مدفيديف ينفي وجود اية مبادلة في قضية الملف النووي الايراني ونشر الدرع الصاروخية في اوروبا0
أعلن
الرئيس الروسي دميتري مدفيديف ان اية مبادلات لن تتم بشأن قضايا الملف
النووي الايراني وقضايا الدرع الصاورخية الامريكية في اوروبا .وجاء ذلك
في رده على اسئلة الصحفيين بعد اختتام مباحثاته مع رئيس الوزراء الاسباني في مدريد يوم الثلاثاء 3 مارس/آذار حول
الزعم بأن رسالة الرئيس الامريكي باراك اوباما الموجهة اليه تضمنت
اقتراحا بالتخلي عن نشر عناصر الدرع الصاورخية الامريكية في اوروبا مقابل
مساعدة روسيا في حل المشكلة النووية الايرانية.
وقال
مدفيديف " اننا نتبادل الرسائل فعلا. ولكن اذا ما كان المقصود اجراء
مبادلات ما فيمكنني القول ان القضايا لم تطرح بهذا الشكل". ويرى الرئيس
الروسي ان طرح موضوع التبادل لا يعتبر شيئا بناءا.وقال" لا يشترط احد ربط
هذه القضايا بأية مبادلات ، ناهيك الحديث عن الموضوع الايراني، فنحن نعمل
اصلا بأتصال وثيق مع الزملاء الامريكيين حول موضوع البرنامج النووي
لأيران".
وقال
رئيس روسيا الاتحادية ايضا " ان ما نتلقاه الآن من الشركاء الامريكيين يدل
على أقل تقدير على أمر واحد هو ان شركاءنا الامريكيين مستعدون لمناقشة هذه
المسألة ". وتابع مدفيديف قائلا :" وهذا أمر حسن بحد ذاته. لأننا كنا قبل
عدة اشهر مضت نتلقى اشارات أخرى من هناك: حيث كانوا يقولون ان القرار قد
اتخذ ولا مجال للمناقشة ، وسنفعل كما قررنا". وأكد الرئيس الروسي ايضا على
أنه اذا ما " جرى مثل هذا الكلام فأن الرد اللازم سيأتي لاحقا".
وألمح
مدفيديف الى "ان قضايا الدفاع المضاد للصواريخ أثارت وما زالت تثير الكثير
من الشكوك لدينا في الوضع الذي ولدته الادارة السابقة". وقال ايضا " ان
مبادرة الدرع الصاروخية التي طرحت منذ فترة وجيزة لا تعزز الامن في
القارة الاوروبية ، بل ان الامر بالعكس فهي تجعله اكثر احتداما. وكان موقف
روسيا من هذه الناحية في منتهى البساطة حيث اعلنا : دعنا نبحث معا قضايا
الدفاع المضاد للصواريخ ونكون الدرع الفعال والمتين الذي يقي من مختلف
انواع الاخطار. علما ان عددها كبير فعلا"." واذا كان المقصود نشر اجزاء
من هذه المنظومة، علما انها تنشر بالقرب من حدود روسيا الاتحادية فلا بد
ان يثير هذا قلقنا لأن هذه المنظومة ستحمي ليس من الاخطار الشاملة بل من
اشياء اخرى. ولهذا كان رد فعلنا شديدا. ونحن لا نوافق على ذلك واذا ما
ابدت الادارة الامريكية الجديدة الفكر السليم واقترحت مثلا اقامة بنية
جديدة ما تروق لجميع الاوروبيين وطبعا تروق الى الولاايت المتحدة
الامريكية وتكون مقبولة من جانب بلادنا فنحن على استعداد لمناقشتها.
وذكر
مدفيديف ان الامن الدولي يشكل عنصرا هاما جدا في العلاقات بين روسيا
وامريكا. وقال "تود روسيا اقامة علاقات طبيعية وكاملة القيمة مع الولايات
المتحدة الامريكية . وكان هذا موقفنا في الفترة السابقة ايضا حين عملنا مع
ادارة بوش ونأمل ان تتجسد الاشارات الايجابية التى تلقيناها من واشنطن في
اتفاقات ملموسة".
وكانت
ناتاليا تيماكوفا الناطقة الرسمية بأسم الرئيس الروسي قد أكدت سابقا تلقي
مدفيديف رسالة من أوباما، لكنها قالت أنها لا تحتوي على مبادرات معينة
ملزمة للطرفين.وقالت أن رسالة اوباما جاءت كرد على رسالة بعث بها الزعيم
الروسي الى نظيره الامريكي فور تولي الأخير مقاليد السلطة في الولايات
المتحدة.
وذكرت تيماكوفا أن مدفيديف يثمن عاليا السرعة التي جاء بها رد بها أوباما والروح الإيجابية المميزة لرسالته.
وأشارت تيماكوفا الى أن رسالة أوباما تحتوي على اقتراحات متنوعة وتقييما للأوضاع الراهنة .
ويأمل
الجانب الروسي في أن يسهم اللقاء المرتقب بين وزير الخارجية الروسي سيرغي
لافروف مع نظيرته الأمريكية هيلاري كلينتون في اكسابها مقترحات ملموسة
ستعتمد لاحقا كأساس للمناقشات بين الرئيسين مدفيديف وأوباما في لندن.
اوباما : الصحفيون لم يفهموا رسالتي يعتقد
الرئيس الامريكي باراك اوباما ان وسائل الاعلام الامريكية فسرت بشكل غير
صحيح جوهر رسالته الى الرئيس الروسي دميتري مدفيديف مؤخرا. وقد اعلن ذلك
في لقاء مع الصحفيين عقب اجتماعه مع رئيس الوزراء البريطاني غوردون
براون. وحسب أقوال سيد البيت الابيض فأنه لم يطرح على نظيره الروسي فكرة
مبادلة قضايا الدرع الصاروخية بالقضية النووية الايرانية. وقال اوباما "
انني اعتقد ان الخبر المنشور في " نيويورك تايمس" قد فسر بشكل خاطئ جوهر
الرسالة".وحسب قوله فأنه تناول في هذه الرسالة المستفيضة جدا العديد من
القضايا - من عدم انتشار السلاح النووي الى قضايا الامن ومنها افغانستان
ومكافحة الارهاب وكذلك تصفية آثار الازمة المالية العالمية.
وأكد
رئيس الادارة الامريكية قائلا " انني قلت في رسالتي ما قلته سابقا علانية
اكثر من مرة وهو ان الدفاع المضاد للصواريخ الذي نتحدث عن نشره ليس موجها
ضد روسيا بل ضد ايران. وانا قلت اننا اذا استطعنا اضعاف طموح ايران الى
اقتناء السلاح النووي فأنه ستقل الضرورة لنشر منظومة الدرع الصاروخية".
لكن حسب اقوال اوباما فأن هذا لا يعني البتة ان الولايات المتحدة تتخلى
عن دعم بولندا وتشيكيا وغيرها من البلدان الاعضاء في الناتو في ضمان
أمنها. ويجب على روسيا ان تفهم تمسكنا الحازم بأستقلال وأمن هذه
البلدان". وأكد اوباما على انه يأمل في ان تتخذ روسيا مواقف بناءة وقال
:" انني آمل في اننا سنتمكن من اقامة علاقات بناءة قائمة على الاحترام
المتبادل والمصالح المشتركة".
اقوال "نيويورك تايمس"وكانت صحيفة
"نيويورك تايمز" الأمريكية قد افادت سابقا ان رئيس الولايات المتحدة باراك
أوباما عرض استعداد واشنطن التراجع عن نشر النظام الجديد للدفاع الصاروخي
في شرق أوروبا مقابل تقديم روسيا المساعدة في منع إيران من صنع اسلحة
نووية.
وقد سرب للصحيفة نبأ مفاده أن رسالة سرية وصلت قبل 3 اسابيع الى الرئيس الروسي نقلها مبعوث خاص لهذا الغرض.
و
أكد مسؤول امريكي لوكالة " رويترز" إن اوباما بعث برسالة حول هذا الموضوع
الى نظيره الروسي. وقال المسؤول الأمريكي الرفيع المقام:" يمكننا تأكيد ان
الرئيس اوباما بعث برسالة الى الرئيس مدفيديف". وأضاف قوله:"تناولت
الرسالة مجموعة من الموضوعات منها الدفاع الصاروخي وربطه بالخطر
الإيراني".
وطبقا لصحيفة "نيويورك تايمز" فإن روسيا لم تتلق حتى الآن أية اجابة عن الرسالة الأمريكية.
وتعارض
روسيا بشدة نشر نظام امريكي جديد للدفاع الصاروخي في بولندا وجمهورية
التشيك. وكانت حكومة الرئيس السابق جورج بوش قد اقترحت نشر هذا النظام،
وزعمت انه يرمي لحماية أوروبا من أي خطر ايراني محتمل ، بينما تجد فيه
موسكو خطرا على امنها القومي.