مستقبل مصر حسب سيناريوهات الولايات المتحدة
احمد عقيل الجشعمي
شبكة النبأ: يبدو ان الانتفاضة التي تقوم بها الشعوب العربية على رؤسائها لم تحقق تغييرا كبيرا في الوطن العربي ولم تثير مخاوف الحكام والانظمة العربية فقط بل هي تجاوزت بكثير هذه الحدود الى درجة انها تخيف الدولة التي تملك اكبر قوة في العالم ولا يجرء احدا ان يهددها ولم بكلمة وهي الولايات المتحدة الأمريكية، بل انها (المظاهرات) اقلقت راحة الطفل المدلل لأمريكا وجعلته يحتاج الى حماية من نوع خاص خوفا من ان يمسه الخطر في المستقبل.
وتشير الاحداث والتصريحات التي ادلى بها البيت الابيض والسياسيين بل وحتى الرئيس الامريكي نفسه الى ان هناك قلق كبير من انتفاضة مصر كون الاخيرة هي الحليفة الاكبر في الشرق الاوسط وارضا تحمل مصالحا ضخمة للنظام الامريكي ويعود الفضل بذلك الى مبارك الذي كان دائما الرجل الاقرب توفير افضل ما لديه لمساندة امريكا حتى انه يحمي اسرائيل بواسطة استمراره بتنفيذ معاهدة السلام المتفق عليها فيما بينهم.
وهذا كله يثير الرعب لدى الولايات المتحدة خوفا من زواله اذا جاءت حكومة جديدة لا تحترمها بل انها تستغل الوضع التي هي عليه وتبدأ بمحاربتهم بالإضافة الى اسرائيل، كما ان هذه الاحتمالات جعلت تصريحات ومواقف السياسيين الامريكيين مضطربة وغير متزنة وبشكل واضح، حتى انها في بعض الاحيان تكون متناقضة وغير واضحة، ولكن في الاخر فأن البيت الابيض يتمنى (كما هو دائما كذلك) ان تكون نهاية الامور تصب في مصلحته وحتى اذا لم تكن فهو قادر على ان يدير الدفة على ما هو يريد.
واشنطن تعمل سرا
حيث تعكف الولايات المتحدة الأمريكية من خلف الكواليس على مناقشة كيفية تحريك عملية انتقال سلس للسلطة في مصر قدماً في وقت أبدى فيه كبار مسؤولي إدارة الرئيس، باراك أوباما، رغبتهم في رحيل الرئيس حسني مبارك، فوراً.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، تومي فيتور، إن مسؤولين أمريكيين ناقشوا مع نظراء لهم مصريين سيناريوهات مختلفة لكيفية بدء تشكيل الحكومة الجديدة، مشدداً بأن كافة القرارات في هذا الشأن يجب أن تكون مصرية وبقرار من الشعب. ويتشبث الرئيس المصري بالسلطة رغم احتجاجات شعبية عارمة تنادي برحيله.
وقال الرئيس المصري منذ نحو عشرة أيام، في مقابلة مع قناة "ABC" الأمريكية إنه يرغب بالرحيل لكنه لا يستطيع خشية حدوث فوضى في البلاد. وأعرب كبار المسؤولين في إدارة أوباما عن رغبتهم في تنحي مبارك وبدء مفاوضات شاملة وفورية مع خصومه السياسيين. وفند مسؤول أمريكي بارز ما نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" بأن الجانبين الأمريكي والمصري على وشك الإجماع بشأن مقترح محدد، قائلاً: ببساطة من الخطأ نشر تقرير بأن هناك خطة أمريكية واحدة تجري مناقشتها مع المصريين."
وذكرت الصحيفة أن إدارة أوباما تناقش مع مسؤولين مصريين اقتراحا يقضي باستقالة الرئيس حسني مبارك على الفور. ونقلت عن مسؤولين أمريكيين ودبلوماسيين عرب أن الاقتراح ينطوي على أن يسلم مبارك السلطة إلى حكومة مؤقتة برئاسة نائبه، عمر سليمان بدعم من الجيش. وكذلك يتضمن الاقتراح أن تدعو الحكومة المؤقتة أعضاء من نطاق واسع من جماعات المعارضة بما في ذلك جماعة الإخوان المسلمين المحظورة الى بدء العمل لفتح النظام الانتخابي للبلاد في مسعى لإجراء انتخابات حرة ونزيهة في سبتمبر/أيلول، بحسب الصحيفة. بحسب وكالة انباء السي ان ان.
وكان الرئيس المصري قد أعلن مؤخرا إنه كان لا ينوي الترشح لولاية جديدة في الانتخابات الرئاسية المقررة في سبتمبر/أيلول، إلا أنه لم يكن بكاف لوقف الاحتجاجات الشعبية التي تنادي برحيله فوراً وتولي حكومة تسيير أعمال حتى موعد الانتخابات.
ووصف نائب الرئيس المصري المطالب الشعبية قائلاً: " "مطالبة الرئيس مبارك بالرحيل ليس من أخلاق المصريين،" مستغربا استخدام كلمة "رحيل،" التي اعتبرها دخيلة على المصريين. ويرى البعض باغتنام تنازلات مبارك والبناء عليها ودخول المعارضة في مفاوضات مع الحكومة المصرية للبدء في صياغة حكومة انتقالية، إلا أن الجماعات المعارضة ترفض الجلوس للحوار حتى تنحي مبارك.
وفي هذا السياق قال مسؤول أمريكي بارز: "حان وقت العمل.. على الحكومة القيام ببعض الخطوات ولكن على المعارضة بدورها إبداء رغبة في المشاركة في المفاوضات بدورها"، ودعا حكومة مبارك للسماح للطرف الأخير بطرح رؤيته عوضاً عن إملاء وتيرة ونطاق الانتقال للديمقراطية."
وقال مسؤول مصري إن مبارك نجم أفل على صعيد السياسة المصرية، لكنه حذره من انعكاسات الإطاحة به فورا وأنه قد يضفي ضبابية على العملية السياسية وهو ما من شأنه أن يجعل من إجراء انتخابات حرة ونزيهة أمراً صعباً.
ونادى مسؤولون أمريكيون بارزون على رأسهم رئيس لجنة السياسة الخارجية بمجلس الشيوخ، السيناتور جون كيري، والسيناتور جون كيري، المرشح الرئاسية السابق، الرئيس مبارك التنحي من أجل بلده وشعبه.
وأصدر أعضاء مجلس الشيوخ قراراً بالإجماع يدعو مبارك للتنحي "فورا وبدء عملية انتقال منظمة وسلسة نحو نظام سياسي ديمقراطي، يشمل نقل السلطة لحكومة تسير أعمال، بالتنسيق مع قادة المعارضة في مصر، ومنظمات المجتمع المدني والجيش، والقيام بإصلاحات لازمة لإجراء انتخابات حرة ونزيهة وموثوق بها دولياً هذا العام."
الحكومة القادمة شريكة لأمريكا
من جانبه قال الرئيس الامريكي باراك أوباما انه واثق من ان الانتقال المنظم للسلطة في مصر سيؤدي الى حكومة تبقى على شراكة مع الولايات المتحدة.
وقال اوباما في مقابلة مع قناة فوكس نيوز ان أفكار جماعة الاخوان المسلمين المحظورة وهي الكتلة المعارضة الاكثر تنظيما للرئيس المصري حسني مبارك تحتوي عناصر معادية للولايات المتحدة. واضاف ان الاخوان مع ذلك لا يتمتعون بتأييد الاغلبية.
وقال "من المهم لنا ألا نقول ان أمامنا خيارين فقط اما الاخوان المسلمين او شعب مصري مقهور. "ما اريده هو حكومة ممثلة في مصر وانا على ثقة بأن مصر اذا مضت في عملية انتقال منظمة فستكون لدينا في مصر حكومة يمكن أن نعمل معا كشركاء."
وقال اوباما ان مبارك وحده الذي حكم مصر لمدة 30 عاما هو الذي يعرف ما اذا كان سيغادر منصبه قريبا ام لا. واضاف الرئيس الامريكي "لكن ما نعرفه -- ان مصر لن تعود الى ما كانت عليه... الشعب المصري يريد الحرية. انهم يريدون انتخابات حرة ونزيهة. انهم يريدون حكومة تمثل كل الاطياف. يريدون حكومة مسؤولة. لذا فان ما قلناه هو أن عليكم ان تبدأوا الانتقال الان." بحسب وكالة الانباء البريطانية.
ودعت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الى اشتراك واسع للقوى السياسية المصرية في المحادثات مع الحكومة من أجل ضمان تحقيق " الآمال المشروعة" للشعب. وقالت وزارة الخارجية الامريكية في بيان لها ان كلينتون أكدت خلال محادثة مع رئيس الوزراء المصري احمد شفيق "على الحاجة لضمان تحقيق الآمال المشروعة للشعب المصري ولضمان مشاركة قطاع واسع من اللاعبين السياسيين والمجتمع المدني في العملية التي يقودها المصريون."
كما اكدت كلينتون ان حالات التعرض للناشطين والصحفيين والعناصر الاخرى من المجتمع المدني واحتجازهم يجب ان تنتهي. ولم يعط البيان تفاصيل أخرى عن محادثة كلينتون مع شفيق.
لكن الامر بدا انها تخفف من الضغوط الامريكية على مبارك كي يتنحى.
وقالت الوزيرة الامريكية للصحفيين على طائرتها في طريق عودتها من مؤتمر ميونيخ الامني "نريد ان نرى بدء عملية تقود الى انتقال منظم بها معالم وخطوات جادة تؤدي بنا الى انتخابات حرة ونزيهة "
وأجرى عمر سليمان نائب الرئيس المصري الذي عمل لسنوات طويلة رئيسا للمخابرات محادثات لم يسبق لها مثيل مع الاخوان المسلمين وعدد اخر من جماعات المعارضة بينما قال المحتجون في ميدان التحرير انهم سيصعدون من معركتهم لإسقاط حكم مبارك. وأعلن مبارك عزمه على البقاء في الحكم حتى نهاية مدته الدستورية في سبتمبر أيلول.
وقال جون كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الامريكي انه سعيد بما وصفها بسلسلة أحداث سريعة ومثيرة صوب رحيل الرئيس حسني مبارك واجراء انتخابات ديمقراطية في مصر. واقترح كيري أن يخاطب مبارك ثانية الشعب المصري. وكان مبارك أعلن في كلمة أذيعت مؤخرا أنه لن يرشح نفسه لفترة رئاسية أخرى. وقال انه يجب على مبارك "أن يوضح الجدول الزمني وما هي العملية على وجه الدقة... اذا حدث ذلك فمن الممكن بحق أن يؤدي ذلك الى نتيجة أفضل."
أمريكا تحاول السيطرة
بينما يصر المسؤولون الامريكيون على أن رسالتهم بشأن مصر لم تتغير وهي أنه يجب أن يسمح الرئيس المصري حسني مبارك بالانتقال السياسي وأن يفعل هذا الان.
لكن واشنطن تمر بوقت حساس تحاول فيه تعريف كيف قد يبدو الانتقال وكم سيدوم ومن الذي قد ينخرط فيه. كل هذا أدى الى انتشار الشكوك بين الجماهير في حقيقة الاستراتيجية الامريكية للتعامل مع الازمة التي تهدد بقلب السياسة الامريكية في الشرق الاوسط المطبقة منذ عقود رأسا على عقب.
ويقول محللون سياسيون ان ادارة الرئيس الامريكي باراك أوباما مازالت تصارع في ظل وضع مضطرب مما يؤدي الى صدور رسائل متضاربة بشأن ما اذا كان يعتقد أن الرئيس حسني مبارك مازال له دور في مستقبل مصر السياسي أو أي نوع من الحكومات قد تقبل.
غير أنهم يصفون هذا بأنه صراع بشأن التكتيكات اكثر منه بشأن السياسة يعززه هدف امريكي شامل هو تحقيق الاستقرار لمصر ثم تشجيعها خطوة بخطوة نحو مزيد من الديمقراطية دون زعزعة استقرار التحالفات الاخرى.
وقال روبرت دانين خبير شؤون الشرق الاوسط بمجلس العلاقات الخارجية "انهم يكيفون سرعتهم بما يتلاءم مع تضاريس الارض." ومضى يقول "الادارة تحاول التعامل مع عدد من الاجزاء. تنحي مبارك مجرد عنصر واحد من عملية اكبر لضمان ما يحدث بشأن الانتخابات وما يحدث بشأن الانتقال وما يحدث بشأن الدستور."
وكان الجانب الجديد الذي توليه الولايات المتحدة التركيز واضحا حين قالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون امام مؤتمر أمني في ميونيخ ان مولد مصر من جديد سياسيا قد يستغرق وقتا أطول من الذي يطلبه معارضو مبارك.
وأضافت "المبادئ واضحة جدا والتفصيلات العملية تشكل تحديا كبيرا" مشيرة الى أن مبارك تعهد بالا يخوض انتخابات الرئاسة مجددا كما وعد بإجراء اصلاحات أخرى في حين توقف العنف ضد المحتجين المناهضين للحكومة.
وجاءت تصريحات كلينتون بعد أسبوع من الضغوط على مبارك حتى " يتخذ القرار الصحيح" كما قال الرئيس الامريكي باراك أوباما لتفسر على أنها موافقة من الولايات المتحدة على انتقال تدريجي الى انتخابات حقيقية. وقد يتيح هذا السيناريو لمبارك (82 عاما) أن يظل في منصبه حتى اجراء الانتخابات في سبتمبر أيلول.
وعبرت كلينتون ايضا عن دعمها لجهود التواصل التي يبذلها نائب الرئيس عمر سليمان الذي ينظر اليه كثيرون في المعارضة المصرية بتشكك لتاريخه كرئيس للمخابرات العامة في عهد مبارك. وحذرت وزيرة الخارجية الامريكية من أن قوى متطرفة مستعدة " لتعطيل العملية او الاستيلاء عليها."
وأصيب نشطاء مصريون بالقلق وزاد من قلقهم تصريحات فرانك ويزنر الدبلوماسي السابق الذي تم ايفاده لتوصيل رسالة شخصية من أوباما لمبارك. وقال ويزنر الذي غادر القاهرة فيما يبدو دون اقناع مبارك بالتنحي ان المطالبات بتنحي الرئيس المصري بسرعة قد تأتي بنتيجة عكسية مشيرا الى أنه مازال له دور مهم يجب أن يلعبه. بحسب وكالة الانباء البريطانية.
وقال ويزنر للمشاركين في مؤتمر ميونيخ "يجب ان يبقى الرئيس في منصبه لتوجيه هذه التغييرات" في تعليقات تنصلت منها واشنطن غير أنها اعتبرت أنها تمثل على الاقل خيارا تبحثه الولايات المتحدة.
وبنت واشنطن منهجها نحو الاضطرابات منذ البداية على الاهمية الاستراتيجية لمصر بوصفها اول دولة عربية توقع معاهدة للسلام مع اسرائيل وحامية قناة السويس الى جانب كونها قوة في مواجهة الاصولية الاسلامية بالمنطقة. وندد الزعيم المصري المعارض محمد البرادعي بنهج الولايات المتحدة الاقل حدة ووصفه بأنه "نكسة كبيرة" قد تؤدي الى مظاهرات تتسم بقدر اكبر من الغضب.
وقال بريان كاتوليس الخبير الامني في مركز التقدم الامريكي وهو مؤسسة بحثية في واشنطن ان ادارة أوباما أدركت أن إعادة تشكيل الساحة السياسية بمصر مع تفادي انزلاقها الى الفوضى ستستغرق وقتا.
وقال كاتوليس "التفاوت في القوة الان بين نخبة السلطة الحالية في الحكومة وأجهزة الامن من ناحية والمعارضة السياسية من ناحية... قوي." وأضاف "لا أرى أن القوى المعنية تتحرك بسرعة نحو الانفتاح." وأشارت كلينتون ومسؤولون اخرون الى استعدادهم لان تلعب حركة الاخوان المسلمين دورا في حكومة مستقبلية غير أنهم أكدوا أنه لا مكان على مائدة الحوار سوى لمن يرفضون العنف ويقبلون بالمبادئ الاساسية للديمقراطية.
لكن بعض المحللين ويشاركهم في هذا الرأي محتجون مصريون يعتقدون أن ادارة أوباما خسرت بالفعل فرصة لتعزيز الحركة الديمقراطية في مصر باختيارها الانخراط بمزيد من العمق مع حكومة مبارك.
وقال روبرت سبرينجبورج الخبير بالشؤون المصرية في كلية الدراسات العليا البحرية الامريكية "فوتنا فرصة تاريخية لأننا كانت لدينا فرصة لنغير ليس مصر وحسب بل معظم العالم العربي في حركة شعبية لا تنتهج العنف تقودها عناصر متعلمة من الطبقة المتوسطة."
وقال دانين من مجلس العلاقات الخارجية ان نهج الولايات المتحدة قد يؤدي الى كسب وقت ضروري غير أن النتيجة ستتوقف على ما اذا كانت الولايات المتحدة ستواصل الضغط من أجل اجراء تغيير سياسي حقيقي بعد أن يرحل مبارك في النهاية. وأضاف "نحن لا نساوم على ما اذا كان (مبارك) سيرحل نحن نساوم على الوقت والالية." ومضي يقول "ربما لا يكون مبارك واعدا لكنهم ينحتون الارض من تحته."
الولايات المتحدة تتحدث بتقلب
فيما ذكر تقرير لوكالة انباء «اسوشيتد برس» أنه في الوقت الذي تتصاعد فيه الفوضى في مصر يسود الانقسام بين أعضاء الكونجرس من الحزب الجمهوري وخاصة مرشحيه المتوقعين للرئاسة الأمريكية بخصوص استجابة اوباما لتطورات الأحداث في مصر.
ويأتي ذلك على الرغم من ان مشاعر القلق والخوف التي تسيطر على صفوف الحزب الجمهوري من احتمال سيطرة نظام اسلامي على الحكم في دولة تعتبر حليفا مهما للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط المحفوفة بالمخاطر والتي تتسم بعدم الاستقرار.
وبالمقارنة بالخلاف في الرأي الذي ظهر أخيرا بخصوص القضايا المحلية فان الجدل بين الحزبين الجمهوري والديموقراطي بخصوص مصر قد خفت حدته وساده الصمت، وقد يرجع ذلك الى ان الحزبين تتباين مواقفهما قليلا بخصوص السياسة الأمريكية تجاه مصر، وكلا الحزبين يعتبران مصر محورية في تحقيق شرق اوسط يسوده السلام.
وفي الوقت الذي يؤيد كلا الحزبين تحقيق الديموقراطية في مصر، فانهما يعربان عن مخاوفهما وقلقهما ازاء تأثير المتطرفين في الحكومة التي سوف تتولى الحكم بعد فترة مبارك، الأمر الذي يعتبر مثار قلق لإسرائيل بصفة خاصة.
وفي محاولة للتحدث عن المسار الذي سوف تتخذه الأحداث في مصر فقد خضع جون بوهنار رئيس مجلس النواب الأمريكي وزعيم الأقلية في مجلس الشيوخ ميتش ماككونيل واللذين يعتبران اهم شخصيتين منتخبتين من الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة لآراء وقرارات الرئيس الأمريكي الديموقراطي، وقد اوضحا عدم رغبة قيادة الحزب الجمهوري في الكونجرس في توجيه النقد واثارة الخلاف بصفة مستمرة على الأقل بخصوص هذه القضية، ويأتي ذلك تمشيا مع العرف السائد عن ان السياسة تتوقف عند حافة المياه في وسط الأزمات الأجنبية. وذكر ماككونيل انه يتعين على الولايات المتحدة ان تتحدث بصوت واحد وبرأي واحد.
موقفان مختلفان
وعلى الرغم من ذلك التوجه فان مرشحي الرئاسة المحتملين من الحزب الجمهوري قد اتخذا موقفين مختلفين حول ما يحدث في مصر، وانقسمت الآراء بخصوص ازمة قد تؤدي الى تغيير السياسة الخارجية الامريكية بطريقة دراماتيكية جذرية اكثر مما تخطط له حكومة اوباما.
ويهاجم البعض بقيادة نيوت جينجرتين الرئيس السابق لمجلس النواب الرئيس أوباما حيث سعى هؤلاء الى وضع حدود واتخاذ قرارات حاسمة بخصوص ما يمكن المشاركة فيه أو السماح به مع الحزب الديموقراطي بخصوص النهاية التي سوف تنتهي اليها الامور التي قد تكون قضية رئيسية في حملة اعادة الانتخاب في 2012 غير انه قد صدرت اشارات قليلة بخصوص ما يمكن ان يقوما به من مواقف متباينة.
وقال جينجر يتسن انه لا يعتقد ان حكومة اوباما لديها طريقة لحل المشكلة وذلك بالمقارنة بمواقف المسؤولين في البيت الابيض في حكومة جيمي كارتر بعد انهيار الحكومة الايرانية. وقال انه امر يثير المخاوف ان نراقب مواقف الحكومة الامريكية الحالية.
واستلقت النظر ان آخرين ممن يتصفون بالصراحة وعدم التحفظ مثل سارة بالين قد التزمت الصمت، كما ان هناك اشخاصاً قليلين مثل ميت رومني الحاكم السابق لولاية ماساشوستس يلتزمون الحرص بخصوص تطورات الاحداث وما يمكن ان يسفر عنه استمرار التظاهرات من اضطراب.
وفي نفس الوقت فإن السيناتور جون ماكين منافس اوباما في 2008 واهم عضو جمهوري في لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ تجاوز موقف الحكومة الامريكية حيث طالب مبارك بنقل السلطة الى حكومة انتقالية فورا.
كما اعرب عن مخاوفه من تأثير التنظيمات المتطرفة وصعود الاخوان المسلمين الى الحكم. وبعد التقائه بالرئيس اوباما في المكتب البيضاوي لبحث بعض القضايا اخيرا، ذكر ماكين انه يتعين على الولايات المتحدة ان تقوم بمهمة افضل بتشجيع الديموقراطية في الشرق الاوسط.
وعلى الرغم من ذلك فإن رد الفعل العام للحزب الجمهوري الذي يتسم بالهدوء والسيطرة على المشاعر قد يتغير حيث يراقب الجمهوريون الكيفية التي يتعامل بها اوباما مع الازمة ومن المحتمل ان يقوموا بانتهاز الفرص لمهاجمته اذا حدث تباطؤ بخصوص حسم الامور في مصر، مما يثير القلق بشأن امن اسرائيل ومصير معاهدة السلام بين مصر واسرائيل في 1979، وبهذا المعنى فإن الملاحظات التي ابداها جينجر يتسن قد تشير الى البوادر الاولى لعواصف النقد.
غير ان الامر قد تغير خلال الفترة السابقة حيث دفعت الاحداث الاخيرة في مصر السياسة الخارجية الى الواجهة، ويأتي التحول في التوجهات في الوقت الذي يبحث فيه المرشحون الجمهوريون فيما اذا كانت لديهم المهارة لمهاجمة أوباما والسعي لدعم الادلة التي تؤكد مهارتهم في ادارة شؤون السياسة الخارجية في الوقت الذي يقومون فيه بزيارة لبعض دول الشرق الاوسط.
ويعتزم هالي باربور حاكم ميسيسبي زيارة اسرائيل هذه الايام في اعقاب زيارة مايك هاكابي الحاكم السابق لولاية اركنساس.
واثناء زيارة هاكابي لإسرائيل اشار الى ان اوباما يعتبر غير مبال بالعواقب والمخاطر ويفتقر الى الفكر الصائب والحرص تجاه إسرائيل عن طريق دفع الرئيس مبارك بطريقة متكررة للتخلي عن السلطة.
وقال ان التزام الولايات المتحدة الصمت الذي وصل الى حد عدم اعترافها بأي دور قام به مبارك في الحفاظ على الحدود الآمنة بين مصر واسرائيل يعتبر مثار قلق كبير. ويقول تيم بولوينتي الحاكم السابق لولاية مينوسوتا انه يبدو ان حكومة اوباما قد اصيبت بالصدمة حيث انها لم تتوقع ما حدث في مصر، كما ان الحيرة قد سيطرت عليها.
موقف حريص
وقد اتخذ ميت رومني الجمهوري وحاكم ماساشوستس موقفا اكثر حرصا وحذراً حيث ذكر ان موقف مسؤولي البيت الابيض اتصف في البداية بالتقلب وعدم الثبات حيث صدر عنهم بيانات اتسمت بالحماقة وعدم العقلانية، غير انه اضاف بأن هؤلاء المسؤولين قاموا بتصحيح موقفهم حيث ذكروا انهم يريدون حكومة انتقالية وتساءل عما اذا كان الرئيس المصري سوف يتنحى فورا أم لا.
موقف موحد
وذكر ماككونيل زعيم الاقلية في مجلس الشيوخ انه لدينا رئيس جمهورية واحد ووزيرة خارجية واحدة ويجب ان يتحدث كلاهما بالنيابة عن الولايات المتحدة بخصوص ازمة الشرق الاوسط.
واثنى بوهنار رئيس مجلس النواب على استجابة حكومة اوباما وطالب الولايات المتحدة بمواصلة دعم تحرك مصر نحو الديموقراطية، واضاف ان ما لا تريده الولايات المتحدة هو سيطرة الايديولوجيات الراديكالية على الحكم في دولة كبيرة جدا وهامة جدا في الشرق الاوسط مثل مصر.
دعم امريكا لسليمان سيكون نكسة
اما من الجانب المصري فقد اعلن المعارض المصري محمد البرادعي انه ستكون "نكسة كبيرة" اذا دعمت الولايات المتحدة سواء الرئيس المصري حسني مبارك او نائبه عمر سليمان لقيادة حكومة انتقالية.
وقال البرادعي عندما سئل عن تقارير قالت ان واشنطن قد تؤيد سليمان او مبارك لقيادة حكومة انتقالية فقال "اذا كان ذلك صحيحا فبوسعي ان اقول لكم ان تلك ستكون نكسة كبيرة."
واضاف "اذا كانت الامور التي سمعتها (صحيحة) فان ذلك سيسقط على الناس الذين يتظاهرون كالرصاص." وأشارت الولايات المتحدة الى انها تريد انتقالا منظما للسلطة في مصر قد يشهد بقاء الرئيس المصري حسني مبارك رئيسا لمصر حتى انتخابات الرئاسة في سبتمبر أيلول وهو تغير في السياسة سيغضب على الارجح المتظاهرين الذين يطالبون باستقالته على الفور.
وقال البرادعي "ان نسمع..ان مبارك لابد وان يبقى ويقود عملية التغيير وان عملية التغيير تلك يجب ان يقودها بشكل اساسي اوثق مستشاريه العسكريين وهو ليس اكثر الشخصيات شعبية في مصر دون اقتسام السلطة مع مدنيين سيكون امرا محبطا جدا جدا." وكان البرادعي بذلك يشير الى سليمان وهو شخصية بارزة في الجهاز الامني. بحسب وكالة الانباء البريطانية.
وقال البرادعي انه لا يعتقد ان المتظاهرين فقدوا قوة الدفع على الرغم من قلقه من امكان ان يتحول الوضع الى اكثر دموية. واضاف "هناك بالطبع ارهاق قليل في كل مكان" واضاف ان هناك "نواة" من المتظاهرين الذين لن يستسلموا مادام مبارك في السلطة.
وقال "ربما ليس كل يوم ولكن ما اسمعه هو انهم قد ينظمون مظاهرات يوما بعد يوم. "الاختلاف هو انها ستصبح اكثر غضبا واكثر ضراوة. ولا اريد ان اراها تتحول من ثورة جميلة سلمية الى ثورة دموية." واشار البرادعي الى ان الولايات المتحدة ليس لديها على ما يبدو سياسة واضحة بشأن مصر. وقال "يبدو انكم (الولايات المتحدة) تردون فقط على من هو اقوى كل يوم وليس بناء على موقف مبدئي وهو ما سيكون امرا محبطا بالنسبة لي ولكل الناس الذين يتظاهرون."
ديك تشيني يصف مبارك بأنه رجل صالح
بينما أشاد ديك تشيني نائب الرئيس الامريكي السابق بالرئيس المصري حسني مبارك ووصفه بأنه "رجل صالح" وصديق قوي للولايات المتحدة لكنه قال ان الشعب هو الذي سيقرر مصيره كزعيم.
وقال تشيني خلال جلسة يتلقى فيها أسئلة في لقاء لتكريم الرئيس الامريكي الراحل رونالد ريجان "انه رجل صالح.. انه صديق صالح وحليف للولايات المتحدة ونحتاج لتذكر ذلك."
ومضى يقول "في النهاية أيا كان ما سيأتي في الفترة القادمة سيحدده الشعب المصري." ولم يذكر تشيني الذي كثيرا ما ينتقد أوباما اراء بشأن طريقة تعامل أوباما مع الازمة لكنه قال ان من المهم القيام بجهود دبلوماسية بشكل غير معلن. ومضى يقول "من الصعب للغاية على زعيم أجنبي ما التصرف بناء على نصيحة أمريكية بطريقة ملحوظة."
وكان تشيني وزيرا للدفاع الامريكي عام 1990 عندما غزا العراق الكويت. وقال ان مبارك كان مساهما حيويا في رد الفعل العسكري ضد العراق ومنح حقوقا للطائرات الامريكية بالتحليق في المجال الجوي المصري وساهم بقوات في الحرب. ورفض أن يذكر تكهنات بشأن مستقبل مبارك.
وأردف قائلا "لا أدري. لكني أعتقد أيضا أن هناك وقتا يحل على الجميع يتعين فيه الانسحاب والمضي قدما." وقال "نصل الى المرحلة التي تتوالى فيها السنين ويصبح التعامل مع الاعباء أكثر صعوبة. لكن كما قلت هذا قرار لا يمكن أن يتخذه سوى المصريين."
خطأ تاريخي
من جانبه، حذر السيناتور الأمريكي جون ماكين من اشراك جماعة الاخوان المسلمين في حكومة انتقالية في مصر وقال في تصريح لمجلة شبيجل الألمانية: «الاخوان المسلمون جماعة أصولية تسعى بالدرجة الأولى لتطبيق الشريعة.. خاصة فيما يتعلق بحقوق المرأة».
واتهم السيناتور الجمهوري ماكين جماعة الاخوان بالتعاون مع منظمات ارهابية ودعا الى عدم اشراكها في المسؤولية عن الحكومة في مصر مضيفا: «ان اشراك جماعة الاخوان المسلمين في حكومة انتقالية سيكون خطأ ذا أبعاد تاريخية». بحسب وكالة الانباء البريطانية.
وعبر ماكين الذي خسر الانتخابات الرئاسية عام 2008 أمام منافسه الديموقراطي باراك أوباما عن رضاه عن أداء الرئيس الأمريكي ازاء الأزمة في مصر وقال: «لقد سيطر الرئيس على الأزمة جيدا حتى الآن».
واعتبر ماكين الأزمة الحالية في مصر الأكبر في تاريخ السياسة الخارجية الأمريكية منذ انتهاء الحرب الباردة «غير ان أوباما قد أغفل مدى تشوق الناس في الشرق الأوسط للحرية والديموقراطية.. يبدو أنه قد أدرك ذلك الآن، ولكنه احتاج وقتا طويلا من أجل ذلك».
فيما يتدفق المتظاهرون على ميدان التحرير تحسباً لأي محاولة من الجيش الذي بدأ تحركات بالدبابات داخل الميدان، لإخلائه، أعلن نائب المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين في مصر رشاد البيومي في مقابلة في در شبيغل ان الجماعة لا تريد «ان تقدم الثورة (في مصر) على انها ثورة الاخوان المسلمين، ثورة اسلامية».
وأوضح البيومي في نفس عدد المجلة التي نشر بها جون ماكين «اننا نبقى على مسافة» اثناء التظاهرات «لأننا لا نريد ان تقدم الثورة على انها ثورة الاخوان المسلمين، ثورة اسلامية. انها انتفاضة الشعب المصري».
واعرب الرجل الثاني في جماعة الاخوان المسلمين من جهة اخرى عن الاسف لكون نظام الرئيس المصري حسني مبارك «يعطي عمدا رؤية مغايرة لحركته ويتلاعب بالراي العام». وقال «الغرب لا يريد الاستماع الينا. لسنا بشياطين. نريد السلام لا العنف. ان ديننا ليس شيطانيا. ديننا يحترم مؤمني الديانات الاخرى، هذه مبادئنا».
المخابرات الامريكية حذرت
في حين قالت مسؤولة كبيرة بالمخابرات الامريكية ان مسؤولين من المخابرات حذروا ادارة الرئيس باراك اوباما من عدم الاستقرار في مصر في نهاية 2010 لكنهم لم يتوقعوا آلية لتفجر الاضطرابات. وسئلت ستيفاني اوسوليفان -المرشحة لمنصب النائب الاول لمدير المخابرات القومية في جلسة للجنة المخابرات بمجلس الشيوخ للتصديق على تعيينها- متى حذرت المخابرات اوباما وصانعي القرار من احتمال أن تهدد الاحتجاجات قبضة الرئيس المصري حسنى مبارك على السلطة. وقالت "حذرنا من عدم الاستقرار. لم نعرف أي آلية ستؤدي لتفجر ذلك. حدث هذا نهاية العام الماضي."
وتعرضت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون والرئيس باراك أوباما للانتقاد لبطء اداركهما لحجم الاضطراب في مصر. وعندما طلب منها اعطاء تفاصيل قالت اوسوليفان التي تشغل حاليا منصب نائب مساعد مدير المخابرات الامريكية (سي.اي.ايه) انها لا تستطيع التوضيح. وأضافت "اخشى ألا استطيع الرد بشكل كاف على سؤالكم المحدد ... واجباتي كانت تتعلق بالفهم العام للمناقشات التي تجري وليس تقديم إفادات بشكل مباشر للرئيس على مدى العام الماضي." بحسب وكالة الانباء البريطانية.
وشددت اوسوليفان على أن مسؤولين أمريكيين كانوا يعملون بلا كلل لتحليل الاثر الاستراتيجي الاوسع نطاقا للاضطراب العربي منذ الاحتجاجات التي أطاحت بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي بعد 23 عاما في السلطة.
وقالت "الاحداث في مصر تتطور بشكل سريع والعاملون في المخابرات يعملون بأقصى سرعة لمواكبتها على الارض...لكن فور وقوع الاحداث في تونس في وقت سابق بدأ العاملون في المخابرات بحث الاثار الاستراتيجية بعيدة المدى لتلك الاحداث."
تسلسل زمني لرد فعل أمريكا
بينما تطور الموقف الامريكي من الازمة في مصر بشكل كبير تماشيا مع تطور الاحداث على الارض. فبعد أسبوع من اعلان واشنطن أن حكومة الرئيس المصري حسني مبارك مستقرة اذا بها تدعوه الان الى بدء انتقال السلطة على الفور.
اليوم الاول - الثلاثاء 25 يناير كانون الثاني
- بدأت الاحتجاجات في مصر في اليوم الذي ألقى فيه الرئيس الامريكي باراك أوباما خطاب الاتحاد أمام الكونجرس.
- أدلت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون بأول رد من مسؤول أمريكي كبير وقالت "تقييمنا هو أن الحكومة المصرية مستقرة وتبحث عن سبل لتلبية الاحتياجات المشروعة ومصالح الشعب المصري."
وركزت التصريحات الامريكية على الدعوة لضبط النفس وعدم اللجوء الى العنف بعدما اشتبك الاف المصريين مع الشرطة وطالبوا بإنهاء حكم مبارك.
- لم يذكر أوباما مصر في خطاب حالة الاتحاد لكنه أشار الى الاحداث في تونس وقال ان الولايات المتحدة "تدعم التطلعات الديمقراطية لكل الشعوب." وصفق أعضاء الكونجرس لأوباما.
- وبعد كلمة أوباما قال روبرت جيبز المتحدث الصحفي باسم البيت الابيض "ندعم الحقوق العالمية للشعب المصري ومن بينها حق حرية التعبير وحرية التجمع. أمام الحكومة المصرية فرصة مهمة لتستجيب الى تطلعات الشعب المصري وتنفذ اصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية يمكن أن تحسن حياته وتساعد على رخاء مصر."
اليوم الثاني - الاربعاء 26 يناير
- لا يذكر أوباما مصر في تصريحات معدة أثناء زيارته لويسكونسن لتعزيز رسالته الاقتصادية في خطاب حالة الاتحاد. وفي مصر اشتبكت الشرطة مع الاف المصريين الذين تحدوا حظر الحكومة للاحتجاج.
- ردا على سؤال حول ما اذا كانت واشنطن لا تزال تدعم مبارك قال جيبز على متن طائرة الرئيس "مصر حليف قوي."
- وفي واشنطن قالت كلينتون "نحث السلطات المصرية على عدم منع الاحتجاجات السلمية أو اعاقة الاتصالات بما في ذلك مواقع الاعلام الاجتماعي." وتابعت قائلة "أعتقد أن من الممكن أن تتم اصلاحات وهذا هو ما نحث عليه وندعو له."
اليوم الثالث - الخميس 27 يناير
- مع امتداد الاحتجاجات الى مدينة السويس حيث اشتبك المحتجون مع قوات الامن وصف جو بايدن نائب أوباما مبارك بأنه حليف في جهود السلام بالشرق الاوسط وقال "لا أصفه بأنه دكتاتور."
- قال أوباما في مقابلة نقلها موقع يوتيوب على الانترنت " كانت مصر حليفا لنا في كثير من القضايا الحيوية... لكنني كنت أقول له (مبارك) دائما ان التأكد من المضي قدما في الاصلاح -الاصلاح السياسي والاصلاح الاقتصادي- مهم للغاية من اجل مصلحة مصر على المدى البعيد."
اليوم الرابع - الجمعة 28 يناير
- أصدرت الخارجية الامريكية تحذيرا للأمريكيين من السفر الى مصر بعد أن فرضت الحكومة المصرية حظرا للتجول في القاهرة والاسكندرية والسويس.
- قال البيت الابيض في أقوى رد فعل أمريكي حتى تلك اللحظة ان الولايات المتحدة ستراجع مساعداتها الى مصر والتي تقدر بنحو 1.5 مليار دولار. وقال جيبز "سنراجع موقف مساعداتنا بناء على الاحداث الجارية الان وفي الايام القادمة."
- تحدث أوباما مع مبارك لمدة 30 دقيقة بعد أن دعا الرئيس المصري في كلمة نقلها التلفزيون الى حوار وطني لتجنب الفوضى وأمر بنزول الجيش المصري الى الشارع لاستعادة السيطرة.
قال أوباما انه حث مبارك على اتخاذ اصلاحات شاملة وأضاف " تحدثت معه بعد كلمته وقلت له ان عليه مسؤولية اعطاء معنى لهذه الكلمات واتخاذ خطوات وأفعال ملموسة للوفاء بهذا الوعد." بحسب وكالة الانباء البريطانية.
اليوم الخامس - السبت 29 يناير
- اجتمع أوباما مع فريقه للأمن القومي لبحث الوضع في مصر.
- قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية بي. جيه. كراولي في رسالة على موقع تويتر انه لا يمكن لمبارك الاكتفاء "بإعادة ترتيب الاوراق" وذلك بعدما أقال الرئيس المصري حكومته وعين عمر سليمان مدير المخابرات المصرية نائبا له.
اليوم السادس - الاحد 30 يناير
- ضغطت البرامج الحوارية التلفزيونية كثيرا على كلينتون بأسئلة حول ما اذا كان يجب على الرئيس المصري التنحي وقالت الوزيرة الامريكية عبارة "الانتقال المنظم" للمرة الاولى في الخطاب الامريكي الرسمي. وقالت لبرنامج (فوكس نيوز صنداي) "نريد ان نرى انتقالا منظما حتى لا يملا أحد الفراغ .. يجب ألا يكون هناك فراغ وان تكون هناك خطة مدروسة جيدا من اجل اقامة حكومة ديمقراطية تقوم على المشاركة."
وجاءت تصريحات كلينتون بينما تظاهر الالاف في وسط القاهرة.
اليوم السابع - الاثنين 31 يناير
- أرسل أوباما فرانك ويزنر السفير الامريكي السابق في القاهرة الى مصر ليخبر مبارك في حديث خاص انه يجب أن يعد "لانتقال منظم" للسلطة.
- واستمر البيت الابيض علنا في الدعوة الى اصلاحات ديمقراطية لكنه لم يتطرق الى مصير مبارك. وقال جيبز "نحن لا نختار بين من هم في الشارع ومن هم في الحكومة."
اليوم الثامن - الثلاثاء أول فبراير شباط
- أمرت الخارجية الامريكية برحيل كل أفراد الطاقم غير الضروريين في السفارة الامريكية الموجودين في مصر وعائلاتهم.
- أدلى أوباما ببيان في البيت الابيض قال فيه انه تحدث مع مبارك بعدما قال الرئيس المصري في كلمة نقلها التلفزيون انه لن يرشح نفسه مجددا للرئاسة. وقال انه أخبر مبارك بأن "الانتقال المنظم يجب أن يكون له معنى وسلميا ويجب أن يبدأ الان."
اليوم التاسع - الاربعاء 2 فبراير
- أدان البيت الابيض العنف الذي اندلع في مصر وقال ان الولايات المتحدة قلقة بشأن الهجوم على متظاهرين سلميين.
- يلتزم المسؤولون الامريكيون الغموض عند الضغط عليهم حول ما اذا كانت دعوة أوباما لانتقال فوري للسلطة تعني أن الولايات المتحدة تريد تنحي مبارك الان قبل انتخابات الرئاسة المصرية المقررة في سبتمبر أيلول.