، بالمجان بلا مال، انقضت ولم تعد
قائمة، واليوم حتى الولايات المتحدة لم تعد قادرة على عمل هذا".
وأوضح المحلل الاستراتيجى الإسرائيلى قائلاً، "مرسى سينهض كل صباح وسيتعين
عليه أن يطعم 87 مليون مصرى يتكاثرون بوتيرة المتواليات الهندسية، وأن يمول
بدل بطالة لملايين العاطلين عن العمل، وسينظر يمينا ويسارا وغربا وجنوبا
وشرقا، ليكتشف أن الحدود الهادئة نسبيا الوحيدة له هى الحدود مع إسرائيل
وسيفهم بأنه بين السودانيين والليبيين وبدو سيناء، يمكنه فقط أن يعتمد على
الإسرائيليين، وسيسافر إلى واشنطن فى النهاية وسيتعلم هناك نظرية الأرقام".
وأضاف الخبير الإسرائيلى، خلال مقاله بالصحيفة العبرية، "إن المجلس العسكرى
أخذ منه الصلاحيات فى مواضيع الخارجية والأمن وبالأساس الإعلان عن الحرب،
وأبقى له المجريات اليومية كالتعليم والصحة ورغيف الخبز والفول الذى يجب أن
يوضع على الطاولة".
وقال بن كاسبيت، "من جهة أخرى، ستأتى لحظة ما وتكون الحياة أصعب بالنسبة
لإسرائيل، وأنه من الآن فصاعدا فعملية عسكرية ضد غزة كعملية "الرصاص
المصبوب؟ لن تكون سهلة، فحرب ضد لبنان للمرة الثالثة مستحيلة لأنه فى حرب
لبنان الثانية استجدى الرئيس السابق مبارك برئيس الوزراء الإسرائيلى السابق
إيهود أولمرت كى يسحق حزب الله، وفى كل ما يتعلق بحماس، رقصت القيادة
المصرية السابقة فى كل مرة قطعنا فيها هناك رؤوسا فى غزة، والآن، بدلا من
قوة عظمى تمقت حماس، تجلس على حدودنا الجنوبية دولة شقيقة لحماس وهى
الإخوان المسلمين الذين يرون فى حماس زملاء، وبالتالى فإن أى عملية ضد غزة
يجب أن تحدث قبل تولى مرسى منصب الرئاسة رسمياًَََ".
واختتم الخبير الإسرائيلى قائلا، "على هذه الخلفية يتأكد تفويت الفرصة
التاريخية لرصاص مصبوب، نحن سنذرف الكثير من الدموع على هذا التفويت، الجيش
الإسرائيلى فوجئ بالسهولة التى اجتاح فيها القطاع وشلل مقاتلى حماس، وغزة
كلها ترنحت وكانت حاجة إلى قرار بسيط كى يسقط كل هذا القطاع".