عمر سليمان: رجل الظلام الذي تطارده الأضواء
تبعث
ملامح وجهه المتجهم بالكثير من الإيحاءات المختلطة، أوضحها أن الرجل هو
المؤتمن على أسرار نظام مصر ومقومات بقائه اليوم، ولعل هذا ما جعله ـ رغم
خبرته الطويلة في العمل الدبلوماسي والمخابراتي ـ لا يجيد إخفاء انزعاجه من
كاميرات المصورين والأضواء الكثيرة التي سلطت عليه مؤخراً بعد أن اختاره
الرئيس مبارك نائباً له؛ بعد أن كادت "ثورة الشباب" تقوض أركان النظام
الحاكم، وفرضت على "سدنته" البحث عن مخلَّص يدير الدفة في الطوفان، ويجيد
مغازلة الحلفاء في البيت الأبيض. يوم
أدى اللواء عمر سليمان اليمين الدستورية أمام الرئيس المصري - كأول نائب
له منذ توليه السلطة قبل ثلاثة عقود – لم ينس أن يحيه تحية عسكرية أمام
الجميع، ربما أراد من خلالها التذكير بأنه ابن مؤسسة الجيش، وامتداد
"طبيعي" لجيل الضباط الذين حكموا مصر منذ ستين عاماً.
أميركا
وإسرائيل – اللتان تعرفان الرجل جيداً – كانتا في مقدمة المرحبين باختياره
للمنصب، واهتمت كبريات الصحف العالمية والقنوات الفضائية بعرض سيرته،
مركزة على تقديمه كبديل مناسب للرئيس مبارك، يضمن "التغيير في ظل
الاستقرار"، ويحظى بثقة الغرب، الذي اختبر "أمانته وإخلاصه" في مواقف
كثيرة.